بتاريخ ٠٦ / ٠١ / ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

سؤال البدايات يطرح عادةً بداية ونهاية كل عام، وأحيانًا خلال العام عند الرغبة في التغيير والبدء بصفحة جديدة.

خطوات البداية تحتاج منّا الانتباه لها، وتدور حول ثلاثة أسئلة:

من أين نبدأ؟ كيف نبدأ؟ من أين تبدأ الأعمال و القرارات كلها؟

السؤال الأول: من أين نبدأ؟

يكون عبر خطوتين:

١– الخطوة الأولى: البدء من الداخل، البدء بالقلب.

صلاح القلب:

القلب هو المحور الأساسي لكل شيء يتعلق بالتغيير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْب)

صحيح مسلم

أي صلاح القلب بصلاح الأحوال وصلاح الأعمال، وبالتالي صلاحي الذاتي والشخصي.


كيف هو قلبك عند الله عزّ وجلّ؟

إن الله سبحانه لا ينظر إلى صورتك ولا إلى شكلك، ولكن ينظر إلى قلبك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ)

صحيح مسلم

القلب هو محل النظر منه سبحانه.

بداية الخطوة الأولى:

قرارك منك وتبدأ بها أنت أولًا. تماشيًا مع قوله صلى الله عليه وسلم:

(وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)

صحيح البخاري.

حتى لا تكون مثل الذي اتخذ قرارًا ضد الصلاح والهداية سواء في السفر أو الحجاب، أو غيره من المحرمات، حتى يقلب الله سبحانه وتعالى

أفئدتهم وأبصارهم كأن لم يمر عليهم ذكر ولا آية. كأنهم ما سمعوا أي وعظ في حياتهم ولا دخلت قلوبهم عبرة. يقول عنهم الله عزّ وجلّ:

{ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}

سورة الأنعام: ١١٠

تفادي الزيغ:

صلاح الجسد بصلاح القلب، فإذا صلح القلب، صلح الجسد كله وصلحت الأحوال والأعمال، وإذا فسد القلب، فسدت الأحوال والأعمال. لذلك قال عزّ وجلّ:

{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}

سورة الصف:٥.


القلب المهاجر:

هذا العمر يمضي والقلب ينبض لكنه في غفلة، ماذا لو استمر العمر في ذات الاتجاه؟

هل سألت إلى أين يصل؟  أين المحطة القادمة؟ هل أنت متيقظ؟ هل أنت مسافر بقلبك قبل أن تسافر بجسدك؟

هل سفرك لله عزّ وجلّ؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه)

صحيح البخاري.

والهجرة سفر وهي تعني هجر ما نهى الله عزّ وجلّ عنه، أي القلب المهاجر إلى الله.


تكرار الفتن على القلب:

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

(تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا)

صحيح مسلم.

والحصير قطعة متشابكة من الألياف أو الخيوط الصغيرة جدًا، وهذه الطريقة التي تعرض بها الفتن كالخيوط الصغيرة المتشابكة

حيث لا يشترط أن تكون الفتنة ابتلاء كبيرًا. ولكنها ابتلاء في الساعة الواحدة عشرات المرات من قرار عمل، أو محادثة صديق، أو جلسة عائلية وغيرها.

وتعاد الفتن على القلب وتكرر. فيقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ)

حديث صحيح.

فالذي يستجيب لهذه الفتن واستقرت في قلبه، تنقط على قلبه نقط سوداء حتى يسود قلبه كله، والذي يمتنع ولا يستجيب لها تنكت على قلبه

نكت بيضاء حتى يصير القلب أبيضًا. مثل الصفا وهو الحجر الأملس في غاية البياض والصفاء. ويكمل الرسول الكريم قوله:

(والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعروفًا، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه)

حديث صحيح.

مُرْبَدًّا: الربدة لونٌ ما بين السواد والغبرة، ليصبح القلب أسودًا كالرماد.

–        كالكُوزِ مُجَخِّيًا: كالكأس المقلوب لا يستقر به شيء مهما صببت عليه، ولا يستقر به شيء. ليتحول القلب إلى مضخة

لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر، ويخلط بينهما عمدًا أو يوافق هواه.


ثبات القلب وتقلبه:

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُكثِرُ أنْ يقولَ:

( يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ -قال عَفَّانُ: فقالَتْ له عائِشةُ-: إنَّكَ تُكثِرُ أنْ تقولَ:

يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ وطاعَتِكَ، قال: وما يُؤَمِّنِّي؟ وإنَّما قُلوبُ العِبادِ بَينَ إصْبَعَيِ الرَّحمنِ، إنَّه إذا أرادَ أنْ يَقلِبَ قَلبَ عَبدٍ قَلَبَه، قال عَفَّانُ:

بَينَ إصْبَعَينِ مِن أصابِعِ اللهِ عزّ وجلّ)

الراوي : عائشة أم المؤمنين.


صدق القلب:

يقول ابن القيم:

“الصادق في توبته لا يجد من ألم التوبة إلا ما يمتحن فيه”.

أي لحظة قرارك وصدقك مع الله سبحانه يسهل عليك ما بعدها. فإذا هذا القلب خلص في توكله على الله ولا يرجو إلا الله عزّ وجلّ ،

وكانت كل علاقاته لله ، لا يحب ولا يبغض إلا لله، ولا يعطي ولا يمنع إلا لله، فتصبح أعماله كلها له سبحانه.


   مجاهدة القلب:

قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}

العنكبوت:٦٩

كل ذلك يحتاج جهادك لقلبك، يحتاج أن تنازع نفسك وما تحب من الحرام، يحتاج فعلك لكل أمر أجلته لسنوات، حيث يقول الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذه الآية:

“أعظم الجهاد هو جهاد النفس وجهاد الشيطان وهو أعظم من جهاد الأعداء”.

فلا تستخف حتى حوارك بينك وبين نفسك فهي نوع من الجهاد الذي يساعدك في إثبات حبك لله عزّ وجلّ وإقبال نفسك عليه.

هذه كلها من أنواع الجهاد التي يثيب الله عزّ وجلّ عليها بالهدى، فمن جاهد سيهديه الله عزّ وجلّ .

تفادي الشيطان: يقول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} الزخرف:٣٦.

حتى لا يكون الشيطان قرينك.


نظرة إلى المستقبل:

قال الله عزّ وجلّ: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} سورة الحشر: ١٨

التفكير في المستقبل الحقيقي وماذا قدم قلبك للغد أي يوم القيامة، وكأنها الدعوة إلى التخطيط، والترغيب في التخطيط الشخصي

في بداية السنة أو حتى نهايتها. جزء من محاسبة النفس والنظر إلى الأعمال التي تصل بك إلى الآخرة أم لا.


النجاة من العقوبة والعذاب:

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الناسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يُغيِّروه أوشك أن يعمَّهم اللهُ بعقابِه)

رواه أبو بكر الصديق.

أي تنزل عقوبة من السماء على هؤلاء الناس الذين رأوا المنكر فلم يغيروه، سواء في أنفسهم أو غيرهم، ونعم

تنزل العقوبة عليك أنت شخصياً إذا رأيت المنكر ولم تنكره.

والأمر بالمعروف سبب لإجابة الدعاء: يقول  النبي عليه الصلاة والسلام أيضا في الحديث:

(يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ تبارَك تعالى يقولُ لكم: مُرُوا بالمعروفِ وانهَوْا عن المنكَرِ قبْلَ أنْ تدعوني فلا أجيبَكم وتسألوني فلا أُعطيَكم وتستنصروني فلا أنصرَكم)

الراوي : عائشة أم المؤمنين.

تسأله سبحانه فلا يعطيك ولا ينصرك، كأنك تعيش في الدنيا بلا مدد من الله عزّ وجلّ.


٢- الخطوة الثانية: إصلاح العلاقة بالله.

لماذا نصلح العلاقة بالله؟

لأن الله  عزّ وجلّ  يقول: { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}

الشورى: ٣٠

وليست فقط مصيبة البدن أو مصيبة المال ومصائب الدنيا، لكن أعظمها مصيبة الدين.


نصحلها للخروج  من دائرة الحزن:

تحتاجه سبحانه لمواجهة طوفان الحياة، فالخذلان هو انقطاع العلاقة بالله عزّ وجلّ.


لتقويم يومك وليلتك:

يقول الحسن البصري رحمه الله: “أخاف أن يكون قد أطلع علي في غير موقف فمقتني”.


إصلاح ما بينك وبين الناس: من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله عزّ وجلّ ما بينه وبين الناس.


دلائل صحة العلاقة بالله:

١. المحبة والخشية:

أي أن يكون حب الله عزّ وجلّ أحب إليك من نفسك، ورضاه و خشيته عندك هو المحك في قرارتك.

٢. وجل القلب وشوقه إذا ذكر الله:

القلب معلق بالله، وهذه العلاقة تقوى حينما تفعل ما أمر الله عزّ وجلّ به وتترك ما نهى الله عنه.

٣. أن يبقى الله ودار الجزاء حاضر في ذهنك في كل موقف:

التفكر في خلق الله وملكوته واليقين أن الله عزّ وجلّ ما خلق هذا باطلًا كما قال سبحانه وتعالى:

{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

آل عمران:١٩١.

السؤال الثاني: كيف نبدأ؟

الآن من هذه اللحظة، من هذا النهار، من هذه الليلة.. في بداية السنة..

  1. جرد الحياة: ومواجهة النفس بما فيها من تفاصيل تحتاج التطوير والتعديل.
  2. ترك ما حرم الله ولو فعله كل الناس. (وهذه العلاقة الأولى اللي بينك وبين الله عزّ وجلّ)
  3. إحداث التوبة من جديد لكل فعل سابق من المحرمات: (قال النبي عليه الصلاة والسلام لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ) صحيح مسلم. هذه القصة كلها جاءت في التعبير عن فرحة الله بتوبتك أنت.
  4. الاستعانة بالله على ذلك عبر:
    1. التحدث إلى الله عزّ وجلّ: أن تتحدث  في الصلاة معه سبحانه.
    1. يتحدث الله عزّ وجلّ معك: في قراءة القرآن هو سبحانه من يتحدث إليك فهو كلامه عزّ وجلّ.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: الكلمة ثلاث مرات فيعقلها السامع. حديث واحد:

(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ)

صحيح البخاري.

يقولها النبي عليه الصلاة والسلام في مجلس واحد ويكفي أن يصل إلى السامع.

الذِكر: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ

في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)

صحيح البخاري

وكلما كان الأنسان أكثر ذكراً لله كل ما كان الإنسان أكثر علاقةً به.

حسن الدعاء: قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة: ١٨٦.

وكما قال ابن تيميه-رحمه الله-: “أي دعاء لا يكون في تضرع فهو اعتداء”.

خبيئة العمل الصالح: الفعل في الخلوات حين لا يكون أحد من حولك، فهي عبادة الله عزّ وجلّ كما يريد هو.


السؤال الثالث: من أين تبدأ الأعمال و القرارات كلها؟

كل شيء يبدأ من خاطرة ومن فكرة! هي فكرة في البداية، هذه الأفكار تكبر وهذه الخواطر تكبر إلى إرادة ثم إلى أن تصبح عمل، وتكراره اليومي يحوله إلى عادة.

هذه الخواطر تنقسم إلى:

١. خواطر رحمانية: تدلنا على الخير

٢.  خواطر شيطانية: تدلنا على الشر

٣. خواطر نفسانية: هي الأشياء ليست في الشر ولا في الخير، ونفسك كالرحى

والرحى: آلة طحن، إذا كانت تطحن قمحًا أصبح دقيقًا.

وإذا كانت تطحن الحصى أصبح رملًا. وهي دلالة على أن النفس مثلها مثل دائرة الرحى، تطحن طوال الوقت، فنفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية!


كيف أشغل خواطري وأعلقها بالله عزّ وجلّ كي تكون خواطر روحانية؟ كيف أرضي الله عزّ وجلّ؟ كيف أقترب من الله؟

الاستعانة بالله

رضا الله والاقتراب منه

دراسة وتعلم الأسماء والصفات

دراسة وتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والشمائل المحمدية.

حمية القلب من الشر، حيث يقول ابن القيم في علاج الخواطر:

“ولا نفع من غير أن يحتمي من هذه الأدران وهذه القاذورات”.

الموازنة وذلك عن طريق طرد الخواطر الشيطانية، أي ألا تدعها تستقر في قلبك، يقول ابن القيم: “بالموازنة، وازن بين محبوب خسيس وبين محبوب أعظم” أي آثرت الفاني على الباقي.

فكر في معادلة ١٠ في ١٠ في ١٠: بعد مرور ١٠ دقائق من الأمر الذي فعلته كيف ستكون؟

سعيد أم نادم؟ وبعد مرور ١٠ أشهر كيف ستكون؟ وبعد مرور ١٠ سنوات؟ فلو فكرت في هذه اللحظة كيف ستكون؟ سعيد أم نادم؟

من رحمة الله عزّ وجلّ بنا أنّا نعرف هذا كله في بداية العام ونحن في شهر الله المحرم، انتهت السنة بشهر محرم وابتدأت بشهر محرم.

ومعنى شهر محرم أي أنها تعظم فيها السيئات وتضاعف فيها الحسنات فكل حسنة تفعلها في هذا الشهر هي مضاعفة،

لذلك الإنسان يسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل عامه عام رضا وعام قَبول وعام توفيق وهداية وأن يجعلك إليه أقرب.  


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.