وأتممناها بعشر

بتاريخ ٢٨ / ١١ / ١٤٤٣ هـ

---

لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

يقول الله عز وجل في كتابه عن اللحظة التي جاء موسى -عليه السلام- مسرعًا للقاء ربه عز وجل:

“وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ”

(الأعراف :١٤٢) 

أتممناها بعشر هي: عشر ذي الحجة، سُميت عند العلماء “ميقات المشتاقين “، و”بعشر المشتاقين”، و “بعشر الذاكرين”، و “بعشر الأواهين المنيبين”.

قال تعالى: “وَالْفَجْرِ  وَلَيَالٍ عَشْرٍ”

(الفجر :٢)

يقول المفسرون: الليالي العشر هي ذي الحجة

يقول النبي ﷺ :”ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ.” قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ:

“ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”

ويقول النبي ﷺ:”ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ” 

وفي حديث ابن عباس:”ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى، قيل:

ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ” قال: فكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ

إذا دخل أيامُ العشرِ اجتهد اجتهادًا شديدًا، حتى ما يكادُ يقدرُ عليه” 

وفي حديث جابر:”أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشرِ قالوا يا رسولَ الله ﷺ ولا مِثلُهُنَّ في سبيلِ اللهِ قال ولا مِثلُهُنَّ في سبيلِ اللهِ إلا مَن عفَّر وجهَه في الترابِ” 

ويحكي النبي ﷺ عن يوم عرفة فيقول: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”

ويقول النبي ﷺ: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ” 

قالَ عيسى: قالَ ثَورٌ: وَهوَ اليومُ الثَّاني، وقالَ: وقُرِّبَ لِرَسولِ اللَّهِ بدَناتٌ خَمسٌ أو سِتٌّ فطفقنَ يزدَلِفنَ إليهِ بأيَّتِهِنَّ يبدَأُ

فلمَّا وجبَت جُنوبُها قالَ: “فتَكَلَّمَ بِكَلمةٍ خفيَّةٍ لم أفْهَمها فقلتُ: ما قالَ؟ قالَ: مَن شاءَ اقتَطَعَ” 

---

ما الذي يجب علينا فعله عند دخول العشر الأوائل من ذي الحجة علينا؟ 

أولًا: أن نستذكر هذا الفضل الذي وعدنا به النبيﷺ.

---

ثانيًا: أن نستقصر المدة فهو من أعظم المواسم

ومن أقصرها كذلك فلا وقت للتحمية، فهذه الأيام الفاضلة ليست إلا ٢٤٠ ساعة بل أقل!

وهو الموسم الإيماني الأخير لهذا العام والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات فأرِ الله عز وجل منك ما يحب.

---

ثالثًا: أن تكون جادًّا في استغلال هذه الفضائل

فأمامك أسبوع ذهبي وهو أفضل أسبوع في السنة. 

وكانوا يصفون حال سعيد ابن جبير -رحمه الله- إذا دخلت العشر، فيقولون أنه يجتهد اجتهادًا عظيمًا حتى لا يُقدَر على اللحاق به!

---

كيف نُعدُّ أنفسنا لهذه الأيام؟ 

وماهي صفات عباد الله فيها؟  

يقول تعالى:”وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ*هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ *مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ”

(ق:٣١-٣٣)

فالغاية هي الفلاح والفوز بالجنة ثم استعرض الصفات الأربع التي تصل بك لتلك الغاية:

١ـ أواب:

أي أنه رجّاع فهو عبد ما أيس من نفسه بعد الذنب ولكنه يرجع ويتوب في كل مرة يتلطخ فيها بالذنب

لذلك قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ”

فالتوبة وظيفة عمر لمن هو أوابٌ رجّاعٌ إلى الله عز وجل.

---

٢- حفيظ:

أي أنه حفظ أوامر الله بحفظه لجوارحه، حفظ سمعه وبصره، حفظ أصابعه من أن تكتب شيئًا

يغضب الله، حفظ رجليه من أن تذهب لأي مكان قد يعصى الله عز وجل فيه. 

لذلك كان الحديث المشهور عن النبي ﷺ وهو يوصي الغلام:”يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ

فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ

قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ” 

 وحين تحفظ الله فهو يحفظك بما لا تتخيل، فيحفظك من جنبك عن يمينك وعن يسارك، من فوقك ومن تحتك، ومن كيد

الليل والنهار، ومن أعداءٍ يريدون بك شرًا، فيحفظك الله عز وجل من كيدهم ومن مكرهم بحفظك لأوامر الله عز وجل.

---

٣- “مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ”

ومعناه مراقبة الله عز وجل في لحظات الخلوات ولا تقتصر المراقبة على وجودك لوحدك، بل قد تكون مع شخص آخر وقد تآخيتم على فعل ذلك الذنب!

وذنوب الخلوات هي من أشر ما يمكن أن يقع فيه الإنسان. 

“مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ”: أي كان يقينه وإيمانه صادق بالله إلى درجة أنه لا يعصي الله عز وجل حتى لو لم يكن هناك عينٌ ترى لذلك قال الله عز وجل:

“وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى  فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوى”

(النازعات: ٤٠-٤١)

---

٤- “وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ”

منيب تحمل معنىً زائدًا عن أواب وهو أن انكسار وتذلل القلب إلى الله عز وجل بالفقر والحاجة. فـتدخل في هذه العشر

وأنت تشعر بحاجتك إلى أن يلم الله شعث قلبك وأن ينزل عليك من تدبيره لأمرك ما يحب ويرضا. 

.

.

وأيام العشر عظيمة لما فيها من نسكٍ عظيم وهو الحج. 

يقول النبي ﷺ في الحديث القدسي كما يرويه عن ربه عز وجل:

“إنَّ عبدًا أصحَحتُ لهُ جسمَهُ ، ووسَّعتُ عليهِ في مَعيشتِهِ ، تمضي عليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لمَحرومٌ”

لمَ كان محرومًا؟ ولماذا كانت هذه الفريضة عظيمةً عند الله عز وجل؟

.

.

١ـ يقول النبي ﷺ: “الحَجُّ المَبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجَنَّةُ” 

---

٢- وقفَ النبي ﷺُّ بـ (عرفات) وقد كادت الشمسُ أن تؤوبَ، فقال:”يا بلال! أَنصِتْ لي الناسَ”فقام بلال، فقال:

أَنْصِتوا لرسولِ الله، فأنصتَ الناسُ، فقال: “معاشرَ الناسِ! أَتاني جبرائيل آنفاً، فأقرأني من رَبي السلامَ، وقال:

إنَّ الله عز وجل غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهل المَشْعَر، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ” فقام عمر بنُ الخطاب فقال: يا رسول الله ﷺ! هذا لنا خاصة؟

قال: هذا لكم، ولمن أتى من بعدِكم إلى يوم القيامة، فقال عمر بن الخطاب: كثرَ خيرُ الله وطابَ”

والتبعات هي: الذنوب التي لا يغفرها الله، هي حقوق العباد التي لابد فيها من قصاصٍ يوم القيامة. فكل من وقف

في عرفات يغفر الله عز وجل له ويمحو عنه ذنوبه حتى يعود كيوم ولدته أمهه.

---

٣- يقول النبي ﷺ لرجلان سألاه عن أفعال الحج :

“جئتني لتسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن طوافك بالبيت وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك

بالصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك بعرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك

وما لك فيه، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه، وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه -الإفاضة- قال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك. قال:

“فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لم تضع ناقتك خفًّا ولم ترفعه إلا كتب اللّه لك به حسنة، ومحا عنك به خطيئة، ورفع لك بها درجة، وأما ركعتيك

بعد الطواف فإنهما كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة

فإن اللّه يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: هؤلاء عبادي،جاءوني شعثًا غبًرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم

عدد الرمل أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير

كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاق رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة.” قال:

يا رسول الله ﷺ، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال:

“إذًا يدخر لك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ثم يقول: اعمل لما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى”  

---

٤- يقول النبي ﷺ:” تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب” 

ينفيان الفقر المادي والفقر المعنوي، فإن وفدت إلى الله وأنت مهزوزٌ متألمٌ محتاجٌ إلى ربك فسينفي عنك الحج ويدفع عنك هذا الفقر!

---

إذا كان هذا ثواب الحجيج، فمالنا نحن إن لم يـكتـب لنـا الحج؟ وكيف نشـارك هـؤلاء الأجر؟

١- أن نُحرم، الحجاج يحرمون من اليوم الثامن ونحن نحرم من أول يوم. والأضحية سنة مؤكدة

بل بعضهم قال واجبة على كل مستطيع، فمن نوى فيها الأضحية فلا يأخذ من شعره ولا من بدنه. 

---

٢-نلزم الأعمال التي رُتّب عليها أجر الحج والعمرة.

•ركعتي الإشراق، قال النبي ﷺ:”فمن صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس

ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة” 

فلا يفُتك أجر تسع حجات، فيأتي الإنسان بها وهو ينوي بها هذا الأجر.

•قال النبي ﷺ :”من مشى إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة نافلة فهي كعمرة” 

فذكروا بهذا الحديث أبناءكم وأولادكم وأزواجكم.

•قال النبي ﷺ :”من غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه ، كان له كأجرِ حاجٍّ ، تامًّا حجَّتُه”

---

٣-صيام هذه الأيام التسعة، وفيها صيامٌ مخصوصٌ ليوم عرفة يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده.

قال النبي ﷺ: “من صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”

قال النبي ﷺ:”مَن خُتِمَ له بصيامِ يومٍ دخل الجنةَ”

وقال النبي ﷺ عن صيام عرفة: “.. حْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ..”

---

٤- صحبة القرآن، يقول النبي ﷺ:

” أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ

خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ”

.

.

لذا لا تدع العشر تمر عليك دون أن تختم القرآن

.

.

٥- استكثر من صلاة التطوع، كان السلف منهم من كان يقوم الضحى بأربعين ركعة ومنهم كان يصليها مائة ركعة!

ومن أوقات النافلة المغفول عنها الصلاة بين الظهر والعصر والصلاة بين المغرب والعشاء ومن استطاع أن يستكثر فليُكثر. 

---

٦- الإكثار من ذكر الله، قال النبي ﷺ:

“ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ”

قال النبي ﷺ:”أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَكْسِبَ في كل يوم ألف حسنة؟! فسأله سائل من جُلَسَائِه: كيف يَكْسِبُ ألف حَسَنَة؟

قال: يُسبح مائة تسبيحة؛ فيُكْتَبُ له ألفُ حسنة، أو يُحَطُّ عنه ألف خَطِيئة”

يقول يحيى بن معاذ: يا غفول يا جهول، لو سمعت صرير الأقلام وهي تكتب اسمك عند ذكرك لمولاك لمت شوقاً إلى مولاك!

---

٧- الصدقة، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِﷺ! مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ:”أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ

تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا” وكل معروفٍ صدقة! 

قال النبي ﷺ:”لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ” 

ومن أعظم أنواع الصدقات الآن التي يجب أن نتنبه لهـا هـو استخـدام وسائل التواصـل الاجـتـماعي،فـلا ترضَ أن يكون حسابك

تجميعٌ لمحتوًى تافه؛ بل ذو منفعة للناس!  وقد قال النبي ﷺ:”ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ

وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ كما يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، أوْ فَصِيلَهُ”

---

٨- سنة الأضحية، قال النبي ﷺ:”ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه

بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”

---

٩ – الدعاء وقيام الليل، يقول النبي ﷺ:”عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربةُ إلى الله تعالى

ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد” 

قال النبي ﷺ: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبي ﷺون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”

وخلال هذه الأيام استعدَّ لدعاء يوم عرفة بوضع خطة ٍللدعاء كما فعلنا في درسنا العام الماضي “كيف ندعو في عرفة؟” رابط الدرس: 

https://cutt.us/QLrxs

وفي قيامك الليل يقول النبي ﷺ:”من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ، ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ، ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ” 

المهم ألا ينظر إلينا ربنا قبل الفجر ونحن على فرشنا بل ليرانا قائمين راجين، محبين له عز وجل وآملين بما عنده.

---

١٠- صنائع المعروف، اكفل يتيماً، أطعم مسكيناً، اجتهد في ملابس العيد لفقراء تعرفهم، رمم بيتاً، اطبع مصحفاً، احفر بئراً، لأنك لا تعلم

أي المعروف يقبله الله عز وجل واعلم أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

---

١١- اتقِ المحارم، قال النبي ﷺ:”اتقِ المحارم تكن أعبد الناس” فلا يراك الله عز وجل في هذه العشر وأنت على ذنب

ولا يكون العالم الأخروي وعالم الغيب وما عند الله عز وجل من الأجر أقل وأدنى عندك من هذه الدنيا، وقَدّم توبتك لله عز وجل ،كأنك تقدم هدية.

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من حجاج بيته وأسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم ممن يرزقهم حجةً مبرورةً مقبولةً وإن حبسنا العذر

فأسأل الله ألا يحبس عنا الأجر، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال. 

---

* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.