كيف ندعو في عرفة؟

بتاريخ ٢ / ١٢ / ١٤٤٢ هـ

---

لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

---

كيف ندعو في عرفة؟ 

تخيَّل لو أننا حينما نُبشَّـر بدخول شهرِ رمضان، نعلم تحديدًا عن موعدِ ليلة القدر، الليلة العظيمة التي

نرقبها بمجرد دخول العشر الأواخر، الليلة التي هي خيرٌ من ألفِ شهر، ويُتقبل الدعاء فيها، وتنزل فيها الملائكة، الليلة التي يعادل العمل فيها ٨٣ سنة، كيف سيكون حالنا ونحنُ نعرف؟

وكيف تتخيل مشاعرك وأنت تنتظر وتترقب هذه الليلة بالذات!

ولكن الله لحكمةٍ بالغة، أخفاها عنَّا وجعلها متغيرة، حتى نعمل طوال العشرةِ أيام، ونترقب تلك الليلة وينتهي رمضان ونحن لا نعلم هل أدركناها أم لم ندركها.

ليلة القدر مخبأة لكنّ يوم عرفة غير مخبأ!

وتأتي العشر من ذي الحجة بكل فضلها وأنها أعظم أيام الدنيا وأحب أيام الله وأن العمل الصالح أحب من كل أنواع العمل، لكن من هذه العشر هناك يوم أعظمها و هو عرفة.

قال النبي ﷺ:”ما من يَوْمٍ أكثرَ أن يَعْتِقَ اللهُ فيهِ عَبيدًا مِنَ النارِ من يومِ عرفةَ ، وأنهُ لَيَدْنُو عَزَّ وجَلَّ ، ثُمَّ يُباهِي بِهمُ الملائكةَ” 

المصدر : سير أعلام النبلاء 

فهل ذلك للحجيج؟

قال ابن رجب: لا بل للحجيج، ولمن وقف ذلك اليوم. وهذا من رحمة الله، وكما قاله جمهور أهل العلم.

 إذن نحن أمام يوم نصومه ١٢ ساعة فيكفر الله عنك إذا تقبّله بـ٢٤  شهرًا -سنتين كاملة-، أي أن الساعة في هذا اليوم

تكفر عمل شهرين أي ٦٠ يوم والنصف ساعة تكفر عمل٣٠ يوم، هذا اليوم قال عنه السلف: هو يوم من ملك سمعه وبصره ولسانه فقد فاز.

قال النبي ﷺ : “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ مِن قبلي لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”

المصدر : تخريج أحاديث المصابيح

---

بماذا خُتم هذا الدعاء؟ 

خُتم بـ “وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”: وهو على كل شيء قدير، فلا تستصعب دعوة فلا تستصعب أي دعوةٍ تدّخرتها ليومِ عرفة، وفي الحديث القدسي يقولُ اللهُ تعالى : “أنا عندَ ظنِّ عبدي ، وأنا معه إذا دعاني”

المصدر : صحيح الجامع  

تخيَّل أن الله إذا دعوته، يكون معك، وأي معيةٍ هذه المعية؟ 

فلم يكن جزاء الداعي إجابة دعائه فقط، ولكن كذلك معية الله عز وجل لعبده الذي دعاء.

الدعاء يأتي للإنسان بأشياء عديدة:
١- يأتي بمعية الله عز وجل.
٢- يأتي بمغفرة الذنوب. 

كل ما رفعت يديك إلى الله عز وجل اعرف أنه يغفر لك من الذنوب مالم تسأل، فأنت الآن تدعو بأمر معين ولكن الله عز وجل يغفر لك

من الذنوب بشيء آخر، والدليل قوله تعالى في الحديث القدسي:”يا ابنَ آدمَ إنكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كان فيكَ ولا أُبالي ، يا ابنَ آدمَ لو بلغَت ذنوبُكَ عَنان السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي ، يا ابنَ آدمَ إنكَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً”

المصدر : السلسلة الصحيحة
نحن نتعامل مع رب عظيم!

ولا نتعامل معه بالند، نحن عبيد وضعفاء تحت وشن الشياطين يمنةً ويسرة، ولكننا بحاجة إلى الله عز وجل والله يعلم حاجتنا إليه، فكلما

دعوت الله عز وجل ورجوته،  أحرق من ذنوبك بذلك الدعاء والرجاء وعلى قدر ما قام منك ومن قلبك.
٣- يأتي بتثبيت اليقين في قلبك. 

 في كل مرة أنت تدعو الله عز وجل يثبّت اليقين في قلبك، ولذلك لدينا عبادتين ينصح بهما العلماء للأشخاص الذين يعانون من شكوك إلحادية وأسئلة وجودية، وهما: 

أ- التأمل والتدبر في ملكوت الله عز وجل وآياته.
ب- الدعاء؛ في كل مرة ترفع يديك إلى الله عز وجل وتدعو وتقول: يارب أنا عبدٌ ضعيفٌ محتاج إليك يا ربي وأنت القوي الجبار. 

 هيئة الدعاء هذه وأنت تخفض رأسك وعينيك ورافع يديك إلى السماء، هذه الهيئة فقط هي أكبر دليل أنك أنت تحتاج إلى ربك. 

يقول الرسول ﷺ:”من فُتِحَ له منكم بابُ الدعاءِ فُتحت له أبوابُ الرحمةِ”

المصدر : فتح الباري لابن حجر 

٤- يأتي بالهناء لروحك. 

إذا دعوت الله عز وجل، فاعلم يقينًا أنَّ الشقاء لا يجتمع مع الدعاء، لا شقاء الروح ولا شقاء الولد ولا أيًّا غيره بوجود الدعاء.

٥- يجعل لك قيمة عند ربك.

قال تعالى:”قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا”

(الفرقان:77)

فأنت ماذا ستكون عند الله عز وجل لولا دعائك؟

فإذا أردت أن يكون لك قيمة عند الله عز وجل فارفع يديك بالدعاء. 

٦- يأتي بتيسر أمورك. 

يقول الله عز وجل:”يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ”

(الرحمن :29)

ذكر ابن القيم -رحمه الله- عن الله عز وجل أنه: يفرج كربًا، ويجيب سائلًا، ويغفر ذنبًا، ويُجيب مضطرًا، ويُعز ذليلًا، ويغني فقيرًا، ويُعلم جاهلًا.

“كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأن”

إذن ما شأنك أنت الذي تريد أن تدعو الله عز وجل به؟ما هو شأنك الذي لن يستطيع الله فعله لك؟

حاشا الله عز وجل، هذا من سوء الظن، فما هو الشأن والأمر الذي لن يقدر عليه الله؟

٧- يعطيك القوة. 

اعلم أنك بهذا الدعاء أنت أقوى إنسان على وجه الأرض، لا يدخلك ذل ولا يدخلك فقر ولا يدخلك الشعور بالدونية، كيف والله معك؟

قال نوح -عليه السلام- ثلاث كلماتٍ فقط، فأهلك الله عز وجل بها كل من على الأرض وقتها، قال الله تعالى على لسانِ نبيه نوح -عليه السلام-:

“فَدَعَا رَبَّهُ أني مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ”

(القمر:10)

فانتصر الله له، وجاء الطوفان، فأهلك كل من عاش على ظهرِ الأرض، إلا نوح ومن آمن معه.
٨- يأتي برضا الله عليك.

من لم يسأل الله يغضب عليه، من تكون أنت حتى لا تسأل الله؟ هل انقضت حاجاتك التي ترجو أن يعطيك الله إياها؟

أتظن أنك لولا رحمة الله عليك كنت بشيء؟ كنا لسنا سوى ريش في مهب الريح لولا رحمةِ الله.

٩- أنه يغير الأقدار.

 يقول النبي ﷺ:” لا يَرُدُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العُمرِ إلَّا البِرُّ”

المصدر:  صحيح الترغيب
هذا القدر مكتوب عند الله عز وجل أنه سيحصل، ومكتوب عند الله عز وجل أيضا في اللوح المحفوظ أن هذا العبد سيدعو بدعاء فيُرد هذا القدر فيرتفع، هناك أقدار مكتوبة لا يردها إلا الدعاء، ولذلك يقال أن القدر والدعاء يعتركان ويتصارعان في السماء، فيخرج هذا الدعاء فيتصارع مع القدر، حتى يكون الأمربما يجيبه الله عز وجل وما يقدره.

ماذا نفعل في يوم عرفة؟ 

وكيف نستغله كما يجب؟ 

١- سل الله التوفيق ليوم عرفة من الآن، بأن يوفقك سبحانه لعملٍ صالحٍ متقبل.

٢- حاول أن تستعدّ من ليلة عرفة في نومك وقيامك، فمن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، وحاول أن تقوم الليل في تلك الليلة.

٣- اعقد نية الصيام ليوم عرفة الذي يكفر الله عز وجلّ فيه السنة التي قبله والسنة التي بعده، و ولا تنسَ أن تتسحر فهو سنة، واذكر الله كثيرًا في وقت السحر، وسل الله أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
٤- بعد صلاة الفجر، يبدأ التكبير المقيّد.. فتكبّر الله بعد الصلاة، تقول أذكار الصباح، وتجلس جلسة الذكر من بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس ، فلا يفتر لسانك عن ذكر الله، ثم تجلس في مصلاك تذكر الله وأنت تحتسب الأجر.
٥- بعد ذلك إما أن ترتاح  أو تقرأ القرآن إلى أن يحين وقت صلاة الظهر، فإن جـاءت صلاة الظهر فافتَح التلفاز

بعد الصلاة لمتابعة خطبة عرفة، والشاهد منها أنه يكفي أحيانا فقط رؤية الحجيج، فرؤيتهم وهم على عرفـات وهم من وقت الخطبة

رافعين أيديهم هذا الشعور يجعلك تتحمس، هؤلاء هنـاك وأنا في المنزل لستُ معهم، لكن ياربي اجعلني معهم وأشركني معهم في الأجر.

٦- بعدها إن أردت أن ترتاح لنصف ساعة أو ساعة، لكن حاول من قبل صلاة العصر بساعة أن تهيئ لك مكان تجلس فيه إلى السادسة والنصف، لا تظن أنها كثيرة! إنها قليلة!  ولذلك إذا استطعت أن تبدأ من قبل ساعتين فهو خير وبركة وإذا أردت أن تبدأ من قبل ٣ ساعات فأفضل؛ لكن الأهم ألا تشد حماسك في البداية ويأتي الوقت الذهبي وهو قبل المغرب وقد فترت وتكاسلت، فاسترح في البداية، خذ غفوة في بداية الظهر حتى تنشط في آخر النهار.

بماذا أدعو الله عز وجل في يوم عرفة؟  

ماذا أدعو في ثلاث ساعات أو أكثر؟ لست معتادة على ذلك فأقصى ما دعوت به خمس دقائق وينتهي حديثي!

١- جهّز كتيب الدعاء من الآن، وإذا لم يكن لديك فاشتريه، ولا تكتفِ بأدعية الهاتف،  بل حاول أن تترك الهاتف في تلك الأوقات لأنه يشتت ذهنك، خذ كتيب الأدعية الصحيحة من السنة النبوية وتأكد من أنها صحيحة وفي أدعية السنة من الكنوز ومن أمر الدنيا والآخرة مالا يوجد في غيرها.

بعض الأدعية تكون كلها ابتهالات وهي التي من كلام البشر وبالكاد تجد فيها دعاء، لكن دعاء النبي ﷺ  تجد أربعة جمل لكن تكفيك من أمر الدنيا والآخرة،  هناك عدة كتب للدعاء، منها: 

الكتاب الأول: كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم.

الكتاب الثاني: دعاء صحيح الجامع.

الكتاب الثالث: الأدعية الصحيحة الجامعة للقحطاني. المهم أن يكون لديك كتيب دعاء وإن انتهيت منه فابدأ بالآخر. 

هل هذا كله؟ 

هل هذا كله؟

لا، هذا ممكن أن يكون تحمية واستعداد لما بعده..

---

٢- أثناء الدعاء لابد أن تجد أحد الأدعية التي تلامسك فتكرره وأنت رافع كفيك إلى الله عز وجل وادع الله بهذا الدعاء وكرره بيقين إلى أن يفتح الله عز وجل عليك به، وهكذا في كل الأدعية.

---

٣- صمم أنك تستعين بأدعية صحيحة من الكتاب والسنة وتحاول آلا تمضي هذه الساعات إلّا وأنت قد دعوت بأغلب الأدعية التي دعا بها النبي ﷺ

---

٤- اكتب بورقة كل الأشياء التي تهمك، همومك، مشاكلك، عيوبك، كل ما تود أن يتغير بك! لا تظن أنك تعرفها كلها وفي عرفة سترفع يدك وتلح على الله بها.. الدعاء توفيق، ولذلك من هذه الليلة ضع هذه الورقة بجانبك وكل ما ذكرت شيء اكتبه ودونه. 

وادع الله عز وجل لنفسك، فمثلًا لديك تشوهات في شخصيتك أو طريقة تفكيرك أو طريقة تعاملك مع الناس؟

فيا رب أصلحني وتبدأ بكتابة مشاكلك.

واكتب عما تعسر من أمر دنياك، اكتب وفصِّل في طلب ما تود، سواءً من أمرك خاصة، أو أحبابك، أو ما كان من أمور الدين والدنيا والآخرة.

و تقسيمة الدعاء التي تجمع لك الثلاثة الأهم هي:

الدين والدنيا والآخرة

هذه الثلاثة أمور التي تجمع لنا ما نرجو بهِ صلاح دنيانا وآخرتنا، فجهز ورقة دعائك من الآن، وإن لم تكتبها، فقد يضيع منك أمرًا

كنت ترجو أن تدعو به، وقد تنسى لذلك اكتب لكيلا لا يبقى مما ترجو أي شيء إلا وقد طلبته.

---

٥- ادع بالأخص لنفسك ولوالديك ولأحبابك ولأمتك جمعاء، فمن الضروري أن نشرك أمة الإسلام في دعائنا، ونسأل الله عز وجل

أن يهيء لأمة الإسلام أمرًا رشدا، يعز فيه أهل طاعته ويهدي فيه أهل معصيته ونسأل الله عز وجل أن يوحد

أمر المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يرحم حال المستضعفين منهم في كل بقاع الأرض.

---

٦- آخر ساعة في عرفة استمطر رحمة الله عز وجل بأي طريقة، في هذه الساعة

يجب أن تستمطر رحمة الله بأي طريقة، بالدعاء أو بالسجود أو بصدقة عظيمة، المهم أن تعرف أن الساعة

هذه هي أعظم ساعة، ينزل فيها العتق ويدنو الله عز وجل بها من عباده إنَّ اللهَ تعالَى يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السَّماءِ ، يقولُ :

“انظروا إلى عبادي ، أتَوْني شُعثًا غُبرًا من كلِّ فجٍّ عميقٍ ، أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم”

المصدر : حلية الأولياء

تخيل أنك تسمع صوت الله وهو يباهي بك أمام الملائكة!

ويقول:” أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم”! فيعودون من عرفات كيوم ولدتهم أمهاتهم، هذا للحجيج، أما أنت أما أنت

فتذلل إلى الله إلى الله وأنت في بيتك، وحاول أن تنال الفضل والأجر وكأنك على جبل عرفات مع الحجاج. 

---

مـاذا بعـد يوم عرفـة؟ 

حينما ينتهي عرفة وقد انتهى آخر موسم إيماني في هذه السنة، من نصف ذي الحجة إلى شعبان القادم أمامنا ثمانية شهور ونصف هي معركتك الحقيقية. 

 سيظهر فيها صدق مناجاتك ونِتاج دعواتك التي دعوتها في مواسم الطاعات، فمهم جدًا أن تعرف ماذا ستفعل في

تلك الثمانية أشهر، وإذا عرفت ماذا ستفعل ستعرف بماذا تدعو الله عز وجل في  يوم عرفة.

١- لابد من وضع خطة ومنهج لك تكون مرجع واضح للثمانية أشهر ونصف القادمة، حتى لايكون سير أيامك عشوائي، كل يوم يعاش ليومه بلا هدف واضح ومحدد!

٢- يجب أن يتضمن منهجك علىورد تعبدي لايترك أبدًا لأي سبب كان، ويكون هذا الورد من القرآن والسنة.

---

٣-يجب أن يشمل منهجك قيام الليل ولو بنصف ساعة.

---

٤- يجب أن يشمل منهجك على يومك الأسبوعي الذي لاتفرط فيه، مثل يوم الجمعة فتتعامل مع وكأنه

يوم رمضاني يتم استغلاله والاعتكاف فيه بالدعاء مع قراءة عدد من الأجزاء بالقرآن الكريم،  فهذا اليوم يجب أن تفرغ فيه نفسك لله وتتزود به لباقي الأسبوع .

---

٥- يجب أن يتضمن منهجك على التخلص من أي علاقة تدمرك، فأقرب ٥ أشخاص لك هم سبب نجاحك أو فشلك، فصاحب من يسير بك

إلى الله ويرفعك في مقامك عند الله.

٦- لابد أن يتضمن منهجك على حفظ القرآن، فحفظه ليس نافلة أو استثناء لأشخاص دون غيرهم؛ إنما هو وظيفة للعمر، فالذي لايشتغل بحفظه يبخل على نفسه. ولاتخرج من الدنيا وصدرك فارغ من سورة البقرة وآل عمران، ولاتفد إلى الله وترى القرآن يشفع لأصحابه وأنت لاتحمل منه إلا القليل فهذا هو الغبن وخسارة الحياة.

---

٧- أدرج ضمن منهجك أيضًا فرصًا للعطاء، فلابد أن يكون لديك ماتقدمه لمن حولك، فزكاة العلم العمل به ونشره، فكل ماعملت بهذا العلم زكى ونمى، ومن صور العطاء مثلًا أن تشارك درسًا من  دروس رَوَاء مع عائلتك في نهاية كل أسبوع! 

---

٨- لابد أن يكون في منهجك فرصة في طلب العلم، فلا تركن أبدًا لعلمك الدنيوي، لابد أن يكون لك علم يقربك للآخرة:

كالعلم الشرعي والتفسير والفقه والحديث والتوحيد.

 وإن كنت ترغب في التزود من العلوم الشرعية فالتحق بأكاديمية زاد، وإن كان لك رغبة في الرد على الشبهات

التحق ببرنامج صناعة المحاور، وإن كنت ممن يفضل الحديث فالتحق ببرنامج عليكم بسنتي، وإن كنت تفضل الحفظ فالتحق بالحصون الخمسة.

---

٩- أولادك وأخوانك استثمارك في الحياة فلا يقف دورك عن تعليمهم وتكبيرهم حتى يعتمدوا على أنفسهم! وإنما يمتد هذا الاستثمار حتى بعد موتك.
أخيرًا.. 

هذه الخطوات العملية لما بعد يوم عرفة، و هي من أهم الخطوات التي لابد من العزم على فعلها، سواء في نفسك أو فيمن حولك.

واعلم أن الله عز وجل لو رأى منك صدق النية على الاستمرار بالطاعات لمابعد عرفة وجعل هذا المنهج أسلوب حياة ستجد الفتوحات من الله في الدعاء في يوم عرفة. 

صُمّ عرفة كأنك تودعه!

فأري الله منك ما يُحب

---

* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.