بتاريخ ١٦ / ١١ / ١٤٤٤ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

بسم الله الرحمن الرحيم

يتهيأ القلب الآن لشهر ذو الحجة. وهو آخر موسم في هذه السنة  فحينما يعرف الإنسان  أنه اقترب

وهناك فعل للخيرات يجب أن يأتي بقلبه تمهيدًا لذلك الموسم فيأتي للإنسان سؤال..

 لماذا نفعل الخير؟ ولماذا يجب أن نفعل الخير؟ 

الله عز وجل حينما فرق بين المؤمن المسلم وبين غيره، كيف جعل هذه النقطة مهمة ومفصلية؟

قال الله عز وجل في كتابه: (وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ)

سورة النساء ١٠٤.

فالألم نحن وإياهم فيه سواء، يشعر به الكافر في هذه الدنيا كما يشعر به المسلم، وكانت هذه في سياق غزوة أحد، وإذا كان عندكم خسارة أو غيرها

فأيضًا هم أصابهم ما أصابهم، ذبح منهم من ذُبح وأُسر منهم من أُسر. فالألم جارٍ على الجميع مسلم وكافر، لكن أين الفرق؟  

قال الله تعالى: (وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لَا يَرْجُونَ)


 لذلك هذا الذي تصدق وهذا الذي تاب، وهذا الذي ترك الحرام، وهذه التي صلت هذه الركعات، وهذه التي صامت؛ ترجو من الله ما لا ترجو غيرها.

 الفرق هنا في هذا الرجاء وفي هذا الشوق إلى الأجر من عند الله عز وجل.

النبي عليه الصلاة والسلام وضع لنا حد فقال: (لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ) وهذه كانت صدمة للصحابة،)

قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَة).

الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2818

خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (6464)، ومسلم (2818).

إن كل ما نفعله من الخيرات لو وضع في كفة، ووضعت نعم الله عز وجل في كفة أخرى لرجحت نعم الله عز وجل. انظروا إلى من لديهم ضيق في التنفس أو ربو

لما تأتيهم الكتمة ولا يستطيعون التنفس إلا من خرم إبرة ويصبح ما بين الحياة والموت، الآن كل عبادتك أنت ضعيها في كفة، ونعمة أن الله عز وجل يجري النفس

مرة أخرى بشكل طبيعي ضعيه في كفة أخرى. ضعي نعم الله عز وجل في كفة مما وعيتيه فقط فضلا عن النعم التي لم تعيها أصلا.

أنت طفل صغير يتخلق في رحم أمه، والله عز وجل يهديك في كل شيء. فلو وضعت كل نعم الله عز وجل عليك، نعم الله عليك وأنتِ نائمة

وأنتِ لا تعين بما فيك وبما حولك، قلبك الذي لا يتوقف عن النبض، خلاياك التي تتجدد وأنت نائمة، من يسوق هذا العالم أصلا الموجود فيك؟ لا أحد إلا الله عز وجل.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله يعني لا تظنين أننا لما صلينا أو تصدقنا أو قررنا قرار أو غيرنا من حياتنا أننا

خلاص إن شاء الله لنا الجنة.. لا .. لو وضع كل هذا في كفة لرجحت نعم الله عز وجل عليها.

هل عملنا سبب في دخول الجنة؟

يقول الله عز وجل: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون) النحل ٣٢.

إذن عملنا هو سبب في دخول الجنة. قال العلماء في شرح هذه الآية: الباء هنا سببية أي من أسباب دخولك للجنة.

هذا العمل الذي تعمله، صدقتك التي تصدقت بها، قرارك في التوبة، تغييرك الذي عملته أنت في حياتك، هذا كله من أسباب دخولك الجنة، ولكنها ليست باب الثمنية

ولا المعاوضة (أي ليست بالثمن فأنا صليت يعني أنا أدخل الجنة، أنا تغيرت يعني أنا يجب أن أدخل الجنة) لا، بل هي من الأسباب. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَة).

ولذلك من رحمة الله عز وجل، أنه لو طلب منا أن نفعل الخير كفئًا لنعمه، يعني أنا نعمت عليك أعطيتك بصر، أعطيتك رجلين تمشين بها، أعطيتك الصحة والعافية

ورزقتك بما تريدين، إذن أنت عبدتني فقط كفئا للشيء الذي أعطيتك إياه لما كان الله عز وجل ظالمًا لعباده، نحن لو نسجد من يوم ما ولدنا إلى قيام الساعة لما

وفينا بضربة عرق في ساق. ومع ذلك الله عز وجل جعل لكل عمل من الخير تفعلينه في الدنيا أجورًا عظيمة.

من الأعمال التي يؤجر عليها الإنسان:

وليس فقط الأجور التي نتكلم عنها هي أجور في مقام العمل والتعبد فقط، بل الأجور حتى في أشياء من هوى الإنسان، قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ).

الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الأدب المفرد | الصفحة أو الرقم: 579 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

فتخيلوا أنهم جالسين على غداء أو على عشاء فقط أخذ الرجل قطعة من الأكل ووضعها في فم امرأته، هذه الحركة البسيطة الآن لو

هو احتسبها عند الله عز وجل فستحتسب له من الصدقة. بل وسع النبي عليه الصلاة والسلام المفهوم حتى ذكر أن الرجل

إذا أتى امرأته وأتى شهوته هذه له فيها أجر. فلم يتخيل الصحابة (قالوا: يا رسولَ اللهِ! أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيها أجرٌ؟!

قال: أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه فيها وزرٌ؟ [قالوا: بلى، قال:] فكذلك إذا وضعها في الحلالِ كان له [فيها] أجرٌ).

الراوي: أبو ذر الغفاري | المحدث: الألباني | المصدر: آداب الزفاف | الصفحة أو الرقم: 65 | خلاصة حكم المحدث: أخرجه مسلم والزيادات كلها له، وإسنادها صحيح على شرط مسلم.

فهذا كرم من الله عز وجل أن يكون حتى في هوى نفسك وفي شهوتك أنت الدنيوية البحتة، أكلك وشربك

حينما تحتسبه عند الله عز وجل، هذه المباحات تنتقل إلى أجور عظيمة، لذلك وأنت مثلا عائد من دوامك جوعان

ثم سميت الله في البداية وحمدت الله في النهاية؛ يغفر لك ما تقدم من ذنبك. أجر عظيم فقط على أكلة أنا أكلتها.


حادثة المرأة البغي مع الكلب:

قص النبي عليه الصلاة والسلام على الصحابة حادثة المرأة البغي مع الكلب الذي سقته من العطش

وأن الله نظر الله إليها فغفر لها، والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق، وأيضا الرجل الذي سقى دابة من العطش، فنظر الله له فشكر له فغفر له. قال الصحابة

(قالوا: يا رسولَ اللهِ وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟). يعني قط مر في الشارع ثم سقيته، عصفور سقط وضعت له ماء، لنا في البهائم أجر!

فقعّد النبي عليه الصلاة والسلام القاعدة قال:(في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجر).

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد | الصفحة أو الرقم : 291 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

التخريج : أخرجه البخاري (2363) وفي ((الأدب المفرد)) (378) واللفظ له، ومسلم (2244)

أمثلة من حياة الصحابة في سعيهم للخيرات:

تلا النبي عليه الصلاة والسلام عليهم ذات يوم الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، لم تمر الآية هكذا بسهولة على أبي طلحة، قال لن ننال البر

يعني المقام العالي عند الله عز وجل، والمقام إيماني أن تكون من الأبرار. كانَ أبو طَلْحَةَ أكْثَرَ الأنْصَارِ بالمَدِينَةِ مَالًا مِن نَخْلٍ، وكانَ أحَبُّ أمْوَالِهِ

إلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُهَا ويَشْرَبُ مِن مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ:

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أبو طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يقولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}

[آل عمران: 92]

وإنَّ أحَبَّ أمْوَالِي إلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وإنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أرْجُو برَّهَا وذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يا رَسولَ اللَّهِ حَيْثُ أرَاكَ اللَّهُ. قَالَ:

فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَخٍ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبِينَ. فَقَالَ أبو طَلْحَةَ:

أفْعَلُ يا رَسولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أبو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ وبَنِي عَمِّهِ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1461 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1461)، ومسلم (998)

بيرحاء هذا بستان كبير، النخلة الواحدة فيه كانت بما يقارب في وقتنا هذا كأنها بمئة ألف، فتخيلوا هذه المئات الآلاف من النخيل

كم في ذلك الوقت، وهم لم يكن عندهم المال بمقدارنا الآن، قد يكون هذا كل رزقه الموجود عنده، هذا البستان فقط. أرأيتم كيف سبّل أعظم ممتلكاته!

أنشأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم غزوةً فأتيتُه فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ، فقال : اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم قال :

فسلَّمنا وغنَّمنا . قال : ثمَّ أنشأ غزوًا ثالثًا فأتيتُه ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي أتيتُك مرَّتَيْن قبلَ مرَّتي هذه فسألتُك أن تدعوَ اللهَ لي بالشَّهادةِ

فدعوتَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسلِّمَنا ويُغنِّمَنا ، فسلَّمنا وغنَّمنا يا رسولَ اللهِ فادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ . فقال: اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم ، قال :

فسلَّمنا وغنَّمنا . ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بعملٍ . قال : عليك بالصَّومِ فإنَّه لا مثلَ له . قال : فما رُئي أبو أمامةَ ولا امرأتُه ولا خادمُه إلَّا صِيامًا . قال :

فكان إذا رُئِي في دارِهم دُخانٌ بالنَّهارِ قيل اعتراهم ضَيْفٌ ، نزل بهم نازلٌ . قال : فلبِث بذلك ما شاء اللهُ ، ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أمرتَنا بالصِّيامِ

فأرجو أن يكونَ قد بارك اللهُ لنا فيه ، يا رسولَ اللهِ فمُرْني بعملٍ آخرَ . قال : اعلَمْ أنَّك لن تسجُدَ للهِ سجدةً إلَّا رفع اللهُ لك بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً.

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة | الصفحة أو الرقم : 273 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

هذه ثلاثة حروب متتالية ممكن يكون الفاصل بينها شهور وممكن سنوات، لكن هذا الهم ينيمه ويصحو عليه، فهو يريد

أن يكون ممن يفوز بالشهادة، فالموضوع ليس حماسة، هو يتمنى أن ينال الشهادة فعلًا. أنت تظنين بنفسك شيء والنبي عليه الصلاة والسلام

رأى في أبي أمامة شيء آخر، هو فقط أخذ العلم هو وزوجته والخادم مسكوا الوصية وأخذوا هذا الباب من الأجر لما قال (عليك بالصوم فإنه لا مثل له).

كانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ في المَدِينَةِ، فَكانَ لا تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ:

فَتَوَجَّعْنَا له، فَقُلتُ له: يا فُلَانُ، لو أنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنَ الرَّمْضَاءِ، وَيَقِيكَ مِن هَوَامِّ الأرْضِ، قالَ: أَمَ وَاللَّهِ

ما أُحِبُّ أنَّ بَيْتي مُطَنَّبٌ ببَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَحَمَلْتُ به حِمْلًا حتَّى أَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرْتُهُ، قالَ:

فَدَعَاهُ، فَقالَ له مِثْلَ ذلكَ، وَذَكَرَ له أنَّهُ يَرْجُو في أَثَرِهِ الأجْرَ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ ما احْتَسَبْتَ.

الراوي: أبي بن كعب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 663 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 هو محتسب خطواته التي يأتي بها فلم يسهّل على نفسه المهمة وذهب لأي مسجد؛ لا بل

هو يريد المسجد مع النبي عليه الصلاة والسلام وشرف الصحبة، فما أخذ بأي رخصة وإنما ابتغاء الأجر، فانظروا مع كل خطوة يرفعها وكل قدم ينزلها

كم له من الأجر عند الله عز وجل. طيب مالذي يجعل هؤلاء الناس تفعل هذا الأجر؟  قال العلماء: من لاح له فجر الأجر هانت عليه مشقة التكليف.

التكليف شاق لكن الذي يرى بعينه الفجر الذي يلي الظلام، فجر الأجر يعني ما لكِ من الأجر، تهون المشاق في سبيل الله عز وجل، ولذلك يهون الصيام

رغم أن فيه مشقة ويهون الجهاد رغم أن فيه مشقة وأي عمل شاق ما يهونه إلا إذا عرفت هذا الأجر.


ذكر بعض الأعمال الصالحة وأجورها العظيمة:

( بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ)

الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 561 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

هؤلاء يبعثون يوم القيامة وأنوارهم تامة أمامهم لأن الله لا ينسى لهم أفعالهم التي فعلوها، هذا الذي يصوم إنما يوفى أجره بغير حساب. يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي :

((إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به)).


أحيانا تمر فيك حالات تشعرين فيها أنك تريدين تتخلصين من كل ذنوبك، لا تريدين أن يكون لك أي علاقة بحياتك الماضية، هل هناك عمل تعملينه وتذهب فيه كل ذنوبك؟ نعم

قال النبي عليه الصلاة والسلام: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1521

خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1521) واللفظ له، ومسلم (1350)


أنا لا أستطيع الحج، لم يتيسر لي، هل الآن فيه أمر آخر ممكن أعمله وأخرج من ذنوبي؟ نعم

قال النبي عليه الصلاة والسلام: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. قالَ ابنُ شِهابٍ:

وكانَ عُلَماؤُنا يقولونَ: هذا الوُضُوءُ أسْبَغُ ما يَتَوَضَّأُ به أحَدٌ لِلصَّلاةِ.

الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 226 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


لو توضأ الإنسان وأحسن وضوءه كوضوء النبي عليه الصلاة والسلام ثم صلى ركعتين ما سرح فيها ولا وسوس؛ خرج من هذه الصلاة وهو مغفور له ذنبه

من اللحظة الذي بدأ عليه التكليف. هذا كرم من الله عز وجل.


أخر متململ في حياته ولا يعرف إن كان الله يحبه أو لا يحبه؟ 

أنا تغيرت أنا تبت وأنا فعلت أشياء لكني لا أعرف، هل الله يحبني؟ يعني أنا الآن يذكرني الله عنده؟ ما هو مقامي عند الله عز وجل؟

إليكِ هذا الحديث: قال النبي عليه الصلاة والسلام – (مَن أَحَبَّ الأنصارَ أَحَبَّه اللهُ)

الراوي : معاوية والبراء بن عازب والحارث بن يزيد الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5953 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 كيف نحب الأنصار؟ ابحثي عن ذلك في السيرة.


تريد حسنات بعدد الأشخاص؟

قال النبي عليه الصلاة والسلام مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً

الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6026 | خلاصة حكم المحدث : حسن

طيب لو قلتِ الأحياء والأموات؟ انظري هنا كيف تتضاعف الأجور، فمن عهد آدم عليه السلام المؤمنين والمؤمنات إلى قيام الساعة.

تريد شيء عليه أجر لا محدود أصلًا؟

(إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وانظري لأجر الصابرين يقول الله عز وجل (إنّما يُوَفّى الصَابِرونَ أجْرَهُم بِغيْرِ حِسَاب)

وقفي قليلاً عند هذه الكلمة “بغير حساب

وتخيلي كل لحظات الحزن التي مرّت فيك، اللحظة التي فقدتِ فيها ابنك، اللحظة التي مر عليك فيها خبر مؤلم، فقدتِ إنسان عزيز وغالي، مرضتِ بمرض، مرّي على كل

لحظات الحزن التي أتتك وصبرتِ فيها، لحظة الصبر هذه التي مسكتِ نفسك وصبرتِ فيها ابتغاء وجه الله، يقول الله عز وجل

(إنّما يُوَفّى الصَابِرونَ أجْرَهُم بِغيْرِ حِسَاب) هذا أجر لا محدود! تفتح لهم صنابير الأجر فلا تغلق ما دام أنه صابر ومحتسب فعداد الحسنات له.


 تريد تكفّر عنك سيئات؟

أنا اليوم أشعر بأني لم أفعل شيئاً ولست راضية عن يومي، يقول النبي عليه الصلاة والسلام

(من قال : سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ .)

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 3466 |

خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (3466) واللفظ له، وأخرجه البخاري (6405)، ومسلم (2691) بلفظ: “مائة مرة حطت خطاياه”


 مر عليك موقف في حياتك ولا تريدين تذكره، مشهد في حياتك مخزي؟ و

ما يسرك أن يطلع عليه أي أحد أو يتذكره! بل حتى أنتِ لا تريدين تذكره، تريدين الستر؟

يقول النبي صلى الله عليه وسلم  (ومن ستر مسلمًا سترهُ اللهُ يومَ القيامةِ)

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 4893

خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (4893) واللفظ له، وأخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) باختلاف يسير


تريد النجاة يوم القيامة؟

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: – من أنظر معسرًا أو وَضع له، أظلَّه اللهُ يومَ القيامةِ تحتَ ظلِّ عرشهِ، يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 1306

خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب من هذا الوجه | التخريج : أخرجه الترمذي (1306) واللفظ له، وأحمد (8711)

ماذا عمل في الدنيا؟ أنظر معسرًا يعني إنسان تديّن أو استلف منك، ويوم أتى وقت السداد قال لك

أنا والله ما عندي المبلغ أعطيني مهلة، فأمهلتيه وأنظرتيه؛ فالله عز وجل يجعلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله.


تريد وقاية من حر النار؟ 

اسمعي هذا الحديث: – من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبر عليهن وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهُنَّ مِن جِدَتِه كنَّ له حجابًا من النَّارِ يومَ القيامةِ

الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع فتاوى ابن باز | الصفحة أو الرقم : 25/365

خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (3669) واللفظ له، وأحمد (17403)

تأتين يوم القيامة وعندك أعمال من الممكن أن جزاءها دخول النار، لكن تأتي تربيتك

لهؤلاء البنات لما أحسنتِ تربيتهن وعلمتيهن الحشمة والعفة فكنّ لك حجاب من النار.


 أريد بيتًا في الجنة!

(من بنَى مسجدًا للهِ كمَفحَصِ قَطاةٍ أو أصغرَ بنَى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ)

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح كتاب الشهاب | الصفحة أو الرقم : 80

خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ورجاله ثقات | التخريج : أخرجه ابن ماجه (738) واللفظ له، والطحاوي في

((شرح مشكل الآثار)) (1557) باختلاف يسير، وابن خزيمة (1292) مطولاً


طيب.. أنا لا أملك المال، وبالكاد بيت يلمني ويلم أبنائي، أنا كيف ممكن يكون عندي بيت؟

نأتي للحديث الثاني قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:

من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ ورَكعتينِ بعدَها ورَكعتينِ بعدَ المغربِ ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

لتخريج : أخرجه الترمذي (414) واللفظ له، والنسائي (1794)، وابن ماجه (1140)ا

السنن فقط هذه السنن البسيطة، ركعتين بعد الظهر، أربعة قبلها، اثنتين بعد المغرب والعشاء، واثنتين قبل الفجر فقط هذه.


طيب.. حتى هذه لا أقدر عليها لكن أريد بيت؟ من أين لي ذلك؟ قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:

من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ

الراوي : معاذ بن أنس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6472 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


هو ذاهب يمشي للصلاة قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:

(مَن مَشى إلى صَلاةٍ مَكتوبةٍ وهو مُتطهِّرٌ، كان له كأجْرِ الحاجِّ المُحرِمِ، ومَن مَشى إلى سُبْحةِ الضُّحى، كان له كأجْرِ المُعتمِرِ، وصَلاةٌ على إثرِ صَلاةٍ

لا لَغوَ بيْنَهما كِتابٌ في عِلِّيِّينَ، وقال أبو أُمامةَ: الغُدوُّ والرَّواحُ إلى هذه المساجدِ مِن الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ.)

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم: 22304

خلاصة حكم المحدث : صحيح| التخريج : أخرجه أبو داود (558)، وأحمد (22304) واللفظ له

فتخيلوا أجورهم حج وعمرة حج وعمرة حج وعمرة وهم ذاهبين.


أجر الجمعة، قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:

(من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها)

الراوي: أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 345 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال النبي-عليه الصلاة والسلام- عن الرجل الفقير الذي رأى غنياً يتصدق بماله الذي قال:

لو كان لي مثل مال فلان لعملت مثل فعله. قالها صادقًا ليس حاسدًا، قال النبي-عليه الصلاة والسلام-: فهما في الأجر سواء.

هذا الفقير مع هذا الغني في الأجر سواء، فيها تفصيل سنأتي له بعد قليل، لكن هذا من حيث الأصل، تساووا في الأجر فقط بالنية. طيب.. الفقير لماذا تمنى؟ لأنه يعلم ما لهذا الغني بنفقته من أجور. 

وهذا الشيء الذي يجعل الإنسان أيضاً يبتغي الأجر حتى ولو لم يعمله. يقول النبي-عليه الصلاة والسلام-:  

(مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجرِ مِثْلُ أجورِ مَن تبِعهُ لا ينقُصُ ذلك مِن أجورِهم شيئًا)

الراوي: أبو هريرة | المحدث: أبو داود | المصدر: سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم: 4609

خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] | التخريج : أخرجه مسلم (2674)

وقال النبي-عليه الصلاة والسلام-: (من علَّم علمًا فله أجرُ من عمِل به ، لا ينقصُ من أجرِ العاملِ).

الراوي : معاذ بن أنس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6396 |

خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (240) واللفظ له، والبغوي في ((معجم الصحابة)) (2112)، والطبراني (20/198) (446)


طيب مالذي يحول بين الإنسان وبين أن ينفذها؟ أن يوفقه الله -عز وجل-، وأن يأذن الله -عز وجل- لك أنك تطيعه، وهذه تحتاج للدُعاء. وأيضاً

مهم للإنسان أن ينتبه بقلبه للأشياء التي تحيط فيها هذه الأجور أيضاً.


القواعد لنيل الأجور: 

القاعدة الأولى: قال تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”

(النجم:٣٩)

لأنك إذا مت انقطع عملك، ولذلك أنتِ في حياتك تسابقين عمرك، وتسابقين اللحظة التي يوقف عندها العمر. قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:

(إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له).

الراوي : – | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم : 1/191 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 انظروا للكلمة فهي مؤلمة”، انقطع عمله “ووقف، خلاص وقف لم يعد هناك أي شيء له” انقطع عمله، إلا من ثلاث:

صدقة جارية

أو

علم ينتفع به

أو

ولد صالح يدعوا له

فقط هذه الثلاثة. فلما يعرف الإنسان إذن أن كل العمل مقطوع إلا هذه الثلاثة معناها أن يستزيد من الخير لنفسه

ولا يكون تحت رحمة ولد من الممكن أن يدعو له ومن الممكن ألا يدعو له، ومن الممكن أن يحفر له بئر ومن الممكن ألا يحفر له.

زين العابدين لما مات وجهزوه ليغسلوه وجدوا في ظهره مثل الخيوط كأنه جُلد بسوط، وهذا زين العابدين الحسن بن علي يعني

ليس أي أحد من أهل البيت، سموه زين العابدين من عبادته، يعني هذا ليس اسمه بل هذا لقبٌ لٌقّب به لكثرة عبادته، فلما بحثوا عن سبب الآثار التي على ظهره

الشيء وجدوا أنه كان يدور في كل أسبوع على بيوت الأرامل والأيتام، وكان يحمل أكياس الدقيق والطعام بنفسه، لا عبد ولا خادم كان يحملها عنه، وينزلها

عند بيوت الناس، فكان هؤلاء الناس يستيقظون ويجدون عند بيوتهم مؤونة ولا يدرون ممن، فلما مات زين العابدين انقطعت عنهم هذه المؤونة. وما عرفوا أنها كانت من عنده

إلا بعدما مات. هو وجدها عند الله نحسبه كذلك.

وأنتِ؟ مالخير الذي تستطيعين فعله؟


القاعدة الثانية: أن الذي يتسبب في الخير له أجر الفاعل.

الصحابة والمهاجرين فتحوا الدنيا، فمصر مثلا فتحها عمرو بن العاص، فالدين والإسلام والشرع وحديث النبي وسنته كلها دخلت لمصر

بسبب هذا القائد وجيشه، إذن كل عمل أهل مصر منذ فتحها وحتى الآن كلها في ميزان عمرو بن العاص. فلا تكونين ممن إذا علم علمًا اقتصر عليه، بل يجب أن تنشريه

وتحولي صلاحك الذاتي إلى شخص مصلح، وأن تكوني نقطة خير في كل مكان، في عملك ووظيفتك، في بيتك، في أسرتك، مع صديقاتك، أي مكان

تكونين فيه كوني مثل مشعل النور الذي يضيء من حوله.


القاعدة الثالثة: أن هناك فرق بين الفاعل للخير وبين من نواه.

الآن الفقير تمنى أن يكون له مال مثل الغني ويعطي فيه، فقال النبي فهم بالأجر سواء، لكن هذا الأجر هل هو كل شيء؟

الغني أعطى من ماله والفقير تمنى، فقال النبي فهما بالأجر سواء، لكن لما تجمعين هذا الحديث مع حديث آخر أيضا نعرفه، عن ابن عباس رضي الله عنهما

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ

ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ

إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً.)

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 6491 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (131) باختلاف يسير

فالذي يهم وينوي بالحسنة ولا يفعلها كانت له حسنة، إذن مجرد هذه النية من هذا الفقير أخذ بها من الأجر، فمن حيث الأصل شا

رك الغني بأجر النية، لكن الذي فاز بأجر العمل والمضاعفة والتضعيف هو الذي فعل الفعل. فلا تكونين فقط في دائرة التمني

بل حوّلي هذه الأمنيات إلى عمل حقيقي قدر الاستطاعة.

قال الله عز وجل: (وَلَوۡ أَرَادُوا۟ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُۥ عُدَّة وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِیلَ ٱقۡعُدُوا۟ مَعَ ٱلۡقَـٰعِدِینَ 46)

فهذا الاستعداد هو الذي يحب الله عز وجل أن يراه منك.


القاعدة الرابعة: أن العاجز يكمل الله عز وجل له أجر العمل وإن لم يعمله. الإمام أحمد -رحمه الله- علم ابنه قال:

يا بني انوِ الخير فأنت في خير ما نويت الخير. انوِ الخير دومًا، استحضري نيتك في أنك تريدين فعل الخير، ولذلك لو نويت الحج وأنتِ الآن تنتظرين التصريح

فأكملي نيتك، لأن النية تبلغ بالإنسان مالا يبلغه العمل، وممكن يكتب لك الله عز وجل أجر النية ويضاعف لك مضاعفة حسب ما وقر في هذا القلب.


القاعدة الخامسة: أن الله يضاعف الأجر بعشر أمثاله.

لأن هذا مما فضلت به هذه الأمة لوحدها ومنعت عنها كل الأمم السابقة، وأن المسلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم

يفعل الخير فيضاعفه الله عز وجل أضعافًا مضاعفة. فلا يفرط عليك يومك وأنتِ لم تفعلي شيء من الحسنات.


القاعدة السادسة: أن تدخل في تجارة مع الله عز وجل. قال النبي عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب:
(لَأنْ يهديَ اللهُ بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم).

الراوي: سهل بن سعد | المحدث: ابن حبان | المصدر: صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم: 6932 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.

وعندما نقول رجل واحد خير من حمر النعم يعني خير من كل الدنيا أنك تغير في إنسان واحد فقط، أن تكون سبب في هداية هذا الإنسان الحائر.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: (نضَّرَ اللَّهُ امرَءًا سمعَ مقالتي فأداها كما سمعها، فربَّ مبلَّغٍ أوعى لَهُ من سامِعٍ).

الراوي : – | المحدث : الألباني | المصدر : وجوب الأخذ بحديث الآحاد | الصفحة أو الرقم : 12 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

يعني فقط لو سمعتِ حديث واحد وبلّغتيه لمن حولك فأنتِ من معلمي الناس الخير، كل هذا الأجر! مالذي يحول بينك وبينه؟

فلا تحصري فكرة الخير فقط على نفسك، نحن نريد اليوم أن نجعل هذا الخير معدي وننشره بين الناس بهذه الأشياء البسيطة.


العمل قد يتفاضل:

 بحسب المشقة وبحسب حال الشخص، مثل: إنسان عنده الصيام سهل وأسهل عنده من قيام الليل، وإنسان آخر قيام الليل

عنده أسهل من الصيام، هذا ليس مهمًا لكن المهم أنك تمسك في باب من الخير ولا تضيع كل الأبواب، فإن كنتِ لا تقدرين على الصيام

ولا قيام الليل ولا الصدقة ولا الذكر ولا الصلاة، فعلى الأقل يكون عندك أي باب من الخير، باب واحد فقط، نموذج أبو بكر الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.

(مَن أصْبَحَ مِنْكُمُ اليومَ صائِمًا؟ قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ: فمَن تَبِعَ مِنْكُمُ اليومَ جِنازَةً؟ قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ:

فمَن أطْعَمَ مِنكُمُ اليومَ مِسْكِينًا قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ: فمَن عادَ مِنْكُمُ اليومَ مَرِيضًا قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ).

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 1028 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

هذا النموذج ليس لكل الناس، فليس كل الناس تستطيع قول أنا يا رسول الله أنا يا رسول الله. وأنا عندي كل هذا الخير

فعلته مرة وحدة، لكن على الأقل يكون لديك باب خير أنتِ يوميًا تفعلينه وتحاولين أن تكونين من أهله.



آخر قاعدة ونختم فيها: أن التحسر على فوات الأجر علامة صحة القلب.

 اسمعي هذي القصة ونختم بها:

كان عبدالله بن عمر بن الخطاب جالسًا في مصلاه، فدخل عليه خباب فَقالَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ:

أَلَا تَسْمَعُ ما يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن خَرَجَ مع جِنَازَةٍ مِن بَيْتِهَا، وَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ تَبِعَهَا حتَّى تُدْفَنَ

كانَ له قِيرَاطَانِ مِن أَجْرٍ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَن صَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُحُدٍ؟ فأرْسَلَ ابنُ عُمَرَ خَبَّابًا إلى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلَيْهِ فيُخْبِرُهُ ما قالَتْ:

وَأَخَذَ ابنُ عُمَرَ قَبْضَةً مِن حَصَى المَسْجِدِ يُقَلِّبُهَا في يَدِهِ، حتَّى رَجَعَ إلَيْهِ الرَّسُولُ، فَقالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَضَرَبَ ابنُ عُمَرَ بالحَصَى الذي كانَ في يَدِهِ الأرْضَ، ثُمَّ قالَ: لقَدْ فَرَّطْنَا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ.

الراوي: أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 945 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


هذا التحسر من عبدالله بن عمر الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام: نعم الرجل عبدالله. نعم الرجل عبدالله

فاز فيها من فم النبي عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك لما عرف عن باب واحد بس من الخير فات عليه تحسر كل هذا التحسر، ولكن لأن هذا من علامة صحة الإيمان.


حينما يعرف الإنسان هذه الأحاديث ويعرف هذه الأجور فإن ذلك سيجعله يحتسب أجره، ويجعله يراجع نفسه في كثير من الأشياء التي فرّط فيها.

فأسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذين يبحثون عن العمل ومن الذين يستمعون إلى القول

فيتبعون أحسنه وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.