بتاريخ ٢٦/ ٢/ ١٤٤٥ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.

سنكمل حديثنا عن أشراط الساعة، ونذكر بأن الهدف ليس المعرفة فقط، بل الاستعداد لذلك اليوم الذي تشير العلامات إلى قربه. كما قال ابن حجر رحمه الله: “الحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين وحثهم على الاستعداد”.

علامات الساعة الصغرى

١-أن تلد الأمة ربتها:

ينتشر العقوق بين الأبناء، فيعاملون أمهاتهم كأنهم أسياد.


٢-كثرة القتل والحروب:

قال النبي ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”.


٣-تقارب الزمان:

تشعر السنين كالشهور والأيام كاللحظات بسبب ذهاب بركة الوقت نتيجة ذنوب الناس.


٤-ظهور الشرك:

عبادة الأوثان والتعلق بالدجالين والتماثيل، وممارسات شركية مثل “طاقة الشاكرات”.


٥-ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجوار:

انتشار الفحش لتحقيق مكاسب مادية، وقطيعة الأرحام، وسوء معاملة الجيران.


٦-ظهور الشح:

قال النبي ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى يظهر البخل والفحش”، فيصبح الناس بخيلين حتى مع كثرة المال.


٧-كثرة التجارة:

تنتشر التجارة حتى تعين المرأة زوجها، وليس بالضرورة أن تكون محرمة.


٨-كثرة الزلازل:

تحدث الزلازل بشكل متكرر، كما نراه اليوم.


٩-ظهور الخسف والمسخ والقذف:

كما قال النبي ﷺ: “إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور”.


١٠- ذهاب الصالحين:

تبقى حثالة الناس الذين لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً.


١١- ارتفاع الأسافل:

يظهر التافهون ويتصدرون المشهد.


١٢ – التحية للمعرفة:

يقتصر السلام على من يعرفون فقط، مع أن النبي ﷺ أوصى بإفشاء السلام.


١٣- كثرة تعري النساء وميلهن:

نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة.


١٤- كثرةُ الكتابة:

لقد انتشر الكُتّاب في كلِّ مكانٍ وزمانٍ، ومن كلِّ الأعمار، خاصّة على مواقع التّواصل الاجتماعي، فمَنِ اليوم لا يكتب؟

وكم منّا اليوم من يكتب تعليقًا سواءٌ كان طويلًا أو قصيرًا، وبسببه تقوم الدّنيا ولا تقعد.


١٥- كثرةُ الكذبِ وعدمُ التّثبّتِ في نقلِ الأخبار:

فانتبهْ إذا وصلك خبرٌ غريبٌ من شخصٍ ما، يخالف ما تعتقد، فيُحِلُّ حرامًا أو يُحَرِّم حلالًا، حتّى وإن جاءَك بدليلٍ شرعيٍّ فربّما يكون غيرَ صحيحٍ

أو ربّما يكون له تأويلاتٌ مخالفة لما أوّله لك، وربّما غَيَّرَ حركةً بالقراءة من الرّفع إلى النّصب -مثلًا- فتغيرَّ المعنى كلُّه.


١٦-كثرةُ موتِ الفجأة:

    وهذا ما يحدث بكثرةٍ في أيّامنا هذه.


    ١٧- وقوعُ التّناكرِ بين النّاس:

    فهذا شيءٌ طبيعيٌّ إذا وقعَ الشُّحُّ بين النّاس، وهذا الذي نعيشه حاليًّا، بل ربّما من الصّعب أنْ تجدَ الأجيالُ القادمةُ

    المودّةَ والتّواصلَ والانسجامَ بين بعضِهم ، وهذا ما يجنيه علينا العالمُ الافتراضيّ، فمن الممكن

    أن يدخلَ العالمُ الافتراضي معظمَ نواحي حياتِنا، وبضغطةِ زرٍّ تنتهي كلُّ العلاقاتِ بين النّاس


    ١٨ – عودةُ أرضِ العربِ مروجًا وأنهارًا:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ ﷺ: ” لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ. حَتَّى يَخْرُجَ

    الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ. وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ العرب مروجا وأنهارا “


    ١٩ – انحسارُ نهرِ الفراتِ عن جبلٍ من ذهب:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ ﷺ قال: ” لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَحسِرَ الفراتُ عن

    جبلٍ من ذهب. يقتتلُ النَّاسُ عليه. فيُقتلُ من كلِّ مائةٍ تسعةٌ وتسعون. ويقول كلُّ رجلٍ منهم: لعلِّي أكونُ أنا الذي أنجو “


    ٢٠- تمنّي الموت:

    فيحسِدُ الأمواتَ؛ بسببِ صعوبةِ الحياة إلى حدٍّ لا يستطيعُ تحمّلَه، لأنّ الموتَ أهونُ عليه من الابتلاءاتِ والفتنِ التي يتعرّضُ لها باستمرار.


    ٢١ – بعثُ الرّيح الطّيّبة لقبضِ أرواحِ المؤمنين:

    يقول النّبيّ ﷺ: ” إذْ بعثَ اللهُ ريحًا طيّبةً، فتأخذُهم تحت آباطِهم. فتقبِضُ روحَ

    كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلم، ويبقى شرارُ النّاس، يتهارجونَ فيها تهارجَ الحُمْر، فعليهم تقومُ السّاعة “


    ٢٢- خُلُوُّ مدينةِ رسولِ الله ﷺ من البشر:

    يُخبِر النّبيّ ﷺ أنّ النّاسَ يهجرون المدينةَ النبوية فتصبحُ خاليةً من البشر، لا يطوف بها طائفٌ، إلّا أنّها على خيرِ

    حالٍ من النّماء وكثرةِ الزروع والثّمارِ ولِخلوّها من البشر؛ قصدتْها عوافي السّباع والطّيور


    ٢٣-استحلالُ الكعبةِ وهدمُها:

    عن سعيد بنِ سمعان، قال: سمعت أبا هريرة يُخبر أبا قتادة، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال

    ” يُبَايعُ لرجل ما بين الرُّكن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يُسأل عن هلكة العرب

    ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمُرُ بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه “

    فأهلُ البيت هم أوّلُ من يستحلُّونه، ثم تأتي الحبشةُ فيخرّبونه خرابًا لا يعمرُ بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجونَ كنوزَه.


    ٢٤-خروجُ الرّجلِ الذي يسوقُ النّاس.


    ٢٥- فتحُ القسطنطينيةِ مرةً أُخرى:

    حيث تُفتَح بالتّكبير؛ فيسقطُ نصفُها عند التّكبير في البحر، ويسقط النّصفُ الآخر عند التَكبير بالبرّ.


    ٢٦- فتحُ روما: وغيرها من العلامات.


    ٢٧- تقاربُ الأسواق:

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ ﷺ قال: ” لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان ويكثر الهرج. قيل: وما   الهرج؟ قال: القتل “.

    فلم يكن في السّابق في المدينة الواحدة إلّا سوقٌ واحدٌ، وقد لا يكون، فكان المرءُ يذهب إلى مدينةٍ أخرى، وإلى دولةٍ أخرى، ألم يكونوا يذهبون إلى سوق اليمن صيفًا؟ وإلى سوق الشّام أو بغداد شتاءً؟

    أمّا في أيّامنا هذه فالأسواقُ في كلِّ مدينةٍ وفي كلّ حيٍّ، وفي بعض البلاد في كل شارع أو شارعَين.


    وأودُّ التّذكير أنّنا لم نشرح علاماتِ السّاعة الكبرى، وكنتُ قد عدّدتُها -في الدّرسِ السّابق- على عجالةٍ؛ ومنها:

    خروجُ المهدي، وخروجُ المسيحِ الدّجّال؛ فهو لا يخرج إلّا في وقتٍ يكون قد انطفأ فيه ذكرُه بين النّاس، لذلك فإنّه إذا ما خرج

    فتكون من السّهولة أن يؤمنوا به،ونزولُ عيسى بن مريم -عليه السّلام- الذي سيقتُل الدجال؛ فينزل عيسى -عليه السّلام- على ملكَين

    واضعًا كفّيه على أجنحتهما، فينزلان عند المنارةِ البيضاء في مسجدٍ في دمشقَ

    وخروج يأجوج ومأجوج، والخسوفات الثلاثة، والدّخان الذي سيعُمُّ النّاس، وطلوعُ الشّمس من مغربِها فإذا طلعت الشّمس

    من مغربها أُغلِق باب التّوبة، وخروجُ الدّابة، وخروجُ النّار من عَدَن في اليمن.

    ثم يُحشَرُ ما بقي من النّاس إلى أرض المحشر

    وخروج يأجوج ومأجوج، والخسوفات الثلاثة، والدّخان الذي سيعُمُّ النّاس، وطلوعُ الشّمس من مغربِها

    فإذا طلعت الشّمس من مغربها أُغلِق باب التّوبة، وخروجُ الدّابة، وخروجُ النّار من عَدَن في اليمن.

    ثم يُحشَرُ ما بقي من النّاس إلى أرض المحشر

    ولذلك إذا كانت هذه كلّها علاماتٌ من علاماتِ السّاعة، فكيف بالسّاعةِ نفسِها؟ وكيف سيقف النّاس (50ألف) سنةٍ بين يَديِ الله؟ 

    وكيف سيتسلَّم النّاس كتبَهم؟ وما حالُ الأنبياء في ذلك الوقت؟ وماذا يعني الصّراط؟ وكيف تُوَزَّع الأنوار؟ وكيف سنلتقي مع رسولِ الله ﷺ

    في اللّقاء الأوّل عند الحوض الشّريف؟ كيف سيكون هذا كلُّه؟ لعل الإجابةَ تكون في درسٍ منفصلٍ -إن شاء الله- أسال الله تعالى

    أن يعافيَنا في يوم القيامة، وأسأل الله أن يجعلَ خيرَ أعمالنا خواتمَها، وخيرَ أيّامنا يوم نلقاه، والحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدِ المرسلين نبيِّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبهِ أجمعين.


    * تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.