بتاريخ ١٢ / ٠٢ / ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

تعجز الكلمات أحياناً عن وصف مشهد ساحر لسماء متناهية العظمة لا حدود لها، وجمال ألوانها الذي يتغير

من شروق ساطع إلى غروب آسر إلى ليل غامض، ظل الإنسان على مر العصور يتأملها ويتفكر بها وما تخفي من أسرار ورائها..

كان نبيّنا سيد البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم ممن يخلو بنفسه متأملاً متفكراً في السماء والخلوة

أولى مؤشرات قرب النبوة، وفي يوم من الأيام خرج نبينا ﷺ من الغار عائداً لداره، فإذا به يسمع جلبه من فوقه

فيلتفت وإذا بالملك الذي جاءه في حراء -يعني جاءه في الغار-. النبي ﷺ رأى جبريل عليه السلام وهو ساد

ما بين الأفق وله ستمائة جناح ويقول ﷺ: كل جناح من هذه الأجنحة ينزل منها الدرر والياقوت.

النبي ﷺ ينظر إلى جبريل في صورته التي خلقه الله عزّ وجلّ عليها

وهي من المرات القلائل التي تمثل بها جبريل في صورته الحقيقية، ومن أحاديثه ﷺ

في صحيح البخاري عرّفنا الوحي على هذا العالم النوراني الذي لم تكن العرب تعرفه إلا اسماً فقط، فبدأ الوحي

ينزل بصفات الملائكة، وأوصافهم، وماهيتهم، وعلاقتهم ببني البشر،وجعلهم الله الأصل الثاني

من أصول الإيمان كما ذكر في الحديث «.. الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ..» صحيح مسلم

فإذا كان الإيمان أركانه ستة فثاني ركن من هذه الأركان هو الإيمان بالملائكة وقد قال الله في كتابه :

(ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِۦ) [سورة البقرة: ٢٨٥].

ما وظيفة الملائكة في الأرض؟

يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمة الله عليه- : هم عالم غيبي مخلوقون من نور خلقوا لعبادة الله عزّ وجلّ ولا يتم الإيمان بهم إلا بأربعة أشياء:

وجودهم وأسمائهم التي وصلت إلينا، وأوصافهم التي أخبرنا النّبي ﷺ بها، وأعمالهم التي اختصهم الله عزّ وجلّ بها دوناً عن غيرهم.

أوصاف الملائكة ؟

١-قال الله عز وجل عن الملائكة: (ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُو۟لِىٓ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَ ۚ يَزِيدُ فِى ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ)

[سورة فاطر: ١]

الملائكة ليسوا على وصف واحد لهم أشكال عدة، متفاوتون في الأحجام ما بين ملائكة

ذوي أجنحة قليلة وذوي أجنحة كثيرة، وما بين أجنحة كبيرة وأخرى صغيرة, ومن رحمة الله عزّ وجلّ بعباده أن جعلهم لا يُرون

بل لا يُدركون بالعقل فمهما بلغ الإنسان من العلم فرؤية الملائكة خارج نطاق القدرة البشرية، يشابهون في ذلك الأرواح التي لا ترى.


٢-قال النبي في وصف حملة العرش :

«أُذِنَ لي أنْ أُحدِّثَ عن ملَكٍ من حملةِ العرشِ ، رجلاه في الأرضِ السُّفْلى ، و على قرْنِه العرشُ ، و بين شحمةِ أُذُنَيْه و عاتِقِه

خَفَقانُ الطيرِ سبعَمائةِ عامٍ ، يقولُ ذلك الملَكُ سبحانك حيث كنتَ» صحيح الجامع مسير الملائكة ليس كمسير الشخص العادي، وأجنحة الملائكة

لم يرد وصفها ولم يرد أصل خلقها وكل ما ينسب لأجنحة الملائكة في الكنائس وغيرها غير صحيح، ورد في القرآن والسنة ثبات وجود الأجنحة دون وصف لها.

الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يتناسلون ولا يتعبون ولا يملون، فهم مخلوقون لعبادة الله عزّ وجلّ

ولا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، فلا نقول إن الملائكة هم بنات الله -تعالى الله عن ذلك-، ويعاتب الله من يقول ذلك:

(وَجَعَلُوا۟ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَـٰدُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـٰثًا)

[سورة الزخرف: ١٩]


٣-يصف الله الملائكة بأنهم كرام بررة يستحيون من بعض خلق الله عزّ وجلّ

كحيائهم من عثمان بن عفان وذاك لشدة حيائه.


الملائكة تميل إلى الجمال أم للقبح …؟

دل القرآن في سورة يوسف بقول النسوة حين رأوه عليه السلام بقوله عزّ وجلّ على لسان حالهم :

(وَقُلْنَ حَـٰشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَآ إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)

[سورة يوسف: ٣١]

وهي دلالة أن جماله عليه السلام لم يكن جمالاً بشرياً إنّما هو جمال ملائكي من عند الله عزّ وجلّ.

رؤية الملائكة:

من رحمة الله عزّ وجلّ بعباده ومعرفته لضعف قدرتهم البشرية أن جعلهم غير قادرين على رؤية مخلوقات من نور

لئلا يصعب عليهم الأمر وتتداخل الرؤى إلا أنه امتدح من آمن بهم وبوجودهم وصفاتهم وأسمائهم.

أسماء الملائكة :

اشتهر من أسمائهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وهذه الأسماء الثلاث الثابتة وهم ملائكة الحياة، أما عن جبريل

فهو الموكل بالوحي والوحي حياة القلب، وميكائيل هو الموكل بالمطر والقطر وإنبات النبات وحاجة الأرض

وإسرافيل هو الموكل بالنفخ والنفخ هو إيذان الحياة الأخروية والخلود بعد الموت، وهذه الأسماء الثلاثة هي ما يبتدأ النّبي

عليه الصلاة والسلام قيام الليل بها فيقول:

« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ.» صحيح مسلم

وهناك الكثير من الملائكة: كمنكر ونكير وهاروت وماروت وغيرهم من الملائكة ممن لم ترد أسمائهم ولكن وردت بعض مهامهم..

 عبادة للملائكة:

١-لا يفتر الملائكة عن التسبيح يسبحون ويحمدون، قال تعالى:

(ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟)

[سورة غافر: ٧].


٢-للملائكة صلاة فهي تعبد الله عزّ وجلّ وتصلي ولم تردنا صفة صلاتهم لكن وردنا اصطفافهم

في قول النّبي ﷺ وهو يصف الصلاة للصحابة:

« ألا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّها قالَ قلنا وَكيفَ تَصُفُّ الملائِكةُ عندَ ربِّها

قالَ يُتِمُّونَ الصُّفوفَ الأولَ ويتراصُّونَ في الصَّفِّ»

 صحيح ابن ماجه


٣-الملائكة تحج في البيت المعمور وهو بيت يماثل الكعبة ولكنه في السماء

السابعة تحج له الملائكة، يقول النبي  ﷺ في حادثة الإسراء والمعراج:

«… فإذا أنا بإبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إلى البيتِ المعمورِ ، وإذا هو يدخلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ ، لا يعودون إليه…»

رواه أنس بن مالك


٤-تخاف الملائكة من الله عزّ وجلّ، يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:

«مَرَرتُ لَيلةَ أُسرِيَ بي بالمَلَأِ الأعْلى»

أي: مَرَرتُ لَيلةَ الإسراءِ والمِعْراجِ، وهي مُختَلَفٌ في تَحديدِ وَقتِها، والمرادُ بالمَلَأِ الأعْلى: أهلِ السَّماءِ

«وجِبريلُ» وهو أقرَبُ الملائكَةِ وأعْلاهم مَنزِلَةً وأكثَرُهم شَرَفًا، وهو الواسِطَةُ بين الأرضِ والسَّماءِ فهو الذي شرَّفه اللهُ

بأنْ يكونَ رسولَ السَّماءِ إلى رُسُلِ الأرضِ بكَلامِ اللهِ المُنزَّلِ، وهو الرُّوح الأمين ، «كالحِلْسِ البالي من خَشيَةِ اللهِ»

رواه جابر

والحِلْسُ هو: كِساءٌ يُبسَطُ ويُفرَشُ في أرضِ البَيتِ ، فتخيلوا هذا الملك الممتلئ بالأجنحة

وما فيها من الدرر والياقوت أصبح كقطعة مرمية من خشية الله والخوف منه.


دور الملائكة في حياتنا:

يبدأ دور الملائكة من اللحظة التي يتخلق فيه العبد في بطن أمه رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ:

«إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا

ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، أَجَلُهُ؟ فيَقولُ رَبُّكَ ما شَاءَ

وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ المَلَكُ بالصَّحِيفَةِ في يَدِهِ، فلا يَزِيدُ علَى ما أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ.»

صحيح مسلم.

فتبدأ العلاقة بين العبد والَمَلَك من تلك اللحظة ثم تستمر بحراسته طوال حياته وترافقه حتى تبعث روحه.


-يقول الله عزّ وجلّ: (سَوَآءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍۭ بِٱلَّيْلِ وَسَارِبٌۢ بِٱلنَّهَارِ(١٠)

لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتٌ مِّنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ يَحْفَظُونَهُۥ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ

حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوٓءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ)

[سورة الرعد:١٠-١١]

 الملائكة الأربعة التي أسماها الله عزّ وجلّ في الآية (المعقبات) يقول مجاهد وهو من تلاميذ ابن عباس

ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما منها شيء يأتيه إلا قال له الملك :

ورائك مالك عليه سبيل إلا شيء أذن الله له أن يصيبه.


-حفظ المسلم النائم : ولذلك من بات متوضأً ينام في شعاره ملك، شعاره أي (دثاره – بطانيته)

فيه ملك يحفظه من أمر الله، ولو قرأ آية الكرسي يقف على رأسه ملك يحفظه مما قد يصيبه، ولقد جاء رجل

إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له : أن نفراً من مراد يريدون قتلك فقال علي رضي الله عنه :

أن مع كل رجلين ملكين يحفظاه مما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلياه بينه وبينه أن الأجل جنةُ حصينة فإن الأجل جنةُ حصينة.


-الملائكة تحرس بني آدم ولذا أوصى نبينا ﷺ بتحصين واستيداع النفس والأولاد وكل ما يملك

بني آدم من غال ونفيس فنحن نحصنهم بعد وعد أمر الله عزّ وجلّ بحفظهم.


– من وظائف الملائكة إبلاغ الوحي المنزل من السماء، وبقولنا الوحي يتبادر إلى أذهاننا جبريل عليه السلام,

ليس جبريل وحده الموكل بالوحي فقط، يقول النبي ﷺ : « بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا

مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ:

هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ:

فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ.»

صحيح مسلم


– تعليم العبادات: للملائكة أعمال عديدة ولعل أهمها تحريك الخير في نفوس العباد، وقد أم جبريل النّبي ﷺ

في خمس صلوات ليعلمه الصلاة بأركانها وواجباتها وكيفية آدائها. كما دارس جبريل عليه السلام نبينا الكريم القرآن

كل ليلة من ليالي رمضان، قرآن عظيم بصحبة سيد الملائكة وسيد البشر في أفضل أيام الدنيا! ما أعظم المدارسة!


العلاقة خاصة بين الملائكة وعباد الله عزّ وجلّ:

علاقة كل عبد بالملائكة ترتبط بعلاقته وحبه للخير فكلما كانت نفس العبد للخير أقرب

كانت الملائكة كذلك، لأن النفس أدعى إلى الهدى والنور فيحب الملك القرب منها، وكلما كانت نفس العبد أدعى

إلى الشر والمعصية والسواد اقترب الشيطان منها، فيقول النّبي ﷺ : « ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ،

قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ.»

صحيح مسلم

فقرين النبي ﷺ أسلم فلا يأمر إلا بالخير.

يصف لنا النّبي ما يحدث في العالم الغيبي الذي لا نراه بقوله: « إن للشَّيطانِ للمَّةً بابنِ آدمَ ، ولِلمَلك لَمَّةٌ ، فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ

فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكْذيبٌ بالحقِّ ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ . فمَن وجدَ ذلِكَ فليعلم أنَّهُ منَ اللَّهِ ، فليحمَدِ اللَّهَ

ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ منَ الشَّيطانِ . ثمَّ قرأَ : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا الآيةَ»

رواه عبدالله بن مسعود

قرأ: (ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ ۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ) [سورة البقرة: ٢٦٨]

هذا الحديث يهبنا منهجاً وطريقاً للحياة إن الشيطان له لمة وأن الملك له لمة، وأعطانا الله الوصفة:

(إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَـٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)

[الأعراف: ٢٠١]

فإذا مرك نغز من الشيطان فاستعذ منه، فالشيطان لا يطيق اسم الله عزّ وجلّ

فلن تكون قوته أقوى من قوة خالقه وقد وصف في كتابه بكيده الضعيف.

وقد ذكر رسول ﷺ حال العبد حينما يأوي إلى فراشه

« إذا أوى الرجلُ إلى فراشِه ابتدره ملَكٌ وشيطانٌ ، فيقولُ الملَكُ : اختمْ بخيرٍ ، ويقولُ الشيطانُ :

اختِمْ بشرٍّ ، فإن ذكر اللهَ ثم نام بات الملَكُ يكلؤُه ، وإذا استيقظ قال الملَكُ : افتحْ بخيرٍ ، وقال الشيطانُ : افتحْ بشَرٍّ ، فإن قال :

الحمدُ لله الذى ردَّ عليَّ نفسي » رواه جابر بن عبدالله وهنا يأتي جهاد النفس فإن جاهدها على ذكره وابتدأ يومه بحمده على حياته

بعد موته وأعقبها بأذكار صباحه فهو في مأمن وطمأنينة, وإن أعرض عنه وانشغل عن ذكره أوكله الله إلى نفسه، وهذه النفس

لا تزال في جهاد مستمر مع الشيطان من يقظته حتى نومه. فتجد الشيطان يحترق غيضاً على العبد الذاكر فليس له سبيل عليه

ويخبرنا الحديث « إذا خرَج مِن بيتِه فقال : بسمِ اللهِ توكَّلْتُ على اللهِ لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ فيُقالُ له : حَسْبُكَ قد كُفِيتَ وهُدِيتَ

ووُقِيتَ فيَلْقى الشَّيطانُ شَيطانًا آخَرَ فيقولُ له : كيفَ لكَ برجُلٍ قد كُفِي وهُدِي ووُقِي » رواه أنس بن مالك. نجاهد أنفسنا بذكر الله عزّ وجلّ

فإذا بالملائكة تحيطنا وتقترب من عباده الذاكرين، هؤلاء الملائكة الحفظة لأعمالنا، يقول الله عزّ وجلّ عنهم:

(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ(١٠) كِرَامًا كَـٰتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)

[سورة الانفطار: ١٠-١٢]

فيكتب الملك كل عمل نقوم به ويقول ابن عباس في ذلك : (يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى

إنه ليكتب قوله أكلت، شربت، ذهبت) ولذا يصدم الكافر يوم القيامة برؤية سجله كما ذكر عزّ وجلّ

في كتابه على لسان حالهم : (وَيَقُولُونَ يَـٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا ۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)

[سورة الكهف: ٤٩]

 ويقول النبي ﷺ : « إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ

مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ. » صحيح البخاري

وقد اختلف في عدد الملائكة الموكلين بالعبد المحيطين به، أربعة أو ستة أو ثمانية ملائكة من أمامه

وخلفه وعن يمينه وشماله وأسماهم الله المعقبات وهم بخلاف القرين وبخلاف الملك كاتب الحسنات على الكتف الأيمن

وكاتب كل خير وملك الكتف الأيسر كاتب السيئات وكل شر، وهذان الملكان المرافقان للعبد من مولده حتى موته يكتبان كل ما يحدث

في يومه ويحفظانه من كل شيء لم يقدره الله عزّ وجلّ عليه , ومن رحمة الله الرحيم بعباده أن أمر الملائكة بكتابة

نية العبد الصالحة وما نوى أن يعمل من خير، قال الله عزّ وجلّ محدثاً ملائكته: « … وإذا هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها عَشْرًا. »

صحيح مسلم

، كما تدعو الملائكة العباد إلى فعل الخير في صباح كل يوم يقول النّبي : «ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما:

اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. »

صحيح البخاري

وترافق الملائكة العبد فلا تتركه وحده من مولده حتى الصفحة الأخيرة في كتابه يقول الله عزّ وجلّ:

(۞ قُلْ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)

[سورة السجدة:١١]

فإذا جاءت هذه اللحظة من انقطاع العبد من الدنيا وإقباله على الآخرة جاءته الملائكة، فإن كان من أهل اليمين

جاءته  البشارة على هيئة ملائكة من نور بيض الوجوه وجوههم مثل الشمس جميلة نورها واضح، يجلسون منه مد البصر

معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوطها وهذه البشارة الأولى للمؤمن فوجوه الملائكة النيرة تشير

إلى أنه في خير وإلى خير، ويقرأ ملك الموت «… أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ … »

رواه البراء بن عازب

فتخرج روحه وتبتدرها الملائكة فتجعل في أكفان الجنة، تزف الروح الطيبة من سماء إلى سماء

كعرس ملائكي يحيطها صوت الملائكة “لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون“ لا خوف ولا حزن

فقد انتهى زمن التكليف فيكون موت المؤمن أسعد لحظاته كيف به وهو من عاش لأجلها لعلمه

بقسم الله عزّ في علاه في الحديث القدسي :« وعزتِي وجلالِي، لا أجمعُ لعبدِي أمنينِ و لاخوفينِ، إنْ هوَ أمنَنِي

في الدنيا أخفتُه يومَ أجمعُ عبادِي، و إنْ هوَ خافني في الدنيا أمنتُه يومَ أجمعُ عبادِي » الراوي شداد بن أوس وهو من قال الله :

(إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُوا۟)

آمنوا فأحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم استقاموا كما أمرو فـ

(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ وَأَبْشِرُوا۟ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا)

لم تنشغل الملائكة الحافظة للعبد المؤمن عنه في دنياه فكيف بها حين تسليم روحه وعلى لسان حال الملائكة يقول الله في كتابه الكريم

(نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا) أي في الجنة (ما تَشْتَهِىٓ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)

[ سورة فصلت: ٣٠-٣٢]

وقال النبي ﷺ: « من مات فقد قامت قيامتُه » رواه أنس بن مالك فإذا بتلك الروح تصعد في السماء هانئة بين الملائكة

تزفها وإذا بقبره روضة من رياض الجنة، وسؤال منكر ونكير عليه هين فيرى مكانه في الجنة والقبر أولها ويبقى في قبره

ما شاء الله له أن يبقى فيمر بالنفخة الأولى نفخة الفزع، ثم النفخة الثانية نفخة الصعق التي يموت فيها كل من بقي

ثم النفخة الأخيرة نفخة البعث فيبعث فيها كل من على الأرض ثم تنشق عنهم قبورهم عرايا ليس عليهم من شيء

فلا ينظر بعضهم لبعض من هول اليوم وشدته ثم يكون الحساب فإما جنة أو نار وقبل الدخول لابُد من التطهر

ولو كان من أهل لا إله إلّا الله وهذه طبقة الموحدين وهم من قالوا لا إله إلّا الله لكنهم أسرفوا على أنفسهم بالذنوب والخطايا

ولم تكتب لهم توبة، وهنا تأتي الشفاعة شفاعة النّبي ﷺ أولاً فيشفع ثم شفاعة عباد الله الصالحين فكل عبد كان صالحاً

في الدنيا يشفع لمن يعرف في الآخرة وإن لم يعرف اسمه ولكنه شاركه في خير عمله يقول النّبي :

« فما مجادلةُ أحدِكم لصاحبِه في الحقِّ يَكونُ لَه في الدُّنيا أشدَّ مجادلةً منَ المؤمنينَ لربِّهم في إخوانِهمُ الَّذينَ أدخلوا النَّارَ »

رواه أبو سعيد الخدري

فيتحسر حينها من لم يكن له صاحب صالح معين على الخير عرف الله به ودله عليه ولا فائدة حينها، لكن هناك بصيص من الأمل

إن كان العبد فعل خيراً رأته الملائكة وشهدت له فتشفع هي بدورها له كما في قصة يونس عليه السلام

في بطن الحوت حين نادى ودعا فقالت الملائكة : صوت معروف لعبد معروف عرفت صوته وعمله لكنها جهلت مكانه فشفعت له.

الموت حقيقة ترعب كل من لم يستعد للقاءه ولا ترعب من اشتاق إليه وعمل بأمره, الموت حقيقة الكل ذائقها

لا يحول بيننا وبينها شيء، الموت هو مؤشر البوصلة الضابط للاتجاه إن مال، الموت معرفة الله حق المعرفة حين قال:

(۞ نَبِّئْ عِبَادِىٓ أَنِّىٓ أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلْأَلِيمُ)

[سورة الحجر:٤٩-٥٠]
الموت بداية القيامة فما الذي يؤخرك عن الفهم ؟ ما الذي يمنعك من ضبط بوصلتك؟ لن تحشر معهم؟

لن يحجبوا عنك عذابه؟ اجعل القبر جنتك واسلك الطريق إليه بما تملك، كن ممن تنادي الملائكة

اسمه في السموات إن الله أحب فلان فأحبوه فتحبك الملائكة ويرزقك الله القبول في الأرض قال النّبي ﷺ:

« إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فقالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي في السَّماءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ »

صحيح مسلم

قد تكون عبداً مجهولاً في الدنيا ولكنك معروف بالسماء فما من ضير. بماذا عرفت في سماءه؟

بعمل قمت به، بعلم علمته، أو بوالد بررت به، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فلا تحقرن من المعروف شيئاً اجعل لك عملاً تكتبه الملائكة فتشفع لك..

عَلِم النّاس علماً أو حديثاً أو آية فرب مُبلِغ أوعى من سامع وكن ممن شملهم بقوله عزّ وجلّ :

(هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)

[سورة الأحزاب: ٤٣]

وقول رسوله ﷺ: « إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ ، و أهلَ السمواتِ والأرضِ ، حتى النملةَ في جُحْرِها ، وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ»

صحيح الجامع.

لتجدك الملائكة في الصف الأول في صلاة المسجد، ولتراك تذكر الله في مصلاك بعد انقضاء صلاتك، صل الصفوف

وسد الفرج ليصلي الله وملائكته عليك، تعبد الله بالسحور قبل الصوم فتكن ممن صلى الله وملائكته عليه، صل على شفيعنا

وقائدنا إلى جنّات النعيم نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم مصادقاً لوعده ﷺ:

« ما مِن مُسلِمٍ يصلِّي عليَّ إلَّا صلَّت عليهِ الملائِكةُ ما صلَّى علَيَّ فليُقلَّ العَبدُ من ذلِكَ أو ليُكثِرْ»

صحيح ابن ماجه.

عد مريضاً فما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله له سبعين ألف ملك يدعون له يصلون عليه

في نهاره كان حتى يمسي، وإن عاده مساءًا صلوا عليه حتى يصبح، سبعين ألف ملك يصلون ويدعون له ويستغفرون يقول الله عزّ وجلّ:

(تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى ٱلْأَرْضِ ۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)

[سورة الشورى: ٥]

ابحث عن مجالس الذكر والحلق يقول النّبي ﷺ في ذلك

« إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا»

صحيح البخاري

اجلس مع أهل الذكر لتحفك الملائكة بأجنحتها حتى السماء الدنيا فإذا انفض المجلس وانتهى

رفع اسمك وكل من كان إلى الله عزّ في علاه فكنت ممن قال فيهم ﷺ:« هُمُ الجُلَساءُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ»

صحيح البخاري  

واجبنا تجاه الملائكة حين نعلم أننا محاطون بمن يشاركنا تفاصيل يومنا

وخلجات أرواحنا نوايانا قبل أفعالنا، يدعون لنا ويحفظوننا في دنيانا ويشفعون لنا في آخرتنا

توجب علينا أن لا نؤذيهم أو نمنعهم من دخول بيوتنا فالملائكة لا تدخل بيتاً يُعصى الله فيه فالملك

مخلوق نوراني طاهر فطهر بيتك من المعصية كما تطهر ثوبك من الدنس، لا تضع صورة ولا تمثال

ولا تقتني كلباً لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة ولا تمثال فجبريل عليه السلام وقف عند باب بيت النّبي ﷺ

لما كان فيه صورة مغطاة بقماش حتى شقه النبي ﷺ وصنع منه وسائد.

الخمر الذي حرمه الله على عباده يمنع الملائكة من الاقتراب من العبد، الجنب مالم تكن على طهارة

سبب لبعد الملائكة لذا أمر سبحانه وتعالى بسرعة التطهر والاغتسال والملائكة وبشكل عام تتأذى الملائكة مما يتأذى

منه بنو آدم ولذلك قال النّبي ﷺ:« مَن أَكَلَ مِن هذِهِ الشَّجرةِ. قالَ : أوَّلَ يومٍ ( الثُّومِ ) ثمَّ قالَ: الثُّومِ والبصلِ والكرَّاثِ – فلا يقربنا في مساجدنا؛

فإنَّ الملائِكَةَ تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منهُ الإنسُ» صحيح النسائي ويقول أيضاً ﷺ «إذا قامَ أحدُكُمْ يصلِّي مِنَ الليلِ، فَلْيَسْتَكْ، فإنَّ أحدَكُمْ

إذا قرأَ في صلاتِهِ، وضعَ مَلَكٌ فَاهُ على فيهِ ، و لا يخرجُ من فيهِ شيءٌ إلَّا دخلَ فَمَ المَلَكِ»

صحيح الجامع سنة بسيطة وأجر عظيم ولك الخيار وقد أفلح من زكاها..


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.