بتاريخ ٩ / ٣ / ١٤٤٢ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


البدر التمام

بسم الله الرحمن الرحيم

قال صلى الله عليه وسلم: ” مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ “

رواه مسلم.

من الإيمان حبه عليه الصلاة والسلام ، فما مرتبة حب الرسول في القلوب ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ومن حقه عليه الصلاة والسلام أن يكون أحب للمؤمن من نفسه ووالده وجميع الخلق . 

 فكيف أحبوه أكثر من نفوسهم ؟ هذا طلحه بن عبيد الله  رضي الله عنه يفدي الرسول بروحه ويكون درعًا وترسًا للرسول وهو يقول:

نحري دون نحرك يا رسول الله حتى غدى كالقنفذ من كثرة السهم التي غرست في جسده ، وهكذا أرخصوا أرواحهم

أمام روح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم تعلمنا معنى حديثه صلى الله عليه وسلم :

” لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ ” .

رواه مسلم.


لماذا أمرنا بالصلاة عليه ؟ وما فضل هذه الصلاة علينا ؟

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ 

فنحن نصلي ونسلم على من أخرجنا من الظلمات إلى النور، نصلي ونسلم على حامل الرسالة الربانية وهذا الدستور، نصلي ونسلم

على صاحب المقام المحمود، نصلي ونسلم على قائد الغر المحجلين يوم الدين.

فما فضل الصلاة عليه؟

يقول عليه الصلاة والسلام:

” من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات ”

رواه النسائي، وصححه الألباني.

كيف كان عليه الصلاة والسلام؟

ما كان عابسًا ولا مكشرًا، كان أشد حياء من العذراء في خدرها، إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر.

وإذا أقبل عرف بريحه الطيبة، وكان أكرم الناس خلقًا وأتقاهم، كان لا يستكبر أن يمشي مع المساكين!

كان عفوًّا ويصفح ويغفر حتى غفر لذلك المشرك الذي جاء بسيفه على وجهه صلى الله عليه وسلم

ووضعه على رقبته وسأله من يمنعه منه؟ فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم):

“الله “

فشلت يد ذلك المشرك وسقط سيفه فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم السيف ووضعه على رقبة الرجل فقال له:

يا محمد اعف عني، فعفى عنه في عملية اغتيال كانت ستحصل فأسلم الرجل بعدها.

 ولم يغضب قط ولكن إذا انتهكت حرمات الله كان هو الرجل، ولم يقف لغضبه شيء وقد وصفوا غضبة رسول الله كأنما فقئ  في وجهه حب الرمان.

ولهذا وقف المفكرون والمؤرخون متأملين سيرته التي وثَّقت خطواته الشريفة وكلماته العطرة، ابتسامته الصافية ودمعاته الندية، وقفوا والذهول

يغشاهم من هذا الرجل الذي حُفِظت تفاصيل حركاته ودونت، وعُظِّمت مواقف الرسول عليه الصلاة والسلام

فجعلت أقلامهم تدوِّن بالتصديق وتخضع لعظمة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولذلك وصف النبي وسيرته حينما قرأها أهل الكتاب من اليهود ومن النصارى لم يستطيعوا إلا أن يسلموا بعظمة

هذا النبي عليه الصلاة والسلام، فيقول أحدهم: لا يوجد رجل في العالم لا في القديم ولا في الحديث ولا من المسلمين هم أنفسهم سيرته منقولة بهذه الدقة. 

وهكذا تحدث العقلاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

 يقول شبرك: إن البشرية تفتخر بانتساب محمد لها، إذ إنه برغم بشريته جاء بشرع نحن الأوروبيون أسعد ما نكون لو توصلنا لقمته.


ماذا يجب علينا تجاه رسول الله؟

حبنا لهذا النبي بحق اتباع سنته دون اعتراض أو استهزاء، الشوق إلى رسول الله، أن تكون ببذل النفس والمال فداء لرسول صلى الله عليه وسلم.


فكيف ننصر رسول الله عليه الصلاة والسلام على المستوى الجماعي وليس فقط مستواك الفردي؟

المساهمة في الدعوة إلى هذا الدين العظيم.

 ولذلك نحن نعلم وجود كم هائل من المراكز الإسلامية في الخارج هذه المراكز الإسلامية لها جهات مدعومة

وموثقه ولها مواقع موجودة ومصرحة من الحكومات الأوروبية نفسها، فما الذي يمنعك ويحول دونك ودون هؤلاء

في طباعة القرآن أو طباعة كتاب سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.

وقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يمرون عليه الطلبة المبتعثين في أمريكا وكانوا يقولون له:

( يا شيخ توصي بشي ؟ ) فيقول لهم: نعم، غدًا مروا علي لأعطيكم، فيقوم بإرسال كراتين من مصحف مجمع الملك فهد مترجم باللغة الإنجليزية، فيقول لهم:

اذهبوا بها وأرسلوه إلى السجون الأمريكية،  تتخيلون ! 


استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإسلام والدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، ونشر سيرته

«فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم»

رواه البخاري.


استخدام المهارات و المواهب الكتابية في الجانب الدعوي، من خلال كتابة القصائد التي تحوي القصص

بشكل مرتب وممتع للسماع


كتابة الكلمات للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

استحثاث هذه النخوة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فنحف مجالسنا بذكره ونتذاكر قضيته

ولا ننتقص من حجمها ، بل نظهر مكانتها في نفوسنا لأنه رسولنا والقضية من شأننا . 

هذه القضية يجب أن لا تموت فحب رسول الله يجب أن لا يقابل بمقابلة باردة ولا ببرود عواطف ولا بشعور بالاستضعاف ولا بالمهانة .


مقاطعة كل من آذى وسب هذا الدين ونبيه، فهو لا يستحق منا ربحًا ولا تمضي عندنا تجارته.

ختامًا.

بعد أن عاد جيش المسلمين من غزوة أحد إلى المدينة جلس النبي يتفقد أصحابه فلم يجد سعد، فأرسل زيد بن ثابت

ليتفقده بين القتلى والشهداء يقول زيد بن ثابت:

بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: «إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟» 

قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم، فقلت له:

يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: «خبرني كيف تجدك؟» قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام قل له:

يا رسول الله، أجدني أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف، قال:

وفاضت نفسه رحمه الله»

رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

هذه وصية سعد وأظنها لا زالت قائمة إلى يومنا هذا.

فلا خير فينا والله إذا استهزأ برسول الله عليه الصلاة والسلام ثم لم يرَ الله منا غضبة ولم يرَ الله منا موقف

ولم يرَ الله منا عملًا ولا رجوعًا إلى دينه ولا تمسكًا بسنته عليه الصلاة والسلام. 

أسال الله أن يحشرني وإياكم في زمرة النبي المصطفى وأن يرزقنا من حوضه الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا. 

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

11 تعليقات
  1. Doris Yanetta says:

    I want to switch to a clean new WordPress theme for a site, but Google has indexed 2500 pages from the old site (mainly due to a calendar module creating a new page for each day). How do I ensure all those pages remain accessible for Google, without throwing up a “Page Not Found” when someone tries to access it after installing the new WordPress theme. The current site is content managed and is running pHp..

  2. Margie Cambronne says:

    I would like to thank you for the efforts you’ve put in writing this website. I am hoping the same high-grade website post from you in the upcoming also. In fact your creative writing abilities has inspired me to get my own site now. Actually the blogging is spreading its wings fast. Your write up is a great example of it.

التعليقات مغلقة