بتاريخ ١٣ / ٠١ / ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

لماذا نتحجب ؟

سؤال يراود الكثيرات، فيه من الصراحة الكثير، وفيه إجابات لكل من تركت حجابها، أو نقابها، أو من فكرت

في نزع الحجاب. حتى التي ترتديه بقلب مهزوز، أو بيد مرتبكة، أو من تخالجها مشاعر عدم مناسبة هذا اللباس لها. وهو حديث لتلك الثابتة

والملتزمة به أيضاً، ولتلك الممتلئة بالعزة به، التي قد تظن أنها لا تحتاج لهذا الكلام.

في أذهاننا أسباب تجعلنا غير متقبلين لسماع أي حديث يدور عن هذا الموضوع، أولها ما تحدث به الكثيرات نفسها، وهو إجبار الأهل فتقول:

لم ألبسه على قناعة مني، أو ارتديته صغيرة واعتدت عليه، أو أني نشأت في بيئة نساؤها محجبات فلم يكن لدي خيار، أو ارتديته بتأثير الضغط الأسري.

السبب الثاني الذي يمكن أن يجول في الأذهان، هو أن حجابنا ليس الحجاب الذي أمرنا الله به. فممكن أن تقول إحداهن:

طريقة حجابنا في بلدنا هنا عادة، وليس ما فرضه الله علينا.

هل الحجاب عادة أم عبادة؟ هل الحجاب الذي اعتدناه هو الصحيح؟ أم أن هناك نوعا آخر؟

ارجعوا معي إلى الوراء، أربعة عشر قرناً، وانسوا أننا في سنة 2023 وحضارتها، وأبنيتها، ومشاريعها الضخمة.

دعونا ندخل بيت النبوة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بالآيات وهذا الشرع ليكون خاتمة الشرائع، ويكون نافذا

إلى قيام الساعة. فحينما نريد أن نحتكم نرجع دوماً لما تلاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- علينا، قال الله -عز وجل-: 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ)(الأنفال، 24)

دعونا نرى الموضوع دون أي أفكار مسبقة، وقناعات قديمة، دعونا نسمع بقلبٍ صافٍ متجرد. لا تدعي واقعك من عمل يفرض عليك

الخروج بصورة معينة، ولا في جامعة تقيد فيها الأعراف شكلك، ولا بيئة ومجتمع له صورة نمطية عن الحجاب، أن يحجب عنك الحقيقة.

دعونا نجيء المدينة، ونسمع من النبي- صلى الله عليه وسلم- ماذا قال وقت التنزيل، ماذا قال في الحجاب الذي أمرنا الله به.

قال الله -عز وجل-:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ و الرَّسُولِ)(النساء،59)

فحينما يحدث الخلاف دورنا كمسلمين أن نرد الأمر إلى الله والرسول، لا نتبع رأي الأكثرية ولا نكن تحت ضغوط المجتمع.


ما هو المقصود بالحجاب؟

هو لباس المرأة عند الرجال الأجانب. ولم يرد الحجاب في القرآن بمعنى اللباس، بل جاءت لفظة الحجاب بمعنى

الحاجب والساتر، قال الله تعالى عن مريم- عليها السلام-:

(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا)(مريم،17)

أي اتخذت من دونهم حاجبًا حسيًا، وقال -عز وجل-:

(حتى توارت بالحجاب) (ص،32)  

عن خيل سليمان، توارت في الحجاب في مكان لا يرونها به. فكان الحجاب في اللغة هو ما يحجب زينة المرأة ومفاتنها عن الرجال الأجانب.

من هم الرجال الأجانب؟

هو أي رجل ليس بزوج أو محرم، والمحارم هم الأخوال، والأعمام، والإخوان، كل شخص يحرم الزواج منه. إذن كل رجل في العمل

هو رجل أجنبي، وكل رجل في الشارع هو رجل أجنبي، الحمو أخو الزوج رجل أجنبي، وأبناء العمومة أجانب.

شريعة الحجاب التي سنتكلم عنها هي ليست بدعة جاء بها الإسلام فقط، بل كانت موجودة لدى الأمم السابقة، اليهودية والنصرانية، ولم يكن فقط

حجاباً للشعر، بل كان غطاء للوجه. فلما حرف اليهود والنصارى دينهم، أنزل الله الإسلام الدين الباقي إلى قيام الساعة.

فنحن في شرف حمل هذا الدين، خاتم الأديان، فيجب علينا أن نبقى متمسكين بشريعته، نحمل رايته لما بعدنا من الأجيال. فكيف سيكون الجيل القادم

وكيف سيصل له هذا الدين إن لم نحمل على عاتقنا هذه المسؤولية، و نتخذ هذا القرار.

عَنْ معاوية رضي الله عنه قَالَ: سمعت النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:

“لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ”

]أخرجه أبو داود في سننه، وقال الألباني: صحيح[

سنتكلم اليوم عن الآيات الأولى التي نزلت في الحجاب

الدليل الأول:

يقول الله -عز وجل-:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)

(الأحزاب،59) 

نزلت هذه الآية في السنة الخامسة من الهجرة، أي أن هناك ثلاثة عشر سنة في مكة، وخمس منها فيها غزوة بدر وغزوة أحد، وحصل خلالها أحداث كثيرة 

عاصرتها الصحابيات ولم ينزل فيها الأمر بالحجاب.

نزلت الآية بأمر على أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- وبناته ونساء المؤمنين من نساء الصحابة، وأنا وأنتِ وهي وبناتنا المؤمنات

إلى قيام الساعة، بأن يدنين عليهن من جلابيبهن. والإدناء ما يكون إلا من الأعلى إلى الأسفل، فما يكون عكس ذلك أبداً. وجلابيبهن مفردها جلباب

والجلباب الملحفة والإزار، أو الثوب الذي يجلل المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها.

وعندما سئل ابن عباس عن الإدناء، قال: “أمر الله المؤمنات أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة للطريق”.

لأنها لو أخرجت عينيها كشف وجهها، ولم يكن هناك النقاب في بداية التنزيل، لم يكن لديهم إلا الجلابيب.

وفي قوله تعالى (ذلك أدنى أن لا يعرفن فلا يؤذين) أي لا يعرفن أنهن حرائر محصنات حتى لا يطمع بهن أهل الريب.

فانظري إلى قول الله تعالى (فلا يؤذين)، لا يوجد أرق ولا ألطف ولا أحن من هذه الإجابة على تساؤلاتنا، هل الحجاب واجب؟

ولماذا يأمرنا الله بالحجاب؟ تلك الأصوات في داخلنا التي لم تسلم، لن يخفض ضجيجها إلا قوله تعالى (فلا يؤذين).

الله لا يريد أن تؤذي، يعلم أن سيرك و أنت مكشوفة يؤذيك، وتلك النظرات تؤذيك. والله يغار حين تؤتى محارمه، فلا تتخيلي أنك شيءٌ هين.

فإذا كنت تستخفين من غيرة أب أو أخ، فاعرفي أن الله يغار من فوق سبع سماوات.

عندما نزلت هذه الآية، لم يعرف من بين الصحابيات ولا من نساء الأنصار، أن واحدة استفهمت عن معنى الآية، أو كيفية هذا الحجاب

الذي أُمرن به، حتى إنهن خرجن بعدها لصلاة الفجر وكن جميعاً متحجبات بغطاء الوجه.

وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ:”لَمَّا نَزَلَتْ {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}، خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَة”

[أخرجه أبو داود في سننه، وقال الألباني: صحيح]

فكانت هيئة المشي كأن طيراً على رؤوسهن من إجلال واحترام الأكسية التي يلبسنها.

قال تعالى:( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)  حيث كانت نساء العرب تغطي شعرها وتبدي زينتها

فقالت عائشة -رضي الله عنها- عنهن: “كن يضعن خمرهن ثم يردينه خلفهن، ويكون نحرها وشعرها وصدرها بادياً”

إذن صفة الحجاب هذه كانت موجودة قبل نزول الأمر بالحجاب، فالأمر كان بزيادة الغطاء، وهو أن تغطي المرأة وجهها.


الدليل الثاني: يقول  الله -عز وجل-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ

عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ

أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ

وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

(النور،319) 

في قوله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ) أي لا يبدين أي زينة ممكن أن تفتن الرجل، إلا ماظهر منها والذي استثناه

الله عز وجل، فما يظهر للرجل من طول وقصر، ونحف وسمن، وهذا يظهر من الخارج غالباً حتى مع ارتداء

أكثف العباءات، وما ظهر منها من كشف مع هبوب الريح، والله يعفو عما كان من غير قصد.

وفي قوله تعالى (ۖوَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ) يقال ضربت الكسوة على الكعبة، أي وضعت من الأعلى، فتنزل

وتسدل على جدرانها. والجيب هو فتحة الرقبة والرأس. والخمار هو الغطاء، يقال خمرت العجينة، أي قمت بتغطيتها. حتى الخمر سمي بذلك

لأنه يغطي على العقل. فهذا هو الإدناء والضرب المقصود في الآية.

وتقول عائشة -رضي الله عنها- :”يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ، لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا”)

[أخرجه البخاري: صحيح]

ثم يقول الله تعالى:

(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)

فلا تضرب بالخلخال لئلا يصدر صوت فيعلم السامع أنها متزينة، والآية هنا تدل على عدة أمور:

أولاً: (ليعلم ما يخفين)، فالخلخال مخفي أصلاً، وهذا يدل على طول الحجاب الذي يخفي هذا الموضع، فلا يكون قصيراً.

ثانياً: لن يرعي الرجل سمعه لخلخال لو كان الوجه مكشوفاً، فالأحرى كان أن ينظر لما كشف عنه، لكن لما خفي أصبح مهتماً لكل ما يصدر منها.


وأما الدليل الثالث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ر-َضِيَ الله عنهما- قَالَ :قَامَ رَجُلٌ فَقَال:

“يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ فِي الْإِحْرَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:

(َلا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْ أَسْفَلَ مِنَ الكعبين، ولا تلبسوا شيئا

مسه الزعفران وَلَا الْوَرْسُ، وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ، وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ”

[أخرجه البخاري: صحيح]

فقال: (لا تنتقب)، أي لا تلبس النقاب ولا القفازين، وهذا كان في حجة الوداع في العام التاسع للهجرة، أي بعد أربع سنوات

من الأمر بالحجاب. ففي هذه الخمس سنوات كانوا قد طوروا من ألبسة الحجاب، وكيفوها مع طريقة حياتهم، فاخترعوا النقاب والقفاز. فعندما أمرهم بنزعها، هذا دليل على وجوبها في غير هذا الوقت.

عندما نقرأ هذه الأحاديث، ونسمع تلك الآيات، يجب أن تكون لدينا قناعة تامة بالحكم، لأن الله أنزلها

وهو الحكيم، فلا نحتاج للخوض في فهمها، والبحث عن سبل للاقتناع بها، فهي صالحة حتى قيام الساعة.

وأخيراً نسأل هل هناك اختلاف في حكم الحجاب؟

أجمع العلماء من جميع المذاهب الأربعة، المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة، على أن تغطية الوجه للمرأة الحرة الشابة عند خوف الفتنة بها واجب، خاصة عند من يطلقون أبصارهم إليها، ولا تحترز منهم إلا بتغطية وجهها. فأجمعوا على وجوب التغطية، واختلفوا فقط في سبب التغطية، وليس في النتيجة.

فكان إجماعهم على وجوب تغطية وجه المرأة الشابة عند الفتنة، وزمننا الآن زمن الفتنة.

قد تقول بعض النساء: “قد تكون الصحابيات قد التزمن زيادة، و غلواً في حجابهن، فهذا الحجاب ليس الذي أُمرنا به، وإنما زيادة منهن”، وهذا خطأ، لأنه لا يمكن لأحد من الصحابة أن يخطئ في عصر التنزيل، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يسمح بالتطرف في الدين.

وكان من المعلوم بالضرورة سابقاً، أن المرأة لا تخرج إلا وهي مستترة، ولذلك لم يؤلف كتاب واحد في حجاب المرأة، ولم يؤلف فصل في كتب الحديث عن الحجاب، لم يكن هذا الأمر موضوعاً للنقاش.


نصائح لاختيار الحجاب:

١-أن يكون ساتراً لجميع البدن، يجب أن يكون ساتراً من أعلى الجسم إلى أسفله، يستر ما بين الصدر والأكتاف، ولا يوضح النحل من الامتلاء في الزند.

٢-أن يكون قماشه ثخيناً لا يشف ما تحته، فلا يكون أنعم الأقمشة، يتحرك مع هبوب الهواء، فيصف الجسد.

٣-أن يكون فضفاضاً غير ضيق، فالحزام فوق العباءة، أو لفها وهي واسعة لا يجوز.

٤-    ألا تكون زينة في نفسها، مثل اللون الوردي والبنفسجي والأبيض. فالحجاب يجب أن يستر الزينة، لا أن يكون زينة في نفسه. نحن النساء بطبعنا نحب تزيين كل شيء، ولكن هذه العباءة لله، ليست لك، البسي ما شئت، ولكن الثوب الأخير الظاهر يجب أن يكون ساتراً.

٥-    ألا يكون مطيباً، فالبخور والطيب لا يقبل الله بهما صلاة، وهذا نوع من أنواع الزنا.

قرار الحجاب قرار صعب بالتأكيد وفيه تنازلات كثيرة، فكلنا نحب تولي المناصب والظهور والمكانة العالية.

ضعي جميع هذه الأمور في كفة، ومراد الله وحبه في كفة أخرى،

من الذي يستحق؟ ومن الذي سيبقى لك؟

من الذي تتأخرين عنه؟ تتأخرين عن الله؟ عن الذي أحبك؟ عن الذي يفرح بتوبتك؟

أسأل الله أن يلهمني وإياكم قراراً حاسماً يرضيه، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يقينا شر أنفسنا.


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.