بتاريخ ٢٢ / ٤ / ١٤٤٢ هـ
لسماع المحاضرة صوتًا
( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )
كيف نجدد الإيمان في قلوبنا؟
الجزء الثاني
الإيمان: فعل قلبي يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؛ ولذلك النبي
-عليه الصلاة والسلام- أرشدنا إلى تعاهد هذا الإيمان وإلى سؤال الله -عز وجل- تجديد هذا الإيمان في قلوبنا، وذكرنا حديث النبي – عليه الصلاة والسلام – هذا الحديث الرقيق في قوله: (ما من القلوب قلب، إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علت عليه سحابة، فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء)
فهذا القلب يُضيء ثم تعلوه سحابه فيظلم، ثم تنجلي عنه، فيعود إلى ضيائهِ..
فدونك عشرين خطوة لتجديد هذا الإيمان والعزم عليه:
١- تدبر كلام الله -عز وجل- وهو القرآن
٢- استشعار عظمة الله -عزوجل- والتفكر بعظيم قدرته، فإذا لم تكن تعرف من هو الله -عز وجل- فلن تحبه، ولن ترغب إليه، ولن ترجوه، ولن تخافه.
٣- ملء الوقت بطاعة الله.
٤- المسارعة إلى العمل الصالح، فلا تتردد ولا تتأخر، تحاول دائماً إذا سمعت بشيء من دروب الخير أن يكون لك ولو جزءٌ منه
٥- النظر في حسن الخواتيم، وفي سوئها وتذكّر الموت، يقول عليه الصلاة والسلام: (أكثروا من ذكر هادم اللذات)
٦- تذكر منازل الآخرة، كل منازل الآخرة ابتداءً من البعث وسؤال الملكين في القبر ثم الحساب في العمل الصالح والسيء وتناول الكتب، هذهِ كلها يقيناً سيمرون بها فكيف أعددنا أنفسنا وأعددنا من معنا لذلك اليوم؟
٧- العبادة، وقلنا أن هناك أمور أخبر النبي –عليه الصلاة والسلام- عنها أن الإنسان لو فعلها غُفرَ له ما تقدم من ذنبه أو أنه يدخل الجنة.
٨- التفاعل مع الآيات الكونية، فنتأمل كيف كان النبي – عليه الصلاة والسلام – يتفاعل مع المشاهد الكونية، تجمع الغيم ونزول المطر، والخسوف والكسوف، لأن الذي حرك هذه السُحُب وهذا القمر، قادرٌ على أن يجعل الشمس تُشرق من مغربها فتنتهي هذه الدنيا.
٩- الإخلاص، ليست كل الخطوات لتجديد الإيمان في القلوب هي محضُ أعمال جوارح، وإنما يلزمها أعمال قلبية، فتجديد الإخلاص في داخل القلب يُجَدِّد الإيمان.
١٠- استشعار لذة الانكسار بين يدي الله -عز وجل- والافتقار إليه، فالقلب ليس من حجر! يقول الله -عز وجل-:
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)، ثم يقول تعالى بعدها: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ﴾.
هذه الآيات يقول المفسرون أنها تحمل أملًا لأن تتحرك، فالأرض الهامدة الجافة، برحمة من الله – عز وجل -بقطراتٍ من الماء تهطل عليها، فإذا هي مُخضرة مثمرة، فدائماً ما تجيء هذه الآيات المبشرة برحمة الله، بعد آيات المعاتبة بقسوة القلب؛ ولذلك القرآن مثان لا يُغلقُ باب إلا ويفتح آخر.
١١- تجديد الثقة وحُسن الظن بالله -عز وجل-، وهذه أولى الخطوات التي يجب أن يتعاهدها قلبك.
١٢ – أن تُوالي لله وتُعادي لله.
هذهِ جعلوها الأئمة من الأشياء التي تُجدد الإيمان في القلب، أن يُفتِّش الإنسان في قلبه ليرى من يُحب ومن يُبغض، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحب في الله وتُبغض في الله )
فجزء من تجديد الإيمان في قلبك أنك تنتبه لمن تُحب وأن تنتبه ألا ينصرف قلبك إلى أحد من الكفرة تنبهر بحياته أو بحضارته، فخذ ما عنده من الأمور الجيدة وتعلم من علمه، لكن لا تأخذ منه ثقافته ولا تأخذ منه حضارته، تماماً كما فعل المسلمين من قبل، تعلموا العلم وصنعوا حضارة لكنهم لم ينسلخوا من دينهم.
١٣- الإحساس بأن العُمر قصير.
وهذا جزء من إحساس العيش للمؤمن، فالمقصود هو حسن الاستعداد واستغلال العمر دون أن نؤجل على أمل أن نحيا فنحن لا ندري أنعيش غدًا أم لا.
قال الله – عز وجل -:
{ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِين (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ }
١٤- التَّفكُّر في تفاهة الدنيا، فجزء من تجديد إيمانك أن تتذكر أن هذهِ الدنيا تافهة وأنها يجب ألا تأخذ مساحة من قلبك ولا من إحساسك وأن المنافسة فيها من أجل الخير، لا من أجل الدنيا، ولذلك يقول الحسن البصري:
(من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره).
١٥- أن تحاسب نفسك وأن تتواضع لله.
عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
حينما يحاسب الإنسان نفسه يتواضع لله، فبمجرد محاسبته لنفسه يستشعر تقصيره ويعرف موقعه في هذا العالم.
١٦- تجنب ما يهدم قلبك.
الأشياء التي يتحدث عنها أطباء القلوب دائما هي: كثرة الأكل، والشرب، والنوم، والخلطة، والنظر، هذه الخمسة هي منافذ فلا يوجد أي شيء داخل الإيمان يُعتمل فيها مثل اعتمال هذه الأمور الخمسة حين يبالغ بالأخذ فيها، والمحرمات -طبعًا- أثرها أعظم في هدم القلوب، وعلينا أن ننتبه لأي شيء يهدم قلبنا ونتدارك قبل فوات الأوان.
١٧- أن تعظم حرمات الله في قلبك، قال الله – عز وجل -:
( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
١٨- ألا تُحقِّر الذنب.
إذا عظمت حرمات الله – عز وجل – فالمفترض أن تعظم حرمة النبي –صلى الله عليه وسلم- فلا تقلل من هذا العمل ولا تُحقِّر الذنب، فلا تُقرر برأيك الشخصي أن هذا الذنب صغير ولن يحاسبني الله عليه، فمن قال لك أن إحساسك صحيح؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ).
١٩- أن تبني حياتك على منهج النبوة.
وهذه الخطوة تختصر جميع الخطوات السابقة، فمنهج النبوة هو منهج التوازن حيث توازن كل شيء في حياتك
وهذا الشيء مهم، لذا من المهم أن تبني حياتك على منهج النبوة وأن تعود إلى منهج النبي – عليه الصلاة والسلام – ليكون منهجًا لك
في حياتك الشخصية فتفكر دائمًا لو كان النبي –عليه الصلاة والسلام- في مكانك هل كان سيفعل مثل فعلك؟
هل سيأخذ القرار الذي أخذته أم لا؟ ولو كان جالسًا في نفس هذا المكان هل كان سيسكت أم سيتكلم؟ جزء من اتباعنا لسنة النبي –عليه الصلاة والسلام-
أن تكون مواقفنا تبعًا لمواقفه.
٢٠- أن تساهم في خلق مشاريع الإيمان.
فالآن بعد أن بنيت حياتك على منهج النبوة، وتحولت إلى قدوة في المكان الذي أنت فيه، فالسؤال الآن هو
كيف أستطيع أن أنقل هذا الحديث الذي تعلمته، أو جزءا من النور الذي عشته وذقت حلاوته للناس؟
يستطيع الإنسان القيام بمشروعه الخاص أيًا كان، ولكن دون أن يتنازل عن دينه ومبادئه، دون أن يبذل الحرام في سبيل النجاح، فالخير ليس متمركز
في مراكز الخير فقط بل يمكن أن يوجد في كل مكان.
فحين نتكلم عن تجديد الإيمان في القلب فكل الأمور التي ذكرناها فردية بين العبد وربه، ولكن المؤمن
ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه، لذا يجب علينا أن نساهم في خلق مشاريع الإيمان وأسميها مشاريع الإيمان
حتى لو كانت نادي رياضة أو قهوة أو مكتبة فهي هادفة تجمع إخوة الخير، لا معاصيَ تُرتكب فيها، وكل إنسان لديه موهبة وقدرة يجب أن يستثمرها في الخير ولو كان قليلًا.
هذه عشرون خطوة من الخطوات التي نجدد الإيمان بها في قلوبنا، أسال الله أن يجعلنا من أصحابها
وأهلها وأن يجدد الإيمان في قلوبنا وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن يغفر لنا ويعفو عنا ويتقبل منا، والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.
I wanted to thank you for this great read!! I definitely enjoying every little bit of it I have you bookmarked to check out new stuff you post…
Enjoyed studying this, very good stuff, regards. “It is in justice that the ordering of society is centered.” by Aristotle.
جزاكم الله خير
الله يهديناو يهدي ابناءنا ووابناء المسلمين لا تباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وان يهدينا الى طريق الخير ون لا يفتنا في المعازف والفتن وان يخرجنا من هذه الدنيا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم
tadalafil cialis Pharmacokinetic Parameters for Diclofenac