بتاريخ ١٦/ ٥/ ١٤٤٦ هـ
لسماع المحاضرة صوتًا
( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )
“وتحسبونه هينًا”
يتناول هذا الدرس الأسباب التي تجعل الإنسان يعود إلى نقطة الصفر في تعامله مع ربه سبحانه وتعالى، وتسهل العودة إلى الحرام مع علمنا أنه حرام وأنفسنا تطاوعنا إليه.
من أهم الأمور هي تعريض النفس للذنب والمعصية، بتواجدها في المكان الذي يجعل مقاومتها للذنب أضعف حتى تنسى عهودها مع الله سبحانه، فكثرة المساس تذهب الإحساس.
ماهي أبرز صور المجاهرة بالذنوب؟
-فعل الذنب بلا رادع ديني ولا عُرفي.
-أن تمارس الذنب في الخلوة ثم تبوح به للناس علنًا.
-أن تروّج للذنب وتُعلن له.
-أن تنقل أخباره وتدل عليه ولو لم تفعله.
-تهوين الذنب على المُذنب والمجادلة عنه والدفاع عنه.
-السكوت عن الشر وعدم النصيحة بتركه.
-أن تصرف من مالك وتتاجر فيما حرم الله.
كيف النجاة من هذه الصور؟
مراجعة خوفك وحيائك من الله سبحانه، والالتزام بالإيمان والعمل الصالح، وأن يتعلق القلب بالدار الآخرة،
وأن تحاوط نفسك برفقة صالحة، وأن تزداد من العلم، وأن يكون لك مشروع في إطار النهي عن المنكر.
هل أشغل تفكيرك هذا السؤال يومًا؟ أو لامست شعوره؟ ما السبب الذي يجعل الإنسان كثيرًا ما يعود إلى نقطة الصفر في تعامله مع ربه سبحانه وتعالى؟
ويبني خطوات في طريقه إلى الله، ثمّ في منعطفٍ ما يعود إلى الغفلة والمعاصي كأن شيئًا لم يكن؟ ما السبب الذي يجعل من السهل العودة إلى الحرام ونحن نعلم أنه حرام وأنفسنا تطاوعنا إليه؟
إنّ من أهم الأمور التي تعد إجابة رئيسية لمثل هذه التساؤلات هي كثرة تعريض النفس للذنب والمعصية،
بتواجدها في المكان الذي يجعل مقاومتها للذنب أضعف حتى تنسى عهودها مع الله سبحانه، وهذا ما يمكن وصفه
كما قال العلماء: أن كثرة المساس تذهب الإحساس، فكثرة التعريض يجعل المعصية مألوفة هينة وكما قال سبحانه: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } [سورة النور 15].
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول مخاطبًا التابعين الذين هم خير الناس بعد الصحابة: (إنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أعْمالًا، هي أدَقُّ في أعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ،
إنْ كُنَّا لَنَعُدُّها علَى عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ المُوبِقاتِ) [صحيح البخاري].
وأين تكمن المشكلة؟ تكمن في قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأنَّهُ قاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخافُ أنْ يَقَعَ عليه،
وإنَّ الفاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبابٍ مَرَّ علَى أنْفِهِ فقالَ به هَكَذا) [صحيح البخاري]،
فمن الناس من يؤرقه الذنب فيحملُ إحساس الألم أيامًا قد تمتدُّ أسابيع، ومنهم من يتجاهله كأنه مسحه بمسّاحة!
وفي الصحيحين ذكر النبي عليه الصلاة والسلام حديثًا مؤلمًا وخطيرًا في قوله: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا،
ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) ]صحيح البخاري[.
فكثير من الناس يذنب ولا يدري به أحد، فإذا هو يفضح نفسه بصورة ينشرها هنا وهناك، فيُزين الذنب لغيره ممن يشاهده،
ويحببه إليهم، دون أن يستحي أو يخاف، وهؤلاء الذين استساغوا الذنب يُخشى عليهم ألّا يوفقهم الله لتوبة قبل الموت،
ويقول ابن الجوزي معلقًا على الحديث: “المجاهرون هم الذين يجاهرون بالفواحش ويتحدثون بما فعلوه منها سرا والناس في عافية”،
ويقول القاري: “فصاحب هذا الذنب الذي يجاهر به لا يوفق للتوبة منه فيبقى مستحسنا له زائغ القلب عن فحشه وعاره حتى يلقى الله به”،
ويقول ابن القيم: “عاقبة المجاهر بذنبه أنه ينسلخ من القلب استقباحها”، ولذا يقول سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة الصف 5].
قصة احتيال أصحاب السبت واجترائهم على المعصية:
في كتاب الله جاءت قصة عن قرية من اليهود سكنوا جوار البحر وكان عملهم ورزقهم قائمًا على الصيد:
{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [سورة الأعراف 163]،
فهؤلاء اليهود قد جعل الله عليهم يوم السبت تشديدًا عليهم كما شددوا على أنبيائهم، فنزل فيهم تشريع ألّا يفعلوا في يوم السبت أي شيء إطلاقًا فلا تجارة ولا بيع ولا زواج،
بل يكون خالصًا للعبادة، وجعل فتنتهم فيما هو في رزقهم فكانت الأسماك تتقافز أمامهم في يوم منعهم، وكيف لليهود وطبعهم الغدر والخيانة أن يفوتوا مثل هذه الفرصة؟
فاحتالوا على ذلك بأن يرموا شباكهم يوم الجمعة لتصطاد الأسماك في يوم السبت، ثم يسحبوها يوم الأحد! ولكن الحرام حرام،
فالسمك اصطيد في يوم التحريم. وحيال هذا الفعل انقسم المجتمع إلى قسمين، قسمٌ تجرؤوا واصطادوا وباعوا السمك في الأسواق،
فنالوا أرباحًا عظيمة، ومنهم من كان متخوفًا بداية الأمر فلمّا اطمأن إلى الفريق الذي يصطاد لم تحل عليهم عقوبة،
وصاروا هم تجار السوق، أصبحوا مثلهم يصطادون، حتى جاءت الأقوال أن سبعين ألفًا من أهل القرية كانوا يرمون شباكهم يوم السبت،
وبقي منهم اثنا عشر ألفًا امتنعوا عن ذلك وكانوا ينهونهم عن الحرام، ومنهم فئة صامتة لم تتحدث بل أنكرت بقلبها فقط.
كيف تصرف الذين كانوا ينهون قومهم عن السوء؟
عزموا ألّا يساكنوا أهل القرية ولا يشاركوهم في مأكل ولا مشرب ولا يكونوا في مكان يُعصى الله فيه،
فانتقلوا لطرف آخر وبنوا بينهم سورًا يفصل بينهم ليثبتوا أمام الله كرههم لفعلهم، وحين مضت مدة من الزمان خرج أناسٌ منهم يريدون رؤية أهل قريتهم وما فعل الله بهم،
فمشوا في سكك القرية لا يرون أحدًا إلا قردةً وخنازير قد مسخهم الله سبحانه. وأما الفئة الثالثة الذين سكتوا سكت الله عنهم فهم لم يستحقوا مدحًا فيمدحوا به، ولا ارتكبوا جريرةً يؤثمون عليها.
وهذه واحدة من القصص التي هي درس لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يظن أحدٌ أنه في مأمن، فكلّ من عتى وتجرأ فلابدّ من عقوبة عاجلة أو آجلة!
هل للمجاهرة بالذنب صور أُخرى؟!
الصورة الأولى وهي ما سبق الحديث عنه: فعل الذنب بلا رادع ديني ولا عُرفي.
الصورة الثانية: أن تمارس الذنب في الخلوة ثم تبوح به للناس علنًا: ففي حادثة حصلت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين كانت مع مجموعة نسوة
فقالت إحداهنّ أنها كانت يومًا في طريق سفر فمر رجل ومسك طرف ثوبها ليرفعه! فقطعت عائشة كلامها وأعرضت في وجهها
وقالت: (يا نساء المؤمنين، إذا أذنبت إحداكن ذنبًا، فلا تخبرنَّ به الناس، ولتستغفر الله تعالى، ولتتب إليه؛ فإن العباد يُعَيِّرُون ولا يُغَيِّرُون، والله تعالى يُغَيِّر ولا يُعَيِّر) [رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق]
يعني أن الناس تتذكر ذنبك القديم ولا تغفره وتعيرك به، والله تعالى يغير حالك لحال أحسن ولا يعيرك بذنبك؛ فلمَ تُجاهر؟
الصورة الثالثة: أن تروّج للذنب وتُعلن له: فتنشر أخباره، وتتكلم عنه في المجالس وكأنك تشجع الناس له،
وهذا شكل من أشكال الترويج لمحادة الله سبحانه، يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة المجادلة 5].
الصورة الرابعة: أن تنقل أخباره وتدل عليه ولو لم تفعله: فهذا واحد من أشكال مشاركة الذنوب والله سبحانه وتعالى يغار على محارمه،
يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النور 19].
الصورة الخامسة: تهوين الذنب على المُذنب والمجادلة عنه والدفاع عنه: كأن يقول: إن الموضوع ليس خطيراً، ذنب بسيط، فلا تبالغوا!
ما المنطلق في تكبّير الأمور وتصغّيرها؟! إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن محقرات الذنوب فما بالك بالكبائر والموبقات!
فلا تستهن حتى بقلمٍ أخذته عُهدة! وها أنت تجادل عن هؤلاء في الحياة، فمَن يُجادل الله عنك يوم القيامة؟
الصورة السادسة: السكوت عن الشر وعدم النصيحة بتركه: فإذا كان من معك يقوم بهذه المعصية ويمرّ ذلك من أمامك مرور الكرام فهذا من الإعانة على المجاهرة،
ولا يخشى المرء على نفسه في أن يكون ثقيلًا على جلسائه إن ناصحهم، فالمهم هو إبراء الذمة أمام الله سبحانه، والساكت عن الذنب شيطان أخرس.
الصورة السابعة: أن تصرف من مالك وتتاجر فيما حرم الله: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ) [صحيح البخاري]،
ونحن نعلم أنه لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع، ومنها عن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ ففي أيّ لحظة قد يباغتك الموت، فأعدّ للسؤال جوابًا.
وتذكر الأقوام السابقة كيف أنهم حينما وصلوا مجدهم وطغوا وتجبروا أتاهم عذابهم بغتة،
وفي الحديث: (اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وجْهُهُ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ) [صحيح البخاري].
السؤال الهامّ: كيف النجاة من هذه الصور المتعلقة بالمجاهرة بالمعصية؟
أولًا/ راجع خوفك وحياءك من الله سبحانه: فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك، فتخجل من الإنسان الصالح في محيطك ولا تخجل من الله سبحانه؟!
ولنا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حين كان يقول: “ويح أمي ليتها لم تلدني”،خوفًا وحياءً من الله سبحانه،
وجاء في وصفه أن في خدّيه خطّان حُفرا من كثرة البكاء، فأين نحن من عمر؟! نحن في حاجة لأن نراجع أسماء الله الحسنى: الشهيد والسميع والبصير، وفي حاجة أن نقرأ القرآن قراءة للعظة والعبرة.
يقول عبد الله بن مسعود قال لنا النبي عليه الصلاة والسلام: (اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ لِلَّهِ،
قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا) [أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: حسن]
ثانيًا/ التزم بالإيمان والعمل الصالح: ومنه ما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لَيْسَ المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء) [أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وقال الألباني: صحيح]،
إذًا فمن المؤمن؟ قال صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ) [صحيح البخاري]،
وكذلك في الحديث لما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ يسأله عن أعمال الخير فكان مما قال: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ) [صحيح مسلم]،
ولتعلم أن العمل الصالح جندٌ من جنود الله ينجّيك أوقات الابتلاء وهكذا قال سبحانه عن نبيه يونس عليه السلام: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144) } [سورة الصافات 143-144].
ثالثًا/ أن يتعلق القلب بالدار الآخرة: فتزوّد بالعلم عن عالم البرزخ، والجنة والنار، وكيف يكون النعيم والعذاب؟ ولماذا يشوقنا الله إلى الجنة ولماذا يخوفنا من النار؟
رابعًا/ أن تحاوط نفسك برفقة صالحة: يذكر الله في كتابه واحدًا من الحوارات الحزينة التي تحصل يوم القيامة:
{يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) } [سورة الفرقان 28 – 29].
لذا فالبحث عن الرفقة الطيبة أمرٌ يعينك على الطيبات، فابحث عنهم في حلق الذكر والقرآن واخلق لك مجتمعًا يقربك من الله تعالى.
خامسًا/ الازدياد من العلم: فلابد أن تفرغ من وقتك للتعلم وتصبر على ذلك، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ) [صحيح البخاري]،
والصبر يدخل فيه أمران: أحدهما/ أن تصبر عن الشر فلا تكون من أهله ولا تجاريه وإن فعله كل الناس. والثاني/ أن تصبر على الخير بأن تعمل فيه وتبقيه في نفسك وتدعو إليه.
سادسًا/ أن يكون لك مشروع في إطار النهي عن المنكر: هذا المشروع هو ما تقاوم به الذنوب والفتن،
وقد يكون السبب الرئيسي في بركة عمرك، وقد يكون عملًا صغيرًا لكن يجازيك به الله الكثير لأن الله شكور سبحانه، فتفريج الكرب وكفالة الأيتام، أو أي موهبة منحك الله إياها يمكن أن تستثمرها في نصرة دين الله ونبيه، وقد يكون لك طريقتك الخاصة التي تتميز بها عن غيرك!
ودائمًا ليحضرك السؤال: ما هو المشروع الذي سيدخلني الجنة؟ وأي عمل سأرفع به عتب الله عني!
ختامًا: أسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاه، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.