بتاريخ ٢ / ٥ / ١٤٤٣ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


القرآن الكريم هو رباطٌ بين السماء والأرض، وعهدٌ بين الله وبين عباده، وهو منهاجُ الله

الخالد الصالح لكل زمان ومكان، وهو أشرف الكتب السماوية، وأعظم وحي نزل من السماء دونت فيه من القصص

ما يتبوأ منها أعلى المنازل، ويبلغ منها عمق الأثر، تكون للمؤمنين تذكيرًا وعبرًا، وتفصيلاً وتثبيتاً، فما من نبيٍ يرسله الله عز وجل إلى قومه إلاّ وهناك حديثٌ ودرسٌ لابد للأمة أن تتعلمه من هذا النبي!

لذا دعنا نستحضرُ أولى هذهِ القصص، حيثُ استصحبنا القرآن مع نبينا إبراهيم عليه السلام وقصته مع ابنِ أخيه النبي.


قصة النبي إبراهيم عليه السلام مع الملائكة المرسلة لقوم لـوط

يحدثنا القرآن عن حادثة وقعت في بيت إبراهيم عليه السلام حينما طرق ضيوفٌ بابه، فأكرم إبراهيم عليه السلام ضيوفه وذبح لهم الشاة

ولم يسأل ما بكم وما حاجتكم، فلما قرّب إبراهيم عليه السلام الطعام إليهم وجد أنهم لا يمدون أيديهم إليه، (وَأَوجَسَ مِنهُم خيفَةً)

[هود: ٧٠]، لكونِ حال المسافر حال ضعفٍ وحاجة لزادٍ وارتياح (قَالُواْ لَا تَخَفْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ)

[هود: ٧٠]

فعرف مُباشرة أنه يتحدث مع ملائكة مُرسلة من الله عز وجل، كانت هذه بشارة ينتظرها إبراهيم عليه السلام، لأنه يعلم أن لوط عليه السلام

يقاسي ما يُقاسي في قرية سدوم، وأمره الله عز وجل أن يدعو تلك الأقوام لأنه استفحل فسقهم وكفرهم وشركهم، فما كان من نبي الله لوط إلاّ أن ذهب إليهم وبدأ يدعو فيهم

قال تعالى:

( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)

[الأعراف: ٨٠]

لم تعرف البشرية هذهِ الفاحشة قطُّ منذ عهدِ أبو البشرية آدم -عليه السلام- لم يأتِ الرجل رجلًا مثله حتى وقعت في عهدِ لوط -عليه السلام-

ويقول لهم :

(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ ٱلْمُنكَرَ)

[العنكبوت: ٢٩]

أي ليست غرف مغلقة ولا مُظلمة لا أحد يعرف عن أحد! بل كانوا يفعلون الفاحشة عيانًا بيانًا أمام بعضهم البعض!

فجاءت الملائكة مُرسلين إلى قوم لوط فبشروا إبراهيم وهو عمه وقالوا:

(قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)

[هود: ٧٠]

تقول الآيات: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَٰهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَٰدِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ)

[هود: ٧٤]

إبراهيم عليه السلام يُجادل الملائكة في قوم لوط هل من حل آخر؟ 

ماذا سيحصل للوط ولأهله؟ فقال له الملائكة: (يَا إِبْرَاهِيم أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْر رَبّك وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَاب غَيْر مَرْدُود)

[هود: ٧٦]

فمن عظيم رحمةِ الله بعباده، أن لا ينزل العذاب على قومٍ إلى بعد استنفاذ جميعِ سبل الهداية معهم.


وصول الملائكة لقرية لوط :

لما زار الأضياف بيت لوطٍ عليه السلام، كان قد تمثل الملائكة بصورةِ رجالٍ حسان، وقد عاهدوه قومه قبلًا بأن لا يستقبل زوارًا في بيته، لأنه لو استقبل

أي أحد في هذه القرية فهو لحم مُشاع عندهم وسنفعل فيه ما نُريد !

فمن خان لوط  في هذا الموقف؟

زوجته

هي لم تخنه في فراشه وإنما خانته في هذه اللحظة في دينه حينما أخبرت قومها أن لوطًا يستقبل في بيته أناسًا لم نرَ أجمل منهم، فوصل الخبر عند القوم

أن لوط يستقبل أحسن الناس وجوهًا!

يصف القرآن هذا المشهد:

(وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِىٓءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا )

[هود: ٧٧]

لوط يعرف قومه ويعرف أن هؤلاء سيأتون لرؤية الضيوف، وبالفعل لم يكذبوا الخبر.

( وَجَآءَهُۥ قَوْمُهُۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ )

[هود: ٧٨]

: أي يهرولون إلى بيت لوط، حاصروا بيته مباشرة، وقالوا أخرج لنا ضيوفك نحن نريدهم!

فخرج عليهم لوط عليه السلام ليفاوضهم، قَالَ:

(يَٰقَوْمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِىٓ ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)

[هود: ٧٨].

هؤلاء بناتي من دون مهر لكن تزوجوهم بالحلال، هنا تخيلوا فقط النبي لوط عليه السلام وهو يفاوض مئات

من الناس المحاصرة لبيته، كلهم يريدون الحرام وكلهم يريدون المنكر، وهو لوحده يدافع!


تبليغ الملائكة للنبي لوط عليهم السلام بقرب هلاك قومه:

بعد هذا الموقف تكلم ضيوفه، في قوله تعالى:( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ)

أي لا تخف منهم لن يمسوا منك شعرة ولا منا

( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)

فجاءت الأوامر إلى لوط عليه السلام بأن يسري مع أهله أجمعين لأنه دعا الله عز وجل فيما سبق فقال:

(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ)

قال اللّه تعالى :(فنجيناه وأهله أجمعين) أي كلهم

(إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ) أي امرأته، وهي لم تمارس الفاحشة، لكن لم تمانع ذيوع الفاحشة، فكانت تقرهم على ذلك

كانت -في عرفنا اليوم- شخصية مرنة متسامحة مع المنكر، قال تعالى: (إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) لأنها أقرته ولم تمانع ولم يتمعر وجهها غضبًا لله!


ماذا كان عذاب قوم لوط ؟

أولا:

طمس على أعينهم.


ثانيا:

قال تعالى: (جَعَلْنَا عاليها سَافِلَهَا)

أي رُفعت هذه القرى حتى وصلت إلى السماء الدنيا ثم قلبها الله عز وجل عليهم حتى انخسفت تلك الأرض .


ثالثا:

أرسل الله عز وجل (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ) فأي أحد لم يمت بهذه القلبة هناك أصلًا حجارة من سجيل -كأنها طوب حجري-

يُرمى فيه وهي مسومة أي معلمة، لكل إنسان منهم كانت تأتيه هذه الحجرة لا تخطئه فلم يبق منهم أحد.

فيقول الله عز وجل في نهاية القصة:

(وَمَا هِىَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٍ) قيل: إنها كانت لكفار قريش وأنه نوع من التهديد لهم

وقيل: كل قوم في أي زمن يأتون بنفس فاحشة قوم لوط إلا وتوعدهم الله عز وجل بذلك العذاب.

تطبيع الشذوذ و تشريع الفاحشة في هذا العالم


نحن أمام منعطف قاسٍ!

نصل اليوم على صعيد البشرية إلى مستوى منحدر أخلاقيًا.

نحن نعيش مرحلة تشريع الفاحشة في هذا العالم ومن تطبيع الشذوذ

وتعزيز صورة الشخص المتحضر الذي يجب عليه أن يكون مرنًا مع هذه الفاحشة التي أهلك الله عز وجل فيها أقوامهم

وما أن صدر القانون عند النصارى في السماح بزواج المثليين حتى أصبحت سنويًا

مئات آلاف من حالات زواج الشواذ، هم يطلقون عليهم اسم  (المثليين) ونحن نسميهم (الشواذ)، لأن المثليين كلمة مرققة وناعمة (مثلي مثله) والحقيقة أن هذا فعل شاذ!

جزاء من يفعل هذا الفعل الشاذ

دعونا نضع هذه الفاحشة بالذات في سياقها الشرعي، يقول النبي ﷺ :

(من وجدتُموهُ يعملُ عملَ قومِ لوطٍ فاقتلوا الفاعلَ والمفعولَ بِهِ، ومن وقعَ على بَهيمةٍ فاقتلوهُ والبَهيمةَ).

الراوي : معاوية | المصدر:فتاوى نور على الدرب 

لاحظوا أن هذه الفاحشة بالذات ليس لها جزاء عند الله عز وجل إلا أنه يُقتل، يعني هذا قول بلا خلاف وإن اختلف الصحابة والعلماء

في طريقة القتل لكن لم يختلفوا في قتل الذي يقوم بهذه الفاحشة، -وعلى القول الأصح- أنه يقتل بالسيف، يقول الله عز وجل {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}

فأيما شخص يفعل بهذا الفاحشة فهو متوعد بهذا العذاب!

يجب أن يستقر في أذهاننا أنه متى ما انتشرت الفحشاء والمنكرات في مجتمع

ما ومررت هذه المنكرات من غير أن يقال له أن هذا منكر أو أن هذا حرام فنحن أمام إهلاك المجتمع من أساسه!

قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعْلِنوا بها، إلَّا فشا فيهم الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضَتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوا قبلَهم).

 الراوي : عبدالله بن عمر | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة

– (قط) أي: أبدًا، يعني هذي سنة الله الكونية.

(حتى يُعلنوا بها) أي:

ابتدأت في مجالس أو في أماكن لا يعرف عنها إلا قليل، إلى أن تُصبح شيء مُعلن، فيُسلط الله عز وجل عليهم الطاعون والأوجاع التي لم تُعرف في أسلافهم قط! فجأة يخرج لهم مرض لا يعرف في كل سنين حياتهم

شيء جديد، شيء لا يعرفون كيف يبتدئ ولا كيف ينتهي!


الفاحشة إذا انتشرت يزول معها الخير


الفاحشة إذا انتشرت يزول معها الخير وتمحق فيها البركة، تصبح الأموال لا قيمة لها، ولا الوقت، ولا الصحة ولا الشباب، يزول الخير

ويحل العقاب وتتفكك الأسر ويعزف الرجال عن الزواج.

إذا كان هناك فطرة موجودة وهناك أصلاً سُعار من الشهوات المُتفتحة عبر وسائل الإعلام ..فهذا الشاب أو تلك الفتاة أين يُفرغون شهوتهم؟!

إن لم تكُن في الحلال؟! حينما يعزف الرجال عن الزواج وتعزف البنات عن الزواج  ما الذي سيحدث في المجتمع؟

وما الذي يحصل فيه؟ التركيبة إذًا ستختلف والمجتمع يتهدم.

في معهد MIT أُقيمت دراسة عن أمريكا قبل سبعين سنة أكدوا فيها بأن 

”عوامل السقوط فيها داخلية وليس بحاجة إلى الصين حتى تنهدم أمريكا!“ 

هم يتكلمون عن أنفسهم، يقولون: سقوطنا الاجتماعي  سيؤدي إلى سقوطنا الداخلي، هذا عندهم لأنهم

سبقونا في هذا الباب،  فتخيلوا حينما يراد من هذا الأمر أن يعم على العالم كله !

قضية الجندر والنماذج!

في تعبئة النماذج .. عندما تعرف نفسك ممكن أن تختار (she) ولا (he )

و هناك خيار جديد يكتب (they) يعني هم، فقط لا تختار امرأة أو رجل وإنما نص نص!

روجت لهذه الفكرة من الحرب العالمية الثانية  من المناطق المظلمة إلى أن يكون أمر علني يستعلنون بشذوذهم مطالبين لحقوقهم.

وبالفعل مع بداية الستينات بدأوا ينظمون مظاهرات في شهر يونيو يسمونها (برايد) أي هي فخر الشواذ! أنظر كيف يسمون أنفسهم!

هؤلاء الناس صاروا مجرمين إلى درجة أنهم الآن لا يريدون المساواة مع الأسوياء لا!

هم يريدون أن ينتزعوا أيضًا أنك أنت الطبيعي لست طبيعي وأنهم هم الطبيعيون! بالضبط كما حصل مع نبي الله لوط!

منصة نتفليكس!

هي أكبر منصة داعمة للشواذ ولغيرهم. هذه منصة من الخطر جدًا أن تكون موجودة عندك أو عند أطفالك !

لا تتعذر بأن هناك محتوى ثقافي مفيد، فأي ثقافة وأي علم سيأتي من هذا الباب سواء لك أو لأولادك !

فحينما نتكلم إنهم لا يريدون فقط المساواة مع الأسوياء وإنما يريدون قلب هذا الموضوع إلى أن الشاذ هو السوي وأن تقييم عائلة من رجل وامرأة وأطفال هذه فكرة قديمة وبدائية ،  يسمونها الـ typical type family! أي أنه سيكون الزواج فكرة قديمة جدَا!

إذن منصة نتفليكس من يدعمها؟!

ومن ورائها حتى نعلم بأن الأمر الذي يمارس علينا غير طبيعي!

يروجون لفكرة إمكانية أن يكون الزواج (النساء للنساء) و(الرجال للرجال)

ولم يُكتفوا بذلك  فهم يريدون الوصول إلى تجريم أي إنسان يتكلم عن الشواذ، فأي إنسان يتكلم عنهم أو عن حقوقهم أو أنهم ناس غير طبيعيين

فهذا نوع من الجرائم التي يعاقب عليها القانون و لكي يمرروا هذه الفكرة أزالوا كل أنواع الرقابة من الفن  والإعلام

ولذلك في خلال العشر سنوات الماضية الكل يشهد أن هناك شي غير طبيعي يمارس علينا لا في الأفلام

والمسلسلات ولا حتى في أفلام الكرتون فلم يسلم منهم الأطفال أيضًا!

التنبؤ بهذا الأمر

الدكتور عبد الوهاب المسيري:

كان يتنبأ بما يحصل في السبعينيات وهو شخص عاش في أمريكا من الخمسينيات ورجع لها في الثمانينيات فقال

”نحن مُقبلون على سُعار جنسي لا محال، فهناك ما تأجج في الناس تأثرًا بالأفلام .. المسلسلات إباحية.. وملابس خالعة ..بسبب شيء علمي.. لاحظ العلم كيف يؤثر أحياناً

على ما يحصل في المجتمع وعلى إنسانية الإنسان“

العلم الحديث ينظر للإنسان على أنه شيء مادي فقط.

في أفلام الكرتون اليوم ، بعض البطلات لا تستطيع حتى النظر لهن من شدة العري تقول عالمة أمريكية بهذا الخصوص

” تنشأ الأنثى وهي متجردة من إنسانيتها وتشعر بأنها بحاجة للمزيد من التعري“.

إذا نشأت الأنثى على مثل هذي الأجواء ستتجرد من إنسانيتها أو ستتحول إلى مجرد بضاعة استهلاكية لا أكثر ولا أقل !

يقول العالم الأمريكي روبوت جنسن:

“إن هذه الإباحية التي يشهدها العالم الغربي هي نهاية العالم“، فنحن أمام تيار لا يريد أن يبقي الإنسان إنساناً، يريد أن يبقي الإنسان أي شيء!


المفاهيم و الحجج


١-من يقول: “حرام تعاطفوا معهم.. يمكن فيهم جينات”

شرعاً لا يمكن أن يعاقب الله عز وجل على شيء لا يمكن أن تتمالك نفسك فيه، لأن الله عز وجل يحكم بين عباده بتمام العدل فهذه الحجة الأولى


٢- علمياً إذا كنا نحتكم إلى العلم الذي يؤمنون هم به فهذا الكلام عارٍ عن الصحة

وكل الذي يستندون إليه دراسة قبل ٢٥ سنة لعالم اسمه -هامر- يقول :”( من خلال تجربة ومسح وجد أنه “قد” 

يكون هناك علاقة بين الجين “جين في الإنسان” وبين أن يكون له علاقةٌ بالشذوذ الجنسيي )

وبعد هذه الدراسة بربع قرن، أعاد مجموعة علماء نفس التجربة بنفس المعايير وجميعهم وصلوا إلى نتيجة

”أنه لم يصلوا إلى هذا الجين الذي تكلم عنه هامر قبل ٢٥ سنة“

فعلمياً  كلامه عار عن الصحة !

هامر هو نفسه ابتكر فكرة أن الانسان فيه جين إلهي فلو طوره قليلاً ممكن يصير إله، تخيل هو نفسه صاحب هذه النظرية!


محاربة معالجي الشواذ

يحاربون أي إنسان يتكلم عنهم حتى لو كان منهم ، دكتور روبرت فيسر هو أكبر علماء النفس في أمريكا، وهو داعم لفكرة

” التشافي من الشواذ“

فهو يعالج هؤلاء الشواذ وعنده علاج لا دوائي، فيساعد لمن أراد التحول من الشذوذ والرجوع كإنسان طبيعي، هذا الإنسان حُرِب وشنوا عليه هجوم إلى أن اضطر

في عام ٢٠١٢ أنه يعتذر في كل وسائل التواصل ويقدم اعتذاره لمجتمع الشواذ  -يسمونهم مجتمع المثليين- ويقول :

“أنا أدين لكم بالاعتذار“ وتخرج عناوين بالجرائد : ”عملاق علم النفس يعتذر عن معالجه الشواذ و إرجاعهم إلى الطبيعة“

ريتشارد كوهين كاتب لديه كتاب ”كيف تكون مستقيماً“

 قَدم فيه فكرة كيف ترجع إنسان طبيعي، هذا الكتاب مُنع من الطباعة وكل دور النشر توقفت عن طباعته حتى لو بحثت في منصات بيع الكتب لن تجد هذا الكتاب

إذًا من هذا الذي يُحارب بكل قوة ؟

ليس الناس الطبيعيين ولا المجتمع الشواذ، الذي يحارب هي منظمه الصحة العالمية، تقول :

“العلاجات التي تصحح الميول المثلية يجب أن تحارب، ويجب ان تغلق لأنها تسبب للشاب شعور بالخزي والندم والذنب“!


لماذا نطرح هذا الموضوع، وما هو دورنا؟


نحن أمام منعطف تاريخي من انتكاسة بشرية، دورنا نحن كمسلمين في إعادة البشرية الى بشريتهم.

”العالم الغربي لا يحتاج الآن إلى أن ندعوهم إلى الإسلام بل أولاً ندعوهم إلى أن يعودوا إلى إنسانيتهم“

نحتاج نعيدهم لبشر أسوياء إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها، ليعلموا أنهم ليسوا بهائم بل بشر والله عز وجل كرمكم لأنكم بشر

فحينما يعودوا  لفطرتهم الأولى  بعد ذلك ندعوهم إلى الإسلام .


كيف نحافظ على استقامة أنفسنا و ثباتها في هذا العالم ؟

١- نؤسس أنفسنا وأبنائنا تأسيسا عقديًا دينيًا.

يقول رسولنا الكريم: (تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي)

ففي ظل تقليل الجرعة الدينية، ينبغي على الأسرة أن تملأ هذا الفراغ لأن اليوم لدينا جنوح إلى العلم المادي ..فيزياء كيمياء رياضيات هندسة، و هذا النوع من العلم أحيانًا قد يكون خطيرًا جدًا لأنه ثبت علميا أنه غير محايد ، بالتالي نحتاج أن نملأ هذا الفراغ الذي حصل من الناحية الدينية ومن ناحيه العربية و الهُوية.


٢- التقوى، ومعناها أن تجعل بينك وبين عذاب الله حاجزًا ووقاية.

لا تربي أولادك أنهم يعبدون الله على الخط الأخير ولا ترضَ أن يعبد الله على الطرف الأخير، ما استطعت أن

ترفع منسوب الإيمان فيه ارفع ، ربِه على الفضائل وعلى المكارم والعبادة، اجعله إنسان عابداً يخشى ربه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ).


٣- أن نربي أنفسنا و أبنائنا على الآداب الإسلامية التي علمنا إياها رسول الله عليه الصلاة والسلام.

لنربيهم على تحريم النظر إلى العورات،

ما الذي يمكن أن يثبتنا نحن؟

سواء كنا كباراً أو كنا الجيل القادم من الصغار ونحن نتعرض يوميا ليلا ً نهاراً،  إلى سيل من الشهوات ومن العورات التي نادراً

ما يقوم الإنسان بغض بصره عنها، فما الذي يجعل الإنسان يثبت إلا أن تُربي في نفسك عدم النظر، وغض البصر.


٤- أن نحافظ على رجولة الولد وأنوثة الأنثى.

 نرى من الأمهات مثلاً تربي شعر ولدها وبعضهم تقص له غُرة ، ولذلك تعزيز ميولهم التي فطرة الله فيهم هذا شيء مهم، الفتاة يقول الله عز وجل عنها: (أَ

وَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)

البنت فُطرت وهي تحب الحلية و الزينة، هذا الشيء يجب أن يُضبط بضوابطه، وتعلمينها الحلال والحرام فيه.


٥- أن نفرق بين الأولاد والبنات في المضاجع، فلا يجوز  أن ينام الأولاد والبنات مع بعضهم في فراش واحد.


٦- حماية الأبناء من أماكن الفساد، مهمتنا نحن أن نحمي أنفسنا ونحمي أبناءنا ومن معنا من أماكن الفساد.


٧- نُربي أنفسنا وأبنائنا على تقنين الانكشاف على وسائل الإعلام، يجب أن نقنن ما نشاهده وكيف نشاهده، ولايُترك الموضوع على الغارب.


٨- أن تحصن نفسك بالعلم الشرعي وبالعبادة

لا تقلل من نفسك أو تظن أن بلغت الأبعين والستين ولا تستطيع، السلف رضوان الله عليهم كانوا يحدثون عبادة كلما رأوا

ما فيه الناس من فسق وفجور، فإذا استجد على الناس زمان فيه مزيد من الشر كانوا هم يزيدون من عبادتهم ويقولون

”ينبغي أن يجعلك ما تراه في الناس من فجور أن يزيدك ذلك عبادة“.


تذكر دائما قول الله عز وجل: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا)

كل خير عملته ستجده حاضر أمامك يوم القيامة، (وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)

لا تجترئ على الله (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)

الله رؤوف بالعباد أعطاك الإعذار، وأعطاك الإنذار، والقرآن فيه من قصص الأنبياء وقصص ما حصل لأولئك الذين اجترأوا على الله، الله بك رؤوف رحيم لا يكلفك فوق طاقتك

لكن المهم أنك تعلم أن ما عملتَ من سوء ستأتي يوم القيامة وتندم عليه وتود لو أن بينك وبينه أمدًا بعيدًا .

——

الحل أن تنشغل!

نفسكَ إن لم تشغلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية، انشغل بطاعةِ الله قدر ما استطعت واسعَ في أبناءك وأوقاتهم المشغولة

بالمحتوى المنتشر في كلِّ مكان، لا تستلم لانحراف العالم، بل قِف بثبات.


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.

4 تعليقات
  1. vorbelutr ioperbir says:

    I have been exploring for a bit for any high quality articles or blog posts in this kind of area . Exploring in Yahoo I ultimately stumbled upon this web site. Reading this information So i am satisfied to express that I’ve an incredibly good uncanny feeling I found out just what I needed. I so much without a doubt will make sure to do not omit this web site and provides it a glance on a constant basis.

    • CRAJOFF says:

      Chest pain which worsens with deep breathing or coughing Cough, which may produce blood Fever Lightheadedness or dizziness Rapid or irregular heartbeat Shortness of breath, especially upon exertion Sweaty or blue toned skin buy cialis online reviews Medication Management Lasix, Amiodarone, Eliquis, Cozaar, Metoprolol, Crestor Maintain Safety s p recurrent falls at home; promote safety Monitor Recent RLE Hematoma on Eliquis; monitor clinically Monitor Weight Dietitian following, encourage PO intake including ENSURE BID and fortified pudding BID Monitor Vitals

التعليقات مغلقة