بتاريخ ٨/ ٦/ ١٤٤٦ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

وهو القاهر فوق عباده

نشهد اليوم أياماً عظيمًا في تحرير سوريا ونصرة المستضعفين، ودحر الجبابرة والطغاة، يقول الله تعالى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَـَٔايَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)[إبراهيم:٥]،

وهذا الحدث يجعلنا نرى معاني الوحي وسنن الله الكونية، ونعيش أحداثها، فلا نقرأها ونظن أنها محصورة في قصص العابرين فقط!

اشتدي أزمةُ تنفرجي

* كثيرًا ما يصيبنا شعورٌ بالسوداوية والظلام، حين نرى المسلمين في ظلم، ومجازر، وقصف، وجوع، وتهجير، ونظنُّ أنه لا فرج من الله،

ولا مخرج للمسلمين، هذا الشعور ذاته أصاب الرسل، قال سبحانه: (حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا۟ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ)[يوسف: ١١٠] فإذا وصلت الغاية من اليأس أتى نصر الله، وحينها لا رادّ لقهره.

عن اسم الله القهّار

قال الزجاج: والله تعالى قهَرَ المعاندين، بما أقام عليهم من الآيات والدلالات على وحدانيته، وقهر الجبابرة خلقه بعز سلطانه.

ماذا يُثمر في قلبك إيمانك باسم الله القهار؟

*إيمانك باسم الله القهار يُثمر في قلبك محبته سبحانه، وأن تطمئن إلى قهره وتسلم أمرك إليه، وأن تتواضع له، وتحذر من الظلم.

الأثر العملي في حياتك

* عليك في هذه الأيّام أن تحسن ظنك بالله في تدبير أحداث الكون، فلا تقنط ولا تيأس، وأن تسارع في التوبة، وتجعل لك مشروعًا يفيد أمتك.

(وهو القاهر فوق عباده)

التاريخُ من جديد يسجل يومًا من أيّام الله!

الحمد لله مُذلّ الجبابرة، والحمد لله مغرق الفراعنة، والحمد لله ناصر المستضعفين وجابر المنكسرين، والحمد لله من قبل ومن بعد،

فلا شك أن مشاعرنا خلال الأيام الماضية كانت مختلفة مع أخبار تحرير سوريا، وغمرنا الفرح لفرحة هؤلاء المستضعفين والمظلومين،

ولا تزال المقاطع تتولى كيف أنهم تحرروا من المسالخ البشرية، شيءٌ لا يوصف إلا أنه يوم من أيام الله، يقول الله تعالى: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَـَٔايَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ([إبراهيم:٥]،

هذا الحدث يجعلنا نرى معاني الوحي وسنن الله الكونية، ونعيش أحداثها، فلا نقرأها ونظن أنها محصورة في قصص العابرين، كأنما نزلت في ثمود أو في عاد أو قوم فرعون، فانظر إلى قول الله -عز وجل- حينما قال: (فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَآ أُوتُوٓا۟ أَخَذْنَـٰهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام: ٤٤]

فهذه سنة من سنن الله الكونية، أنه إذا أراد أن يأخذ الطغاة والمجرمين لم يأخذهم في لحظة ضعف وهوان، بل في لحظة عزهم وقوتهم وتمكنهم وجبروتهم،

ليبيّن للخلق أن لا معجز له، وأنه القادر القاهر فوق أطغى الطغاة، وأنه إذا أراد أمرًا فإنه يُفشل جميع مخططاتك، فلا القوى الأرضية ولا الدول العظمى بإمكانها أن تنجيك،

فهو سبحانه يُمهل الظالم، فإذا أخذَه أخذهُ أخذ عزيز مقتدر!

ونرى ما شيّده الظالم خلال أكثر من خمسين سنة، يتلاشى في أقل من عشرة أيام على أيدي شبابٍ هم أقل منه عدةً وعتادًا.

الظَلَمةُ لا بواكي لهم..

يقول سبحانه: (كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَـٰهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ(٢٨)فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ) [الدخان: ٢٨-٢٩]

فكلّ من والى ذاك الطاغية وأحبّه يتنصلُ منه الآن، وهذا التعبير القرآني يدل على أن السماء والأرض تبكي على العباد الصالحين،

فتحزن الأرض التي كان العبد الصالح يصلي عليها، وتحزن السماء التي كان يرفع فيها عمله، أما الظلمة فلا بواكي لهم!

اشتدي أزمةُ تنفرجي، قد آذن ليلُكِ بالبلجِ..

كثيرًا ما يصيبنا شعورٌ بالسوداوية والظلام، حين نرى القصف والجوع والتهجير، ونظنُّ أن لا فرج من الله، ولا مخرج للمسلمين،

فيأتي الله في محكم تنزيله يقول: (وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:١٠]؛

أي لتطمئن تلك القلوب بأن هناك ربّاً قهاراً يقهر الجبابرة ويذل الأباطرة، ولكن لكل شيء أمدٌ وحكمة، ومؤجلٌ لأجل يعلمه الله وحده، وهذا يذكرنا بالأنبياء -عليهم السلام- حين أصابهم ذات الشعور،

فقال تعالى: (حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسْتَيْـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا۟ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ) [يوسف:١١٠]،

فحتى الرسل قد وصلوا غاية اليأس ولم يبدُ لهم في الأفق أي بادرةٍ للفرج، وحينها أتى نصر الله، وإذا نزل نصر الله وبأسه من السماء فلا قُبب مدرعة ولا صواريخ معترضة تردّ أمره سبحانه وتقهره!

عن اسم الله القهّار:

يقول الطبري: هو الُمذِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم، ولذلك قال: (فوق عباده) لأنه وصَفَ نفسه تعالى ذِكره بقهره إياهم.

وقال الزجاج: والله تعالى قهَرَ المعاندين، بما أقام عليهم من الآيات والدلالات على وحدانيته، وقهر الجبابرة خلقه بعز سلطانه. 

وقال الخطابي: هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة. 

وقال الشيخ السعدي: القهّار لكل شيء، الذي خضعت له المخلوقات العلوية والسفلية، فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه،

وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا.

مشيئة القهار في بيت فرعون!

في بيت الطاغية فرعون الذي يحارب بني إسرائيل وكل من يؤمن بالدين، يجنّ جنونه حينما يعلم أن زوجته آسيا أسلمت!

ويشتاط غضبًا، فيوتد لها أوتادًا في الأرض ويصلبها تحت حر الشمس ولهيبها، لكن ألطاف الله كانت حاضرة فكانت الملائكة تظللها من حر الشمس،

وثبتت آسيا على الدين حتى ماتت، وكان دعاؤها: (رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) [التحريم:١١] فاختارت الجار قبل الدار،

ما اختارت أي مكان في الجنة بل أرادت أقرب نقطة من ربها سبحانه وتعالى، ولذلك قال عنها النبي -عليه الصلاة والسلام-: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ.»[صحيح البخاري]

وفي حادثةٍ أخرى يشاء الله سبحانه أن يُري فرعون منامًا أن هلاكه سيكون على يد رجل من بني إسرائيل، فيأمر فرعون بقتل كل مواليد بني إسرائيل،

حتى لم يعد من فتيانهم من يخدمهم، فجعل يقتل مواليدهم عامًا ويتركهم عامًا، ويشاء الله أن يولد موسى -عليه السلام- في العام الذي يقتل فيه المواليد،

ولكن أولم يكن من الأيسر أن يجعل الله مولد موسى -عليه السلام- في العام الذي بعده؟ ولكن حتى نعلم قدرة الله وقهره، وينجي موسى -عليه السلام-،

وتأخذه زوجة فرعون فيتعلق قلبها به بمجرد رؤيته! وذلك مصداق قول الله تعالى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِىٓ) [طه:٣٩]

ومع أنه لم يكن طفلًا جميلًا، ولكن الله إذا أراد شيئًا هيأ أسبابه وليّنها، فلا تسأل عن قهر الله! وترعرع موسى -عليه السلام- في قصر فرعون ثلاثين عامًا نشأ فيها نشأة الملوك،

وتربى على العزة والأنفة، لا على الذل والخدمة، ثم جرت أحداث القصة المعروفة بين موسى -عليه السلام- وفرعون، والشاهد أن قهر الله يأتيك من حيث لا تحسب له حساب!

تربية القهار سبحانه في أحلك الظروف..

وردت لفظة (القاهر) مرتين في سورة الأنعام، ووردت لفظة (القهار) في ثلاث سور متتالية: يوسف، وإبراهيم، والرعد، وهذه السور باستثناء سورة الرعد هي سور مكيّة،

وكأنها إشارة من الله سبحانه للمؤمنين الذين عُذبوا في مكة أيّما تعذيب، وكان يوقد لهم الجمر فلا يطفئه إلا شحم ظهورهم، ويسحبون على الرمضاء،

ويدخل الرمح من ظهورهم فيخرج من صدورهم، هؤلاء المؤمنون الذين ثبتوا على إيمانهم، يربيهم سبحانه في لحظات الضعف واليأس على أنه سبحانه القاهر فوق العتاة والظالمين.

وقهر الله سبحانه لا يقتصر على الطغاة والظلمة، بل تجده حتى في المعاني الصغيرة واليومية في حياتك،

فتجد أن الله -عز وجل- قد يهيئ الأسباب ويقهر الظروف إلى أمر ما كنت تتخيله، ويسهل أمرًا كان مستعصيًا، ويفتح بابًا كان موصدًا، حتى أنه يقهر قلبك على ما لم تكن تتخيله، فيحبب إليك شيئًا ويصرفك عن آخر!

ماذا يثمر في القلب من معرفة هذا الاسم الكريم؟

1-أن القلب يطمئن إلى قهر الله، فلا تظن أنك لا تركن إلى ركنٍ شديد، وأن الله لا يراك ولا يسمع دعاءك، يقول الله عزّ وجل:

(وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَـٰرُ) [إبراهيم: ٤٢] فلا يظن إنسان أن الله غافل، فالله يمهل ولا يهمل،

لحكمة وأمر يعلمه هو، وفي الحديث قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ»[الترغيب والترهيب].

2-محبة الله -عز وجل- الواحد القهار، لأنه غالبٌ لا يُغلَب، وإذا علمت أن تصريف الكون بيده فإنك تضع حملك على الله سبحانه وتعالى،

ولا تسأل إلا إياه، ولا تخاف إلا منه، وهو سبحانه يسيّر الأمور على عينه بما ليس من تدابير البشر، ومن يؤمن بذلك يثق بتقديره،

ويأوي إليه ركنًا شديدًا. ولذلك لوط -عليه السلام- لما أتته الملائكة وقد ظنهم رجالًا أتوا للفاحشة، قال: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِىٓ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ)[هود:٨٠]

فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- تعليقًا على هذه الكلمة: «يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لقَدْ كانَ يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ»[صحيح البخاري]؛ أي عنده الله -عز وجل-، فهو يأوي إلى هذا الركن الشديد.

1-أن تتواضع لله سبحانه، لأن الأمور كلها والمشيئة بيده، فعلامَ نرفع رؤوسنا ونحن المحتاجون إليه في الرزق والعافية!

2-الحذر من الظلم، واسم الله القهّار وصفٌ واسمٌ خاصٌ به سبحانه، فلا يتصف فيه مخلوق، يقول الله -عز وجل-: (فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) [الضحى:٩] ،

لأن اليتيم ليس له ظهرٌ يحميه ولا ناصر له، فنصَّ عليه القرآن، ولكنه أمر عامٌ، فكلّ من توليت أمره لا تقهره، من زوج أو موظف أو خادم.

قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي، يقول الله -عز وجل-:«يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا» [مجموع الفتاوى]

وكان من أذكار النبي -عليه الصلاة والسلام- عند خروجه من منزله الاستعاذة من الظلم: «اللهم أعوذُ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ» [صحيح أبي داود].

عواقب الظلم:

*أن الله سبحانه وتعالى نهى عن مصاحبة الظالمين، فإذا كان رفيقك يسرف في الكلام بالغيبة، أو كان سيء الأخلاق مع من تحته، وأنت تسمعه وتسكت عن هذا الظلم، فالواجب أن تتركه، والدليل قوله تعالى: (لَا تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ) [الأنعام: ٦٨].

*أن للمظلوم دعوة لا ترد، حتى وإن كان كافرًا فليس له دونها حجاب.

*أن الظالم لا يوفق للهدى، فهو دائمًا يتجه إلى الضلال، ولا يهديه الله، وذلك مصداق قول الله -عز وجل-: (وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ) [آل عمران: ٨٦].

*أن الظالم محروم من محبة الله -عز وجل-: (وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ) [آل عمران:٥٧]. 

*أن الظالم لا يفلح، ولا يفوز في شيء، والله -عز وجل- لا يمكّن له، ويجعل عمله كله في سفال، قال الله -عز وجل-: (إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ) [يوسف:٢٣]، فمهما تجبروا، ومهما أُمدت لهم السنوات، ففي نهاية المطاف أمر الله -عز وجل- سيمضي عليهم.

*أن الظالم ومن أعانه معرضان لغضب الله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «منْ أعانَ ظالمًا ليدحضَ بباطلهِ حقًّا، فقدْ برئتْ منهُ ذمةُ اللهِ و رسولِهِ» [الجامع الصغير].

*أن الظالم متوعدٌ يوم القيامة، لقول الله -عز وجل- (وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ) [إبراهيم:٤٢].

ما هو دورك العملي في مثل هذه الأحداث؟

1-حسن الظن بالله، فلا يهتز قلبك شاكًا في قدرة الله على نصرة المستضعفين والمظلومين، وتسأل لمَ لا ينصرهم الله؟ لماذا الشر موجود؟

فالحاصل في الأيام الماضية يجعلك تستبشر وتعلم أن الله ناصر المظلومين ولو بعد حين، وله حكمة بالغة، وإن الأحداث في قادم الأيام -ولا نعلم أخيرٌ هي أو شر- ستحتاج منك عقيدة صلبة وإيمانًا راسخًا قويًا.

2-المسارعة في التوبة، ولا تكن توبتك إثر لحظة عاطفية مؤقتة تأثرت بالأحداث، بل توبة صادقة؛ لأنك الآن في سباق مع الزمن. 

3-أن تبحث عن مشروع تنصر فيه دين الله -عز وجل-، وتبذل في حدود إمكانياتك، وتقدم دورًا إيجابيًا لمن حولك، وتنفع غيرك، فلا تكن في دور المتلقي والمستمع فحسب، بل الباذل أيضًا

هذا والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.