بتاريخ ٠١ / ١٢ / ١٤٤٤ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


بسم الله الرحمن الرحيم

لبيك إله الحق

عن رحلة لا تشبه أي من الرحلات، وعن سفر لا يشبه شيئاً من سفر الدنيا، هذه الرحلة قد تكون الأولى في حياتك، رحله

لا تملك تفاصلها، ولا تشترط اشتراطاتها، ولا تقرر الذهاب من عدمه، وإنّما هو اصطفاء واختيار من الله عزّ وجل ، فإذا اصطفاك  ودعاك باسمك

كنت من قوافل الحاجّين، وكنت من أولئك الذين تدعوهم مكة بأسمائهم ليكونوا مع قوافل الحجيج.

حديثنا عن رحلة الحجّ، التي أنت لست من يقررها، إنّما هي اصطفاء واختيار من الله عزّ وجل في ليلة القدر 
من رمضان الماضي  اُختير أصحابها، هؤلاء هم الذين دعاهم الله عزّ وجل، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:
” الحجَّاجُ والعمَّارُ وفدُ اللهِ، إن دعوه أجابهم، وإن استغفَروه غفَر لهم”
(رواه أبو هريرة)

يبقى السؤال لماذا نحجّ؟

تعالوا نرى..

  • نحن نحجّ لأنه طاعة لله عزّ وجل حينما أمر إبراهيم -عليه السلام-، بأن يؤذّن بالحج وإبراهيم في صحراء قاحلة، فقال إبراهيم: رَبِّ وما يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قالَ: أذِّنْ وعَلَيَّ البَلاغُ.

فأذّن إبراهيم -عليه السلام- قبل ملايين السنين فقال: ألا إنَّ رَبَّكم قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا وأمَرَكم أنْ تَحُجُّوهُ. (اخرجه ابن جرير)

وَصَلَ صوت إبراهيم -عليه السلام- إلى الذرّ في أصلاب الرجال وأرحام النّساء، فيجد كل إنّسان منّا هذا الشوق للبيت، هذا الشوق

وهذا الحب هو التلبية الأولى لذلك النّداء، ولذلك قال الله عزّ وجل: ﴿وَأَتِمُّوا۟ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ﴾

(البقرة:١٩٦)

  • الحجّ عبادة، قال عزّ وجل: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلًاۚ﴾ (آل عمران:٩٧)

والعبادات أنواع: هناك عبادة يومية هي الصلاة، وهناك عبادة أسبوعية مثل الجمعة، وعبادة سنويّة مثل رمضان، وعبادة في العمر مرة تسمى عبادة عمرية وهي الحج.

  • الحجّ جهاد، قالت عائشة للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-:” يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ” (صحيح البخاري)
  • الحجّ يجعلك تولد من جديد، وهذا الأجر المعروف للحجّ كما يقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.” (صحيح البخاري)
  • الحجّ يغفر لك الذنوب السالِفات، ولكن كيف يغفرها؟ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:” وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ” (صحيح مسلم). يهدم! عجبي لهذه الكلمة يهدم: يعني لا يبقي منه شيء.
  • الحجّ ضمان للجنّة، يقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:” والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ.” (صحيح البخاري)
  • والحجّ أيضًا فيه جواب السؤال حين تضيق من الدنيا وتبحث عن السعادة في كل مكان، قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-:”استمتعوا بهذا البيتِ فقد هُدِم مرَّتين ويُرفعُ في الثَّالثةِ” (رواه عبد الله بن عمر). ربطَ السعادة بهذا البيت، فاستمتعوا ما دام هذا البيت موجوداً، وكل ما كنت أقرب للبيت كنت أقرب إلى ربّ البيت.
  • الحجّ ينفي الفقر والذنوب، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:”تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرة، فإنَّ متابعةً بينهما تنفي الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ.” (رواه عامر بن ربيعة)

قلنا إن الحج المبرور ليس له جزاء إلّا الجنّة، وهذا هاجس يشغل الحجيج:


كيف نحصل على حجٍّ مبرور؟

  • أن تكون من الذاكرين الله كثيراً، في التلبية أولاً ثم التكبير لاحقاً، تقول القاعدة أن أسبق الناس في أي عمل أكثرهم ذكراً.
  • أن تحفظ جوارحك، حفظ الجوارح شيء مهم وتعظّم به الشعائر، قال تعالى :﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ (الحج: ٣٢)
  • حُسن الخلق، قال العلماء فيه: هو كف الأذى وبذل الندى واحتمال الأذى. ”بذل الندى“، كن كريماً، واستعطف الله عزّ وجل واسترحمه بأن تكون باذل طوال الوقت، بتصدق معنوي، مادي، بإعانة ملهوف! كل انواع الخير التي تستطيع أن تفعلها افعلها.
  • عبادة الحجّ هي عبادة جماعية لا فردية، نفسك ستتكشف لك، أخلاقك مع الناس تتكشف، هنا أنت تربي نفسك تربيه مختلفة. كيف تتعامل مع كل أصناف هؤلاء النّاس وتعرف أن ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّۗ﴾ (البقرة: ١٩٧) فمن المفترض ألا تجادل.

إذا هذه الأمور لو جمعها الإنّسان نسأل الله أن تكون حجّته مبرورة.


مناسك الحج والعبادات الظاهرة والباطنة

  • يبدأ الإنسان هذه الرحلة من بيته، فيبدأ بالاغتسال لسنّة الإحرام، تُلبس ملابس الإحرام، الرجال يلبسون أكفانهم، ولبس الإحرام للرجل هو كفنه، أما المرأة فستراً وحشمةً وعفةً، فعليها أن تبقى على حجاب لكن لا تلبس النقاب لأنه يُفصِّل، ولا تلبس القفاز لأنه يُحدد الأصابع، ولكن تسدل على نفسها وِتُغطًیها.
  • بعد لبس الإحرام تأتي الطائرة، تنتظر فيها اللحظة التي يقولون: الآن نمُر على الميقات، وتفكّر بأن هذا الإحرام ليس إحراماً للجسد فقط، لكنه إحرام للقلب، وإحرام القلب أن يتوب توبةً نصوح من كل ذنب وخطيئة، فهي توبة عامة شاملة صادقة، لا تأتي فيها ببعضك.
  • عند المرور على الميقات للمتمتع أن يقول:” لبيك اللهم عمرة“ وللمفرد أن يقول: ”لبيك اللهم حجّاً“.

ويبدأ هنا الحاج يلبي ويقول: ” لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ.” (صحيح البخاري). هذا التحميد وهذه التلبية لله عزّ وجل كأنك تقول فيها: يا ربي جئتك، وأنا العبد الملطخ بالذنوب، طامعاً في كرمك، أنت الكريم والكريم لا يضيع من أتاه. أدخلوا الإحرام بهذه الطريقة والرمح على ركزته الأولى!

  • ثم يدخل في مكة، ملبياً عند باب المسجد الحرام لا تنسى أن تقول الذكر والدعاء: (اللهم صلِ على محمد) وتقول (اللهم اغفر لي ذنبي، اللهم افتح لي أبواب رحمتك) ثم تقول “أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ” (رواه عبد الله بن عمرو)
  • ثم الطواف، وهو سبعة أشواط، يبدأ فيها من الحجر الأسود يستلم الحجر ويرفع يده اليمنى مرة واحدة فقط ويقول: (بسم الله، والله أكبر) ثم يبدأ بالثناء على الله عزّ وجل، ولا ننسى أن نكثر الصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فبها تكفى همك ويغفر ذنبك. ثم ادع الله عزّ وجل بأهم الأشياء عندك سواء في الدنيا أو الدين أو الآخرة.
  • ثم ينتهي من الطواف ويصلي ركعتين، يقرأ بالركعة الأولى (سورة الكافرون) ويقرأ بالثانية (سورة الإخلاص) وإذا انتهى ذهب إلى المسعى، وهو يصعد إلى الصفا يقول: “نبدأُ بما بدأ اللهُ به” (رواه جابر بن عبد الله) ثم يقرأ قول الله تعالى: ﴿۞ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَاۤىِٕرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرًا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ﴾ (البقرة: ١٥٨)، هذي تقال مره وحدة فقط في بداية ا­­­لشوط.
  • عندما يرتقي على الصفا، يستقبل القبلة ويدعو بهذا الدعاء: (اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، أنجَزَ وَعْدَه، ونصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه.) ثم يدعو بما شاء، ويقولها مرة ثانية ثم يدعو بما شاء، ويقولها للمرة الثالثة وينزل. هذا الموطن هو الموطن الأول لاستجابة الدعوات في الحج ، فهناك ستة مواطن للإجابة ، و هذا هو الموطن الأول من مواطن استجابة الدعاء..
  • الموطن الثاني إذا بلغ إلى المروة فعل كما يفعل في الصفا من الدعاء نفسه.
  • حينما يذهب بعد ذلك إلى منى في يوم التروية، وفيها مسجد الخيف، كما جاء في الأثر أنه صلى فيه سبعين نبي، أي أنك في مكان لبّى فيه الأنبياء، ومروا فيه الأنبياء من إبراهيم -عليه السلام- إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وصحابته إلى يومنا هذا. وفي يوم التروية أنت هنالك حال آخر، لا بُدّ أن تتروّى وتتفكّر قليلاً في حياتك.
  • الموطن الثالث هو حينما يخرج الناس من يوم التروية، بعد أن صلوا فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، يصلون الفجر ثم يخرجون. إلى أين؟ إلى يوم عرفة. هذه الليلة هي ليلة عرفة، عندنا قاعدة أن: من أحسن في ليله كوفئ في نهاره.. وهذا أهم نهار عندك في الحج.

ولذلك لما تشرق الشمس وأنت في منى وأنت مع الناس الآن الذين يمشون ويلبون ذاهبين إلى عرفة فاعرف أنك

في خير يوم طلعت فيه الشمس، أنت الآن في أعظم يوم، لأن الله يتنزل جلّ جلاله، ففيه موعد

وملاقاة مع الرب الكريم، هذا اليوم هو يوم العيد لأهل الموسم، الحج عرفة لذلك هو ركنه الأعظم .


  • ماذا تفعل إذا وصلت إلى عرفات؟ تكلمنا عن هذا بنوع من التفصيل في درس (كيف ندعو في عرفة؟)

وتذكر أن هذا الدعاء يجب أن يشمل ثلاثة أشياء: دنياك وآخرتك ودينك.

هذه الثلاثة رئيسية علمنا إياها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الدعاء:

“اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي”

(صحيح مسلم)

قسم دعواتك كلها على هؤلاء الثلاثة.

لما سأل سفيان الثوري عمن هو أسوأ الناس حالاً في عشية عرفة، قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

يقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “ما رُؤِيَ الشيطانُ يومًا ؛ هو فيه أَصْغَرُ ، ولا أَدْحَرُ ، ولا أَحْقَرُ ، ولا أَغْيَظُ منه يومَ عرفةَ ، وما ذاك إلا لِمَا يَرَى

من تَنَزُّلِ الرحمةِ وتَجَاوُزِ اللهِ – تعالى – عن الذنوبِ العِظَامِ”

( رواه طلحة بن عبيد الله)

اليوم هو يوم المكرمة ويوم الرحمة التي يرحم الله عزّ وجل بها عباده، فظنُّنا بالله أنه سبحانه

لن يشقي أحداً من خلقه. وأنه ما من كف سترفع إلى الله إلا ويجيب الله عزّ وجل دعائه أو يثيبها بخير.

  • الموطن الرابع حينما ينتهي هذا اليوم ذاهبين فيه إلى مزدلفة، وكما يقول أحدهم كأن الناس قد خلّفت الصراط ورائها وكأنهم مقبلين إلى الجنة. أمامهم مزدلفة ليست إلا صحراء قاحلة، ولكن مشاعر الناس وشعور الفرحة كأنهم يدخلون الجنة، فينامون نومة يسمونها إغفاءة المحسنين، ينامون إلى أن يخرج الفجر، إذا صلوا الفجر رفعوا أيديهم بالدعاء.
  • يرفعون أيديهم بالدعاء ثم يتجهون إلى رمي جمرة العقبة، وفيها ترمى ٧ حصيات، لا ترمِ فيها الحصى فقط، بل ارمِ معها ذنوبك، قال ابْنُ عباسٍ : “الشيطانَ تَرْجُمُونِ ، ومِلَّةَ أَبيكُمْ إبراهيمَ تَتَّبِعُونَ” (صحيح الترغيب)  و الشيطان غير موجود لكن أنت ترمي هذه الفكرة.
  • ثم يبدأ مع رميك للجمار التكبر: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ومن هذه اللحظة يبدأ التكبير المقيد وتستبدل التلبية بالتكبير وتكون هي شعار الحجّ.
  • ثم يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة، أو أنه يجمع بين طواف الإفاضة والوداع ويرمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، يرمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى. يرمي الجمرة الصغرى ثم يتنحى قليلاً ويدعو، ثم يرمي الجمرة الثانية الوسطى ثم ينحو شمالاً ويدعو، هذان الموطنان هما الخامس والسادس من مواطن إجابة الدعاء.
  • ثم بعد ذلك يذهب ليطوف الطواف الأخير وهو طواف الوداع، هذا الطواف يذهب به إلى مكة وهو مغفور الذنب-بإذن الله-، هو طوافك الأخير، هي دعواتك الاخيرة، طواف بلا سعي.

نختم بهذا الحديث الذي يجمع كل هذا الكلام، وهو ما أخبر به النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن ثواب الحجّ:

” فإنَّكَ إذا خرَجْتَ مِن بَيتِكَ تَؤُمُّ البيتَ الحرامَ، لا تضَعُ ناقتُكَ خُفًّا، ولا تَرْفعُهُ، إلَّا كَتَبَ (اللهُ)

لكَ به حسنةً، ومَحَا عنكَ خطيئةً، وأمَّا ركعتاكَ بعدَ الطَّوافِ؛ كعِتْقِ رَقَبةٍ مِن بني إسماعيلَ، وأمَّا طوافُكَ بالصَّفا والمروةِ؛ كعِتْقِ

سبعينَ رقبةً، وأمَّا وقوفُكَ عَشِيَّةَ عرفةَ؛ فإنَّ اللهَ يَهبِطُ إلى سماءِ الدُّنيا فيُباهي بكُمُ الملائكةَ، يقولُ: عِبادي جاؤُوني شُعْثًا

مِن كلِّ فَجٍّ عميقٍ يرجونَ رحْمتي، فلو كانتْ ذُنوبُكم كعددِ الرَّملِ، أو كقَطْرِ المطرِ، أو كزَبَدِ البحرِ، لغَفَرْتُها، أَفيضوا

عِبادي مغفورًا لكم، ولِمَن شَفَعْتم له، وأمَّا رَمْيُكَ الجِمارَ؛ فلكَ بكلِّ حصاةٍ رَمَيْتَها تكفيرُ كبيرةٍ مِنَ المُوبقاتِ، وأمَّا نَحْرُكَ؛ فمَدْخورٌ

لكَ عندَ ربِّكَ، وأمَّا حِلاقُكَ رأسَكَ؛ فلكَ بكلِّ شَعرةٍ حَلَقْتَها حسنةٌ، وتُمْحى عنكَ بها خطيئةٌ، وأمَّا طَوافُكَ بالبيتِ بعدَ ذلكَ؛ فإنَّكَ تَطوفُ ولا ذَنْبَ لكَ، يأتي مَلَكٌ

حتَّى يضَعَ يدَيْهِ بينَ كَتِفَيْكَ، فيقولُ: اعمَلْ فيما تَستَقبِلُ؛ فقد غُفِرَ لكَ ما مَضى.”

(رواه عبد الله بن عمر)

فأنت تطوف والملك واضع يديه بين كتفيك، يقول لك: “اعمَلْ فيما تَستَقبِلُ؛ فقد غُفِرَ لكَ ما مَضى.”

يعود الحاج إلى بيته ولسان حاله يقول كما قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:” آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ” (صحيح البخاري)


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.