بتاريخ ١٩ / ٠٢ / ١٤٤٥ هـ
لسماع المحاضرة صوتًا
( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )
أن ينتقل الإنسانِ من مكان إلى مكان آخر لأجلِ غايةٍ مُعيّنة فهذه من تعريفات السفر، فمن خلال السفر يطلّع الإنسان على
ثقافات الشّعوب الأخرى ولغاتها وعاداتها، فيأخذ ما هو مستحب منها ويترك ما هو مستكره، وحينما سافر الصحابة رضوان الله عليهم إلى
الحبشة رأوا ثقافة مختلفة ومناظر غريبة لم يعتادوا عليها في أرض الجزيرة، وبعد رجوعهم من الحبشة، سألهم نبينا الكريم
عن تجربة سفرهم، فقال لهم النبي ﷺ في الحديث عن جابر بن عبد الله: ألَا تُحدِّثونَ بأعجبِ شيءٍ رأيتُم بأرضِ الحبشَةِ؟
فقال فِتْيَةٌ منهم: يَا رسولَ اللهِ بينَا نحنُ جلُوسٌ إذْ مرَّتْ عليْنَا عجوزٌ مِنْ عجائِزِهِمْ تَحْمِلُ قُلَّةً مِنْ ماءٍ، فمَرَّتْ بِفَتًى منهُمْ
فجعلَ إحدَى يدَيْهِ بينَ كتِفَيْها، ثُمَّ دفَعَها عَلَى رُكْبَتَيْها، فانكَسَرَتْ قُلَّتُها، فلَمَّا ارْتَفَعَتِ التَفَتَتْ فقالتْ: سوفَ تعلَمُ يا غُدَرُ
إذا وضعَ اللهُ الكُرْسِيَّ، وجمَعَ الأوَّلينَ والآخرينَ، وتكَلَّمَتِ الأيْدِي والأرْجُلُ بما كانوا يَكْسِبونَ، أتعلَمُ أمري وأمرَكَ عندَهُ غدًا. فقال رسول اللهِ: صَدَقَتْ، كيف يُقَدِّسُ اللهُ قومًا لا يؤخَذُ لضَعِيفِهِمْ مِنْ قَوِيِّهِمْ؟ “
حسنه الألباني”.
فالعجوز ضعيفة ولا تستطيع أن تتجادل مع الشاب، فرجعت الأمر كله إلى ذلك اليوم وهو اليوم الآخر.
الإيمان باليوم الآخر يجعل الإنسان ينظر إلى الحياة من منظار آخر وتجعل ردود أفعاله أيضًا مختلفة، وينظر إلى الابتلاءات
والأفراح بنظرة مختلفة تماما، بمنظار أخروي لا بمنظار دنيوي فقط. ولذلك من أصول الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر.
لماذا سمي باليوم الآخر؟
لأنه آخر يوم، فهو اليوم الأخير وما بعده خلود دائم، إما في نعيم مقيم وإما في عذاب مقيم. نسأل الله العافية.
كما أنه لا يوجد عامل الوقت بعده (الدقائق، الساعات، السنين) خلاص انتهت كل أنواع الحسبة والوقت الذي نعيشه الآن.
الإيمان باليوم الآخر لا يكون إلا بالإيمان بثلاثة أمور مهمة:
الإيمان بالبعث، والإيمان بالحساب والجزاء، والإيمان بالجنة والنار.
1-لماذا الإيمان بالبعث مهم؟ لأنه لولا معرفتنا بالبعث بعد الموت لما كان لكل الحياة معنى.
قال الله عز وجل: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} سورة المؤمنون-115
أظننتم أن هذه الحياة إنما جعلت من أجل تحقيق إنجازات دنيوية فقط؟ كلا بل سنبعث ونحاسب.
2-أما الإيمان بالحساب فهو الإيمان بأننا سنحاسب عن كل ما فعلنا. يقول الله عز وجل:
{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}
سورة الغاشية
بمعنى أنه بعد البعث سيؤتى بك ويكشف حسابك، ماذا كنت تفعل في الدنيا، قراراتك، مبادئك، كل شيء كنت تعيش عليه
في الدنيا تحاسب عليه. يقول الله عز وجل: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
سورة الأنعام- 160
3-الإيمان بالجنة والنار، فالجنة هي مآل المتقين. وأما النار فهي الدار التي يعذب الله عز وجل بها العصاة والكافرين والظالمين.
أمة محمد ﷺ جُعلت لها مزية عن الأمم السابقة بمزيد معرفة عن اليوم الآخر وماذا سيحصل فيه وما هي علاماتها؟ لماذا؟
لأننا آخر أمة ستقوم عليها القيامة، فلا يوجد بعدنا أمة ولا يوجد بعدنا نبي ولا يوجد بعد القرآن كتاب.
لماذا نقرأ ونتعلم عن اليوم الآخر؟
مع حياتنا اليومية التي نعيشها وجدولنا المزدحم ننسى لماذا نعيش، أو حتى ما الهدف الذي نحن موجودون لأجله؟ إذا غاب هذا المفهوم عن اليوم الآخر تصبح الحياة بلا طعم.
جيل اليوم واليوم الآخر:
اليوم الآخر يغيب عن أذهان كثير من الجيل سواءً الشباب الصغار أو المراهقين. ليس عندهم الكم الكافي من المعلومات
عن اليوم الآخر ولا الجنة ولا النار، وهو جيل مسلم! يغيب عنهم هذا المعنى فتصبح عندهم الكثير من المشاكل النفسية وأشكال من عدم جدوى الحياة، والسؤال عن المعنى، وغيرها من التساؤلات.
لماذا نتذاكر اليوم كتاب أشراط الساعة؟
الكتاب الذي سنتكلم عنه هو رسالة دكتوراه للدكتور يوسف الوابل باسم “أشراط الساعة” مبني على أحاديث صحيحة.
فإذا علمنا عن هذا اليوم فلابد للحياة أن تتغير، ولابد للصورة أن تتضح. كلما نظفنا النافذة التي نرى منها، كلما صارت الصورة أوضح.
لكن لما يكون الغبش متراكم عليها والدنيا شبهات وشهوات، لن نرى الصورة واضحة. وكلما عشت وأنت مستحضر اليوم الآخر كلما تغيرت قراراتك.
لولا يوم القيامة لكان غير ذلك:
أخطأ رجل من الصحابة يوم ما، فـهمّ به عمر وكان عمر رجل سريع الغضب لكنه سريع الفيئة، وكانوا يصفونه أنه وقّاف
عند حدود الله، فلم يكن يسمح للغضب أن يأخذه. فالتفت إلى الصحابي فأراد أن يهم به، فخاف الصحابي، يعني توقع أنه سيضربه
وكان عمر معروف بصولاته في أيام الجاهلية، فوقف عمر لما رأى هذا الموقف قال: والله لولا يوم القيامة لكان غير ذلك. يعني لولا
يوم القيامة لضربتك. فمالذي أطفأ لهيب الغضب الموجود عنده وأخزى شيطانه في هذه اللحظة؟
إنه “يوم القيامة”.
أشراط الساعة: كلمة “أشراط” هي جمع لكلمة شَرَط وهي العلامات، فأشراط يعني “علامات”، والساعة سبق ذكرها
أنها الوقت الذي تقوم به القيامة وسميت بذلك لسرعة الحساب فيها. وأشراط الساعة على نوعين: أشراط ساعة (صغرى)
وأشراط ساعة (كبرى). أشراط الساعة الكبرى الدخان، يأجوج ومأجوج، نزول عيسى عليه السلام، شروق الشمس
من غروبها، الدابة اللي تختم على الناس والدجال. وحينما نقول أشراط الساعة الكبرى ليس بمعنى أن القيامة قامت في لحظتها! لا، بل الناس ستعيش بعد حدوثها سنين.
أشراط الساعة (الصغرى):
١-بعثة النبي محمد ﷺ:
يقول ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين وكان يشير بإصبعه)
أخرجه البخاري
ويقول في حديث آخر: (وإن كادت الساعة لتسبقني)
٢-موت النبي ﷺ:
فحياته ضمان لأمته، فإذا مات أتى على أمته ما أتى. فهو مثل الأمان لهذه الأمة. يقول ﷺ :
(أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ: مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ، ثم استفاضةُ المالِ)
إلى آخر الحديث
أخرجه البخاري
٣-فتح بيت المقدس:
وفُتح في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة 16هـ، وصلى فيه المسلمون
٤-موتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ:
يعني موت سينتشر فيكم، فيأخذكم كقُعاص الغنم وهو مرض يصيب الغنم
فتموت كلها دفعة واحدة. وقد حصل هذا في طاعون عمواس الذي أصاب المسلمين في السنة 18هـ
٥-استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة:
فإن المال يفيض في الناس إلى درجة أن يُستغنى عن الصدقة. يقول النبي ﷺ:
(لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الناسِ زمانٌ يطوفُ الرَّجُلُ فيه بالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثُمَّ لَا يَجِدُ أحدًا يأخذُها منه)
أخرجه البخاري
وقد حصلت في عهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بهذه الكيفية التي قالها النبي ﷺ
فانتشر العدل والصدقات في الناس إلى درجة أن زكاة المسلمين كانت تجمع وكان شرطة الوالي يأخذون الأموال
فيضربون أبواب الفقراء –الذين يُظن أنهم فقراء-، فيقولون لهم هل لكم حاجة؟ فيقولون لا اكتفينا.
ومساحة الدولة الأموية عظيمة من الصين شرقا إلى الأندلس غربا. فتخيلوا أنهم يطوفون بالمال فلا يجدون من يأخذه.
يقول النبي ﷺ أيضا في علامة من هذه العلامات في قضية المال:
( تَقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبِدِها أمثالَ الأُسطوانِ مِن الذَّهَبِ والفضَّةِ ….)
“أخرجه مسلم”
إذن هذه الأمة ستأخذ كنوز الدنيا ومنها خروج البترول.
٦-ظهور الفتن:
والفتن هي جمع فتنة وهي الابتلاء والامتحان والاختبار. يقول النبي ﷺ :
( بادروا بالأعمالِ فتَنًا كقطعِ اللَّيلِ المظلمِ، يصبحُ الرَّجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا
ويصبحُ كافرًا يبيعُ أحدُهم دينَهُ بعرضٍ منَ الدُّنيا قليل)
“أخرجه مسلم”.
فما هي الفتنة العظيمة التي دخل هو فيها إلى درجة أنه باع دينه! لذلك لما ترى الفتن ولا تعرف هي حلال أو حرام
لا تخض مع الناس وتبيع دينك بعرض من الدنيا قليل.
٧-ظهور الفتن من المشرق:
قال ابن عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله ﷺ وهو مستقبل المشرق فيقول:
( ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من هنا يطلعُ قرن الشيطان).
“أخرجه البخاري”
فحينما تقرأ في تاريخ المسلمين تجد أغلب طوائف المبتدعة خرجت من المشرق أي من جهة العراق وما وراءها، فمن العراق
ظهر الخوارج والرافضة والباطنية والقدرية والجهمية والمعتزلة، وقتل الحسين، وكل مقالات الكفر نشأت من جهة المشرق، الفرس، المجوس، الزرادشتية
المانوية، الهندوسية، البوذية، كلها من تلك الجهة. وليس آخرًا الشيوعية خرجت من روسيا ومن الصين الشرقية.
٨- تقليد الغرب ظاهرا وباطنا:
التقليد في الظاهر شكلا وسلوكا وفي الباطن فكراً وعقيدة، ولا نتكلم عن الاستفادة
من المخترعات فهذا أمر مختلف، يقول النبي ﷺ في حديث آخر: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ
ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟). “
أخرجه البخاري”
٩- انتشار الأمن:
أن تعيش جزيرة العرب في أمن وأمان فهذه من علامات الساعة. يقول النبيﷺ:
(لا تَقومُ الساعةُ حتى تَعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنهارًا، وحتَّى يَسيرَ الراكِبُ بينَ العراقِ ومكَّةَ، لا يَخافُ إلَّا ضُلَّالَ الطريقِ.)
أخرجه البخاري
يعني يخاف أن يضيع الطريق فقط.
١٠- ظهور نار في الحجاز: يقول النبي ﷺ:
(لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَخْرُجَ نارٌ مِن أرْضِ الحِجازِ تُضِيءُ أعْناقَ الإبِلِ ببُصْرَى).
“أخرجه البخاري”
وهذه الحادثة حصلت في سنة ٦٥٤ هـ.. يقول الإمام النووي -رحمه الله-: خرجت في زماننا نار بالمدينة، وكانت نار عظيمة جدًا
من جانب المدينة الشرقي وراء الحرّة، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة.
١١- قتال الترك:
يقول النبي ﷺ: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا التُّرْكَ، صِغارَ الأعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأنَّ وُجُوهَهُمُ
المَجانُّ المُطْرَقَةُ، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ).
“أخرجه البخاري”
وصفهم النبي ﷺ بأن وجوههم كالمجان المطرقة، المجّن: يعني وجوههم دائرية وأعينهم وجفونهم
ليست غائرة، صغر العيون، وجوههم حمر، ذلف الأنوف، أي قِصر الأنف مع انبطاحه. لاحظوا أن النبي ﷺ لم يرهم في حياته.
ولما جاء التتر على المدن الإسلامية سقطت الخلافة في بغداد على أيديهم وأفسدوا في بلدان المسلمين إلى أن دخلوا هم في الإسلام.
١٢-ضياع الأمانة:
يقول النبي ﷺ: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها
يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)
“أخرجه البخاري”.
إذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله، في أي منصب، فإذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله فانتظرِ الساعة. لأن الطبيعي أن يُسند كل أمر
إلى صاحب الخبرة والتجربة، أما إذا أسند الأمر إلى إنسان لا لشيء إلا لواسطة، والذي يقول الصدق يخّون، ومن يقول الكذب يُصدَّق وهو كاذب!
فيخّون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن ويصدّق فيها الكاذب، فهذه انتكاسة تامة لكل الموازين.
١٣-قبض العلم وظهور الجهل:
يقول النبي ﷺ: (إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَأَيّامًا، يَنْزِلُ فيها الجَهْلُ، ويُرْفَعُ فيها
العِلْمُ، ويَكْثُرُ فيها الهَرْجُ والهَرْجُ: القَتْلُ)
“أخرجه البخاري”. ويقول النبي ﷺ:
(إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ
رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا).
“أخرجه البخاري”.
١٤-ظهور الزنا:
يقول النبي ﷺ: (إن من أشراط الساعة ظهور الزنا) “أخرجه البخاري”
نحن نتحدث هنا عن علاقات محرمة، علاقات لا منتهية
ولا منضبطة بين الرجال والنساء، هذا الأمر لابد من استنكاره حتى لا يموت قلبك، لا يكون أمرًا عاديًا
أن يتصافح الرجال والنساء، حتى وإن كانت بروتوكولات!
يقول النبي ﷺ: (لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له)
“صححه الألباني”
تمس فقط، فضلا عن أن يكون هناك أي شيء آخر أكبر، فعندنا مبادئ وعندنا حدود، والإسلام هو دين الفطرة ودين الأخلاق العالية
هو من يعلمنا “الإتيكيت”، فعندما يحرم شيء فهو يحرمه لمصلحة البشرية
١٥-ظهور المعازف واستحلالها
يقول النبي ﷺ (سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ، إذا ظَهَرَتِ
المعازِفُ والقَيْناتُ، واسْتُحِلَّتِ الخمْرُ)
“صححه الألباني”
وتحدثنا عن هذا الموضوع في دروس سابقة.
١٦-كثرة شرب الخمر واستحلالها:
من علامات الساعة أن يشرب الخمر وأن يكثر
شرب الخمر في الناس، فإذا ضعف الإيمان تصبح الخطوط الحمراء لا وجود لها.
١٧-زخرفة المساجد والتباهي فيها:
يقول نبينا ﷺ (مَن بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ له في الجَنَّةِ مِثْلَهُ.)
صحيح مسلم
تخيلوا أن من علامات الساعة أن تبنى المساجد للتباهي فقط.
١٨-التطاول في البنيان
يقول النبي ﷺ (إذا تَطاولَ رِعاءُ الغنمِ في البُنْيانِ، فذاكَ من أشراطِها)
أخرجه البخاري ومسلم.
أن تبني البنيان فهذا ليس بمحرم، إذن أين يبدأ الحرام؟ عندما يكون التباهي للتفاخر والبطر من غير وجود أي خدمة أو شيء ذا نفع من هذا البنيان.
فكلما رأيت شيئًا من هذه العلامات المذكورة، تذكر أن النبي ﷺ قال إذا رأيت هذا الشيء فاعلم
أن الساعة اقتربت. وهذا الذي يهمنا، نحن نتناول أشراط الساعة ليس فقط لنقول هذا حلال أو حرام، لا، بل لنستعد، فيستعد الإنسان ويهيئ نفسه ويعمل لها.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.