بتاريخ ١٣ / ٢ / ١٤٤٣ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


إنه لمن كرم الله تعالى أن امتنَّ علينا بأنواع عباداتٍ شتى، ويسر لنا عبادة بسيطة من هذه العبادات وهي عبادة الذكر، وعلى قدر

بساطة هذه العبادة وسهولتها، إلا أننا لازلنا نعاني شيئًا من التقصير فيها، هذه العبادة بالذات جعلها الله -عز وجل- كالامتحان

والفارق بين المؤمن والمنافق، فاتصف المؤمنين بكثرةِ ذكرهم لله عز وجل، قال تعالى: “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ”

(الأحزاب:٣٥)


والعجيب هنا أنه مع سهولتها وتيسرها لكل أحد، إلَّا أنَّ الله عز وجل جعلها الفارق بين المؤمن والمنافق، وما كان هذا إلَّا دلالةً

على أهميةِ هذه العبادة، وزيادةُ تأكيدٍ على أهميتها كانت دلالةً على تعلق القلب بالله عز وجل، فكلما كان

القلب متعلقًا بالله؛ كلما أكثر من ذكره، ولذلك يُقال أن من أحب شيئًا أكثر من ذكره، وانتبه لنفسك

كلما أحببت شيئًا ستجدك تكثر من ذكره والتحدث عنه، لقربه منك وشدَّة محبتك له. 

وعندما نأتي لسيرة النبي ﷺ نجده دائمًا ما يذكر الله عز وجل ولدينا أحاديث نبوية شريفة كثيرة في هذا الباب، قال النبي ﷺ:

“ألا أُنَبِّئُكُمْ بخَيرِ أعمالِكم، وأزكاها عِندَ مَليكِكُمْ، وأرفَعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكُم من إنفاقِ الذَّهبِ والفِضَّةِ، وخيرٌ لكُم

مِن أن تَلْقَوْا عدوَّكم، فتَضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: ذِكْرُ اللهِ عزَّ وجلَّ”

المصدر: جامع العلوم والحكم


عندما نسمع هذا الحديث نتساءل ما هو الشيء الذي كان أفضل من هذا كله؟!

فكان هو من أرفع الدرجات، وأرضاها عند الله عز وجل، وأفضل من إعطاء الذهب والورق أي أنه أفضل من كل أنواع

الصدقات ولو علت، بل إن هذا الشيء هو أفضل أيضًا من بذل الروح، فكان هذا الجواب أنه: ذكر الله عز وجل.


لماذا خُصص الذِّكر؟ 

الذكر سلاحٌ قوي ودرعٌ متين يعيننا في حربنا مع الشيطان، فنحن ننهزم أمامه تارة، وننتصر عليه تارة، فحالنا ما بين مهزومٍ

ومنتصر، فمرة ينتصر علينا الشيطان فيزين لنا الشهوات، أو إدمان شيءٍ معينٍ منها أو ينجح

بسرقة أقدامنا أو أعيننا أو أسماعنا إلى شيءٍ من الذنوب، ونحن في معركة دائمة مع الشيطان، والشيطان لا يتركك طوال الوقت هو وجنوده معك، تخرج من المنزل

فإذ بصفٍّ من الشياطين يستقبلونك، تخلد للنوم أيضًا هنالك شياطين، تريد أن تصلي فهناك شيطان

خاصٌ بزعزعة صلاتك اسمه خنزب يأتي فقط بوقت الصلاة، وكذلك الوضوء عندما تريد أن تتوضأ فهناك

شياطين في بيت الخلاء، فنحن محاطين بهذا النوع من الشياطين لا الجن، نحن نتحدث عن الشياطين الذين يصرفونك

عن ذكر الله عز وجل وعن عبادته، ويسعون في تأخيرك عن أي نوع من القربات التي تؤديها بينك وبين الله عز وجل.

ففي معاركنا الدائمة هذه، جُعل الذكر أقوى الأسلحة التي تخرجك منتصرًا في المعركة.

فعند القيام لصلاة الفجر حينمـا تسمع رنين المنبه وأنت لازلت في عمق نومك ولذته، حاول أن تبدأ بذكر الله عز وجل

سوف تنحل عقدةً من عُقد الشيطان، فالشيطان يربط عليك عقده وأنتَ نائم حتى تثقل نومتك، ثم تقوم بعد أن تذكر الله عز وجل، وتتجه لأداء وضوءك

وأنت لازلت منغمس في نعاس النوم ولم تستطع حتى أن تفتح عينيك ولكنك تذهب للوضوء

فإذ بالعقدة الثانية تنحل، فإذا انتهيت من الوضوء وأتيت للصلاة انحلت العقدة الثالثة، قال النبي ﷺ:

“يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذن هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ

اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَان”

المصدر : صحيح البخاري

 فمن دون الثلاث لاستمرَّ هذا الثقل وما انحلت العقد التي عليك، لكنك بذكر الله عز وجل في هذه المواطن الثلاثة شعرت أنك أصبحتَ نشيطًا وخفيفًا.


لماذا الذكر علامة بين المؤمن والمنافق؟

لأنّ المؤمـن الحق كالتاجر الذكي فإن كان عنده ٥ دقائق فارغة، لفكّر كيف يمكن أن يكسبَ أجرًا؟

ويطرأ عليهِ مباشرةً الذكر، لكن المنافق لا يفكر بذلك أساسًا، بل يفكّر كيف يضيّعها بذنب أو غيره، ولـذلك لو سألنا أنفسنا:

لمَ نحنُ مقصّرون في هذه العبـادة؟ لقلنـا لعلنـا أبخسنا حقَّ هذه العبادة؛ فتركها البعض، وبعضنا اكتفى بذكر الصبح والمساء

وهي من الأذكار الخاصة، لكننـا نعني أن تدأب بالذكرِ طوال يومك وفي كل وقتك وتلك الأذكار العامة

فهناك أذكارٌ خاصة: كدعاء الدخول والخروج والخلاء والسفر…، وهنـاك أذكارٌ عامة:

كالتسبيح والتهليل والتحميد والحوقلة، كلها من أنواع الأذكار التي يؤجر عليها الإنسـان، وهناك أذكار مختصة بمناسبات معينة:

كالزواج والتهنئة بالمولود أو غيرها… كل واحدة منهـا لدينا لها لفظ من السنة.

لاحظوا أن الله عز وجل أمر المؤمنيـن بالذكر، ليس في هذا كله فقط، بل أمرهم بالذكر في أصعب المواقف، عند احتدام المعركة ومقـابلة الصفوف!

في هذه اللحظة يأمر الله عباده المؤمنين بالذكر، قال تعالى:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذن لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”

(الأنفال: ٤٥)

إذًا هذا الشيء الذي أمـر الله بهِ هو علاجٌ لصدأ القلب! فقلوبنـا تصدأ من الحياة اليومية التي نعيشها، ويغطّيها الران، كما قال تعالى:

“كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ”

(المطففين: ١٤)

فلمَ إذًا لم نتعاهد قلوبنـا بشكل يومي أو نصف يومي؟ حاول أن تتذكر كم يومًا مرَّ عليك لم تقرأ فيه وردك أو فاتتك صلاة؟

كم مرّةً صليت صلاةً بلا خشوع ولا استحضار؟


ماذا يعطينا الذكر؟

١- يجعل في قلبك قوة لمواجهة المواقف.

لا تتخيل أنك تستطيع مواجهتها لوحدك، فلا يمكن أن يواجه أعتى المواقف ويصمدَ أمامها إلا قلبٌ حيَا بذكـر الله، وحين تتفكر في المعارك

التي دارت بين المسلمين وبين إمبراطورية الفرس أو الروم، تتأمل كيف أن المسلمين الذين يخرجون من جزيـرة العرب

لم يكن لديهم سوى سيوفهم، والفرس -مثلًا- كانت لديهم أسلحة ليسَت لدى المسلمين، كَان من أكبرها الفيلة!

تخيّل أنهم جاؤوا بجيش فيه فيـل كبير! الفيـل فقط لو اقترب مِن جيش المسلميـن، ووطأ عليهم بقدمه لانتهت المعركة!

فارقٌ عظيم بين حجم الإنسان الصغير وحجم الفيل العظيم، فكيف عندما يكون الصف الأول من الجيش أمامك من الفيلة؟

ومع ذلك ما رهب المسلمين وما خافوا! كانوا يفكرون فقط من أين يأتونه ليُهلكوه؟ حتى امتطاه أحدهم وضربه في عينه!


٢- يذيب الوحشة التي نعاني منها.

فأحيانًا تُحسُّ بوحشةٍ روحية، لا نقصد تلك التي تشعر بها بعد الذنب، لكنما وكأنك مُقصِّر وكأنَّ نفسك

لا تحثك على الخير ولا تشوقك له، وتحتاج لشحنٍ وقوة، لماذا هذا الشعور؟

لأن هناك وحشة في العلاقة بينك وبين الله عز وجل، ولا يذيب هذه الوحشة والقساوة إلا ذكر الله، كثرة التسبيح والتحميد

والاستغفار والصلاة على النبي، لها مفعول عجيب في ذوبان هذه الوحشة، لذلك ترى الناس يعانون من

(الفَتْرَة)

وهي أن تدفع نفسك للطاعات دفعًا، لا تأتِ المحرمات ولكن لا يدفعك الشوق لعمل الصالحات، هؤلاء عندما يبحثون في العلاجات

ويقرؤون في الكتب بغيةَ دواءٍ شافٍ، ككتاب ابن القيم مدارج السالكين، أو تزكية النفوس لابن رجب وغيرها، دائمًا يجدون العلاج الأول: أذب قلبك بذكر الله.


3- الذكر يحمي العبد في أوقات الشدة.

لو كنت من الناس الذين أسرفوا على أنفسهم بالذنوب، ورجحت سيئاتك يوم القيامة وكتب عليك النار والعياذ بالله، وكان لك في صحائفك

أنك قد قلت سبحان الله،  والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،  فسُتغرس لك بهنَّ نخلةً في الجنة 

حتى تُخرجك من النار لأن عندك عمل صالح لن يضيعه الله لك، وسيكون لك شاهدًا بإذن الله، فلو قصر الإنسان في العبادات التي تحتاج إلى جهدٍ:

كقيام الليل فعليه ألَّا يُفرِط بذكر الله الذي يصيرُ سهلًا على من يسره الله له، وما استجلبت النعم بشيءٍ أفضل من ذكر الله، قال تعالى:

“وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ”

(إبراهيم:٧)


٤- الذكر ينوب عن طاعات عظيمة.

لما جاء الفقراء إلى النبي ﷺ قيلَ:

يا رسولَ اللهِ، ذهَبَ أهلُ الدُّثورِ بالأُجورِ، يُصلُّونَ كما نُصلِّي، ويَصومونَ كما نَصومُ، ويَتصدَّقونَ بفُضولِ أموالِهم، فقال ﷺ:

“أوليس قد جعَلَ اللهُ لكم ما تَصدَّقونَ، إنَّ بكلِّ تَسبيحةٍ صَدَقةً، وبكلِّ تَكبيرةٍ صَدَقةً، وبكلِّ تَهليلةٍ صَدَقةً، وبكلِّ تَحميدةٍ صَدَقةً، وأمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقةٌ، ونَهْيٌ عنِ المُنكَرِ صَدَقةٌ، وفي بُضْعِ أحَدِكم صَدَقةٌ”

المصدر: تخريج المسند

كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ، يَسِيرُ في طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ علَى جَبَلٍ يُقَالُ له جُمْدَانُ، فَقالَ: سِيرُوا هذا جُمْدَانُ سَبَقَ المُفَرِّدُونَ قالوا:

وَما المُفَرِّدُونَ؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ”

المصدر: صحيح مسلم

“الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا” أي: الأسبق في كل عمل، من يعمل أي يعمل ويذكر الله فهو السابق، فجميع الناس

يعملون نفس العمل لكن أعظمهم أجرًا أكثرهم ذكرًا لله عزوجل.


٥- أنك لا تذكر الله في مكانٍ إلا ويشهد لك.

قال تعالى: “يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا”

(الزلزلة: 4) 

“أَخْبَارَهَا”: أي بما فعل الإنسان عليها وتشهد بعمله، فإن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فشر، ولذلك علمنا رسول الله ﷺ

إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا في حديث ابن جابر -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا إذن صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وإذن نَزَلْنَا سَبَّحْنَا”

المصدر : صحيح البخاري

يحفظ الذكر لسانك عن الوقوعِ فيما لا يرضه الله عز وجل، فلسـان الذاكر لله على كل حال، لا يمكن أن يجد وقتًا للغيبة

أو الكذب أو النميمة، بسبب أن ذكر الله عز وجل حاضرٌ بشكلٍ دائمٍ على لسانه، وتعظيم الله في قلبه.

ويحفظ جسدك كذلك ففي حديث آخر ذُكر أن رَجُلًا جاء إلى النبيِّ ﷺ فَقالَ:

يا رَسولَ اللهِ، ما لَقِيتُ مِن عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ، فرد عليه النبي ﷺ: “أَما لو قُلْتَ، حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ” 

المصدر: صحيح مسلم

فأخبره النبي معللًا بأنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك.


٦- تجد أثر الذكر في الحياة الاجتماعية.

*عندما تدخل على أحد فتقول السلام عليكم، كُتبت لك 10 حسنات، فإذا رددت عليه بـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كتبت لك 30 حسنة.

* تشميت العاطس “إذا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ولْيَقُلْ له أخُوهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فإذا قالَ له: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ ويُصْلِحُ بالَكُم”

المصدر: صحيح البخاري

ومن الشيء الجميل في الذكر، أنك تكون دائمًا متفاعلًا مع ما تسمع وما ترى، فلو سمعت صياح الديك

تقول اللهم إني أسألك من فضلك، أو سمعت نهيق حمار فستتعوذ من الشيطان الرجيم، فلا تكون شخصًا لا حضور له

ولا اهتمام له بمن حوله، فحتى في ذكرك تبرز أخوة المسلمين، بالعناية بما يحدث لهم وسؤالهم وردهم.

ويقول النبي ﷺ

“إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشّفاعَةُ”

المصدر: صحيح مسلم

وطمعًا في هذا الثواب نحنُ نصمت إذا أذن المؤذن لنردد مع الأذان، وأرشدنا النبي ﷺ إلى الذكر

في بعض الأوقات التي لا تخطر على البال، فتكون قريبًا من الله في كل منعطف وفي مسار روتينك اليومي، وتخيل لو علّمت

الأطفال هذه الأذكار فحفظوها وأدركوا بعض معانيها في عمرٍ مبكركانت لهم حصنًا وعلقت قلوبهم بالله عز وجل، فإذا وقعت عليه

شبه الإلحاد لاحقًا، يصعب تأثره بها بسبب ذكر الله وقربه منه.


٧- أن الذكر هو جزء من الدعاء. 

يرشدنا النبي ﷺ عن دعاء لمن أصابه الهم والكرب في الدنيا، قال النبي ﷺ:

“ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا نزَل برجلٍ منكم كَربٌ، أو بلاءٌ، مِن أمرِ الدنيا دعا به ففرَّج عنه؟ دعاءُ ذي النونِ: لا إلهَ إلا أنتَ سُبحانَكَ إني كنتُ منَ الظالِمينَ”

المصدر: الجامع الصغير

“إذا نزَل برجلٍ منكم كَربٌ، أو بلاءٌ”:

أي إذا سقطت المصيبة أو البلاء فلا بد من استدراك هذا الدعاء عند نزولِ ما تعجز عن حله وتلح وتردد حتى يرفع الله البلاء برحمته.


ما هي أسباب غفلة الناس عن الذكر؟

١-أن تعيش في وسط لا يذكر الله.

 فتكون مهيأ لتصبح من الذين غفلت قلوبهم عن ذكر الله فلابد من تفقد وسطك ومعرفة من تعايش

ومن تصاحب ومن أخطر المشاكل التي تواجه الإنسان هو تسويف الذكر.


٢-عدم الخلوة بينك وبين الله. 

خصص وقتًا مقتطعًا في أي ساعةٍ من ساعات يومك الطويل للخلوة بينك وبين الله عز وجل ولا تفرّط

في خلوتك تلك واعمرها بذكر الله، ومن لحظات الخلوة التي ربما تكون هي أنسب الأوقات وقت أذكار الصباح والمساء، فاحرص ألّا تفرط فيها.


٣-نسيان أهم الأدعية والأذكار. 

 قال النبي ﷺ:”لا يقولُها أحدٌ حينَ يُمسي فيأتي عليهِ قَدَرٌ قبلَ أن يُصْبِحَ إلَّا وجبت لهُ الجنة ولا يقولُها

حينَ يصبحُ فيأتي عليهِ قدرٌ قبلَ أن يُمْسيَ إلَّا وجبت لهُ الجنةُ [ يعني دعاء سيد الاستغفار ]”

المصدر: الترغيب والترهيب


وقال النبي ﷺ :”من قرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ فماتَ دخلَ الجنَّةَ”

المصدر: ذخيرة الحفاظ

ونختم بما بدأنا به.. وهو لماذا هذا الذكر هو دليل المؤمن؟

ولماذا هو الفرق الذي جعله الله بينه وبين المنافق؟

 لأنه شعرة التعلق بالله!

فكلما كان قلبك معلقًا بالله؛ كلما كان ذكر الله أقرب للسانك، وكلما كان قلبك بعيدًا عن الله كلما مرت عليك الحوادث

والمواقف ولا تستحضر من ذكر الله شيئًا! وقد يمر بك اليوم أو ربما الأسبوع وأنت لم تذكر الله ولم تصلِّ على النبي ﷺ ولو صلاةً واحدةً! فيجب على الإنسان أن يراجع نفسه؛ لأنه سيرى و يكتشف كمية التقصير.

أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرًا وأن يغفر لنا ويستر علينا بستره..


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

8 تعليقات
  1. data sydney says:

    I’ve been exploring for a little for any high quality articles or blog posts on this sort of area . Exploring in Yahoo I at last stumbled upon this website. Reading this information So i am happy to convey that I have a very good uncanny feeling I discovered exactly what I needed. I most certainly will make certain to don’t forget this web site and give it a glance on a constant basis.

  2. vorbelutrioperbir says:

    I simply wanted to say thanks once more. I do not know what I would’ve accomplished in the absence of the methods documented by you relating to this area of interest. This has been a real fearsome situation for me personally, nevertheless spending time with a new expert avenue you managed that took me to cry over contentment. I’m happier for your support and in addition believe you are aware of a great job you are always putting in educating most people with the aid of your webblog. More than likely you’ve never encountered all of us.

  3. 1xbet зеркало прямо сейчас says:

    Букмекерская контора 1xBet является очень известных на рынке. 1xbet зеркало прямо сейчас Огромный выбор событий из мира спорта и киберспорта, десятки открытых линий, высочайшие коэффициенты. Кроме того, БК имеет обширный функционал и немногие дает возможность совершать ставки по уникальным промокодам. Используя их, вы можете получить реальный денежный выигрыш, не внося абсолютно никаких средств. Фантастика? – Нет, Реальность Узнать актуальный промокод вы можете прямо сейчас, однако использовать его необходимо в соответствии с условиями и инструкциями, которые приведены ниже.

  4. اميره حسين says:

    الله اكبر ماشاء الله تبارك الله ما هذه الروعه
    ثبتك الله ورزقك دوام الإخلاص حبيبتي
    بفضل الله غطيتي معظم الماده
    جزاك الله خيرا

    • iodibly says:

      combivent goodrx rosuvastatin 10mg At the end of a two day policy board meeting earlier in the day, the central bank left its key policy unchanged and stuck to its optimistic outlook for achieving 2 inflation in two years, reflecting its confidence in the drastic easing program it launched in April to reverse 15 years of falling prices better than viagra

التعليقات مغلقة