بتاريخ ٠٢ / ٠٨ / ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

كيف سيرفع عملك؟

            ثلاثة أشهر استثنائية لإعادة الحسابات، والاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك: شهر رجب: من الأشهر الحرم. وشهر شعبان:

شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله. وشهر رمضان: شهر الصيام.


ترفع الأعمال إلى الله عز وجل:

يحتفي النبي -عليه الصلاة والسلام- احتفاءً شديدًا بشهر شعبان، لأنه يهتم بالطريقة التي سيرفع بها عمله إلى الله، بالرغم من أنه مغفور له، كما قال:

(ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ) إسناده صحيح أو حسن

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ

باتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّون.). حديث صحيح

فلنتذكر أننا بحاجة إلى المحاسبة المستمرة، كما سبق أن تعلمنا. فنحن لا نعرف محتوى

صحائف أعمالنا، وما هو مكتوب فيها، بل ونسينا أعمالنا في رمضان الماضي.


ترفع الأعمال في أوقات محددة:

١- خلال اليوم:

ترفع الأعمال خلال اليوم عند صلاة الفجر وعند صلاة العصر، فهل ستنتظر صلاة الفجر وصلاة العصر؟

صلاة الفجر هي بداية النهار وقوة النشاط، وصلاة العصر هي نهاية النهار وقلة النشاط، هذان الوقتين هم أشد الصلوات كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا) حديث صحيح. فالذي يفرط في هذين الوقتين:

وقت الفجر ووقت العصر وهو يعلم أن أعماله تعرض على الله عز وجل في هذين الوقتين لديه مشكلة في قلبه .

جعل الله -عز وجل- أعظم نعيم في الجنة: رؤيته سبحانه وتعالى، رؤية الإله الذي اشتاق قلبك له، والذي سجدت له، وصليت له، وتبت إليه

ولاحظت  لطفه، ورحمته، وبركته، وتأييده، وتيسيره للأمور، فالقلب يشتاق إلى رؤية الله عز وجل. قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(أما إنَّكم سترونَ ربَّكم يومَ القيامةِ كما ترونَ هذا القمرَ -وأشارَ إلى القمرِ بالسَّبَّابةِ- لا تضامونَ في رؤيتِه، فإنِ استطعتُم

أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشَّمسِ وقبلَ غروبِها فافعلوا) حديث صحيح.

إذا فالحصول على أعظم نعيم في الجنة مقرون باستعدادك له، قبل طلوع الشمس في صلاة الفجر، وقبل غروبها في صلاة العصر.

في وقت الفجر بركة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكورِها) حديث صحيح. فالأرزاق توزع في مثل هذه الساعات، وفيها تحل البركة.

٢- خلال الأسبوع:

ترفع الأعمال خلال الأسبوع في يومي الإثنين والخميس. حيث روي عن عائشةَ -رضي الله عنها- أنَّ رَجلًا سأَلَها عنِ الصيامِ، فقالت:

(إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يصومُ شَعبانَ، ويتَحَرَّى صيامَ يومِ الخَميسِ والاثنَيْنِ) حديث صحيح

يتحرى: يعني كان ينتظر، كمن يسأل هل يوم غد يوم إثنين؟ هل يوم غد يوم الخميس؟  فسألوه الصحابة رضوان الله عليهم فقالوا

يا رسول الله لماذا تصوم؟  فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (تُعرضُ الأعمالُ يومَ الإثنين والخميسِ فأُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ) حديث صحيح

إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى يومي الإثنين والخميس وهو المغفور له، فالأحرى بنا أن نعيد جدولة اليوم لذلك.


أهمية شهر شعبان:

الصيام: كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يسرد الصيام في شعبان كله إلا قليلًا، وفي رواية أن النبي -صلى الله عليه وسلّم-

يصوم شعبان إلا يومًا أو يومين. تقول عائشة -رضي الله عنها-: (لمْ أَرَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يَصُومُ في شهرٍ أكثرَ

من صِيامِهِ للهِ في شَعْبانَ، كان يَصُومُ شَعْبانَ إلَّا قَلِيلا، بَلْ كان يَصُومُهُ كلَّهُ) حديث صحيح. والسرد للصيام لم يأتِ في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-

إلا في شهر شعبان. فقد ذكر لِلنَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن رجل أنه يقوم الليل ويصوم النهار كله، فقال: (صُمْ مِن كُلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ. قال:

إنِّي أُطيقُ أكثَرَ مِن ذلك. فما زال به حتى قال له: صُمْ يَومًا، وأفطِرْ يَومًا. وقال له: اقرَأِ القُرآنَ في كُلِّ شَهرٍ. قال: إنِّي أُطيقُ أكثَرَ مِن ذلك. قال:

اقرَأْهُ في كُلِّ خَمسَ عَشْرةَ. قال: إنِّي أُطيقُ أكثَرَ مِن ذلك. قال: اقرَأْهُ في كُلِّ سَبعٍ. حتى قال: اقرَأْ في كُلِّ ثَلاثٍ. وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فَترةً، فمَن كانت شِرَّتُه إلى سُنَّتي، فقد أفلَحَ، ومَن كانت فَترَتُه إلى غَيرِ ذلك، فقد هلَكَ) حديث صحيح

شهر القراء: وقد سمى الصحابة -رضوان الله عليهم- شهر شعبان بهذا الاسم، لأنهم كانوا يراجعون حفظهم. كان سعيد بن المسيب، وغيره من السلف الصالح

إذا جاء شعبان أغلقوا حوانيتهم يعني دكاكينهم والتفتوا لعبادة الله.

الاستعداد: أن نقضيه استعدادًا لشهر رمضان، بالعبادة، والصدقة، وقراءة القرآن، وحفظه، وتدارسه، ومعرفة تفاصيل سوره

وأسرارها، مثل التعرف على سورة الفاتحة، أو قراءة التفسير الميسر، أو أسباب النزول.


كيف تحب أن يُرفع عملك إلى الله؟

         خطط للحصول على صحائف بيضاء، وابدأ الآن في محاولة مسح الذنوب السابقة بالتوبة. التي سميت بوظيفة العمر

لأنها بالإضافة إلى الاستغفار هي التي تمسح وتبيض هذه الصحائف. والشخص التواب: هو الذي تكون التوبة ديدن حياته

تواب يرجع إلى الله -عز وجل- منيباً، تائباً، ليس مرة واحدة وإنما باستمرار، وقد قال الله تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) سورة البقرة:22.

            حدث نفسك بالتوبة، استغفر الله عن الذنوب،كي تحصل على السرور عند رؤية صحيفتك إذا رفع عملك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(مَنْ أحبَّ أنْ تسرَّهُ صحيفتُهُ، فليُكْثِرْ فيها مِنَ الاسْتغفارِ) حديث صحيح، ويقول -عليه الصلاة والسلام- أيضاً:

(طُوبى لمن وُجِدَ في صحيفتِه استغفارٌ كثيرٌ) حديث صحيح

وقيل طوبى هي شجرة في الجنة، وقيل طوبى تعني هنيئا له. ويقول الحسن البصري: أيها الناس أديموا الاستغفار.


الذنوب تمنعك من فعل الأعمال الصالحة:

مقترف الذنوب لا يوفق لقيام الليل، وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد! إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟

فقال الحسن البصري: ذنوبك قيدتك.كان أبو سليمان الداراني- رحمه الله- يقول: والله ما فُقِدت فريضة إلا بذنب. فمن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله.

يقول سفيان الثوري -وهو إمام المحدثين-: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته، قيل: وما ذاك الذنب؟ قال: رأيت رجلا يبكي فقلت في نفسي: هذا مراء.

الشياطين تتسلل إلى الانسان من خلال الذنوب: لأن إيمانك مثل جهاز المناعة، وإيمانك: لا إله إلا الله.

هو نور في القلب. يحرق أي شيء حوله، كل ما كانت لا إله إلا الله كل ما أحرق من الذنوب والجن والشياطين، كل ما أحرق من يمّر فيه، وكل ما كان هذا النور ضعيف

يصبح الموضوع عكسي، ويقل جهازك المناعي في صد ما يهجم عليك من المعاصي. وقد ورد في الأثر أن الشيطان يقول: أهلكتُ بني آدم بالذنوب والمعاصي

وأهلكوني بالاستغفار. وقال النبي-عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (إنَّ إبليسَ قال لربِّه عزَّ وجلَّ: وعزِّتِكَ وجَلالِكَ لا أَبرَحُ أُغْوي بَني آدَمَ ما دامتِ

الأرواحُ فيهم، فقال له ربُّه عزَّ وجلَّ: فبعِزَّتي وجَلالي لا أَبرَحُ أَغفِرُ لهم ما استَغفَروني) حديث حسن

الاستعداد ليوم قراءة صحيفتك:  يقول الله -عز وجل- في سورة الإسراء {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}سورة الإسراء:13.

ما هو طائره؟ هو عمله، فأنت ستلزم عملك يوم القيامة مثل الطير المعلق فيك، ويقول له الله -عز وجل- في تتمة الآية: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} الإسراء:14.

هذا الكتاب هو الصحيفة التي نستعد من أجل رفعها في اليوم الذي يقول الله -عز وجل- فيه: إقراء كتابك الذي كنت تعمل عليه في الدنيا.


كيف نمسح ونكفر عن الذنوب:

الاستغفار: يعني مسح (وهو يأتي على محوين):

المحو (المسح) الأول:

من صحيفتك، فلا يبقى في صحيفتك إلا الحسنات. قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(من قال: أستغفِرُ اللهَ، الذي لا إله إلا هو، الحَيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ) حديث صحيح

الفرار من الزحف هو من الكبائر السبعة، مع قتل النفس وغيرها، وفي الحديث القدسي قال الله -عز وجل-

(أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) حديث صحيح

المحو (المسح) الثاني: من قلبك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمنَ إذا أذنبَ نُكِتَتْ نكتةٌ سوداءُ في قلبِهِ فإن تابَ

واستغفرَ صُقِلَ قلبُهُ وإن لم يتبْ زادَتْ حتى تعلوَ قلبَهُ) حديث صحيح.


صدقة السر:

مفعولها عجيب في محو الذنوب والخطايا، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- في حديث السبعة الذين يظلهم الله:

(ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ) حديث صحيح.يقول الله -سبحانه وتعالى-:

{إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة البقرة:271.

إذا أبديت الصدقة كنت مفتاحاً للخير وإن أخفيتها فهو خير لك، والله الخبير يعني يعلم الخفايا التي لم يطلع عليها أحد.

تطفئ غضب الرب، وتطفئ الخطيئة، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صدقةُ السرِّ تطفِئُ غضبَ الربِّ) حديث صحيح.

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل: قال: سأُنبِّئُكَ بأبْوابٍ مِن الخيرِ: الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدقةُ تُطفِئُ الخَطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ) حديث صحيح.

لا ينظر الله إلى مقدار الصدقة، بل إلى إخلاص القلب، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ

ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ) حديث صحيح

والفلو: صغير الخيل.


التيسير على الناس:

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ رجلًا لَم يعملْ خَيرًا قطُّ، وكان يُدايِنُ النَّاسَ، فيقولُ لرَسولِه: خُذْ ما تَيَسَّر، واترُكْ ما عَسُرَ، وتجاوَزْ، لعلَّ اللهَ يتجاوَزَ عنَّا

فلمَّا هلَكَ قال اللهُ له: هل عمِلتَ خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلَّا أنَّه كانَ لي غلامٌ، وكنتُ أُدايِنُ النَّاسَ، فإذا بَعَثْتُه يَتقَاضَى قلتُ لهُ:

خُذْ ما تَيَسَّرَ، واترُكْ ما عَسُرَ، وتجاوَزْ، لعلَّ اللهَ يتجاوَزَ عنَّا، قال اللهُ تعالى: قد تجاوَزتُ عنكَ) حديث صحيح، فكما تعفو

في الدنيا يعفو في الآخرة، وكما تغفر في الدنيا يغفر الله عز وجل لك في الآخرة.


المسامحة والرحمة:

بالرغم من ثقلها على النفس، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول:

(ارحمُوا تُرحمُوا، واغُفرُوا يغفرْ لكم) حديث صحيح

فكلما سامحت في الدنيا يسامحك الله في الآخرة، وكل ما غفرت لأحد في الدنيا

غفر الله لك في الآخرة. وكل ما عفوت في الدنيا عفا الله عنك في الآخرة.


الآذان:

أداء الآذان: يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (والمُؤذِّنُ يُغفَرُ له مَدَّ صَوتِه، ويُصدِّقُه مَن سَمِعَه مِن رَطبٍ ويابسٍ) حديث صحيح.

أي أذان سمعت صوته على مده فيغفر له. وفي الحديث القدسي: (يعجبُ ربُّك من راعي غنمٍ في رأسِ شَظيةٍ بجبلٍ يؤذنُ للصلاةِ ويصلي فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ:

انظروا إلى عبدي هذا يؤذِّنُ ويقيمُ الصلاةَ يخافُ مني قد غفرتُ لعبدي وأدخلتُه الجنَّةَ) حديث صحيح

أثناء الآذان:

(مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ) حديث صحيح.

بعد الآذان: جزاء قوله: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ

وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ) حديث صحيح.


البدء بالسلام في الخصام:

يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ) حديث صحيح.

فأيهما بدأ صاحبه بالسلام كفرت ذنوبه. فالهين اللين المسامح منهما غفرت ذنوبه لبدايته بالسلام والصلح

لأنه ضغط على نفسه وابتدأ السلام. ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(وأولهما فيئاً) أي الذي يبدأ التواصل للصلح يكون كفارة له على ما كان.

حسن الخلق: الإنسان السمح الهين اللين، ولا يقصد به الإنسان الضعيف الغافل، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(َغفَرَ اللهُ لرجلٍ كان قبلَكم، كان سهلًا إذا باعَ، سهلًا إذا اشترَى، سهلًا إذا اقْتضَى) حديث صحيح

فدخل الجنة لأنه سهل هين لين.


الحمد:

حمد الله سبحانه وتعالى، مثلاً بعد الطعام، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن أكَلَ طعامًا، فقالَ: الحمْدُ للهِ الَّذي أطعَمَنِي هذا ورَزَقَنِيهِ

مِن غيرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذنْبِه) حديث صحيح

وأثناء الملبس كذلك، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لَبِسَ ثوبًا، فقالَ: الحمْدُ للهِ الَّذي كَسانِي هذا

ورَزَقَنيهِ مِن غيرِ حوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنْبِهِ) حديث صحيح.

            وهناك أحاديث كثيرة وردت فيها مغفرة الله على العبد، مرتبطة بأعمال يسيرة، ولكنها أعمال قلبية

خالصة لوجهه الكريم، فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


  • [1] للاستعداد: سلسلة هدايات السور الشيخ الطيار والشيخ د. عبد الرحمن الشهري.


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.