بتاريخ ٢١/ ٦/ ١٤٤٣ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «… والصدقة برهان… »[أخرجه مسلم، صحيح]

كثيرًا ما نتواصى بالصدقة ونحرص أن نلتزم بهافي حياتنا. وصفها النبي -عليه الصلاة والسلام- بأنها برهان،

وفسرها الحافظ ابن رجب -رحمه الله-بأنها برهان على صحة الإيمان، وذلك لأن النفس جُبلت على حب المال والحرص عليه، فيصعب على النفس أن تستخرجه.

فإذا سمحت هذه النفس بإخراج هذا المال لوجه الله، دل ذلك على صحة إيمانها بالله. حديثنا اليوم عن الصدقة،

وسنتناول سبب ورود الأمر بالإنفاق في سبيل الله عشرات المرات في القرآن والسنة،

ونتعرف على أشكال الإنفاق، وأهمية الصدقة في حياتنا.

فضل الصدقة:

١- إطفاء غضب الرب سبحانه

يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِيءُ غَضَبَ الرَّبِّ»[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الألباني: حسن لغيره]

قد تغضب الله -عز وجل-بمعصية تقترفها، فصدقة السر التي تنفقها لوجه الله تطفئ غضب الرب سبحانه، وإذا انطفأ غضب الرب صارت رحمته وإحسانه وبرّه أقرب إليك.

٢-تمحو الخطيئة وتذهب نارها

 قال النبي عليه الصلاة والسلام: «….، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ،…»[أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح]

الخطيئة تستعر داخل القلب، فلا يستطيع الإنسان أن يتركها أو يجاهدها، فيرشده النبي -عليه الصلاة والسلام-إلى الصدقة التي تخمد الخطيئة.

فجرب قبل فعل ذنب قد هممت بهأن تخرج صدقة، ستجد أن هذا الاستعار بداخلك لفعل المعصية قد زال وانطفأ.

٣-تقي من النار

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « …. فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ »[أخرجه البخاري، صحيح]

أرأيت الشقّ على النواة؟ إن استطعت أن تنفق بحجمه شيئًا لله فافعل، فهذا الأدنى من اليسير قد يكون سبب نجاتك من النار.

٤-أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس» [أخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال الألباني: صحيح]

أصحاب الصدقات يأتون يوم القيامة وفوق رؤوسهم الغيم تظللهم صدقاتهم.

لاحظ أن هناك أعمال قليلة جاءت فيها الأحاديث بتظليل صاحبها يوم القيامة، منها قراءة الزهراوان (البقرة وآل عمران) والصيام والقيام.

٥- الصدقة دواء للمريض

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «…وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، …» [أخرجه الطبراني في الدعاء، وقال الألباني: حسن لغيره]

لا يلزم أن يكون الإنسان بين الحياة والموت حتى يفطن لهذه الصدقة، بل حتى نوبات المرض العادية والمرض المعنوي وأمراض القلوب يتعامل معها بالصدقة.

٦- أنّ فيها دواء للأمراض القلبية

إذا شعرت أن قلبك قاسٍ، وأنك لا تخشع في صلاتك وأنك لا تتأثر بدروس الذكر؛ فالجأ إلى الصدقة..

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ،

فَقَالَ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ بِرَأْسِ الْيَتِيمِ»[أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق، وقال الألباني: حسن لغيره]

٧-أنّ الله -عز وجل- جعل في هذه الصدقة دفع أنواع لم تكن تعلم بهامن البلاء

قد تظن أن الابتلاء الذي تمر به هو أقصى وأصعب ماقد يمر بك، ولكن قد يكون المقدر لك أسوأ من الواقع بكثير.

لكن الله-عز وجل- لطف بك،ولم يحصل ذلكلأنّ الله رحمك بأعمالكالصالحة وصدقاتك.

٨-أنّ العبد يصل فيها إلى حقيقة البر

قال الله عز وجل ﴿لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢]. فإذا كنت تريد الوصول إلى مرتبة الإحسان فأنفق مما تحب.

٩- في كل مرة تنفق فيها يدعو لك ملك من فوق سبع سماوات

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا

، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»[أخرجه البخاري، صحيح]

وخلفًا يعني الخلف بخير،وإذا أخلف الله عليك بخير فكيف سيكون؟ والخلف من الله لا يأتي على شكل واحد، ليس شرطًا أن يكون من جنس ما أنفقت.

فإذا أنفقت مئة فلا تنتظر ألفًا في  كل مرة! ربما تجد الخلف في تيسير لكرب آخر، ويكون تفريج هذا الكرب أحب أليك وأنت أحوج له من أن تعود لك الأموال أضعافًا في حسابك.

١٠-أنّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله

قال النبي عليه الصلاة والسلام: «ما نقصت صدقة من مال، …»[أخرجه مسلم، صحيح]تتصدق بمالك فيكون محفوظاً لك عند الله ويبارك لك فيه، فأحوج ما تكون إليه يكون لك.

١١-أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ مِنْهَا»؟

قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا»[أخرجه الترمذي في سننه، وقال الألباني: صحيح]

يصحح النبي -عليه الصلاة والسلام-  لعائشة المفهوم (بقيت كلها وذهب الكتف) لأن ما أبقوه لهم سيُؤكل وينتهي، وأما الذي تصدقوا به هو الباقي. فهلا تأملت معي كيف كانوا يزنون الأمور؟

١٢-أن الله يضاعف للمتصدق أجره

وهذا معلوم حينما قال الله عز وجل: { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ }[سورة الحديد ١٨]

والمضاعفة قد تكون في الدنيا وقد تكون في الآخرة ويكون هذا أحب إليك أن تأتي بحسنات أمثال الجبال،

فتسأل من أين هذا يارب؟ فيقال لك من الريال الذي كنت تدفعه كل يوم، قد تقبله الله منك وربّاه لك كما يربي أحدهم فلوّه -صغير الخيل-.

١٣-أن هناك باب خاص في الجنة يُدعى منه أهل الصدقة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ،

فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ،

وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ »[أخرجه البخاري، صحيح]

١٤- وجوب الجنة للمنفق إذا اجتمع الإنفاق مع اتباع جنازة وعيادة مريض وتفريج كربة في يوم واحد.  ومصداق هذا حديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا،

قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضا؟» قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرئ، إلا دخل الجنة»[أخرجه مسلم، صحيح]

١٥- انشراح الصدر وراحة القلب وطمأنينته

تمر على الإنسان فترات يشعر فيها بكآبة ونفس ضيقة، فيدلك الشرع على سبيل لانشراح الصدر وراحة القلب والذي تجده بالصدقة.

١٦- الإنفاق بمنزلة القيام بالقرآن

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» [أخرجه البخاري، صحيح]

فكيف بعبد جمع الاثنين؟

١٧- أن العبد موفٍّ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتمم للصفقة

بينك وبين الله -عز وجل- صفقة مكتوبة في القرآن الكريم، قال الله عز وجل: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}[سورة التوبة ١١١]

فالله اشترى منك نفسك ومالك بمقابل أن لك الجنة، فتذكر في كل مرة تتصدق بها، أنكتقوم بالوفاء بالصفقة التي بينك وبين الله -عزوجل-.

١٨-دليل صدق العبد وإيمانه؛لأن الصدقة برهان

١٩- الصدقة مطهرة للمال تخلصه من الدخن

لو شككت بأن راتبك ومالك ليس جميعه من وجه حلال، أو شعرت أن هناك تقصير منك وأن الراتب جزء منه بغير حل، فالصدقة تطهر هذا المال.

يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّهُ يَشْهَدُ بَيْعَكُمُ الْحَلِفُ وَالْكَذِبُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ» [أخرجه النسائي في سننه، وقال الألباني: صحيح]

يعني نظفوه وطهروه بالصدقة.

٢٠-الصدقة تطفئ لهيب القبور

في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ مِنْ حَرِّ الْقُبُورِ»[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وقال الألباني: حسن]

القبور حارّة، وما تتصدق به في الدنيا يطفئ لهيبها وحرها.

ما هي أفضل الصدقات؟

١- الصدقة الخفية لأنها أبعد عن الرياء.

٢- أن تتصدق في حال الصحة جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟

قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ»[أخرجه البخاري، صحيح]

فلا تؤجل صدقتك إلى حين تمرض، أو حين تكون مودعًا للدنيا.ينبغي البدار بالإحسان حال الصحة والعافية والاستطاعة،

فأفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح معافى، ترجو الغنى وتخشى الفقر.

٣- الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب. لما قال الله عزوجل في سورة البقرة بعد طائفة من الأعمال التي أمر بها {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}[سورة البقرة٢١٩]

أي أدوا الواجبات التي عليكم من صيام وزكاة وحج فإذا انتهيتم، فالصدقة بعدها من أفضل الصدقات.

٤- الإنفاق مع الإعسارعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»[أخرجه أبي داود في سننه، وقال الألباني: صحيح]

٥-الإنفاق على الأولادعدها الشرع أنها من الصدقة: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِي لَهُ صدقَةٌ» متفقٌ عَلَيهِ.

٦- الصدقة على القريب، قال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»[أخرجه النسائي في سننه، وقال الألباني: صحيح]

٧- الصدقة على الجار،قال النبي صلى الله عليه وسلم:«يا أبا ذر إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك»[أخرجه مسلم، صحيح]

٨- أن تتصدق على الصاحب والصديق في سبيل الله لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «أفضل دينار ينفقه الرجل، دينار ينفقه على عياله،

ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله»[أخرجه مسلم، صحيح]

٩-من أفضل أنواع الصدقة هي الصدقة الجارية والعلم الذي يُنتفَع به وهي ما يبقى للعبد بعد موته.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفع به، وولدٍ صالحٍ يدعو له»[أخرجه مسلم: صحيح]

فحريّ بالإنسان أن يحرص على هذه الأمور الثلاث التي لا ينتهي أجرها.

ما هي مجالات الصدقة؟ 

١- سقيا الماء:عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَقْيُ الْمَاءِ»[أخرجه ابن ماجه في سننه، وقال الألباني: حسن]

٢-إطعام الطعام: رُوي أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»[أخرجه البخاري، صحيح]

٣-بناء المساجد:قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «….وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»[أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وقال الألباني: صحيح]

٤-الإنفاق على نشرالعلم وتوزيع المصاحف وتلمّس الحاجات: وهذه كلها أمور جدير بالمرء أن يكون سابقًا إليها.عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ،…..»[أخرجه ابن ماجه في سننه، وقال الألباني: حسن].

كلُّ معروفٍ صدقةٌ

ما يجب أن يعلمه الجميع أن الصدقات ليست مالًا فحسب، فالأبواب في هذا الخير كثيرة، ولو عددناها لن ننتهي..فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ»قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: «إِنَّ تَسْلِيمَكَ عَلَى الرَّجُلِ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعِيادَتُكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ،

وَإِغَاثَتُكَ الْمَلْهُوفَ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان]

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الصدقات وممن ينفق الأموال في حلها، وأن يتقبلها بقبول حسن وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاه.

* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.