بتاريخ ٢٠/ ٧ /١٤٤٣هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


نتناول في حديثنا قائمة من المحرمات والكبائر التي نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عنها سواء بما أنزل إليه في القرآن أو في السنة.

والكبيرة هي كل معصية ورد فيها لعن أو غضب أو طرد من رحمة الله -عز وجل-.وهذه المحرمات والكبائر نحن أمامها بين نوعين:

النوع الأول:الذين يقتحمون الكبائر وهم يعلمون أنها كبائر.والنوع الثاني: هي الصغائر التي تحولت إلى كبائر،

والصغائر هي الذنوب والخطايا الصغيرة التي تتفلت ويلم بها الإنسان ولابد. الصغيرة صغيرة لكنها تتحول إلى كبيرة مع الإصرار والتكرار،

فالتعود والتعايش مع هذا الذنب يحوله إلى كبيرة من الكبائر.


الذنب الأول-الفرح بالمعصية:

 هذه كبيرة من الكبائر التي نهانا الله -عز وجل- عنها، قال تعالى:

﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾(آل عمران-188)

هؤلاء أتوا بذنب وفرحوا به، إذن هم لم يفعلوا هذا الذنب على استحياء، بل فعلوه مع سبق الإصرار والترصد.

فكم أصبحنا نرى يومياً من يجاهرون بمعاصيهم وينقلونها على الهواء مباشرة أمام الملايين.

فالقضية ليست أنك فعلت الذنب فقطولكن الفرح والمجاهرة بالمعصية هو كبيرة من الكبائر بحد ذاته.


الذنب الثاني-قتل النفس:

يقول الله -عز وجل-:﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾(النساء:٢٩).الله -عز وجل- نهانا أن نقتل أنفسنا مهما كان الألم أو الحزن،

لأن الله -عز وجل- رحيم بنا! فمهمانمر به من ألم،يجب أن لا نشعر أنه خارج حدود طاقتنا فالله أرحم بنا من أمهاتنا.

قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا

ومن تحسى سمًا فقتل نفسه في سمه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا

ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا»(أخرجه البخاري، صحيح)

فمن يفعل ذلك فهو يسرع بنفسه إلى الخلود الأبدي في نار جهنم بنفس الطريقة التي قتل نفسه بها.


الذنب الثالث-التغيير في خلق الله:

انتشر مؤخراً بين الناسالهوس بالجمال، فقد توعد إبليس بني آدم بذلككما قال عنه الله -عز وجل-:

﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا(١١٩)﴾(النساء:١١٩)،

فما هو التغيير في خلق الله؟ هو أي شيء يطرأ خارج خلق الله -عز وجل- الذي خلق الإنسان عليه،

إذن هو لا يشمل أي إزاله لتشوه خلقي أو تشوه في الأسنان أو آثار من حريق أو غيره. وتدخل في التغيير في خلق الله الواصلة والمستوصلة،

وهي من الأمور التي  استسهلها الكثير من النساء على الرغم من أنه ليس بذنب عادي، بل كبيرة من الكبائر وإن كانت لعذر.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ، وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا،

فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «‌لَعَنَ ‌اللَّهُ ‌الوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ» (أخرجه البخاري في صحيحه)

فما بالك بمن فعلت ذلك لغرض الجمال فقط.وكذلك الوشم يدخل في التغيير في خلق الله لأن المادة المستخدمة تُحقن تحت الجلد ولا تزول.

فمهما كانت مدة بقاء المادة أو لونها أو مكان حقنها فهي تعتبر من الوشم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لَعَنَ اللَّهُ ‌الوَاشِمَاتِ وَ المُسْتَوْشِمَاتِ»(أخرجه البخاري،صحيح).

كذلك نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن برد الأسنان لأنها نوع من التغيير في خلق الله -عز وجل-،

إذًا كيف لو رأى النبي نحت العظام وغيره من التصغير والتكبير فيدخل شخص غرفة العمليات ويخرج منها شيء آخر وكأنه تم نحته نحتاً!


الذنب الرابع-الجلوس مع أهل النفاق وأهل الكبائر وأهل الكفر:

وهذا ما نتواصى عليه ونحاول أن نراجعه في حياتنا، يقول الله عز وجل:

﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ

إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾(النساء:١٤٠)

فلا ترضَ أن تجلِس في مجلِس يُعصى فيه الله -عز وجل- أو يُستهزئ بآياته. سواءاً كان مجلساً أو حفلاً أو حتى أن تتابع حساب شخص حادّ الله ورسوله،

لديه آراء عجيبة في يوم الكريسمس أو الفلنتاين أو في الشذوذ،فهذا مثل الجلوس بمجلس يُعصَى الله به.


الذنب الخامس-اتباع هؤلاء :

سواء كانوا مؤثرين أو مشهورين أو مطربينممنليس لهم قيمة عند الله -عز وجل-، تتبعهم في ماذا؟

ليس في حياتهم الدنيوية بل بأن تستمع لما يملون عليك في الدين فيحرمون عليك الحلال ويحللون عليك الحرام.

وقد لا تقال لك صراحة بأن هذا حلال أو حرام، لكن فعل الناس والمجتمع يجعل الحرام يبدو حلالاً،

والحق الذي أمرنا به الله -عز وجل- يصبح منكرًا، فهنا نكون وصلنا إلى مرحلة خطيرة وهذه كبيرة من الكبائر.


الذنب السادس-أن يحب الإنسان أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا:

قد لا يكون للإنسان يد في اتخاذ القرارات وما يحصُل في المجتمع، ولكنه يشعر بالغبطة والسرور على الكم الهائل من الانحراف الذي يراه.

ونلاحظ هنا أنه أحب فقط، لم يفعل ولم يخطط ولم يصفق، هو فقط يتابع ما يحدث ويفرح به، فما جزاؤه؟

قال الله عز وجل ﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ (النور: ١٩)


 الذنب السابع-الغناء:

قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، ‌يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ..»(أخرجه البخاري، صحيح )

ليس المقصود بذلك الأناشيد، بل الغناء الفاحش الذي فيه من الخنا والفجور ومن توصيف العشق.

فحتى لو انتشرت الموسيقى وصارت ملءَ السمع والبصر هذا لا يعطي لأي إنسان العذر بأن يسمع.

فقد كان السلف إذا سمعوها في أي مكان وضعوا أصابعهم في آذانهم !

إذن نحن مطالبون ألا نستسلم لقضية الموسيقى وأن نظل ننكر وننصح من يضعها سواء في محلأو مطعم أو غيره.


الذنب الثامن-إيذاء المؤمنين والمؤمنات:

قال الله -عز وجل-: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾(الأحزاب : 58).

ويدخل فيهذا الإيذاء اللمز والهمز والسخرية وما يسمى الآن بالتنمر أو أي نوع آخر فيه إيذاء للمؤمنين

كما جاء في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ ..﴾ (الحجرات:١١).وفي قوله -عز وجل-:﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا..﴾ (الحجرات:١٢)،

ولم ينهنا الله -عز وجل- عنها عبثاً،ولكن لأنها خبيثة وتسبب إيغاراً في الصدور.


الذنب التاسع-التطفيف في الموازين:

قال الله -عز وجل-: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ(1)الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)﴾(المطففين:1-3)

المقصودبالمطففين هم من يقومون بتخفيف الوزن إذا رأوا أن الزبون غير منتبه فلا يعطونه حقه كاملًا،

وهذا التطفيف المنهي عنه في الصورة المادية. لكن هناك أيضاً تطفيف في الأخلاق وفي استيفاء الحقوق.

فعندما يكون الحق لنا فنحن نريده كاملاً لا ينقص منه شيء، ونريد الآخرين أن يتعاملوا معنا بأدب واحترام،

ولكن عندما يكون الحق لغيرنا قد نقوم بالتطفيف. وهناك أيضًا التطفيف في الصلاة وهو أن تسرق من صلاتك.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي ‌يَسْرِقُ مِنْ ‌صَلَاتِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ ‌يَسْرِقُ مِنْ ‌صَلَاتِهِ؟

قَالَ: لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا أَوْ قَالَ: لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»(أخرجه أحمد في مسنده، وقال الألباني صحيح لغيره)

ويدخل في ذلك العبث وكثرة الحركةفي الصلاة كمحاولة تغطية الرجل كلما خرجت، أو محاولة تغطية اليد أو إصلاح السجادة.


الذنب العاشر-الزنا:

وقد تشعر أنك في عافية منه، لكن الإنسان لا يتخيل أنه قد يكون قريباً جداً من الزنا،

وليس بينه وبينالفاحشة إلا ستر الله -عز وجل- . يقول الله -عز وجل- : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾(الإسراء: 32)

لم يقُل لا تقترفوا بل لا تقربوا، لأنكم لواقتربتم لانتهيتم.إذن لا يقترب الإنسان من هذه اللحظات التي يمكن أن يقارب فيها هذا الزنا،

فهذا الذنب لعظمته عظّم الله عقوبته فجعل عقوبته أن يُرجَم الإنسان حتى الموت، وهذه العقوبة لم تأتِ بأي ذنب آخر من الذنوب.

وهذا العصر الذي نعيش فيه أصبحت الفاحشة سهلة وقريبة جدًا، ممكن أن ترى نفسك بعيد كل البعد، لكن كثرة التعرض لمناظر فيها من العوراتيجعل الإنسان يستسيغ الحرام.      


الذنب الحادي عشر-الخلوة بأجنبي/ة:

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَخْلُوَنَّ ‌رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا ‌الشَّيْطَانُ» (أخرجه الترمذي في سننه ، وقال الالبانيصحيح)

حرّم الله -عز وجل- أن يختلي الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل لأنها من خطوات الشيطان التي قد تؤدي للفحشاء والزنا.

فلا تقترب من الزنا ولا تسمح للفرصة أن تكون موجودة من البداية.


الذنب الثاني عشر-مصافحة المرأة الأجنبية:

قال النبي عليه الصلاة والسلام:«لَأَنْ ‌يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ ‌حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» (أخرجه الطبراني في الكبير،وقال الالباني:صحيح).

وقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:”وَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ‌النِّسَاءِ قَطُّ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى،

وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: «قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» كَلَامًاً”(أخرجه مسلم،صحيح)

النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يمس كف امرأة قط وهو خير البشر وأطهر البشر، فلا يظن أحد أنه بعيد عن هذا الأمر وأن النساء لا يحركون مشاعره.


الذنب الثالث عشر-تطيب المرأة عند خروجها:

عندما يحرّم الله أمراً يحرّم كل شيء يقرّب له.حرّم الزنا وجعل ما يقرِّب له يعتبر من الكبائر كالخلوة بأجنبية،

ومصافحة المرأة الأجنبية، وكذلك تطيّب المرأة وخروجها عند الرجال.

قال النبي عليه الصلاة والسلام:«أَيُّمَا امْرَأَةٍ ‌اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ» (أخرجه النسائي في سننه،وقال الألباني:حسن)

إذن هي بنفس مرتبة الزنى، لماذا؟ ليس وسوسة في الدين، وليس فيه نوع من التشديد، إنما الله يعلم ماذا تفعل العطور وهذه الروائح بالرجال.


الذنب الرابع عشر-أن تنظر المرأة إلى الرجل بشهوة وأن ينظر الرجل إلى المرأة:

قال الله -عز وجل-: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾(النور:30)،

فإذا كان الرجل يُطربه الصوت فقط، فكيف إذا اجتمعت مع الصوت صورة جميلة؟! كيف يكون هذا أشد؟ 

فنرى بعض الرجال يتابعون المشهورات على وسائل التواصل كل يوم. قد نعتاد على هذه الأمور ونظنها أموراً عادية ولكنها تنزف الإيمان من القلب دون أن نشعر.


والأمر الأخير والذي سنختم به هو الشرك بالله -عز وجل-:

عن أبي بكر رضي الله عنه قال: “كنّا عندَ رسولِ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقال:

«ألا أُنَبّئُكُمْ بأكبَرِ ‌الكَبائرِ؟ -ثلاثاً-: الإشْراكُ بالله، وعُقوقُ الوالِدَيْنِ، ألا وشهادَةُ الزورِ، وقوْلُ الزورِ».

وكان مُتَّكئاً فجلَس، فَما زالَ يُكَرِّرُها حتَّى قلْنا: ليْتَهُ ‌سكَتَ ” (أخرجه البخاري، صحيح)

لماذا الشرك بالله؟ لأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.

كنا إذا مررنا على موضوع الشرك نقوم بتخطيه، أصنام وغيرها ونحن نوحد الله -عز وجل-. فلماذانتحدث عنه الآن؟

لأن في السابق قريش وغيرهم كانوا يعبدون الله -عز وجل- وكانوا يعلمون أنه هو الرزاق والمعطي والشافي والمحيي والمميت،

ولكنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله على أنهم شفعاء. فشركهم لم يكن في الربوبية بل في الألوهية.

ولكن في زمننا أصبح الشرك في الربوبية! وهذه المرحلة لم تصل إليها البشرية من قبل!

الآن هناك ناس يظنون أنقوة أخرى قد تنفع وتضر من دون الله -عز وجل- وأنه بترنيمات معينة ممكن أن يجذب الإنسان الأمور التي يريدها!

فاحرص على توحيدكوعلى لا إله إلا الله أن لا تُجرح ولا  تُثلم، فلو لم نتمسك بهذا الدين ونثبت على مبادئنا ماذا سيبقى من الدين؟

 هذه كانتطائفة من الكبائر التي نتواصى فيما بينناأننتركها ونزيل ما يقربنا إليها من حياتنا،

فلا ييأس الإنسان أن يصلح من نفسه ومن غيره، وليجعل هذا المهر الذي يدفعه للجنة.

هذا وأسأل الله أن  يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.


* تنويه: جميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.