منذ ١٤٢٤ هـ

الإشارة الأولى:

فصل من عطاء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، اللهم لك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالإخوان، ولك الحمد على قولنا اللهم لك الحمد، والصلاة والسلام على من علم أمته وتركها على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدا، أما بعد:

إلهنا أنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فلا تُخيب من علّق أمله ورجاءه بك وانتسب إليك ودعا إلى بابك، وإن كان متطفلًا على كرمك؛ ولكن طمع في سعة جودك وكرمك، فأنت أهل الجود والكرم، إلهنا نعوذ بك أن تجعل حظنا لفظنا، ولا تجعلنا ممن يدعو إليك بالأبدان ويهرب منك بالقلوب، يا كريم لاتجعلنا أهون الناس عندك، آمين!

إلى كل من يريد أن يحمل مشعلا

قليلٌ هم الذين يحملون المبادئ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من أجل تبليغ هذه المبادئ، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم وأوقاتهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم، وهم قليل من قليلٍ من قليل!

وهنيئًا لهذا القليل

قال ابن الجوزي: ألست تبغي القرب منه؟ فاشتغل بدلالة عباده عليه، فهي حالات الأنبياء، أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟

كم من المحزن أن نرى طاقاتٍ مدفونة بين جوانح أصحابها، ونلمس جوانب من الخير كامنة في نفوس أربابها، ولكنها غير متعدية إلى الآخرين لا بنفع ولا إفادة!

وكم تكون الصورة محزنة حين تجد فقيهًا بصحبة جاهل لم يفده من فقهه، وقارئًا برفقة أُميّ لم ينفعه بحسن تلاوته، وعابدًا بجوار فاسقٍ ولم يتعد إليه شيء من صلاحِه!

 لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُربي أصحابه منذ اللحظة الأولى من إسلامهم على تقديم النفع للآخرين فقال لأبي ذر رضي الله عنه حين دخل في الإسلام:

(فهل أنت مبلغ عني قومك لعل الله عز وجل أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم!).

فإن المؤمن إذا تذكر نعمة الله عليه بالهداية وذاق حلاوة الإيمان ونعيم الطاعة؛ فلن يبخل بالكلمة الطيبة ليستنقذ بها أناسًا مازالوا محرومين

مما ذاق و محجوبين عما عرف، وهو يعلم يقينًا أن من بينهم من قد يكون أرفع وأعلى عند الله منه، ولذا فهو يعرض ما عنده بقلب شفيق

لا بقلبٍ متعال ونفس متكبرة، ويبقى مدار الأمر وسرّه الأكبر ومفتاحه الأعظم؛ على التفات القلب إلى الله في كل خطوة  يخطوها

وكل حرف يتلفظ به أو يخطه بيده، فإن كان القلب متوجها إلى الله بالكلية بارك الله في ذلك العمل مهما كان صغيرًا أو قليلا، وإن كان القلب معلقًا

بحب نظر الناس إليه و ثنائهم عليه، فيرد العمل كله في وجه صاحبه مهما كان كبيرا، مزخرفا، مبهرجا فقد قال الله جلّ جلاله في الحديث القدسي:

(أنا أغنى الأغنياء عن الشرك)

ولذا قال أحدهم لعلماء زمانه: كم من مُذكر بالله تعالى منكم وهو له ناس، وكم من مُخوف من الله تعالى منكم

وهو جريءٌ على معاصيه، وكم من مُقرب إلى الله تعالى وهو بعيد منه، وكم من داع إلى الله و هو فار منه

أخيرًا

العمدة كلها على صلاحك أنت

أمامك عام جديد، سرعان ما ينقضي ويطوى، فأرِ الله منك ما يحب، ولنعمل على أن نطويه ونقضيه على أحسن الأعمال وأحبها إلى الله؛ علنا نفوز برضاه.

هند القحطاني

7 تعليقات
  1. هدى الحزيم says:

    اشكر الله أن فتح عليك بهذا الفتح وكتب لك القبول في الارض اسأله تعالى الا يحرمك الاجر ويجزل لك المثوبة وان يثقل بهذا العمل موازينك ويجعلك واخواتك سترا لوالديكم من النار والشكر موصول لفريق رواء ( عمل رائع ) بيض الله به وجوهكم

  2. فوزية القحطاني says:

    دكتورة هند الفاضلة لا اعلم كيف وصلتني رسالة رواء من هي التي شاركتني حسابك ولكن اسأل الله تعالى ان يجزاها خير الجزاء ان عرفتني بأمثالك واسأل الله تعالى ان يجزاك خير الجزاء ويزيدك من فضله

  3. فاطمة says:

    دكتورة هند و فريق رواء
    اعجز عن شكركم على المحتوى الرائع و القريب على قلبي
    قد تكون سنة مليئة بالتحديات و لكن الله جبرنا بالعلم الذي نتلقاه
    منكم رغم بعد المسافات ..

    سنه جديدة و مختلفة و قريباً لله ♥️

    لنا لقاء في جنة الفردوس الاعلى

  4. أمل says:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    جزاك الله كل خير دكتورة هند أحييت قلبي ونورتي حياتي
    جعلك ووالديك الى جنة الخلد في الفردوس الأعلى من الجنة

التعليقات مغلقة