بتاريخ ١ / ٤ / ١٤٤٢ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


  بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بقيت هذه الأمة إلى قيام الساعة، بكتابه عز وجل وبسنته صلى الله عليه وسلم وهما الإرث الذي تركه النبي عليه الصلاة والسلام لنا، إذ قال صلى الله عليه وسلم:

«… يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، … »

[أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال الألباني: صحيح]

إذًا سنته ليست عبارة عن سيرة كما نقرأ في سير العظماء أو سير العلماء، وإنما نتدارسها للاقتداء، ولتكون هي منهج حياة لنا، ومن يأتي اليوم ليشكك فيها فيقول:

أنا لا أؤمن إلا بالقرآن، موجود في كتاب الله إذًا آخذه، غير موجود في كتاب الله إذًا أنا لن آخذه، نقول له هذا الكلام لا يجوز لأن

مصدر التشريع في دين الإسلام هو هذان المصدران. حينما يذكر الله في آيات عديدة في القرآن ويتحدث الله عن منته على هذه الأمة

برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي دائمًا الامتنان بالكتاب والحكمة، قال تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}

[ الجمعة 2].

إذًا ما يأتي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ويأتي معه الامتنان بكتاب الله والحكمة التي هي السنة النبوية.

قال تعالى:{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}

[ النور 54].

فما تأتي طاعة الله فقط وإنما لا بد من طاعة الله وطاعة رسوله لأن رسوله هو الواسطة بيننا وبين الله عز وجل وهو الذي من خلاله نزل الوحي ووصل إلينا. 

أُرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن ليعلمهم هذا الدين و ليقضي بينهم ويحكم بينهم. 

فجاءه النبي عليه الصلاة والسلام وكانت هذه الرحلة ما قبل الوداع. قال: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟»، قال:

أقضي بكتاب الله، قال: «فإن لم تجد في كتاب الله؟»، قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:

«فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في كتاب الله؟» قال: أجتهد رأيي، ولا آلو  فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال:

«الحمد لله الذي وفق رسول، رسول الله لما يرضي رسول الله»

[أخرجه أبو داود في سننه، وقال ابن عبدالبر: صحيح مشهور] .  

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول:

بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه. وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ”

[أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح] .

بمعنى لا يجوز لك أن تفرق بين السنة وبين القرآن، ولا يجوز أن تنظر للسنة بدنو، وفيه تحذير شديد اللهجة

لمن يتكئ شبعانًا على أريكته،  ويختار  شيئًا من كتاب الله ليتبعه ، وما لا يلزمه من الحديث لا يتبعه، وهذا لا يجوز ، و أغلب الشرائع

جاءت مجملة في القرآن وفصلتها السنة، أمرنا بالصلاة في القرآن، لكن كم ركعة الفجر، وكم ركعة العصر، فلا يجوز لك أن تأخذ شيئًا

من القرآن وتترك السنة، إذا عرفنا ذلك، عرفنا كيف انبرى علماء الأمة من أجل حفظ هذه السنة. 

القرآن الكريم مرّ علينا كيف كان تدوينه وجمعه، لكن كيف حُفظت لنا السنة؟

وكيف نتأكد أن هذا الحديث هو حديث صحيح وقاله النبي صلى الله عليه وسلم، بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من 1400 سنة.

فلما يأتيني أحد ويقول قال رسول الله كيف سيكون عندي ضمان أن هذا قول رسول الله؟.

الضمان هو ما حصل لهذه الأمة وعلمائها من عهد الصحابة إلى القرن الثالث، خلال القرون الثلاثة الأولى بعد رسول  الله – صلى الله عليه وسلم – 

صارت حركة علمية أشبه بالبطولة لحفظ هذه السنة.


  مراحل تدوين السنة: 

تدوين السنة مرّت بثلاث مراحل : 

الأولى 

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد نهى الصحابة عن أن يكتبوا الحديث مع القرآن لخوفه على القرآن أن يدخل معه ما يدوّن من السنة في صحاف واحدة، فقال صلى الله عليه وسلم: “لَا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ،…”

[أخرجه مسلم، صحيح] 

لكن هذا النهي لم يكن للكل، وإنما للعموم. فهناك مجموعة من الصحابة يسمح لهم النبي عليه الصلاة والسلام

أن يكتبوا عنه الأحكام، فلا بد أن تعرف أن الصحابة رضوان الله عليهم ورسول الله حي كانوا قد ابتدؤوا الكتابة، وكانوا يدونون ما كانوا يسمعونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مات عليه الصلاة والسلام وجد الصحابة رضي الله عنهم أن الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤولية كبيرة فكانوا يتحرزون، وإذا جاءت المسألة

اجتمعوا وتذاكروا فيها ماذا كان يفعل رسول الله في المسألة. ولما فتحت البلاد الإسلامية وصارت تتسع، وكان الصحابة ينتشرون كانوا يأخذون معهم

إرث النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ثم بدأت الرواية في الناس، وحصلت الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وظهر الخوارج والشيعة

وغيرهم من الفرق، وظهرت المبتدعة ، وأصبح كل منهم يرى أن عنده حديث، فحتى لا يتشعب هذا الموضوع بدأ أولئك العلماء

يتحركون حفظًا لهذه السنة. فكان أول من بدأ بفكرة التدوين هو الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز ، فصارت سلسلة من العلوم

متدرجة ومتراكمة؛  ليعرفوا هذا الحرف من هذه الجملة جاءت بهذه  الطريقة، فما كان منهم إلا

أن انبرى مجموعة من العلماء وكان من أوائلهم الإمام محمد بن شهاب الزهري، فهو أول من بدأ يدوّن هذا العلم – حديث النبي صلى الله عليه وسلم – في صحاف.

 وبدؤوا ينخلون حديث النبي عليه الصلاة والسلام، قال عبدالله بن المبارك:

الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. إذ إن كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مقسم إلى قسمين: متن وإسناد. المتن هو الحديث

” إنما الأعمال بالنيات”، الإسناد هو من قال هذا الحديث، فيوجد خمسة أو ستة أسماء تأتي قبل الحديث وهذه الأسماء

لا يقولها أي شخص ، إنما هي خمسة أو ستة أسماء مختبرة أن هذا لقي هذا وعاصره وسمع منه، وأنهم عدول، وأنهم لايوجد بهم شيء

يجرح في حديثهم أو إيمانهم، ويجب أن يكونوا معروفين.

وقد ابتدأ التدوين والصحابة موجودون ولم يرحلوا، وكان أول من بدأ بالتدوين -كما ذكرنا-

هو الزهري رحمه الله ، ثم جاء من بعده الأوزاعي بالشام، وسفيان الثوري بالكوفة، وحمّاد بن سلمة في البصرة، والإمام مالك بن أنس في المدينة، لكن لماذا نقول هذه الأسماء؟

غالبًا لو قرأنا في كتاب علمي شرعي سنجد هذه الأسماء تتكرر، فعندما نتحدث عن تدوين السنة لا تظنون بأن الموضوع فوضوي، وإنما انتهى علم الحديث إلى هؤلاء الخمسة،  فرحلة الحديث التي ترون هي رحلة  حديث مدروسة، بمعنى أن كل من روى

هذا الحديث ألّف كتاب، ففي مؤلفات تتحدث عن حياة كل شخص روى الحديث، وكيف طلب العلم، وكيف التقى بغيره من الرواة وروى عنه، وبعد هؤلاء 

تأسس علم الجرح والتعديل، متى يكون الحديث صحيح، ضعيف، معلول، حسن، وما معنى هذا كله، ومتى يؤخذ ومتى لا يؤخذ؟ .

ومن ثم أتت 

المرحلة الثانية

في القرن الثاني الهجري، والتي بدأ فيها تصنيف الكتب لكل علم من العلوم، فيضعونه في كتاب مستقل، فصار لدينا كتاب ف

ي التفسير، والفقه، وهكذا، وعندما جاء القرن الثالث- القرن الذهبي لعلم الحديث- وهو الذي كان فيه الإمام أحمد، الإمام الشافعي، الإمام البخاري، الإمام مسلم، والإمام ابن كثير

وغيرهم من هؤلاء العلماء في مثل هذا العصر والذين بدؤوا يصححون هذا كله، فجمعوا كل الحديث وبدؤوا

بمرحلة ثالثة من الغربلة، وبعد عصر الصحابة والتابعين إذا أردنا أن نأخذ أشهر خمسة أسماء، فواحد من هؤلاء الخمسة إن لم يكن أولهم

هو الإمام البخاري رحمة الله عليه، وهو من أكثر من خدم سنة النبي صلى الله عليه وسلم. 

من هو البخاري؟ وما هي قصته؟

البخاري رحمه الله من القرن الثالث وهو حاضر، فما هي قصة هذا الرجل؟

ولماذا الحديث دائمًا حوله مرتبط بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، يقول أحدهم: إن للتاريخ رجالًا حفظوا هذا الإسلام، لا يمكن زوال ذكرهم إلا بزوال الإسلام، و هذا الرجل تيتم

وهو صغيرًا- وهذه صفة مميزة في أغلب العلماء مثل الإمام أحمد و غيره كان أغلبهم أيتامًا وكانت التي تتولى تربيتهم أم صالحة وهذا أثر الأم على الأولاد.

ألهم حب الحديث وهو ابن السبع سنوات أو ثمان أو تسع سنوات ،فلم يعجبه فقط بقاؤه في الكتاب فبدأ يختلف للعلماء

الموجودين عنده في بخارى، ويطلب العلم عندهم، وبدأ أخذ الحديث من سن مبكر فهو قد أخذه من بخارى من بلده

وكان يختلف إلى علماء الحديث. 

ثم ذاع صيته في الناس، يقول هو عن نفسه:

أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.كان يجلس في مجلسه في بغداد لمّا بدأ في التحديث – يقول ابن كثير:

وقد بدأ في التحديث ولم تخرج في وجهه شعرة-.

يقول محمد ابن يوسف :

كُنت مع البخاري في منزله ذات ليلة ،فأحصيتُ عليه أنه قام وأسرج يتذكر أشياء يعلقها على حديث رسول الله في ليلة واحدة ١٨مرة  قام من أجل الإسلام

من أجل حديث النبي عليه الصلاة والسلام أي نومة هنئ  بها  وهو ١٨مره يقوم ! 

لو قمنا ٣مرات ، تكدر نومنا كله. 

وكان ثمرة حرصه أن بلغ ماعنده من حديث أكثر من ٦٠٠ألف  حديث أي  أكثر من نصف مليون حديث يحفظها

البخاري ما بين مقبول ،ومردود يختزلها البخاري في ذاكرته بأسانيدها وفوائدها وعللها، ولذلك  ألّف كتابه المشهور “صحيح الجامع”  

جمع في هذا الكتاب كل ما صحّ عن النبي عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، لكن مالذي جعله يألف هذا الكتاب ؟

في القرن الثالث في المرحلة الثالثة جاء البخاري في وقت كانت الكتب مجموعة و لكن لم تكن  ممحصة،  فيها الصحيح وغير الصحيح،  فكان في يوم يطلب العلم

عن شيخه إسحاق ابن راهويه وكان يحدث طلابه  فقال :

لو جمعت كتاب مختصر لصحيح سنة النبي عليه الصلاة والسلام، يقول البخاري : 

فوقع ذلك  في قلبي فأخذت فيه جمع الجامع الصحيح ، وكل الأجر الذي قام به للبخاري

يشترك معه إسحاق بن راهويه ،  زاد ذلك عنده أن البخاري رأى في المنام  النبي عليه الصلاة والسلام وقال : 

وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبُّ بها عن وجهه.  – صلى الله عليه وسلم  –  فسألت  بعض المعبرين فقال لي :

أنت تذبُّ  عنه الكذب فهو الذي حملني على إخراج  الجامع الصحيح ولقد رأه غيره كثير. 

ولنلاحظ ونعرف مالذي جعل لهذا الكتاب هذه البركة وهذه الزكاة ، يقول البخاري :

ما وضعتُ  في كتاب الصحيح حديثاً إلا اغتسلتُ قبل ذلك وصليت ركعتين، ويقول صنفت الجامع من ٦٠٠ألف حديث في ١٦سنة ما ألفه

وهو جالس ولا ألفه في سنة، هذا المشروع عمره ١٦سنة أخذ من حياته ١٦سنة كتبها بعد أن كتب تلك الكتب السابقة في رواة الأحاديث في الصحابة و التابعين

فبعد أن رأوه جعل يكتب في هذا الكتاب كأنه  واسطة العقد هي اللؤلؤة الكبيرة في إرث البخاري و الناس الآن وقد يكونون ذوي مناصب 

للأسف وغيرهم يقولون ٦٠٠ألف حديث تعال وزعها على ١٦سنة ما يمكن ! معناها  أن كل حديث أخذ  منه ربع ساعة متى سافر ومتى جاء ؟

لكن لو قرأ في سيرة البخاري عرف أنه ما ابتدى في التأليف ولا رحل في طلب العلم في ١٦سنة ، بل  كان ينقح حصيلته التي 

جمعها منذ كان عمره ١٠سنوات ، نحن نتكلم عن عالم بدأ في طلب الحديث منذُ  سن مبكرة هو صحيح الجامع حصيلة

ينتقي منها من٦٠٠ألف حديث و انتخب منها أصح الصحيح.  ما هي  الميزة المختلفة في البخاري ؟ 

وزع أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام على مجموعة من العناوين والفصول وكتب، هذه  الكتب هي  كالفصول كل واحد منها حول موضوع معين وحكم معين.

 قال الإمام النووي:  اتفق العلماء رحمهم الله على أن  أصح الكتب بعد القرآن العزيز البخاري،  وتلقته الأمة بالقبول وكتاب البخاري أصحمها أي  البخاري ومسلم .

كيف كانت حياة البخاري ؟ 

كان  آية في العبادة، كان حافظًا لكتاب الله وخاتمًا  له وكان يختم  في كل ليلة من رمضان، كان  قليل الأكل كثير الإحسان ، مفرط الكرم، كثير العبادة

وكان فيه خشوع عجيب، قال  الإمام الذهبي رحمه الله من نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام على الناس

وانصافه فيمن يضعفه فإنه  أكثر ما يقول :  فيه نظر . لاحظوا أنه  كان يقول لبعض من عنده إذا قلت لفلان في حديثه نظر فهو متوهم واهي ، وما اغتبتُ  أحدًا منذ علمت أن الغيبة حرام.

توفي البخاري في ليلة عيد الفطر وعمره ٦٢بعد أن مرض مرضًا  وقد قال: 

اللهم إني قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تمّ الشهر حتى مات ، قال الطواويسي وهو أحد علماء الحديث  :

يقول رأيت النبي عليه الصلاة والسلام في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت يا رسول الله

ما وقوفك؟

قال  أنتظر محمد بن إسماعيل يقول فاستيقظت فلما كان بعد أيام بلغني موته في بلدة أخرى،  فنظرت فإذا هو قد مات في الساعة التي رأى فيها النبي عليه الصلاة والسلام . 

 هذا غيض من فيض من سيرة هذا الرجل وما تركناه أكثر بكثير مما قلناه،  بقي أن نعلم  أن هذا الرجل لم يعرف

أجداده الإسلام إلا حديثًا ، وعندما نقول من بخارى من أوزباكستان فنحن نتكلم على أناس كانوا أعاجم  ولم  يكونوا  على هذا الدين، فالأفضلية 

ليست بموطنك وليست ببلدك ولا بلسانك العربي وإنما الشرف في نيتك أنت وفي صدقك بذلك لخدمة هذا الدين

وفي الحياة العريضة التي تتركها وليست في أي حياة وإنما نحن  جميعنا  سنحيا ثم  سنموت لا أحد منا سيخلد على هذه الأرض ، هي رحلة كلنا سنرحلها لكن من سيخلف بعده إرث يمتد من بعده ؟ 

مات البخاري في سنة ٢٥٦ونحنُ  الآن في ١٤٠٠ و نتذاكر سيرته وستبقى سيرته محفوظة إلى قيام الساعة بحفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام

ستبقى ذكرى حاضرة عند كل مسلم يتعلم أي حديث في أركان الإسلام ولا في بني الإسلام على خمس إلا وسيأتي معه ذكر البخاري .

وكان لصلاح أبويه أثر فيه، وكان  لا يأخذ مالًا من  شبهة ، جاء التجّار  إلى البخاري ليشتروا منه فطلبها بعض التجار ب ٥الآف 

فقال انصرفوا الليلة أي لن أعطيكم شيئًا اليوم ، فلما جاء من الغد جاءه تجّار  آخرون وطلبوا نفس هذه البضاعة

ب١٠الآف  فقال إني نويت أن أبيعها للذين أتوا البارحة ولا أحب أن أغير نيتي إذًا هذه النية وهذا  الشعور بعدم أخذ المال ولو بشبهة من حرام هو الذي رفع فيه البخاري وهو الذي ورثه عن صلاح أبويه، فلو بُني جسد البخاري من حرام هل كان سيكون إمامًا في الحديث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به”

[أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح]   

هذا فقط إسهام  البخاري في هذه السنة وقد توالى على هذه الأمة مثله، فكيف  لو أخذنا في سيرة الإمام أحمد وغيره

كل واحد منهم له حياة وله بذل في خدمة هذه السنة التي وصلت إلينا الآن، فقبل أن تشكك في أي حديث وتقول

لا أنا لا أخذ بهذا الحديث  ضع عندك تطبيق  اسمه الدرر السنية وقم بتنزيل هذا التطبيق في جوالك وأي حديث يمر ضع هذا الحديث أو خذ كلمة أو طرف من الحديث  فمثلاً :

الإحسان الإيمان وستجده مباشرةً يسرد لك كل الأحاديث بلغة بسيطه مقروءة أو مكتوب صحيح وغير صحيح ضعيف إلى غيره  .  

أسال الله أن يجعلنا وإياكم من صحبة النبي عليه الصلاة والسلام وأن يشرفنا بخدمة بكتابه وسنة نبيه وأن يجعلنا من أوليائه الصالحين

الذين يحبهم ويحبونه هذا والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين .



* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

3 تعليقات
  1. slot88 says:

    What i do not understood is in reality how you are no longer really much more well-favored than you may be right now. You are very intelligent. You realize thus considerably in terms of this subject, produced me for my part believe it from numerous varied angles. Its like women and men aren’t involved unless it is something to do with Lady gaga! Your personal stuffs excellent. All the time take care of it up!

التعليقات مغلقة