بتاريخ ٠٦ / ٠٨ / ١٤٤١ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

دعونا نروي القلب بقاعدة هي من أجمل القواعد في علاقة العبد بربه.. علاقة حقيقية لا يطيب العيش إلا بها

القاعدة هي ما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى الناس يجهرون بالتكبير، ينادون بأعلى أصواتهم

كأنهم يريدونها أن تبلغ عنان السماء.. فإذا النبي ﷺ يجلّي لهم الأمر ويقول لهم:

(..أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، إنَّكُمْ ليسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهو معكُمْ..) -صحيح مسلم-

روى ابن جرير الطبري من حديث الصلت عن حكيم عن أبيه عن جده أن الصحابة سألوا النبي ﷺ وقالوا يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه؟

أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب).. هذه الإجابة هي القاعدة بيننا وبين الله عز وجل فالله يسمعنا وهو يجيب دعائنا.

حديثنا عن اسم الله المجيب.. هذا الاسم ورد في القرآن مرتين، في قوله عز وجل: (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)

وقوله: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) . قال العلماء في معنى قوله (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ): أنه هو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء

وحيث أن هناك آداباً للدعاء، إلا أن أعظم ما في الأمر هي تلك الخفايا في قضايا الافتقار والاضطرار والإصرار في الدعاء إلى الله عز وجل..


دعونا نتأمل هذه الثلاثة الافتقار والاضطرار والإصرار في أدعية الأنبياء لنتعلم و نتأسى منهم

نتأمل في دعاء موسى عليه السلام وهو نبي أوحيت إليه النبوة في بيت المَلِك الذي ظن أنه هو رب العالمين.

ومع ذلك حينما خرج موسى -عليه السلام- من ذلك البيت هاربًا بعد أن قَتَل خطأً ذلك الرجل من بني إسرائيل من الفراعنة, وهرب إلى مدين ووصل إليها

حافيًا جائعًا طريدًا خائفًا مهلكًا متعبًا, ثم رأى ذلك الموقف للفتاتين قام بشهامة وسقى لهما ثم تولى إلى الظل، وأسند ظهره ودعا ربه لأنه

الآن غريبًا في المدينة ولا يملك أي شيء.. فقال لربه (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).. نتأمل الآن أدعية الأنبياء في كل مرة

هم لا يصرحون بما يريدون صراحةً وإنما هي في الأغلب شكاية الحال.. ولذلك موسى عليه السلام لم يقل يارب ارزقني

يارب أحتاج إلى الطعام وإلى المأوى.. لكنه قال إنني يارب فقير إليك, فإذا الإجابة تأتيه. أتى معها المأمن والمأوى والعمل والمأكل والزواج والطمأنينة والمنزل والبيئة الطيبة والصهر الصالح.


يعقوب عليه السلام حينما ذهب منه يوسف.. ومضت السنين المتطاولة عليه ويوسف غائب عن عينيه, وهو ليس أي أحد إنما هو حبه, أحب أبنائه إليه, وجرحه لا يكاد أن يبرأ

إلى أن ذهبت عيني يعقوب من شدة بكائه على يوسف. وإذا بالمصيبة تتضاعف عندما ذهب بنيامين

وهو الريح المتبقية من يوسف عليه السلام، فإذا يعقوب يناجي ربه ويقول (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)

لاحظوا أن الشكوى بشكاية الحال ولم يصرح.. ولديه هذا الأمل أن يلتقي بهم وأن يردهم الله إليه جميعاً، لذلك كان يقول لأبنائه تحسسوا

من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله،، فلاحظوا الجمع بين اثنين: عدم اليأس والقنوط، وأنه إذا خلا بربه

أعلن افتقاره رغم كل ذلك التجلد أمام الناس، فإذا هو العبد الفقير الضعيف أمام الله عز وجل، ويقول (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ


نوح -عليه السلام-، دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.. فما أن دعا عليه السلام (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)

إلى أن قال في سورة الأنبياء (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) وهذا الطوفان العظيم الذي أبحرت به

سفينة خشبية صنعها وهو لم يكن صانع ماهر، فإذا الله يغير عليه ويتفجر الكون كله بهذا الماء فينجيهم الله بهذا المركب.


* أيوب -عليه السلام- الذي لبث في بلائه ثمانية عشر سنة ولم يبق له إلا زوجته وشخص واحد يتعاهده، فلما اشتد عليه البلاء وتكلم الناس به:

أيعقل نبي من أنبياء الله يُبتلى! فلما التفت أيوب إلى ربه بعد ثمانية عشرة عاما لم يقل يا رب اشفني وإنما قال

( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ).

فانظروا إلى عطاءات الله واستجاباته.


ذا النون -عليه السلام- ذهب مغاضباً من قومه الذين كفروا وتمردوا, فما إن ذهبت فيه السفينة وحصل ما حصل وألقوا بيونس -عليه السلام-

والتقمه الحوت، فنادى في الظلمات الثلاث (الليل والبحر وبطن الحوت).. لم يقل نبينا يونس -عليه السلام- يارب أخرجني

من هذا المكان وإنما يشكو له الحال (أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).. (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)

* زكريا -عليه السلام-، كل المؤشرات تقول أن الإجابة مستحيلة! عمره قد تقدم به، رأسه قد اشتعل شيباً، امرأته عاقر كبيرة في السن، ومع ذلك كان يرجو

أن يكون معه ولداً يكون نبياً يحمل معه الهم والدعوة لله، فقال: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)

تأملوا معي في سورة الأنبياء واحصوا كم مرة ذكرت لفظة (فاستجبنا له) وانظروا إلى الأنبياء  وكيف أن كل واحد منهم دعا ربه

بطلب هو أقرب للمحال ومع ذلك كانوا يطلبونها من الله عز وجل و يأتي الوعد منه (فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ).

هذا الحال في الافتقار وحال الاضطرار يجيب الله فيه حتى الكفار الذين لا يؤمنون ولو ساعة، قال تعالى:

(فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).. وقال تعالى:

(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ

مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).

هذه الإجابة هي إجابة المضطر التي لا تنفك عن أي أحد، ولذلك هذا جزء من الربوبية العامة، وهي التي يدبر الله بها عباده، كافرهم ومؤمنهم. قال العلماء أن الإنسان في الرخاء في بيته لا يَقِلُ حاجة إلى ربه عن الغريق المتعلق بلوح في البحر تلعب به الأمواج الذي انكسرت سفينته ويوشك على الغرق والموت.. كلاهما محتاجان إلى الله سواء الأول أو الثاني.


دعونا نتعلم لماذا ندعوا؟

١- نحن لا ندعوا الله فقط تحقيقًا لمسائل نريدها، وإنما الدعاء ابتداءً طاعةً لله وامتثالًا لأمره. قال الله عز وجل:

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، أي أن الله يحب منّا أن ندعوه. وقال الله عز وجل:

(وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ)، إذًا مجرد أن ترفع يديك إلى الله عز وجل داعيًا هذا طاعةٌ وامتثال.


٢-حينما تدعو يسلم قلبك من الكبر. قال الله عز وجل:

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)


٣-الدعاء هو أكرم شيء على الله.. وذلك مصداق قول الرَّسولُ ﷺ بقولِه:

( ليسَ شيءٌ أكرمَ على اللهِ تعالَى من الدُّعاءِ)

-أخرجه الترمذي-

وهذا بسبب أنه فيه دليل على قدرة الله و عجز الداعي.


٤- الدعاء هو محبوب لله.. قال ﷺ:

( سلوا اللهَ من فضلِه فإنَّ اللهَ يُحبُّ أن يُسألَ).. تخيل سابقًا أنهم كانوا يسألون الله حتى الملح في الطعام!


٥-الدعاء سبب لانشراح الصدر. ولذلك أحيانًا تمر بك الأزمة أو الهم ولا يبدو لها أي انفراج أمامك فإذا بك

تدعو الله بتضرع وخشوع، لكن الهم والمصيبة لازالت موجودة والكرب لايزال قائم، لكن شيءٌ

ما في صدرك هونهُ عليك وركن قلبك إلى الله وزاد يقينك بأن الله سيفرجها.


٦-مجرد رفع يديك إلى الله هو سبب في دفع غضب الله عنك. قال ﷺ:( من لم يسألِ اللَّهَ يغضبْ عليهِ).


٧-الدعاء سلامة لك من العجز.. قال ﷺ:

( إنَّ أبخلَ الناسِ من بخلَ بالسلامِ ، و أعجزُ الناسِ من عجز عن الدعاءِ).


٨-حينما تدعو فإن إجابتك مضمونة لا محالة.. قال النبي ﷺ:

(ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحمٍ إلَّا أعطاه اللهُ إحدَى ثلاثٍ : إمَّا يعجِّلُ له دعوتَه ، وإمَّا أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ ، وإمَّا أن يدفعَ عنه من السُّوءِ مثلَها)

إذًا أنت لست في خسارة في أي دعوة ترفعها إلى الله عز وجل.


٩- الدعاء سبب في دفع البلاء قبل نزوله وبعد نزوله, لقول النبي ﷺ:( لا يرُدُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ).


دعونا نرى الآن، ما هي آداب هذا الدعاء؟

الأدب الأول: أننا نثني على الله، ونصلي على نبيه ﷺ. قبل أن تبدأ في سلسلة مسائلك، خذ دقائق واعترف بضعفِك وذنبك، ولا تدخل على الله عز وجلّ

دخول المستكبر، ولا دخول الذي كأنهُ يقول يارب أنت المحتاج ولست أنا المحتاج!


الأدب الثاني: أن تجزم في الدعاء، فلا تدعو بقلب راخٍ، وتقول: يارب اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ياربّ إن رأيت أنك تعطِني إياها… لا! قالﷺ:

” لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فإنَّه لا مُكْرِهَ له”


الأدب الثالث: أن يرفع الإنسان يديه في الدعاء، ويستقبل بها القبلة، ويلحّ بالدعاء. أبو موسى الأشعري، قال عن دعاء النبي ﷺ

أنه رفع يديه، ورأيتُ بياض إبطيه.. ويفضل أن تقدم مع دعائك عملا صالحا بالصدقة، أو الإحسان إلى مسكين، أو بصلاة ركعتين

أو الإطالة في صلاة أو غيرها من الأعمال الصالحة ومصداق هذا العمل نراه في قصة أصحاب الغار.


الأدب الرابع: الوضوء، ففي حديث أبي موسى الأشعري لمّا فرغ النبي ﷺ

من حنين فدعا بماء فتوضَّأ، ثم رفع يديه ورأيت بياض إبطيه.


الأدب الخامس: أنك إذا دعوت الله فعظّم المسألة لقول الرسول ﷺ :

(إذا دعا أحَدُكم فلْيُعظِمِ الرَّغبةَ فإنَّه لا يتعاظَمُ على اللهِ شيءٌ)

فلا تدعو الله بدخول الجنة فقط بل اسأله الفردوس الأعلى من الجنة.


الأدب السادس: أن تظهر افتقارك لله عز وجل وشكواك إليه، يقول عبدالله بن المبارك قدمت المدينة في عام شديد القحط، فخرج الناس يستسقون

فخرجت معهم, إذ أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما، وألقى الأخرى على عاتقه، فجلس إلى جنبي فسمعته يقول:

إلهي أخلقت الوجوه عندك كثرة الذنوب ومساويء الأعمال، وقد حبست عنا غيث السماء لتؤدب عبادك بذلك، فأسألك يا حليمًا

ذا أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة فلم يزل يقول الساعة الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب.


الأدب السابع: أن تتخير جوامع الدعاء ومحاسن الكلام فترفع الدعاء بأجمل صيغة، ابحث عن أدعية الرسول ﷺ

ولا تظن أنك علمتها كلها. أجمل وأعظم الدعاء هو ما يخرج من قلب خالص ويوافق حاجة لك أنت.


الأدب الثامن: الدعاء للصحابة وعلماء المسلمين وللمؤمنين والمؤمنات لقول الرسول ﷺ:

(مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً)


الأدب التاسع: آن تدعو الله في كل حال, ليس فقط في لحظة الضر، وتلتفت إليه في لحظة الشدة! قال ﷺ:

“من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر من الدعاء في الرخاء”.


الأدب العاشر: أن تتحرى أوقات استجابة الدعاء، في جوف الليل ووقت السحر لقول الرسول ﷺ:

“ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.


إذًا هذا هو الوقت الأول:

١. الدعاء في جوف الليل ووقت السحر.


٢. دبر الصلوات المكتوبات. فعن أبي أمامة الباهلي أنه قِيلَ يا رسولَ اللهِ : أيُّ الدعاءِ أسمَعُ قال:

“جَوفَ الليلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ”. وحينما أوصى معاذ قال: “قُلْ : اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِكَ وشُكْرِكَ ، و حُسْنِ عِبادَتِكَ”.


٣. بين الأذان والإقامة. ولهذا يقال لك سل تعطى في هذا الوقت.


٤. عند النداء، قال ﷺ: (ثنتان لا تردّان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا).


٥. عند نزول الغيث. (ثِنْتانِ لا تُرَدَّانِ أو قلَّما تُرَدَّانِ: الدعاءُ عندَ النداءِ، وعندَ البأْسِ حينَ يُلحِمُ بعضُهم بعضًا [وفيه زيادةُ: وتحتَ المَطرِ]).


٦. ساعةٌ من الليل لا يعرف هي أي ساعة. قال ﷺ: ” إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ.”


٧. الساعة في يوم الجمعة. قال النبي ﷺ: ”  فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.”

والأرجح في هذه الساعة أنها من بعد العصر إلى غروب الشمس. وكان السلف يقولون إن أدعية الجمعة تأتي كفلق الصبح.


٨. في السجود، قال ﷺ: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.”


٩. بعد الوضوء. يقول ﷺ: ” ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: 

أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ.”


١٠. الدعاء للولد والوالد، وهذه ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده ودعوة الصائم ودعوة المسافر.


١١. الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر. قال عبدالله بن السائب رضي الله عنه:

( أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبل الظهرِ, وقال” : إنها ساعةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السماءِ ، وأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالحٌ” )


.١٢. الدعاء عند التعارّ من الليل.. يقول ﷺ: “من تعارَّ من الليلِ فقال حين يستيقظُ: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، له الملكُ

وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، ثم دعا: ربِّ اغفر لي استُجيبَ له ؛ فإن قام فتوضأَ ثم صلَّى قُبِلتْ صلاتَه”.

الإمام السهيلي كان له قصيدة يثني فيها على الله عز وجل، وهذه القصيدة كانت أرجى أعماله التي كان يدعو بها ، يقول في هذه القصيدة:

يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَيَسْمَعُ

أَنْتَ المُعَدُّ لِكُلِّ مَا يُتَوَقَّعُ

يَا مَنْ يُرَجَّى لِلشَّدَائِدِ كُلِّهَا

يَا مَنْ إِلَيْهِ المُشْتَكَى وَالمَفْزَعُ

يَا مَنْ خَزَائِنُ رِزْقِهِ فِي قَوْلِ (كُنْ)

امْنُنْ فَإِنَّ الخَيْرَ عِنْدَكَ أَجْمَعُ

مَا لِي سِوَى فَقْرِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ

فَبِالاِفْتِقَارِ إِلَيْكَ فَقْرِي أَدْفَعُ

مَا لِي سِوَى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ

فَلَئِنْ رُدِدْتُ فَأَيَّ بَابٍ أَقْرَعُ

وَمَنِ الَّذِي أَدْعُو وَأَهْتِفُ بِاسْمِهِ

إِنْ كَانَ فَضْلُكَ عَنْ فَقِيرِكَ يُمْنَعُ

حَاشَا لِفَضْلِكَ أَنْ يُقَنِّطَ عَاصِيًا

الْفَضْلُ أَجْزَلُ والمواهب أوسع


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.