بتاريخ ٢ / ٤ / ١٤٤٠ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط)


الملخص:

    في خلال هذه الفترة من الواقع الذي نعيش فيه، لا شيء يمكن أن ينتشر في البشرية مثل شيء اسمه “الخواء الروحي” أو الفراغ الروحي.

[ هناك أكثر من 400 مليون شخص حول العالم يتعالجون فقط من أمراض نفسية، ويأخذون لها علاجات مثل مضادات للاكتئاب أو غيرها ]

لا أقصد بها الأمراض النفسية التي لها علاج دوائي، فنحن لا نتكلم عن انفصام الشخصية، أو الأمراض المتعلقة بكيمياء في الدماغ أو عمليات متأخرة في الدماغ لا، بل عن أمراض نفسية روحية، يتعاطون العلاجات لأجلها

فلماذا يلجأ الإنسان لمثل هذه الأشياء؟

معظمها تكون لوجود نوع من الفراغ موجود من الداخل، ألم نفسي لا يعرف هو سببه، لذلك هو يتجه إلى معالجات دوائية, فعندما نتحدث عن هذا النوع من الأمراض فجزء لا يتجزأ منها دواؤه عبارة عن معالجة الروح. 

كيف تعالج نفسك بنفسك؟  هل من خلال الإيمان، التقوى، العمل الصالح؟ وهل لها علاقة أم لا؟

هذا ما نريد أن نتحدث عنه..

ولكن في البداية نريد أن نعرف ما الذي يمكن أن يسبب هذا المرض؟

أسباب الأمراض النفسية:

-أحداث الطفولة، فالمواقف التي نفعلها للأطفال لا تتخيل أنها تُنسى، أحيانًا تحفر وتبقى إلى درجة أن هذا الإنسان لا يستطيع أن يكمل حياته بشكل طبيعي .

 صدمات نفسية أو جسدية: موت عزيز له, أو يُصاب بمرض, ويشعر بعدها أنه لا يستطيع إكمال حياته بشكل طبيعي!

 الصراع بين الواقع والقيم، فالانفصال بين الواقع والقيم يحتاج إلى إنسان صلب يستطيع أن يواجهه.

 شعور الإنسان بالغربة، طوال الوقت يشعر أنه غريب، ودائمًا يتساءل: لماذا الناس تنظر لي بهذه النظرة؟ هل لأني أقول الشيء الصحيح أم لأني أؤمن بالشيء الصحيح؟ 

و أيضاً الشعور بالرتابة والملل، كل يوم يتكرر مثل الثاني، ولا يوجد شيء أنا أضيفه للحياة، ولا الحياة تضيف لي شيء،
هذا قد يولّد عند الإنسان بأنه لا شيء يستحق الحياة، وقد يفقده الرغبة بالحياة.

هذا الشعور هو نوع من الاكتئاب يشعر فيه الإنسان، الاسم الشرعي له هو الحزن، والحزن جند من جنود الشيطان، ولذلك الشيطان لو استطاع أن يدخلك في دوامة حزن سيدخلك فيه، ولذلك قال الله عز وجل: ﴿ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، لأن الشيطان يعلم أنك لن تكون فعّالا ولا منتجا!. 

في شرعنا يقول الله عز وجل: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأبْكَىٰ ﴾

لا يوجد إنسان سيعيش بسعادة، هذا أمر معروف، لكن هل الإنسان يستسلم لأحزانه؟ الجواب لا، وفي شرعنا نحن منهيون عن الاسترسال في الحزن، ما دليله؟ 

﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ﴾ وقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( …وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)

لمَ تحديدًا كلمة لو؟

لأنك لو دخلت في كلمة لو، لو أني ولو أني.. واسترسلت في كلمة “لو” لاسترجاع الأحداث فلن تنتهي وستظل طوال الوقت في تأنيب ضمير حاد، والشيطان يزيده عليك…

أحزانٌ شريفة

إذن هل هناك أحزان؟ نعم .. لكن هناك أحزان شريفة، وترفع من أجرك وليس من سيئاتك. 

من الأحزان الشريفة:

1- حزن عند فعل السيئة

هذه علامة من علامات صحة القلب وصحة الحياة، (من سرّته حسنته و ساءته سيئته فذلك المؤمن).  فعندما تعمل الحسنة تفرح بها، وعندما تعمل السيئة تحزن، فإذا لم تكن عندك هذه المشاعر راجع نفسك؛ لأن هذا الشعور باللوم والمعاتبة علامة صحة القلب، وهو ينقلب إلى شيء إيجابي، ما الشيء الإيجابي؟ أنك لن تفعله مرة أخرى. 

لذلك قيل لأحدهم كم يستغفر الإنسان في اليوم؟ قال: كلما أذنب عاد، قال: كم؟ يعني كم سيجلس كلما أذنب عاد؟ قال: ولو كان في اليوم مائة مرة، ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه.

يمكن يستغفر و يضعف بعد دقيقة لكن ماهي مشكلة، أهم شيء أنه لا يضعف ولا يستسلم تمامًا ويكون فريسة للشيطان.

2- حزنه على فوات شيء من الخير عنه

هذه من الأحزان الشريفة؛ لأنها تنقلب إلى عمل صالح، فعندما تأتي فرصة ثانية لعمل خير لن يتأخر وسيكون من أوائل الناس لأنه ذاق حسرة فوات الركب عندما تأخر عنه!.

الله عز وجل خلّد ذكر الصحابة الفقراء الذين بكوا لفوات انضمامهم لجيش المسلمين في اليرموك، قال الله عز وجل:

﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ ﴾ 

3- الحزن على مصائب المسلمين

أيضًا من الأحزان الشريفة التي لا ترفع أجر الإنسان فقط، وإنما تجعل روحه كبيرة بمقدار ما يحمّلها من حزن، الحزن على مصائب المسلمين، هذا حزن كبير عندك والمفترض أن يكون حاضرا موجودا. 

لماذا نقول أن هذا من الأحزان الشريفة؟ لأنه عندما يكون هذا الحزن حاضراً معك والقضية موجودة، تصبح أحزانك عنده صغيرة جدًا بمقابل هذا الحزن الكبير، وما تصبح أحداث الحياة اليومية التي نعيشها هي نهاية الدنيا!، لأن عندنا قضايا أكبر نحن نعيش لأجلها.. . 

ميزة الأحزان الشريفة أنه ينبني عليها العمل ويؤجر الإنسان عليها، سواء كونك تحزن على سيئة قمت بها، أو تحزن على فوات جزء من الخير، أو تحزن على مصاب أصيب به المسلمين.

درسٌ في الحزن

لا يوجد نبي من أنبياء الله عز وجل مرّ بحياة رغيدة، لم يمر بنبي إلا وابتلي قبله ببلاء، فما يُمكّن الإنسان حتى يبتلى، دعونا نرى كيف تعامل الأنبياء مع هذا الحزن::

حزن يعقوب عليه السلام:

      أحد القصص المشهورة في الحزن ما أصاب نبي الله يعقوب عليه السلام في فقده ليوسف.

   يعقوب هو بشر، والحزن الذي مرّ عليه ما كان حزنًا عاديًا لأنه يعلم أن يوسف لم يقتل، لكن أين ذهبوا به إخوته؟ لا يعرف، هو يعرف أنه حي في مكان ما، لكن هل هو الآن يعذب، هل هو مأسور، لذلك أحيانًا أسهل عليك أن تعرف أن فلان مات من أن تعرف أنه مفقود، لا تعرف أين هو!.

ومع كل هذا الحزن، هل تغير إيمانه بالله عز وجل؟ هل وصل إلى مرحلة اليأس؟  لا. 

 لذلك الحزن ممكن أن يطغى، لكن -لاحظوا- لا يمكن يدخل في دائرة اليأس، عينه ذهبت من شدة وجده على يوسف عليه السلام، لكن هل في لحظة من اللحظات شك في حكمة الله أو رحمته أو يقينه بالله عز وجل؟ لم يفعل ذلك، ولذلك قال:

﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾

[يوسف: 87]

بل هو من يعطيهم درساً بأن لا ييأسوا، وهو الذي لم يعد يرى من الحزن ولكن قلبه لم يتغير..

 فهو بشر مشت عليه كل مشاعر الحزن لكنها لم تأخذ ولا شعرة من إيمانه بل هو الآن ينصحهم ويقول انطلقوا وابذلوا الأسباب، اذهبوا، تسمّعوا الأخبار وتحسسوا من يوسف وأخيه، لا تيأسوا ولا يدخلكم الحزن ولا اليأس لأنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.

حزن زكريا عليه السلام:

     زكريا عليه السلام كان عقيمًا لا يأتيه ولد، ورضا بهذا الابتلاء سنينا من عمره, حتى وهن عظمه وكبر, فكان عليه السلام يريد هذا الولد ليس لنفسه، وإنما لـ  ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾

[مريم:6]

فكان يريد أحد يسوس بني إسرائيل من بعده، لأنه يعرف أن بني إسرائيل لا يمكن أن تستقر أحوالهم من غير نبي، فهو يخاف أنه إن مات فمن سيقود هؤلاء؟ ومن يرشدهم إلى دين الله الحق؟ فكان هذا الهاجس يلازمه..

عاش على عقمه برضا خمسين سنة، ستين سنة، فلما رأى أنه وهن عظمه، ولم تعد عنده القدرة  كالسابق، وأنه في آخر العمر، تمنى هنا أن يكون له الولد، لاحظوا معي أنه ما يئس. هؤلاء الأنبياء لم يكونوا يقنطون ولا ييأسون، ولم يشعروا أن هناك شيء بعيد عن مقدور الله عز وجل.  

       فيعقوب عليه السلام يقول: ﴿ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[يوسف:86]

وزكريا عليه السلام يقول: ﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾

[مريم:4]

       فيا رب لم يسبق أن دعوتك فلم تجب، وما رأينا منك إلا كل خير، فهذا الرجاء الذي كان موجودًا عنده يجعله يتمنى أن يكون له ولد، وبالفعل جاءته البشارة. 

حزن أيوب عليه السلام:

      أيوب الذي ذهب مثلًا للصبر. الذي صبر على أحزانه ثمان عشرة سنة، وقد قال قومه له: كيف يبتلي الله عز وجل أحد من عباده هذا البلاء ثماني عشرة سنة وما يكشف عنه؟ من المؤكد أن أيوب قد قارف ذنبًا بينه وبين الله عز وجل- وانظروا إلى الناس عندما تحكم من وجهة نظرها- وقد كان هذا البلاء كفارة له، إذًا ماذا حصل عندما سمع أيوب بذلك؟ ألم المرض وألم الاتهام كل منهم له حجمه وثقله، قال: والله ما أذكر أن لي ذنبًا إلا أني أجد الرجلين يتلاحيان باسم الله فيحلف أحدهما فأذهب فأكفر عنهما.. متخيلين كيف كان يحب الله عز وجل؟  يحب ربه إلى درجة أنه كان يكفر عن أي اثنين يحلفون بالله لغوا في وسط ملاحّة،

يصبر على ذلك أيوب ثمان عشرة سنة، فما ينكمش على نفسه ولا يتغير يقينه بربه. هذا هو الفرق بيننا وبينهم، فنحن نيأس عند أول منعطف في الحياة، وهو يصبر على هذا ثمان عشرة سنة، لم يتغير يقينه بربه، ولذلك هم يصلون إلى مراتب عليّة لأن الله يختبرهم، فماذا يكون الجزاء؟

     بعد أن ذهبت أمواله ومات أولاده -فكان البلاء متعظم من أكثر من جهة!-, جاءت غمامتان فكل ما فيهما من الخير ومن الرزق أنزلتاه عليه، وأحيا الله له أولاده الذين ماتوا فعاشوا، فكأن العدّادات رجعت للحياة إلى قبل ثماني عشرة سنة، وكأن هذه الفترة لم تمرّ أصلًا في تاريخ أيوب عليه السلام، سوى أنه اختبار ونجح فيه. 

.

مواجهةٌ مع أمراض الروح:

ختاماً..  كيف نتعامل مع أمراض الروح ولا نستسلم لدوامته التي ماتزال تجذبنا؟ 

1- يجب أن أن تؤمن بالقدر خيره وشره، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (…ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك…) إنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك. ولذلك لا تستغرق بالأسباب كثيرًا، وتطيل التفكير، ثم انتقل إلى الخطوة التي تليها، فإذا كان شيء يحتاج لمعالجة فعالجه، وإن كان يحتاج لإزالة فأزله، فلا تستغرق في حزن هذه اللحظة، وانتقل للخطوة العملية مباشرة..

2- أن تتعلم فكرة الإيمان باليوم الآخر، وهذا مما يُسلّي القلوب, أن الموضوع لن ينتهي هنا وإنما له امتداد أخروي, فهذاعلى قدر ما تكون بلسم للمظلوم، قد تكون مفزعة للظالم, المهم أن لا تستهلكك أحداث الحياة وتأخذ منك أكبر من قدرها!

3- أن تفهم فكرة البلاء, وأن الله لا يبتلي إلا من يحب، و الابتلاء إما يكون بالضراء أو بالسراء، فأنت لا تنظر لكل الأحداث على أن الابتلاء دائمًا في ضراء فقط. يقول عليه الصلاة والسلام (إنَّ اللهَ إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ) [أخرجه ابن ماجه، وقال الألباني: حسن] و قال:   ( فيُبتلَى الرَّجلُ على حسبِ دينهِ فإنْ كان دينُهُ صلبًا اشتدَّ بلاؤهُ ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ ابتُليَ على حسبِ دينهِ) [أخرجه ابن حبان، وقال الألباني: حسن صحيح] ،

4- العمل الصالح، يقول الله عز وجل: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، الله سيرزقك وسيحييك حياة طيبة لو أنك ماذا؟ آمنت وعملت عملاً صالحاً، ولم تؤثر شيء على الله عز وجل، بل وقال في آية أخرى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [محمد:2]  هؤلاء ما الذي يصلح أن يكون جزاؤهم؟ يقول الله عز وجل: ﴿أَصلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد:2] فالله يصلح البال ويجعل هذه الحياة طيبة.

5- أن يكون لديك أمل، يعقوب عليه السلام ماذا قال؟ ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، وإبراهيم عليه السلام قال: ﴿ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56]، وقال الله عز وجل ﴿سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق:7] وكررها مرّتين، وفي أي سورة؟ في سورة الطلاق، وهو أبغض الحلال عند الله عز وجل،  ومع ذلك الله عز وجل يقول حتى لو حصل ﴿سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾  و﴿ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّـهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ﴾ [النساء:130].

      فليست كل النهايات هي نهايات، قد تكون هي بداية مرحلة أخرى، ولذلك من الجميل أن تنظر دائمًا لحياتك أنها مراحل، ولا يعني أن مرحلة انتهت أنه انتهى كل شيء، هي انتهت الآن بتفاصيلها بأحداثها بأشخاصها، لكن ابتدأت الآن مرحلة أخرى تحتاج منك شيء آخر، زاد آخر، بأشخاص آخرين أيضًا.

أسال الله أن يجعلني وإياكم من السعداء به، وأن يرزقنا عيش السعداء وميتة الشهداء ومرافقة الأنبياء.


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

1 عدد التعليقات

التعليقات مغلقة