بتاريخ ٧/ ٦/ ١٤٤٣ هـ
لسماع المحاضرة صوتًا
( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )
تحدثنا في الجزء الأول من هذا الدرس عن الصلاة وكيف يجب أن تكون،
فيجب ألا نتعامل مع الصلاة على أنها مجرد عادة تعبدية اعتدناها وكأننا نوقع الحضور فقط،
وإنما يجب أن نعيشها ونتعبّد الله -عز وجل- من خلالها.
ما هي الصلاة وماذا تعني لنا؟
عرّفها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-بأنهاالتعبّد لله بأقوالٍ وأفعالٍ مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
فالقضية ليست مجرد أقوال وأفعال نقوم بها فقط، بل الأهم من هذا كله أن نتعبّد الله -عز وجل- من خلالها.
إذًا كل عبادات الجوارح من ركوع وسجود وتكبير يجب أن يصاحبها عبادات قلبية، فمن غيرها لا يكون للصلاة معنى.
فلا يعقل أن تكون تكبيرة الإحرام هي آخر لحظة تحضر فيها قلوبنا! أن نصلي وعقولنا في مكان آخر؟!
نسرح ولا ندري ماذا قلنافي القيام ولا الركوع ولا السجود وقد لا نعرف في أي ركعة نحن !
فما هي العبودية القلبية في الصلاة؟
هي أننُقبل على الله -عز وجل-وأن الله يُقبل علينا، وهذا أعظم ما يمكن أن يكون من عبودية الصلاة!
ولكن الوصول إلى مرحلة العبودية في الصلاة لا يأتي بين يوم، وليلة بل يحتاج إلى مجاهدة حتى تتحسن صلاتنا ونبدأ بالتلذذ بها.
وإن لم نستمر بالمجاهدة ستعود صلاتنا باردة لا إحساس بها، فالصلاة “مهمة عمر“.
التكبير:
“الله أكبر” هي أول كلمة نبدأ بها صلاتنا.فعندما نكبر ونقوم برفع أيدينا بحركة التسليم أو الاستسلام
فإننانعظم الله -عز وجل- بشيئين متلازمين، أن نقول “الله أكبر” أي هو أعظم من كل شيء،
ونفعل هذه الحركة التعبدية بأيديناوكأننا نلقي بكل هذه الدنيا خلفنا. فلا نكذب أنفسنا في أول لفظة نفتتح فيها صلاتنا،
فنقول “الله أكبر” ونحننفكر في ذلك الموعد وذلك الشخص الذي سنقابله! فيجب أن نقولها بيقين، الله أكبر من كل شيء.
الاستفتاح:
ثم بعد التكبير نبدأ بالتأدب مع الله -عز وجل-، فقبل أن ندخل ونطلب من الله أي شيء،
يجب أن نثني عليه كما علمنا النبي -عليه الصلاة والسلام-.فبماذا نبدأ وكيف نثني على الله -عز وجل-؟
علمنا النبي -عليه الصلاة والسلام- مجموعة أدعيةنستفتح بها صلواتنا بحسب حالتنا القلبية:
*فإذا دخلنا الصلاة ونحن مستشعرين لنعم الله -عز وجل- وفضله علينا فنستفتح بهذا الدعاء
:عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» [أخرجه أبو داود في سننه، وقال الألباني: صحيح].
*وإذا دخلنا الصلاة وقد أذنبنا في يومنا ولسنا راضين عن أنفسنا فنستفتح الصلاة ونرجو رضى الله ومغفرته بعد هذه الذنوب.
عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ هُنَيَّةً
فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،
اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ»[أخرجه البخاري، صحيح].
*وقد يدخل الإنسان صلاته وهو في حيرة من أمره لا يعرف جدوى حياته وكيف يجعل له قيمة في هذه الحياة،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ
قَالَ : «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»[أخرجه مسلم، صحيح].
*وقد ندخل الصلاة ونحننحمد الله -عز وجل- ونريد أن نعظمه، فعلمناالنبي-عليه الصلاة والسلام- دعاء استفتاح
وهو: “الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً”،قال -النبي عليه الصلاة والسلام- عن هذه الكلمات :«عَجِبْتُ لَهَا ! فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ»[أخرجه مسلم، صحيح].
*وقد ندخل الصلاة بعد سماعنالخبر سعيد، أوقد مر يومنا دون أن تحدث الأشياء التي كنا خائفين من حدوثها،
فنستفتحها بهذا الدعاء: “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ولقاؤك حق، اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر”.
*وقد ندخل الصلاة بعد نقاش جدلي فقهي ونحننفكر يا الله ما هو الصحيح وما هو الخاطئ؟
فعلمنا النبي -عليه الصلاة والسلام- دعاء الاستفتاح التالي: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ،
أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ . اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[أخرجه مسلم، صحيح].
ونلاحظ هنا كيف تتفاعل معنا الصلاة، فبدلًا من أن ندخلها على استعجال نحن ندخلها بمشاعر وحاجات.
الاستعاذة:
بعد دعاء الاستفتاح نبدأ في الاستعاذة بالصيغة التي وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-
أن نقول: “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه”.نتعوذ بالله في بداية الصلاة قبل أن يسرق منها، ثم نسمي بالرحمن ونبدأ في سورة الفاتحة.
الفاتحة:
يرد الله -عز وجل- على العبد حين يقرأ الفاتحة في صلاته، فنقول: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾،
فيقول الله -عز وجل-: “حمدني عبدي”. ونقول: ﴿الرحمن الرحيم﴾، فيقول الله -عز وجل-: “أثنى علي عبدي”.
ونقول: ﴿مالك يوم الدين﴾، فيقول الله -عز وجل-: “مجدني عبدي”.
لو عرف العبد قيمة أن الله -عز وجل- في عليائه يناديه فيقول أثنى علي عبدي، مجدني عبدي، حمدني عبدي لذاب العبد من محبة ربه.
وعندما نقول:﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾أي نستعين بك يا رب على كل أمور حياتنا. ثم نقول: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
أي نطلب من الله الهداية سواء من علم لم نعلمه، أو بعلم علمناه فلم نعمل به، أو عملنا به فلم نثبت عليه.
ثم نقول: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾، من هم الذين نطلب من الله -عز وجل- أن نكون في صحبتهم؟ أصدقاؤنا أو أقاربنا؟
هل هم الذين نطلب من الله ١٧ مرة في اليوم أن نكون معهم؟ لا، بل الذين أنعم الله عليهم
كما قال عنهم الله -عز وجل-:﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾(النساء:٦٩).
ونتعوذ بالله أن نكون من المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عرفوا الحق ولم يفعلوه، أوالضالين وهم النصارى الذين حرفوا دينهم وعبدوا الله بغير علم.
وهنا نصل إلى قولنا “آمين”، وآمين ليست بآية وإنما هي دعوة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ : آمِينَ ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ : آمِينَ ، فَوَافَقَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[أخرجه مسلم، صحيح].
قراءة القرآن:
ثم نقرأ ما تيسر من القرآن، وأفضل الصلاة طول القيام لمن أراد أن يستن بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-،
فلنبحث عن السور التي كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأها في صلاته لنحرص على اتباع سنته.
الركوع:
فإذا استوينا راكعين نعظم الله سبحانه وتعالى ونقول “سبحان ربي العظيم”، ولا نقرأ القرآن في الركوع فقد نهانا الله -عز وجل- عن ذلك.
ولنستشعر أن ذنوبنا توضع على أكتافنا وتتساقط عند الركوع، فإذا أردنا أن لايبقى منها شيء فلنطل ركوعنا.ماذا نقول في الركوع غير “سبحان ربي العظيم”؟
*”سبوح قدوس رب الملائكة والروح.”
*”سبحان ربي ذي الجبروت والملكوت ذو الكبرياء والعظمة.”
*”سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي.”
*”سبحانك اللهمّ ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.”
*”اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت، خشع لك قلبي وسمعي وبصري ومخي وعظمي وما استقلّت به قدمي.”
الرفع من الركوع:
رفعنا الرأس فنقول: “سمع الله لمن حمده”. سُئل ابن عباس عن معناها فقال: “اللهم استجب”.اللهم استجب ما حمدناك،
فنحمد الله – عز وجل – ونقول: “ربنا ولك الحمد حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه مباركًا عليه كما تحب ربنا وترضى”،
وأيضًا “ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد،
لا مانع لما أعطيت ولا معطيَ لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، تباركت ربنا وتعاليت”.
نستنّ بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ولكن نستطيع أن نزيد أي نوع من الثناء أو الدعاء.
فمن يصلي ويحمد الله بهذا التحميد، تكون له علاقة خاصةوحبل ممدود بينه وبين الله -عز وجل-.
السجود:
ثم نسجد، ومن المهم ألا نسجد حتى نستوي قائمين، والاستواء قائمًا أي أن تعود كل عظمة إلى موضعها.
فإذا سجد العبد كان في أقرب موطن إلى الله – عز وجل -،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
«أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»[أخرجه مسلم، صحيح].
ولنتذكر ونحن نُمكِّن أنوفنا ووجوهنا وجباهنا وأيدينا وركبنا وأصابع أقدامنا من السجودأنّ مواضع السجود لا تأكلها النار،
يقول النبي – عليه الصلاة والسلام -: «…وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ …»[أخرجه البخاري، صحيح].
فكيف نرفع رأسنا من السجود بسرعة ونحن نعرف أن هذا أقرب موطن يكون فيه الإنسان من ربه؟!
هنا يحتاج المرء أن يدعو الله -عز وجل- بما يريدمن حاجات الدنيا وحاجات الآخرة.
ماذا نقول في السجود غير “سبحان ربي الأعلى”؟
*”اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وشق فيه سمعه وبصره فتبارك ربي أحسن الخالقين”.
*”سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي، أبوء لك بنعمتك علي، هذه يديّ وما جنيت على نفسي”.
*”اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا ، وَفَوْقِي نُورًا ، وَتَحْتِي نُورًا ، وَأَمَامِي نُورًا ، وَخَلْفِي نُورًا ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا”.
*”اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ”.
الجلوس بين السجدتين:
نرفع من السجودونجلس بين السجدتين، وهذه من المواطن التي يدعو فيها العبد والدعاء يكون خالصًا له،
سواء “ربّي اغفر لي”ثلاثاً أو “اللهم اهدني، ربي اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني وارفعني”.
التحيات:
نبدأ بقراءة التحيات ونجلس جلسة المتذلل إلى ربه الجاثي على ركبتيه لا يرى شيئاً سوى السبابة التي يشير بها إلى الله -عز وجل-.
نقول:”التحيات لله والصلوات والطيبات” نحيي الله بها، فلنتخيل أننا نقولها وقلوبنا ليست معه!
ثم نقول: “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته” فكلما سلمنا على النبي -عليه الصلاة والسلام- تُرَد عليه روحه ليرد علينا السلام.
ثم نقول: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”، من الإنس والجن والملائكة من عهد آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة،
مليارات من الذين نأخذ أجورهم بهذا التسليم. ثم نقول: “أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله” وكأنه إعلان الدخول للإسلام من جديد.
ثم نقول الصلاة المحمديةوهذا من تمام المعروف الذي أسداه لنا النبي -عليه الصلاة والسلام- علينا أن ندعو له.
ثم ندعو الله بما نشاء، ومن الأدعية الواردة “اللهم إني أعوذ بك من جنهم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال”،
“ربي أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” وغيرها من الأدعية الجامعة. ندعوه ونحن نعلم بأنه لن يخيبنا ولن يضيعنا وأنه سيعطينا سؤلنا،
فهذا حسن الظن بالله -عز وجل-، وهذه هي عبودية الرجاء.
السلام:
ثم نسلم، نسلم على الله وعلىالمصلينوالملائكة وعلى كل من خَلَق الله -عز وجل- على يمينناوعلى شمالنا.
وهذا السلام الذي نردده في الدنيا لا يجب أن نظن أنه كلمة عابرة، فهذا السلام سيتردد على مسامعنا عند موتنا.
فالجزاء دائمًا من جنس العمل، فكما نسلم على الملائكة في الدنيا فإن أول كلمة ينادوننا فيها هي السلام،
قال تعالى:﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(النحل: ٣٢)
هذه كانت لمحة سريعة على أقوال وأفعال الصلاة التي يُغفر للعبد فيها ما تقدم من ذنبه في وضوئهوفي أذكاره وفي قراءته وفي تأمينه،
فكيف بالصلاة كلها مع العبد؟ فهل يمكن أن يخرج عبد من صلاته مثل ما دخل فيها؟ لا يمكن ذلك!
خذ وقتك في صلاتك مهما تزاحمت عليك جداول الحياة، فلا شيء يستحق تعجيل الصلاة، كل شيء يستطيع الانتظار.
ندعو الله ونرجوه أن يجعلنا ممن يقدرونها حق تقديرها و أن يغفر لنا وأن يحسن ختامنا.
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.