بتاريخ ٢٢ / ٧ / ١٤٤٤ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ..

هذا الأسبوع لم يكن أسبوعاً عادياً في ظني، وهذا الأسبوع من الاثنين الماضي إلى هذا الاثنين ونحن جميعاً شُغلنا بأخبار الزلزال، وخلالها لم يتوقف الإعلام

بكل أنواعه في نقل ما يحصل هناك ، من مقاطع للناس العالقين تحت الأنقاض أو الناس المفقودين أو الجرحى أو قصص انتشال عوائل بأكملها من هناك.

في خلال هذه الأيام لم تكن الصورة واضحة ومنذ بدأ هذا الزلزال بدأت الأخبار بـ 10 آلاف قتيل ثم 20 ألفا والآن وصلت 39 ألفا ممن قُتلوا

ونحسبهم شهداء عند الله عز وجل من المسلمين منهم، هؤلاء الآلاف ماتوا في 40 ثانية فقط -يعني لم تُكمل الدقيقة حتى-

وخلالها هُدمت الأحياء بأكملها على رؤوس أصحابها، وحينما نتحدث عن هذا الهدم فالمنطقة التي وقع فيها الزلزال قُدرت

بحسب الإحصاءات أنها منطقة توازي دولتي هولندا وبلجيكا مجتمعة! فتخيلي كل هولندا وكل بلجيكا كأنها كلها تهدمت فهل أنت متخيلة حجم الدمار الذي حصل؟!

فلم يكن هذا الزلزال زلزالاً عادياً، وليس مثله كمثل الأخبار التي نمر عليها مروراً عادياً، بل الذي حدث آية من آيات الله عز وجل وهو حدث كوني لابد

أن نقف عنده ونعتبر قليلاً ونتأمل فيه ونتدبر ما الذي حصل وكيف حصل ولماذا حصل؟! 

هذه المنطقة هي (في الشمال السوري وفي جنوب تركيا) وفي الشمال السوري هي أساساً منطقة مُهجّرين لاجئين هم هؤلاء الناس الذين هربوا

من الحرب ومن الصواريخ ومن الدمار، وتركوا بيوتهم وانتقوا إلى هذه المنطقة، يقدر أعداد السكان فيها أكثر من 5 ملايين موجودين في بيوت أشبه ما تكون بيوت

إسمنتية فقط بُنيت بشكل مؤقت حتى تقيهم البرد والحر، نزلوا في هذه البيوت فقط اتقاءً كأنها شيء مؤقت إلى أن يعودوا إلى بيوتهم فأغلب الموجودين

في تلك المنطقة هم أساساً من اللاجئين ومن المنكوبين سواء من الذين هُدمت بيوتهم أو خافوا من الحرب، وكان المتنفس والإمداد الوحيد لهذه المناطق -لأنها أصلًا مناطق محاصرة-

هي مناطق الجنوب التركي، فمن خلالهم يمدونهم بالمعونات والغذاء والخيام وغيرها من الإمدادات الغذائية، ويشاء الله عز وجل ويُقدر

أن هاتين المنطقتين بالذات التي يصيبها الزلزال فسواء منطقة المنكوبين أو مكان الإمدادات كلها دُمرت  البيوت فوق أصحابها!

فالنظر لمثل هذا الحادث هو أمر مفجعٌ حقًا، والنظرلأعداد القتلى مفزع مهول، أن يموت 39 ألفا (الإحصاءات في الجانب التركي فقط) في ثواني، غير القتلى

في الجانب السوري الذين يقدرون بـ 50 أو 60 ألفا -والله العالِم- والنسبة لا زالت مرشحة للارتفاع .

لمّا نتأمل في حال هؤلاء الذين يعوزهم الفقر أساسًا، فالناس هناك بلا غذاء، ولا بيوت آمنة، وبعضهم يفتقد الماء والكساء حتى، وفوق هذا كله

يحصل الزلزال كأنه يضاعف من مأساتهم ويضاعف من ابتلاءاتهم، لا يشك الإنسان أن هناك كثيرا من الأسئلة التي تتواتر في ذهن الإنسان

وفي صدره في ما هي الحكمة وراء هذا؟! ولماذا هم؟ ولماذا تقع المصيبة على المسلمين؟ لماذا لم يكن في مكان آخر؟ بل جاءت على من هم منكوبون أصلًا

وابتلاؤهم ما توقف منذ سنوات! كل هذه الأسئلة لابد أن نقف عندها قليلاً ونتدبر في هذه الآيات والحكم التي يعلمنا الله عز وجل إياها من خلال هذا كله.

فدعونا اليوم نقف ونتلمس شيئا من تلك الحكمة التي لم تتجاوز شيئا مما كان أصلاً منثورًا في دروسنا فنحتاج في مثل هذه المواقف فقط

أن نضعها أمام أعيننا، فهناك دروس إيمانية وعقدية لابد للإنسان أن يستحضرها في هذا المكان وفي هذا التوقيت بالذات لأنه لا يُثبّت الإنسان في هذه اللحظة إلا إيمانه.

فدعونا نبدأ؛ وبدايةً نسأل الله أن يربط على قلوب أهلنا المكلومين هناك وأن يتقبل الله شهداءهم وأن يشفي جرحاهم ويداوي مرضاهم وأن يربط على قلوبهم بالرضا واليقين والإيمان .


نبدأ بالدروس المستفادة من هذا الزلزال، وأوصيكم ألا تسمعوها بقلب بارد كأنك متفرجة فقط، بل تخيلي نفسك فيمن أصُيب معهم، وممن فقد فقدهم، وتخيلي حالك

هناك تحت الهدم وبين الجثث والجرحى والبرد والذعر، تخيلي الزحام من الابتلاءات حولك تعيشينه:

الدرس الأول : أن هذه الدنيا أصلاً لم تُخلق إلا للابتلاء ..

أساساًهذه الدنيا لم تخلق للنعيم، ولم تخلق لتكون جنة الله في أرضه، هي خلقت أساسًا للابتلاء قال الله عز وجل من اللحظة التي يتخلق فيها الإنسان

من أمشاج يعني الآن هو يتكون يقول الله عز وجل: (إِنَّا خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ) فمن أول لحظة يخلق فيها الإنسان يصاحبه معنى الابتلاء.

إذن سنة الله عز وجل هي هذا الابتلاء والابتلاء هذا له عدة حِكم:

الحكمة الأولى: ليعلم الله المجاهدين والصابرين.

 تقولون الله سبحانه يعلم أصلًا من أهل الجنة فينا ومن أهل النار، ويعلم سبحانه الصالح فينا والعاصي منا، ويعلم خبايا أنفسنا

و يعلم ما لم نفعله لو فعلناه كيف كان، فالله يعلم كل شيء، ولكن لتعذر أنت من نفسك فلو جاء يوم القيامة من غير هذه الابتلاءات

لكنت قلت يا ربي أنت لو ابتليتني لوجدتني صابرًا لوجدتني مؤمنًا لوجدتني راضيًا بقضائك، لو ابتليتني لكن أنت ما ابتليتني!

فالله عز وجل يقدر لك الابتلاءات حتى تعلم أنت وتعذر من نفسك أيّ الناس أنت؟ من الصابرين  ومن الصادقين؟ أ م من الناس الذين ادّعوا الإيمان وكانوا قد كذبوا بذلك؟ يقول الله عز وجل:

( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ)

[ال عمران 179] 


ويبتلي الله عز وجل العباد للحكمة الثانية: لأن الابتلاء علامة خير للعبد وعلامة حب الله للعبد.

وقد يأتي من يقول: أنا هذا الذي أخاف منه، أنه إذا أحبني الله ابتلاني، وأنا أضعف من أن أبتلى، لذلك أكون بعيدة أفضل!

وهذا التفكير ليس صحيح،  بل إذا أراد الله بعبده خيرًا ابتلاه،  يقول النبي ﷺ: ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) فيبتلي عبدًا بأن توجعه الدنيا بجانب منها، لماذا؟

لأن هناك درجة يريد سبحانه أن يوصل عبده لها ولا تأتيه إلا بالابتلاء، فيكون هذا البلاء رفعة في درجاته وتطهيراً لسيئاته، وعلى قدر البلاء تكون الرفعة.

يقول النبي ﷺ ( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده الذي يحب وماله حتى يلقى الله تعالى وليس عليه خطيئة )

وتأملوا الكلمة (لا يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة) يعني ليس يوماً ولا يومين ولا ثلاثاً ولا شهراً، يمكن سنة يمكن خمس سنين يمكن 12 سنة و البلاء قائم(في نفسه)

فقد يكون هذا الأذى في نفسك في مرض أو خاطر أو أيًا كان، أو في أهله (وولده الذي يحب) فيكون الابتلاء عليه عذابًا عليك من الهم الذي يجلبه، (وماله)

بأن يضيق أو يذهب في لحظة، لا يزال الابتلاء قائمًا حتى يمشي في الأرض وما عليه خطيئة واحدة.


الحكمة الثالثة: ليستخرج الله من عبده عبوديات لا يمكن أن تستخرج إلا بمثل هذه الابتلاءات.

في قلوب أصحاب الابتلاءات تعالي وتأملي الصبر فيهم، فضلًا عن الرضا، فضلًا عن الشكر! من هذا الذي يستطيع أن يشكر الله سبحانه في نازلة نزلت به؟

ومن يطيق أن يشكر الله عز وجل؟ ومن يطيق أن يرضى تمام الرضى؟

عندهم يُرى حسن الظن وإن عظم المصاب، اليقين بأن الله هو الرحيم وهو الودود وأن الله له حكمة فيما أصاب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، تأمل الرجاء فيهم

والدعاء الذي لم يتوقف، هذه عبوديات لا يمكن أن تستخرج في حال الرخاء لذلك البعض ممكن يظن أن الإيمان مجرد أن تؤمن

وتصلي وتصوم، وأمور أخرى من الخير، وبهذا يكون عنده حصانة من الابتلاءات! يظن أنه هكذا يكون خالياً من السيئات فلماذا يُبتلى؟!

وينسى أن الإيمان أصلًا لا يعطي هذه الحصانة ضد الابتلاءات، بل إن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء ثم الذين يلونهم

ثم الذين يلونهم، وإذا سألت إذًا ما فائدة الإيمان؟

فائدة الإيمان أنه يعطيك حصانة من نوع آخر، ففي وقت الرخاء إيمانك وعبوديتك لله عز وجل تنفعك في تقوية بنائك النفسي، فتكون لك بمثابة البوصلة التي

لما تأخذك الدنيا يمنة أو يسرة وتغريك بمال أو جاه أو سمعة أو هوى تقوم هي بدورها بإرجاعك صوابك، وتقويمك على معيار الرشاد، ليكون القلب صافياً

وخالصاً لوجه الله، هذا في الرخاء؛ وفي الشدة وفي الأزمات والفواجع -مثل فاجعة الزلزال- يأتي الإيمان هنا ليعطي الحصانة من نوع آخر ليثبت قلبك

حينما تتزلزل القلوب، فغيرك في مثل هذا المصاب يقولون له: كم اللي ماتوا؟ يقول: زوجتي وعيالي. يعني كل أهله!


الحكمة الرابعة: لماذا يبتلي الله العباد؟ لأن الابتلاء هو طريق التمكين.

ولا يمكن أن ينزل الله نصره ولا يعيد للمسلمين مجدهم وهم بنفوس ضعيفة وبشخصيات مهزوزة واهتمامات تافهة وتكالب على الدنيا وترف، فمثل هذه الابتلاءات تصقل النفوس ولما نقول:

 ليعلم الله المجاهدين من الصابرين، ويعلم من هو الصادق ومن هو الكاذب لأن هذه الابتلاءات تجعلك تتعالى على الدنيا، قال الله عز وجل:

(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا)

[سورة السجدة 24]


والدرس الثاني: أن الذي ابتلاك هو الله فلا تتشتت ولا تجزع، هو الرحمن الرحيم الغفور الودود وهو الباسط

وهو الكريم الحكيم الذي لا يقضي قضاء إلا وهو خير فلا تتشتت بالأسئلة ولا تجزع ولا تتسخط، وإذا سألت فلماذا كل هذه الآلام؟ ولماذا كل هذه المعاناة؟

إذا كان الله هو الرحمن وهو الرحيم فلنرجع إلى أول ما تدارسناه في العقيدة أن من أركان الإيمان:

أن تؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الشر والتعبير بلفظ الشر هو باعتبار ما يراه الإنسان في دنياه أنه شر 

وإلا فإن الله لا يخلق شراً محضاً ولا يقدر شراً محضاً ولا يقدر شراً محضاً، يستحيل ذلك في ذات الله عز وجل فلا يكتب الله شراً محضاً على عباده. 

هو هذا الدرس الذي نتعلمه في كل أسبوع يوم الجمعة في سورة الكهف حينما خرق الخضر السفينة فاستنكر موسى عليه السلام وقال:

(فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) (71)


الدرس الثالث: أن الله عز وجل يريدك من أجل الآخرة وأنت تريد الدنيا. 


الدرس الرابع: الله عز وجل يصيبنا بالابتلاء حتى لا نتجبر ولا نطغى ولنعلم دائماً أننا عباد مخلوقون، ذرة في هذا الكون. 

فعلمك قاصر فلا تعلم ما الذي يجري، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن الله يفعل ما يريد، هذا الشيء يجب أن يكون مستقراً

عندك لذلك هناك أشياء كثيرة لا تجد لها أجوبة بل مهما حاول علماء الجيولوجيا ومهما حاول العلماء الماديين تفسير وتلمس تلك الحكمة

قد لا يجدون شيئا ومالك إلا أن تسلم أنك عبد مخلوق، ذرة في هذا الكون وأن الله هو القوي المتين الذي يفعل في كونه ما يشاء. 


الدرس الخامس : ليس هناك بأس في الدمع ولا في الحزن.

إذا كنت تظن أن تمام الصبر بأنك لا تحزن أو أنك لا تبكي أو لا تدمع، فهذا خلاف السنة فالنبي عليه الصلاة والسلام

حينما مات ابراهيم ابنه، مسكه عليه والسلام وضمه ودمعت عيناه، فاستغرب الصحابة فنظروا للنبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله تدمع عينك؟

قال نعم، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزنون ولا نقول الا ما يرضي ربنا، فجمع الله عز وجل لنبيه

تمام الرحمة وتمام الرضا، فهو راضٍ تماما بقضاء الله وقدره، لا يتجزع ولا يتسخط، لكنه عليه الصلاة والسلام هو الرحمة المهداة، فدمعُه لهذا الطفل رحمةً من الموت وما فيه.

فهذه الرحمة هي تمام كمال النبوة ولذلك لا يوجد هناك بأس من هذا الدمع ولا من هذا الحزن، لكن هي القضية

أن تضع شكواك لمن؟

لله عز وجل

فقل اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها وأنت تعلم أن لا أحد يخلف بالخير إلا الله ولا تشغل نفسك

في أي صورة وشكل سيكون هذا الخلف، لأنك لا تعرف الله حينما يجبر قلب عبده كيف يأتي الجبر وكيف يكون الخلف؟

لكن قلها بيقين اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، وحينما تقول إنا لله وإنا إليه راجعون، فاعلم أنك أنت لله وأنك إليه راجع، فلله

ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده لأجل مسمى، فهو الذي أعطاك ولو كانوا أبناءك، وهو الذي أخذهم ولو كان الموت مصيبة، وكل شيء لأجل مسمى. 


الدرس السادس: توازن ولا تنصدم ولا تجزع.

وعندما نقول توازن أي توازن في مشاعرك وعود نفسك على الصبر والرضا وتمام اليقين، فعندما يقول النبي عليه الصلاة والسلام إن أصابته سراء شكر

وإن أصابته ضراء شكر، فهذا تمام التوازن الذي لابد أن تعود نفسك عليه، فعندما تكون في لحظة السراء وتنفتح عليك الدنيا، فلا تعاند

ولا تطغى ولا تتجبر، وإذا أصابتك لحظة الضراء فلا تنكسر، ولا تظن أن الدنيا رمتك على قوس واحدة. 


الدرس السابع: أن تعود نفسك على الصبر، وأن تعرف كيف تصل إلى هذه المرحلة.

 تعلم كيف تصل إلى مرحلة الصبر، حتى إذا وقعت في البلاء تكون عالمًا بالذي يُصبّرك، فتستحضر تلك المعاني التي تهدئ من روعك، فما الذي يمكن أن يصبرك؟

ماهي الأشياء التي توصلك إلى هذه المرتبة من الإيمان والصبر؟ هل هو تذكر ما أعده الله عز وجل من النعيم للصابرين مثلًا

وما أعد الله عز وجل لأهل البلاء من تكفير لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم ومن زيادة حسناتهم.


الدرس الثامن: احمد الله عز وجل أنها ليست في دينك.

وتخيلي مصيبة الملحد الذي لا يؤمن بالله ربًا لو وقع ما وقع، وتخيليه وهو مدفون في كل تلك الطبقات ولا يستطيع أن يقول يا رب ساعدني!

ففي أي مصيبة دنيوية يصاب بها الإنسان احمدي الله أنها ليست في دينك وأن الله لو أخذ الجسد لكنه أبقى قلبك يعرف ربه


الدرس التاسع:  جهز نفسك فهذه الدنيا هي دار ابتلاء.

ولا يمكن أن يمر إنسان من غير هذا الابتلاء، والحديث عن الابتلاءات بالكلام فقط سهل طبعًا، لكن لمّا يصاب الإنسان في نفسه

يرى من أمر الله عز وجل أمرًا آخر، فالإنسان يتجهز لمثل هذه الفواجع ولمثل هذه النوازل ويتجهز لها بالصبر

وبالإيمان وبعبادات الرخاء، لذلك الأذكار على سبيل المثال أعتقد أنه ستختلف طريقة قراءتك لها، لن تقوليها بقلب عادي بعدما شاهدت

من مشاهد الزلزال، يكفي مشاعرك التي ستتغير لما تقولين:

“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي

واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي” قال المفسرون أن

“أغتال من تحتي” يعني أن يخسف به، فهذه الأذكارعلمنا إياها النبي عليه الصلاة والسلام لتحفظنا ولتنفع في مثل هذه المواطن فسلي الله العافية

واسألي الله أن يستر عوراتنا وأن يؤمن روعاتنا وأن لا يبتلينا، والإنسان لا يتمنى البلاء ولا يبحث عنه ولا يقول أنا جاهز له لأري الله من نفسي خيرًا، لكنه إن وقع صبر.


الدرس العاشر والأخير: إن نصر الله قريب وإن فرج الله قادم

وهذا الكلام لا نقوله فقط تطييبًا للخاطر وليس مجرد آمال معلقة لا، بل إن الله عز وجل تحقيقًا سيجعل نصرًا لهؤلاء المكلومين

والمستضعفين من المسلمين، وهذه سنة الله عز وجل في قدره وفي كونه فما يمكن لأي ناس ولا أمة من الأمم أن تمكن حتى تبتلى، فإذا نزل البلاء وإذا ضاق البلاء

وإذا اشتد البلاء كان ذلك إيذانًا بفجر النصر وبفجر الفرح من عند الله عز وجل، ولذلك المتتبع لسنن الله عز وجل في الكون

وما يحصل الآن على الأرض يعلم أن الأرض تتهيأ لأمر عظيم يهيئ به العباد والبلاد، وهذه الحوادث والزلازل جزء من التهيئة، فلما نقول جهز نفسك

وأعد هذه العدة لأنك تعلم إذن أن ما يريده الله وما سيفرج به عن عباده هو حاصل وهذا تحقيقًا لا تعليقًا لكن أنت أين دورك في هذا كله؟

 قال الله عز وجل:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}

سورة البقرة[٢١٤] 

كانت هذه دروس عشرة من وحي هذا الزلزال الذي حصل.

أسأل الله عز وجل مرة أخرى أن يربط على قلوبهم وأن يرحمهم وأن يغفر لهم وأن ينجي المستضعفين منهم وأن يتقبل شهدائهم وأن يداوي جرحاهم وأن يشفي مرضاهم وأن يربط عليهم بالرضا والإيمان والصبر واليقين وأن لا يجعلنا ممن خذلهم وأن يجعلنا ممن استعملهم في نصرتهم ونصرة دينه وكتابه وسنة نبيه هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

7 تعليقات
  1. 토토사이트 says:

    I want to invite you to our site, I know you will regret it and not be bored. thank you and I hope you enjoy it.

    [⛀ https://8mod.net/totosite/ ⛀]

    스포츠 토토사이트 ACE21과 함께 하시면 안전한 메이저 스포츠 사설 토토사이트를 추천드립니다. 온라인배팅사이트, 토토사이트추천, 먹튀없는토토사이트, 안전한놀이터, 안전놀이터추천, 메이저토토사이트 스포츠배팅 추천은 먹튀검증 완료된 업체에서 함께하세요!

التعليقات مغلقة