بتاريخ ٢٣ / ٠٨ / ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

إحدى عشر شهراً تملأنا بالتيه والحيرة ،تتكرر الأيام وتزدحم، تنشف القلوب وتبلغ الأرواح الحناجر، ويبلغ منا الألم أقصاه

فيأتي الكريم بشهر الكرم والجود شهر رمضان ،يأتي بلسماً بارداً لقلوبنا و يعيد ترتيب فوضى حياتنا و يضبط بوصلتنا

ويصحح اتجاهاتنا إن كان قد مال بنا الطريق ،فنعاود سؤالنا لأرواحنا ،أهو طريقنا؟ أهي حياتنا التي نريد؟ أهدافنا التي خلقنا لأجلها؟

رمضان شهر الخير.. شهر العطايا.. شهر احتفى به سيد الخلق ﷺ وبشر به أصحابه فما هو سره؟

قال ﷺ: (إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وفتحت فيها أبواب الجنة

فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وينادي منادي في كل ليلة من ليالي رمضان يا باغي الخير أقبل

ويا باغي الشر أقصر لله فيه في كل ليلة عتقاء من النار) أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح

إحدى عشر شهراً تملأنا بالتيه والحيرة ، تتكرر الأيام وتزدحم ، تنشف القلوب وتبلغ الأرواح الحناجر ، ويبلغ منا الألم أقصاه

فيأتي الكريم بشهر الكرم والجود شهر رمضان ، يأتي بلسماً بارداً لقلوبنا ،يعيد ترتيب فوضى حياتنا ،يضبط بوصلتنا، ويصحح اتجاهاتنا، إن كان قد مال بنا الطريق

فنعاود سؤالنا لأرواحنا، أهو طريقنا؟ أهي حياتنا التي نريد؟ أهدافنا التي خلقنا لأجلها؟

رمضان شهر الخير و العطايا ، شهر احتفى به سيد الخلق ﷺ وبشر به أصحابه فما هو سره؟

قال النبي  ﷺ(إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وفتحت فيها أبواب الجنة

فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وينادي منادي في كل ليلة من ليالي رمضان يا باغي الخير

أقبل ويا باغي الشر أقصر لله فيه في كل ليلة عتقاء من النار)

أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح

قلبك البارد ، قلبك الفاتر و ذنوبك الماضية ، تخبطك و تهاونك ، عطايا الله التي فاتتك ، قوافل العتق التي لم تلحق بها

لم تحمل قوائمها اسمك ،سنواتك الأخيرة عمرك الذي مضى وخمسون عاماً من التيه ولم تعتق بها.

الآن ثلاثون يوماً آتيه ،ينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، أي كرم وأي خزائن ملئى و عتقاء في الليل وعتقاء في النهار

أبواب الجنة مفتحة ، وشياطين مصفدة و أعمال صالحة مضاعفة و دعوات مستجابة و عمرة فيه كحجة مع نبيه صل الله عليه وسلم

شرف الزمان والمكان ، ماذا تنتظر وقد ضيق الله مجرى الشيطان في جسدك وفي عروقك فلا تجد شهوة للمعصية؟ ماذا تنتظر؟

باب الريان ينتظرك ، استنفر وأدرك شرف العامل وإن حبسك حابس ، أحضر قلبك و استجلبه و اجعله حاضراً مشتاقاً لرحمته ،مشتاقاً لعفوه

اجعل همك وقضية رمضانك أن تأتيه إيماناً واحتساباً ولا تقبل بغير فوزك، يديك المرفوعة لا تخفضها صائماً كنت أو قائماً ، لسانك الرطب بذكره لا يفتر عن دعاءه

لن يرد يديك صفراً، وعداً منه لا تضع رمضان منك ، هو توفيق من الله لعباده الموفقين ،فلا تقبل ألا تكون منهم.

دعائك المستجاب منذ أن تمسك حتى تفطر ،حضور قلبك وتمتمته في لحظات يومك الأخيرة التي ينتظرها الجميع

ليروي ظمأه ويذهب جوعه ليرى الله فيها توسلك وضعفك أن يكون اسمك في قائمة المعتوقين ،سيراك ويسمعك ويقبلك ويرويك بعفوه عندها سيرفع

اسمك في سماءه السابعة أعتقوا عبدي فلان ، فتكون لحظة فطرك في دنياك هي ذاتها اللحظة التي وزعت الجوائز في سماءه باسمك فهنيئاً لك.

يقول الله عز في علاه حباً وشوقاً لعبده التائب:

(من أتاني شبراً أتيته ذراعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) أخرجه البخاري: صحيح

فما ظنك بمن أتاه مهرولاً؟ كيف هو رد الشكور على أتيانه؟ وكيف هو الأجر؟

ثلاثية المغفرة لم تأت بغير رمضان، فلا تقبل إلا أن تدركها !

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ”من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه“

قال النبي صلى الله عليه وسلم :”من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه“

قال النبي صلى الله عليه وسلم:”من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه“

(أخرجه البخاري: صحيح)

إن فاتتك أولها فلا يفتك ثانيها وإن فاتك ثانيها فلا يفتك ثالثها وإن فاتتك جميعها فذاك هو الغبن والخسران.

إن من الله عليك ببلوغ شهره سليماً معافى بقوتك وإرادتك للخير فهي عطية من عطاياه غيرك رحل ولم يبلغه

فاسجد سجود شكر وامتنان أن بلغك واجعل قلبك شاهداً لك وادعوه دعاء المنكسر الذليل الذي أتممت له البلوغ فسألك العتق والقبول. 

ماذا نفعل في رمضان؟

 رمضان هو عبارة عن أربعة أعمال رئيسية هي أركان رمضان لو جئت فيها فزت بحظ واسع فيرجى الإنسان منها أن يكون

قد بلغ رمضان وقد بلغه بتوفيق  وقبول، و الأربعة الأركان هي الصيام، والقرآن، والقيام، والدعاء والجود.

الأمر الأول: الصيام.

صيام قلب عرف ربه ، وامتثل بأمره ، صيام عملاً الله أحبه من عبده ، صيام عبودية، في أكله وشربه وسكناته

وقيامه بل حتى في نومه.. فاستحق الجزاء الأعظم.. حيث قال الله عز وجل في الحديث القدسي:

(كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به) [أخرجه البخاري: صحيح]

كل عمل خير جاهدت به نفسك وقمت به ستجده أمامك لا في آخرتك وحسب بل ستبشر في قبرك لتكون آمنا مطمئناً حتى تلقاه.

جزاء الصيام: 

يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ ) :كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ إنَّمَا يتْرُكُ طعامَهَ وشَرَابَهُ مِن أجْلِي فصيامُهُ لَه وأنا أجزِي بِه كلُّ حسنةٍ

بعشرِ أمثالِهَا إلى سبعمائِةِ ضعفٍ إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ (أخرجه البخاري

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (للصَّائمِ فرحتانِ : فرحةٌ حينَ يفطرُ ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ )أخرجه البخاري

من الذي ضاعف الأعمال كلها أضعافاً وترك جزاء الصيام له؟ هو الله، فما ظنك بوعده وكرمه؟ 

للصبر أنواع ثلاث:

 صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله.. وجميعها تجتمع في الصيام لأنك تصبر على طاعته

وتصوم وتصبر عن محارمه وإلا لا حاجة له بصيامك قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ) [أخرجه البخاري: صحيح]

قال السلف:( طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره).

ترك ما اشتاقت له نفسه وتاقت، ترك شيئاً أحبه اتقاء ما عنده.. ثقة بوعده ومصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم

(إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا آتاك الله خيرا منه) [أخرجه أحمد في مسنده، وقال الألباني: إسناده صحيح]

أراد الله منه التقوى والعبودية فأبى إلا أن يكون له عبداً فاتبع أمره وصبر على مشقته ليستوفي أجره تباعاً لقوله

(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [الزمر:10]

والصبر هنا لا للدنيا فقط، وإنما يشمل العبد الصائم فيوفى الصائمون أجرهم بغير حساب.

للصائم فرحتان :فرحة عند فطره، لأن النفس مجبولة على الميل لما تحب، وحين منعتها فرحت بإتيانه، وبلوغ صيام يوم شعور منة

لحظة الإفطار وأي منة!؟ وفرحة حين لقاء ربه لما ينتظره من الأجور العظيمة.

الصيام مرتبتان :

 صيام عن الطعام والشراب، وصيام عن الشهوات لله عز وجل، وفيها خير كثير وصيام عن كل شيء سوى الله، فيصوم العبد عن كل ما يغضب

ربه وعن كل ما يحرمه ليجعل فطره في الآخرة، فكيف هو لقاء ذاك العبد بربه؟ كيف هو لقاء من صام لوجهه فصام عن الدنيا بأكملها؟

أهو لقاءٌ أم عيد؟ وكيف هي خاتمته؟ وبشراه عند موته كيف ستكون؟ سينادي الملك روحه أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى رب راض غير غضبان، راض عن صيامك وقيامك، راض عن عملك و عن عمرك .

لماذا شرع الله الصيام :

شرع الله الصيام لنصل إلى التقوى، تقوى الروح قبل الجسد ، شرع ليكون بينك وبين غضبه حاجزاً ووقاية، ليس يوماً

بل عمراً إلى أن تلقاه به ،ذاك الذي لا يهزم، لا ينكسر ولا يميل، ولا يجرى منه الشيطان مجرى العروق، هي تجارة بينك وبين خالقك، هي إيمانٌ

تعقبه استقامة وهذه هي حقيقة التقوى اتباعاً ومصداقاً لقوله: ﴿إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ

[فصلت: 30]


الأمر الثاني: القرآن.­

قال تعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) الأمر الثالث: القيام

اختص الله رمضان بأنه شهر القرآن فتلازما، فكان شعبان شهر القُرّاء استعداداً لرمضان ،و الإمام الشافعي صاحب الدروس

وصاحب الفقه عَلِمَ أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه، فلما عَلِمَ عمل! فكان يختم في رمضان ستون ختمة فأين نحن مما عَلِمَ وعمل؟


الأمر الثالث: القيام

تفقد حال السلف في ختماتهم، نافس نفسك، ضاعف ختماتك، واجعل لك ختمة في صلاتك وختمة في تهجدك وختمة في قراءتك، وليراك الله في ليله حيثما أحب

بآية أحببتها أو بسورة قريبة لقلبك،كيفما شئت ولكن قم ليلك قال تعالى :{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء:79]

أي تيقظ به، تيقظ بالقرآن واسمح للقرآن أن يغيرك، اسمح للقرآن أن يعمل فيك، أن يحييك، لا تعجل ، تلذذ به وعش معه.

(انو الخير فأنت في خير ما نويت)

<<حاول أن تسبّع القرآن كما كان الصحابة يفعلون واجعل هذا الشهر شهر تجارة مع الله، حفز نفسك بتذكر الأجور، فصلاة العشاء

التي افترضت والتراويح هي حجة تامة فلا تضعها، وإن بلغت العشر الأخيرة فلا تنس نصيبك من الاعتكاف واجلس في مصلاك لصلاة الإشراق

اجلس له تعبداً وحباً وتقرباً، تعبده بصلاتك، بكتابه وكلامه، وتقرب إليه في كل ما أحب فهي أياماً معدودات>>.


الأمر الرابع: الدعاء

قال الله عز وجل {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان} [البقرة: 186] 

هذه الآية جاءت في وسط آيات الصيام لتلازم الصيام والدعاء فكان الصائم مستجاب الدعوة.

لكل صائم دعوة مستجابة ، وما بين الآذان والإقامة دعوة مستجابة، رمضان ميدان استجابة الدعوات لكل قلب حاضر داع، فخبئ لرمضان دعواتك وختماتك.

مضاعفة الاعمال في رمضان: قال ﷺ: (من فطّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجور الصائمين شيء) [أخرجه الترمذي ]

لا تأت بصيام واحد وضاعفه بتفطيرك لغيرك..


الأمر الأخير : الجود

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن

وكان جبريل يلقاه في كل ليلة فيُدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المُرسلة) [أخرجه البخاري: صحيح]

هذا النبي المرسل، من غفر ذنبه، يتدارس القرآن مع في كل ليلة فكيف بالعبد المذنب؟

كان ﷺ يجود بماله وبذل نفسه ونشر علمه ومشيه في حاجة الناس من حوله وكان أحب إليه مما سواه، قال النبي عليه السلام:

(لئن أمشي في حاجة أخي المسلم أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا) [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الألباني: إسناده حسن]

لا تقبل أن يسبقك إلى الله أحد

 صدقاتك لا تجعلها سهماً بل سهاماً، شارك في موائد الإفطار ، تلمس المحتاجين المتعففين ، جد على نفسك واطرق كل باباً للخير

فلعل ذاك السهم يصيب ولعل دعوة أحدهم تنجيك قالﷺ: (إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُر ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها

أعدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ) [أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: حسن] وهذا الفضل في سائر العام

فكيف بشهر رمضان شهر الخير؟ وكيف بها إن اجتمعت بقلب عبد؟! قال ﷺ: (ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ) [أخرجه مسلم: صحيح]

اجعل رمضانك أفضل من سابقه، كن حاضراً بقلبك ، جازمةً بها روحك على التغيير، على التوبة وعلى العتق

لا تنشغل بطلب المغفرة عن طلب العتق فمن أعتق لا يدخل النار أبداً ، اسأله أن يكرمك وأن ينزل عليك مكرمته وصك أمانه عند  نزع الروح وعذاب القبر وحر النار.

واعلم ، إن أعتقك الله وفقك الله لأعمال حسنات ماحيات تمحو سيئاتك، ووفّقك للطاعات، وختم لك بتوبة وعمل صالح، فتدخل بها جنته وينقذك من حر ناره يقول ﷺ:

(أن ناركم هذه هي جزء من سبعين جزء من النار) أخرجه مسلم: صحيح

وقال الله عزوجل في وصف النار : {ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر:16]

يصف الله لنا ناره ليخوفنا بها ،نارٌ لها باب وعليها ملائكة تسحب العبد لداخلها، يغلق بابها على أصحابها ، يدعون على أنفسهم بالهلاك

لشدة ما يلاقون ،نارٌ فيها صنوفٌ من العذاب: الآنك الذي يصّب في الآذان، والزّقوم الذي لو نزلت منه قطرة لأفسّدت الأرض ومن فيها، ولن يموت عبداً دخلها

مهما احترق بداخلها فتبدل جلودهم فيها ليذوقوا العذاب ،ناره لم تخلق للكفرة والطواغيت فقط، بل شملت الموحدين العاصين تأكل منهم كل شيء

إلا مواطن سجودهم لأنهم كانوا يصلّون ويذنبون، وقد استحقوا العذاب لعدم تطهرهم في دنياهم من حقوق العباد وظلمهم إياهم وهتكهم لأعراضهم

لن تعرف النار حقاً حتى تراها فتسكنك الحسرة أنك لم تطلب النجاة والعتق منها، ولكن استبشر يا عبداً أحبه الله، لا تزال في دار العمل وهاهو

يمد في عمرك لأنه ينتظر توبتك ،لا تخف إن كنت مريضاً  أو نازحاً من بيتك، أو مكلوم بأهلك وأحبابك وأعز الناس لك ، خال من الأحبة وفيك من الألم ما فيك

محبوس في نفسك من إرادتك وعزمك، إن كنت أحدهم أو جميعهم فادخل رمضان من باب الإفلاس، باب العبد الفقير المفلس ، عار من حولك وقوتك

بكل تعبك وفقرك وضعفك وسوئك وقل: يا رب أتيتك وأنا أنا.. وأنت أنت.. يا ربِ أنا عبدك العوّاد بالذنب وأنت الله العوّاد بالمغفرة فأجعل لي من مغفرتك نصيب..

يا ربِ هذا شهر جودك وكرمك وقد مننت عليّ بـالدخول فيا ربِ كما مننت عليّ بالبلاغ، فمّن عليّ بالقبول والعتق والغفران.. يا ربِ تقبلني في عبادك..

ولا تجعلني أشقى خلقك بك.. ولا تجعلني محروماً وإن كنت لا أملك شيء ولست بأصلح خلقك إلا أني أحبك وأحب دينك وأحب رمضان

وأحب القرآن فيا ربِ تقبلني و يا ربِ أصلحني لأصلح أن أكون عبداً لك ،فإذا دخلتِ رمضان فانطلق ، فلا يراك حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك.

رمضان زمن الكسب لا تقبل فيه بالخسارة، ولا تكن ممن أبعد عن الجنة وأدخل النار فلا ضمان لرمضان آخر، الميدان أمامك

والسباق دونك والفوز والعتق ينتظرك ،نسألك يا الله بلاغ عتقٍ وقبول وتوفيق، والبركة في شهرك الكريم..


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.