بتاريخ ١٩ / ٤ / ١٤٤١ هـ

لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


الملخص:

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله أما بعد:

هل مازلت تستنكر؟

هل مر عليك خلال يومك في خلال تجولك و تصفحك لسناب أو انستغرام أو غيره منظر سيء مزعج؟ شعرت أنك بسرعة غيرت الصفحة أو أغمضت عينك لا شعوريًا؟

لما أول مرة رأيت فيها مقطع أو لقطة أو صورة و شعرت أن نفسك استنكرت واستشأمت منها ثم المرة الثانية نفس ردة الفعل و الثالثة الرابعة الخامسة، ثم في المرة  الألف هل أنت لا زلت بنفس هذا الاستنكار أو تشعر نوعًا ما عينك تعودت؟

حتى لو أنها لم تقبل أو تحب، القلب يصبح يتعود هذا النوع من المنكر وهذا ما يسمونه تطبيع المنكر أو تطبيع المعصية

أعظم منفذ إلى القلب:

سنتحدث عن حاسة من الحواس وهي البوابة الكبرى والمدخل الأعظم للقلب والذي يدخل من خلالها أي كلام عن تطبيع منكر أو معصية أو غيرها تبدأ من هذه الحاسة الأولى فإذا هي كانت المنفذ وكان مفتوحًا وصل إلى القلب مباشرة. هذا المنفذ أكد الله عز وجل عنه بآيتين خُوطب فيها المؤمنون والمؤمنات فما خُطب بهم على النحو الذي نحن معتادين عليه في القرآن “يا أيها الذين آمنوا” لا،  وإنما خُوطب فيها المؤمنون على حدة والمؤمنات على حدة  اثنينهم على حد سواء

قال تعالى :” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” وقال الله عز وجل بالآية التي تليها:” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” سورة النور، آية(30-31)

الآن هذا الأمر الذي أمر الله عز وجل به هو أمر للوجوب!

وغالبًا في آيات القرآن نسمع الثلاثي هذا :” السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا”

سورة الإسراء، آية (36)

القلب مثل الشيء المغلق عليه وما له أي منفذ إلا من البصر والسمع. والبصر هو البوابة الأكبر من السمع

“قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”

سورة الشمس، آية(9).

فلا يزكو القلب إلا لو زكى هذين المنفذين ولا يتدنس القلب إلا لو ساء هذين المنفذين، إذن نحن أمام منفذ خطير وبوابة كبيرة لقلبك. أنت تبدأ من عينك !لأن كثير من الأشياء قد يكون مبدأها هو النظر .

جاء في السنة أحاديث كثيرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة”

فمن باب أولى ألا ينظر الرجل إلى عورة المرأة وألا تنظر المرأة إلى عورة الرجل.

 أيضًا يقول النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأله جليل عن نظر الفجأة فقال عليه الصلاة والسلام:

” اصرف بصرك، فإنما لك الأولى وليس لك الثانية”

نظر الفجأة إنه شيء يظهر لك فجأة، هو ما ذهب وبحث عنه حتى يمتع بصره

وقال عليه الصلاة والسلام : (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ)

يعني آخر مرحلة الزنا الذي نعرفه، لكن قبل ذلك هناك محطات وأولها زنا النظر، فالله عز وجل يقولك الآن لا تقرب حتى لا تكلف نفسك ما لا تطيقه، قال النبي عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه : ( يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ)

فلو شيء لاح لك أمامك فأول مرة أنت رأيته انتبه اصرف بصرك حتى لا ينقلك إلى ما وراءها، الأولى جاءتك فجأة فما كانت من عندك لكن الآخرة كانت من عندك نظرتك الثانية لما أنت نظرت كانت هذه بسببك..

النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ما هو أشد وقال:

(لا تباشر المرأة المرأة حتى تصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)

نهى المرأة أن تصف لزوجها شكل امرأة أخرى كأنه ينظر إليها. هذا الوصف منهي عنه فكيف إذن بهذا الزوج لو كان هو الذي يقلب القنوات حتى يرى بعينه؟ فكيف اذن لو نحن انتقلنا من مرحلة الخيال إلى أن يراها في سناب وهي نائمة وقائمة وذاهبة، فهذه مرحلة أشد من ذلك بكثير، ولذلك قال الله عز وجل قل للمؤمنين وقل للمؤمنات ما قال قل للرجال ولا قال سبحانه قل للنساء ناداهم الله عز وجل بنداء الإيمان يذكرهم بالإيمان

لأن إيمانك هو الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يوقفك عند حدك، ويوقف بصرك وداعي هواك إلى أنه يقف في اللحظة المهمة التي يجب أن يقف عندها.

العقوبة أشد في الزنا ومع ذلك تأخر في القرآن في سياق الآية ونحن متعودين في القرآن الأهمية تبدأ بالأول فالأول، لما ترجع إلى الشرح قالوا لأنه لا يتوصّل إليه إلا من خلال البصر، فلما نظر انطلق هواه ولو أنه غضّ بصره لغضّ قلبه عن شهوته.

ما هو الغضّ؟

هو الكف أنك توقفه وأن توقف نظرك إلى أن ينظر إلى ما حرّم الله عز وجل

ويوجد أنواع كثيرة لغضّ البصر ومن أهمها :

١– غض البصر عن عورات الناس، فلا يجوز النظر إليها وعورات الناس هي أعراضهم .

2- الغضّ عن بيوت الناس ما يجوز لك أن تطلق بصرك في بيوت الناس لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال بمعنى الحديث (لو اطلع على أهل دار ولو من شق فنظر إليه ففقأ عينه جزى له ذلك) .

3- أن تغضّ البصر عما في أيدي الناس من زخرف الدنيا وزينتها والعرض الزائد وهذا شيء مهم، أنك لا تنظر إليه فلا تنظر إلى عرض الناس هذه عندها وأنا ما عندي من أمور الدنيا .

الدليل على ذلك هو كلام الله عز وجل لخيرة الخلق وأحبهم إليه قال له الله عز وجل :” وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى”سورة طه، آية (131)

وهذا النوع من النظر ليس منهي عنه في ذاته و لكن ما يورثه في القلب من الضيق والحسرة والتألم والشعور أن الناس في رغد من العيش ونحن لا، هذا هو المنهي عنه، ولذلك الشيطان مهمته في الحياة أن يحزن الذين آمنوا يدخل فيه الأمور التي تكسر في خاطره وتجعله يحزن، لكن حينما أنت تغالب هذا الحزن بأنك لا تجعل له منفذًا أساسًا بأن لا تمدّن عينك وغض بصرك عن زخرف هذه الحياة.

4- الأمر الرابع الذي يغض عنه البصر هو النظر إلى ما لا يحل لك أن تنظر إليه، الرجل بالنسبة للنساء الأجنبيات والمرأة النظر إلى الرجل بشهوة، إذن الرجل لا يجوز له أن ينظر إلى المرأة مطلقاً لأن المرأة من أولها إلى آخرها ما يجوز له أن يحط عينه في عينها من فوق إلى تحت، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام : (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخره) .

5–  أن تغض بصرك عن ما يشوش القلب ويفسده، هناك مناظر ليست رجل ولا امرأه لكنها تفسد القلب وتشوشه، فيه مقاطع تفسد القلب وتشوشه أيًا كانت هذه المقاطع، بعضهم كان يدخل فيها لمجرد النظر إلى أهل كفر أو أهل إلحاد أو مثلًا أناس معروفين بأنهم أهل مخدرات وحشيش أو غيره النظر إلى وجهه يفسد القلب، مجرد النظر إلى هذا المنظر، وحتى بعض وجوه المومسات أناس معروفين بالبغاء أو ببيع النفس، وأنت تشاهدهم مثلًا هذا فلم أو برنامج لهم في ديار كفر، فأنت ليس لك علاقة لكن مجرد النظر إليها وأنت تعلم أنهم أهل فجور وكفر ومخدرات وحشيش وفسق هذا مما يفسد القلب ويطفئ نوره . إذا نظرت إلى من يستهزئ بآيات الله عز وجل , هذه تفسد قلبك فيجب عليك أن تكف بصرك وتغضها عن مثل هذا.

ما هو حقك؟ وما الواجب عليك؟

قالوا العلماء يحفظون فروجهم بسترها والاحتراز، لماذا جاء هذا المعنى أن يحفظون فروجهم بالستر والاحتراز؟ قالوا لأنه لا يمكن الله عز وجل أن يطلب من الناس أن يغضوا أبصارهم ثم يطلق الفتنة ويجعلها تمشي بين الناس، فيكلفهم بما لا يطيقونه، فجعل الله عز وجل أن حقك أن تغض بصرك وحق الثاني أن يستر نفسه، ولذلك الطرفين الاثنين مطالبين بالستر والاحتشام والعفة، ومطالب أنت أن تغض بصرك لو لاح لك شيء.

“ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها”

ماذا ما ظهر منها؟

الناس الذين يقولون الوجه والكفين لا هذا الكلام غير صحيح، ما ظهر منها يعني الشيء الذي لا يمكن أن تخفيه مثل طولها أو أنها تكون سمينة أو نحيفة أو أن تكون ضربتها الريح فشدت على ثيابها فصفقه الهواء عليها فتلتصق عليك العباءة، فهذا لا يكلف الله ذنبها على المرأة لأن هذا “إلا ما ظهر منها” إذن هذا لا يؤاخذنا الله عز وجل عليه، لكن نحن مطالبين بالستر والحشمة , فالقضية فيها حقوق وواجبات، حقه أن يغض البصر، ونحن واجبنا أن نستر ذلك الجمال ولا نبرزه, ولابد للاثنين الرجل و المرأة أنهم يقومون بالحقوق والواجبات .

قال الله عز وجل :” وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ”

ما قال أزكى للمجتمع، أزكى لهم أول من يستفيد لما أنت تغضّ بصرك أنت سترتاح، لما تبدأ في تقفيل العين من الأشياء التي ما تحل، ولا تصير تمتع عينك بنظر الحرام قبل أن تنام ما بقي شيء ما رأيته من الحرام عندما ذهبت لتنام! لما الإنسان يمتّع نفسه بالحرام يصبح في جسده من الوهن والضعف والقلب يصبح متوتر وفيه شيء يريد أن يفرغه، أول من يرتاح ويسكن وتهدأ روحه هو أنت ولذلك قال الله عز وجل :” أَزْكَىٰ لَهُمْ” شرع الله عز وجل خذوه يقينًا، هو لم ينزل الله عز وجل هذا الشرع إلا رأفة بالبشر هو الله الذي خلقنا ويعلم ما يصلحنا.

معنى ” أَزْكَىٰ لَهُمْ”؟

الزكاة بمعنى النماء وسميت الزكاة لأنها مطهرة للأموال ولأنها تنمي الأموال ، أي أنها تنمي في قلبك نور الإيمان . فالزكاة والطهارة لما تبدأ من القلب تبدأ وتنتشر على الجسد ولذلك قالوا دائمًا الجزاء من جنس العمل، فمن غض بصره أورثه الله نور بصيرته .

ابن القيم قال معادلة مهمة وهي:

مبدأ كل الحوادث التي تصيب الإنسان من النظرة، النظرة تتحول إلى خطرة والخاطرة تولد الفكرة ثم الفكرة تولد الشهوة والشهوة تولد الإرادة والإرادة تقوى حتى تصبح عزيمة فإذا أصبحت عزيمة لم يمنعها مانع.

كيف يمكن أن نغض البصر؟

أولًا:

نراقب الله عز وجل هذه هي الخطوة الأولى ومراقبة الله عز وجل هي أنك تعلم أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى ما تطلب، فالله رآك قبل ما ترى وهذا مما يوقف الإنسان عند حده أنك تعلم أن الله يراك.

فأنت لو لم تستجب لله لو ما أغلقت هذه العين فيدخل الإنسان في سكرة , فمثل الإدمان الذي أنت أدمنته فلم تعد تصحو

الله عز وجل يقول:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” فهذه السكرة قد تأخذ الإنسان، ويحول الله بين المرء وقلبه، ويأتي في لحظة يحرّك فيه إيمانه فلا يجد الإيمان الذي كان موجودًا عنده .

زكاتك نماء الإيمان في قلبك يبدأ من غض بصرك الأول فلا تسمع لنفسك أن تتدرج. ولذلك قال الله عز وجل :” يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”

سورة غافر، آية(19).

خائنة الأعين هي مسارقة النظر وهي أنك تسرق النظر لما  لا يراك أحد في خلوة  هذه حركة العين التي لم يرها أحد الله يعلمها ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

ثانيًا:

الحياء من الله، ولابد أنك تستحي، لا تستحي من الباب أن يفتح عليك ولا تستحي من أحد أن ينظر إلى جوالك، بل استح من الله عز وجل فلو استحيت من الله لن تستحي من أي أحد من خلقه، فاستحِ من الله .

ثالثًا:

استحِ من ملائكته، الملائكة واقفة على أكتافك وتنظر لك وأنت تعصي الله عز وجل، فاستحِ من هذه الملائكة وهي تنظر لك وتكتب .

رابعًا:

أن يربي الإنسان نفسه على التقوى، والتقوى هي ألا يراك الله حيث نهاك وألا يفقدك الله حيث أمرك، فتربي نفسك على هذه التقوى.

خامسًا:

مما يساعد الإنسان على غضّ البصر أن تؤدي المأمورات التي أمرك الله عز وجل بها ومن أعظم هذه المأمورات هي الصلاة ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”

سورة العنكبوت، آية (45).

سادسًا:

أن تكثر من النوافل ولذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي :” وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ”

سابعًا:

أن تجاهد نفسك وهذه المجاهدة مهمة جدًا لأن لا يمكن تظن أن الطريق قرار شخصي، قد لا يكون الأمر بهذه السهولة، وأنت تحارب نفسك والهوى والشيطان، وتحارب ميزانيات ترليونية ومكر الليل والنهار من شركات تشتغل ليل نهار لإفساد قلبك ومزاجك وفطرتك، فأنت تحارب هؤلاء كلهم فقط  لكي تحافظ على نقائك، فلا تتوقع الموضوع بسيط لكن الإنسان مأجور عليها، وقال الله عز وجل :” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”

سورة العنكبوت، آية (69)

ثامنًا:

احتسب عند الله كفّك لبصرك، واعلم أنك مأجور، قال تعالى :” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ”سورة الرحمن، آية       (46).

تاسعًا:

أن تتزوج طلبًا للعفاف, نحن إذا ما دخلنا في الشيء الفطري الذي غرسه الله عز وجل فينا قد يدخل البعض في فكرة الشذوذ وإلى أخره، من المهم جدًا أن لا ترفض فكرة الزواج : (إذا  جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)

عاشرًا:

ترك فضول النظر، هناك نظر حرام وهناك نظر ليس بحرام لكنه فضول، الفضول هذا يؤدي إلى الحرام، فإذا كنت لا تقدر أن تقف عند الخط الأحمر، تستطيع أن تقف عند الخط البرتقالي أو الأخضر كلما بعدت كلما كان أزكى وأرقى كلما بعدت كلما كانت حياة روحك أكبر والسلام والسكينة والهدوء أكبر.

احدى عشر:

ابعد عن مواطن الفتنة، أي موطن مظنة أنه سيكون فيه فتنة أو شر ومعصية ابعد عنه و لا تكن من أهله ولا تشتري تذكرته لا تذهب إليه في مكان تعرف أنك لا تملك نفسك  فيه وأن المكان يعج بسوء وبمناظر، و أنك لا تستطيع أن تغض بصرك لا تذهب له أساسًا

اثنا عشر :

ومما يساعد على غض البصر الدعاء أن تستغيث بالله وتلجأ له من نفسك وأن تخلص، الإخلاص سبيل الخلاص قال الله تعالى:” كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ”

سورة يوسف، آية (24).

الإخلاص والدعاء صمّاما أمان للإنسان الذي يبحث عن وسيلة للنجاة من إطلاق البصر .

ماذا لي لو أنا غضضت بصري؟

١- أن الله يفتح لك بصيرتك فيشرق في داخلك نور, قال أبو الحسين الوَرَّاق: “من غض بصره عن محرَّم، أورثه الله عز وجل بذلك حكمة على لسانه يهتدي بها، ويهدي بها إلى طريق مرضاته” 

٢- أن الله يجعل له صحة الفراسة فلا تكاد تخطئ له فراسة، وهذه الفراسة هي أنه لما تنفتح بصيرته يكاد أن يعرف الحق حقًا والشر شرًا وهذه من الفراسة، وأنه يعلم ما وراء الأحداث .

٣- أنه يورث في القلب انشراحًا وسرورًا ولذة .

٤- أنه يخلّص القلب من الضيق والوحشة والحسرة، كلما رأينا كلما تحسرنا، زخرف الحياة عورات الناس، الناس كيف تعيش تراها وتقارن بحياتك ونفسك، هذا الشعور طوال الوقت يورث الحسرة والألم، وهذا الذي يجعل غض البصر يحفظ لك ذلك.

٥- أنه سيحفظ لك دينك، قيل (احفظ أربعة يحفظ لك دينك، احفظ اللحظات واحفظ الخطرات واحفظ اللفظات واحفظ الخطوات) لو حفظت هذه الأربعة وحفظت الله عز وجل فيها حفظ الله عز وجل لك دينك.

٦-أنه يورث محبة الله عز وجل.


أسأل الله أن يجعلنا ممن يغض بصره عن الحرام، وأن يجعلنا من أهل العفاف ومن أهل العفة، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


* تنويه: مادة المحاضرة جُمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

4 تعليقات
    • فريق رواء says:

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
      حياك الله أخت منى
      رفع الملف الصوتي ويمكنك الاستماع إليه الآن

      نفعنا الله وإياك بما نسمع ونقرأ

التعليقات مغلقة