بتاريخ ٤/ ٤/ ١٤٤٦ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

نبحر اليوم مع اسم من أسماء الله الحسنى، اسم تكرر في القرآن أكثر من خمس عشرة مرة، اسم يشملك بولايته،

وهو اسم الله الولي 🙁 ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَـٰتِ ) [البقرة:٢٥٧]

وقال الله عزّ وجلّ:( وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرًا) [النساء:٤٥]

الولي اسم يحمل معنى من معاني الربوبية والملك، ولكل اسم من أسماء الله شق عام وشق خاص بما في ذلك الولاية،

فهناك ولاية عامة لكل الخلق بالخلق والتدبير والملك، فالولي يتولى شؤون من كفر به ومن عبد،

يتولى اليهود والنصارى يتولى أمورهم جميعاً ويشفي مريضهم ويجيب سؤلهم ويفرج كربهم وهذه هي الولاية العامة للخلق ودليلها قول الله عزّ وجلّ 🙁 وَرُدُّوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلَىٰهُمُ ٱلْحَقِّ) [يونس:٣٠]

أما الولاية الخاصة لخلقه فهي لمن لم يشرك، ولم يكفر به فتكون الهداية على شكل هداية توفيق وهداية حب ونصرة

بل هداية تأييدٍ ومعونة وسكينة تسكن قلب ذلك العبد ودليلها قوله عزّ في علاه:( ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ) [البقرة:٢٥٧]

نصيب العبد من الهداية نصيبه من الولاية، ونصيبه من الولاية بقدر ما يعمله ويتقرب به إلى مولاه،

فكلما اقتربت منه زادت العناية بولايتك له زادت ولايته لك فهداك وأعانك وأخرجك من ظلمات نفسك إلى نوره

فكلما وجدت في نفسك تلكؤا أو تردد أو تباطؤا عن عمل الخير فاعلم أن ولايتك منقوصة.

وكلما وجدت نفسك تنفتح للنور وتقبل في كل صغيرة وكبيرة، ورأيتها تستشعر أن كل ماهو حولك رسائل موجهة لإصلاح نفسك

فسيكون إقبالك إلى الحق والعمل سريعاً فاعلم حينها أن الله تفضل عليك بولايته الخاصة لأن الجزاء عنده من جنس العمل.

تدبر ولاية الله لنبيه يوسف التي لازمته، بدايتها حين تآمر عليه إخوته فزيّن لهم ألا يقتلوه وأن يكتفوا برميه في الجبّ

هكذا بدأت القصة ثم جعل أهل القافلة القادمة من مصر يحتاجون للماء فيدلون بدلوهم لأخذ الماء فيجدوا يوسف،

ونقف هنا لنتفكر في تدبير الولي لحال يوسف، من كان سينقذ الطفل الصغير من الظمأ والأفاعي إن لم تعبر تلك القافلة وإن عبرت ولم تدلوا بدلوها تلك هي ولاية الله له.

تدبير الله لأمر نبيه في جميع أحواله وتهيئة وجوده قبل ولادته فقد حرم عزيز مصر من الولد ليحتاج قرب يوسف كابن فيتخذه ولدًا،

ثم يحوج الملك في تلك الرؤى المتكررة والتي أصبحت مع تكرارها تحتاج تفسير، سبع بقرات وسبع سنابل فيسأل من حوله ويجيبون بتدبير من الولي أنها أضغاث أحلام،

ولكنه العظيم الذي إذا أراد شيئًا هيأ أسبابه فيجعل تفسير الرؤى على يد نبيه ليخرج من سجنه عزيزًا ملكاً عائداً لحضن أبيه.

يستشعر يوسف الطفل ويوسف النبي ولاية الله له في كل مرحلة من مراحل حياته حتى في أحلك الأوقات في سجنه

فيختم حديثه بعد ذلك الاستشعار بـ :(رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ أَنتَ وَلِىِّۦ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْـَٔاخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ) [يوسف:١٠١].

 ويأتي اسم الله الولي في أشد لحظات الكرب التي مرت على الخلق حين منع ومسك المطر عن الخلق فتقحط الأرض وتموت البهائم وينقطع مصدر الرزق الأول

فيصيب الجميع اليأس بأن الكرب لن ينفرج فيقول الله بلسان حالهم 🙁 لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ) [النجم:٥٨] ،

فينزل عليهم المطر بعد قنوطهم ولا يكتفي الكريم بنزوله بل ينشر رحمته على عباده وكأنهم لم يذوقوا بأساً قط

يقول عزّ في علاه :(وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ) [الشورى:٢٨].

فكيف تظن أيها العبد أن الله الولي في لحظة من لحظات يومك قد توقف عن ولايته لك؟ هل تظن أيها العبد أنه خذلك؟

وأنه عزّ في علاه لم يتكفل بشؤونك؟ حاشاه ولكن قدر الله لك ماض لأمر يريده هو لا أنت، لخير تجهله أنت ويعلمه هو.

الثقة العظيمة بالله هي التي جعلت أصحاب الكهف السبعة أو التسعة أياً كان عددهم يتركون قصوراً لاجئين لكهف يأويهم ثقة بالله

قال تعالى:(فَأْوُۥٓا۟ إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ) [الكهف:١٦] 

وفي ظلال الولاية أيضاً يتولى الولي نبيه صلى الله عليه وسلم حين يستهزأ به قومه وقت انقطاع الوحي لمدة شاءها الله ليمضي قدره،

وليؤمن المؤمن ويَصدُق الصادق في إيمانه، ويهتز الضعيف فينكشف، هذه الأحداث التي تمر بالعبد إنما هي كواشف تكشف حقائق الإيمان،

فيكون رد المؤمنة والزوجة الصالحة خديجة لزوجها الذي آمنت به وهي تعلم تمام العلم أن من قام بحدود الله فلن يخزيه تقول له وهي تملؤها الثقة

:« كلا والله لا يخزيك الله أبدًا». فتأتي الولاية من السماء للعبد الثابت الصابر

فيقول عزّ في علاه :(وَٱلضُّحَىٰ* وَٱلَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ*مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ *وَلَلْـَٔاخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلْأُولَىٰ *وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ *أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَـَٔاوَىٰ*وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ* وَوَجَدَكَ عَآئِلًا فَأَغْنَىٰ) [الضحى: ١-٨].

أما عن ثقة نبي الله إبراهيم بربه حين وضع ابنه إسماعيل وزوجته هاجر في صحراء مكة،

ذلك الابن الذي طال انتظاره والذي جاء بعد كبر سن أبيه ووهنِ عظمه وبلوغه من العمر ستون عاماً، فحاجته الآن لهذا الابن أكبر لكنه ذهب تنفيذًا لأمر الله وامتلائه ثقة بولايته،

وتفهم تلك الزوجة الصالحة ولاية الله لها ولابنها فتسأل زوجها ليطمئن قلبها: آلله أمرك بهذا؟ إذًا فلن يضيعنا،

فتولى الزوج المؤمن الممتلئ بالإيمان وحين أصبح على تل وغابت عينه عن أهله

رفع يديه داعياً ربه 🙁 رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ) [ابراهيم:٣٧].

فتاة صغيرة تبلغ من العمر مايقارب خمسة عشر عاماً تعاني آلام الحمل والولادة وحدها لا يعينها معين وليس لها غير خالقها،

يزداد عليها الألم حتى يضيق بها ذرعاً فتتمنى الموت فتدعوا خالقها :(فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ قَالَتْ يَـٰلَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) [مريم:٢٣].

ويرد الولي على دعائها بندائه لها (فَنَادَىٰهَا مِن تَحْتِهَآ أَلَّا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّىٓ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَـٰقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِى وَٱشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا) [مريم:٢٤ -٢٦]

نوديت بالاطمئنان وأمرت بعدم الخوف والأكل والشرب، خافت من المخاض والولادة وإنجابها لطفل من غير أب ورميها في عفتها وشرفها،

فيتكفّل الولي عزّ وجلّ بأمرها وشؤونها وولادتها وسمى ابنها عيسى فيجعله نبياً من أولي العزم فلا يُذكر عيسى إلا وتذكر أمه معه عليهما السلام جميعاً.

الولاية لها أربع معان تدور حولها: القرب، الحب، الحفظ والعناية والنصرة. فعندما يقول العبد أن الله وليه ذلك يعني أنه يعي أن الله أقرب إليه من حبل الوريد،

ذلك الحبل الذي إذا قطع توقف سريان الدم وتوقفت حياة الجسد الذي تسكنه ووالله أنه عزّ في علاه أقرب لعبده من ذلك الحبل.

إن الله ولي العبد إذاً هو المحبوب وهو المقدم في ذلك الحب وليس لأحد سواه فهو من نزل الكتاب وهو من يتولى الصالحين فالولي هو من يتدبر أمر العبد ويحفظ شؤونه فهو النصير ولا نصير بعده.

يقول ابن القيم: كمال الولاية أصلها الحب ولا يكون ولياً إلا محباً فلا يمكن أن تتولى أحداً إذا لم تحبه، كمثل العداوة بين اثنين أصلها البغض والولاية بينهما إذا كان الجامع حباً.

إذا المؤمن أحب ربه كان من مواليه، والله عزّ في علاه يتولى العبد حينما يحبه، فحين يوالي الابن أباه فهي موالاة المحتاج

ولكنه حين يوالي الله ربه فهو يعلم علم اليقين أن الولي غير محتاج له فلا تزيد موالاته في ملكه شيء ولكنه الإحسان والرحمة والشفقة بعبده،

يوالي العبد ربه حين يحب الله ورسوله معادياً من عاداهم وكذلك كان الذين اختارهم عزّ وجلّ لصحبة نبيه فقال عنهم عزّ في علاه :(لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ) [المجادلة-٢٢]

«مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ» [البخاري] حديث قدسي أوحى فيه الله لنبيه بعداوة من عادى ولياً من أولياءه وكيف يعادي العبد خالقه، يعادي من بيده ملكوت السموات والأرض؟

 ويقول عليه افضل الصلاة والتسليم :«وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه»[البخاري]

إذن الباب الأول للقرب هو تجويد الفرائض فكيف هي صلاتك أيها العبد الفقير المتذلل لخالقه؟ كيف هو خشوعها وطولها؟ كيف هو ركوعها وسجودها؟

وكيف هو القرآن؟ وتقربك لخالقك كيف هو بالنوافل التي يحب «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،

فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها» [البخاري]

نوافل الصلاة، نوافل السنن، صدقاتك، ذكرك، تسبيحك، استغفارك، تبسمك، سواكك، مد كل ماهو بيدك باليمين

وكل ذاك باحتساب الاجر وسؤال النفس بماذا تقربت إلى الله في هذا اليوم زائداً عما قمت به بالأمس.


كيف يكون العبد من أولياء الله؟

١. اقترب من الله

ولاية الله كسبية أي أن لها أسباب تبذل وأعمال تعمل ودليل ذلك قوله عزّ في علاه (وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ) [الأعراف-١٩٦]

وقوله :(وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت-٦٩]

فكلما زاد صلاحك وجهادك وإحسانك زادت ولاية الله لك بالحفظ والنصر والتأييد والعون ولا تنس أن الجهاد بينك وبين الشيطان مستمر ماحييت 

لقوله 🙁 وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ) [الأنعام-١٢٧]، طريق الولاية هو القرب من الولي والسباق إليه (وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ* أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ) [الواقعة:١٠-١١]،

سابق بما فتح الله عليك في العبادة في الذكر، الصوم، الخطاب وحسن البلاغ، سابق في أي ثغر من هذا الثغور لأن الله عزّ وجلّ يقول: (سَابِقُوٓا۟ ) [الحديد :٢١]

أمرنا بالسباق ولا يكن السباق سباقاً بغير المسارعة فالله عزّ وجلّ يقول :(وَسَارِعُوٓ )[ آل عمران:١٣٣]

إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل.

ابحث كيف تكون من المقربين في الأحاديث قال النّبي عليه الصلاة والسلام:(أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ) [مسلم]

وقال في حديث آخر 🙁 أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ) [صحيح الجامع] 

ويقول عزّ في علاه :(وَقَرَّبْنَـٰهُ نَجِيًّا) [مريم:٥٢] إذن سجودك في الليل الآخر ومناجاتك سبب قربك منه.

ابن عون صحبه احدهم ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاءً عشرون سنة، قال: فما وجدته في يوم إلا وهو زائداً عليه بالأمس.

فتخيل نفسك موصوفاً بهذا الوصف ومنهج حياتك أن تزيد ما كنت عليه بالأمس وتستمر بالثبات على ماقبله.

٢. قدم مَحاب الله ورسوله على من سواهما

أن تكون عبداً لله الولي حين تقوم بأسباب محبته أي أن يكون لك حال مع كلام الله عزّ وجلّ ووردك من القرآن وحفظك وخلوتك معه،

وأن تؤثر الله ورسوله على حياتك فيكونان أحب إليك من سواهما.

٣. احفظ الله يحفظك

لاحظ الأمر بالحفظ، احفظ الله أي احفظ العمل الذي قمت به من الحبوط والبطلان والترائي احفظه من الانتكاسة بعد الحماسة

يقول عزّ في علاه :(وَلَا تُبْطِلُوٓا۟ أَعْمَـٰلَكُمْ) [ محمد:٣٣] حرصاً عليها.

٤. انصر الله ينصرك

يقول ابن تيمية: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة، ويقول ابن القيم: نفسك تطلب منك الكرامة والله يريد منك الاستقامة،

اعلم أنه لا يمكن لأحد أن ينالها بهذه السهولة أن الله قد يبتلي العبد بمرض أو بلاء ويشدد عليه ولا يزال قلبه راضياً ثم يبتليه ويشدد الله البلاء ولا يزال قلبه راضياً.

  إذاً القضية لزوم الاستقامة على أمر الله عزّ وجلّ فيشيب شعرك وتهن عظامك وتهن جوارحك، وسمعك، وبصرك،

وعينك وأنت مستقيم على أمر الله لم تداهن ولم تنحرف ولم تفرط فهذه أعظم الاستقامة.

حياتك بولاية الله حياة مختلفة ستكون من الذين يغفر الله لهم ويرحمهم بمعيته وبتكرارهم الدعاء الذي علمهم ليغفر لهم به

(ٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ ۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ) [ البقرة:٢٨٦]

يعلمهم أن النصر من عند الله له أشكال شتى ومقاييس مختلفة لا بتدبيرك وطريقتك بل بتدبير الله للأصلح لك.


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.