بتاريخ ٢٧/ ١٠ /١٤٤٥هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )


أعمالنا في اليوم والليلة ٣

هناك لحظات مهمة في يوم الإنسان إنّ أحسن استغلالها و استثمارها، بورك له في سير يومه وكانت الدافع الأول

لبركة اليوم كله، دعونا نبدأ بسلسلة من فضائل الأوقات، أولها  مابعد الفجر :

وقت صلاة الضحى :

 وقت الضحى غالبا هو وقت العمل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ،

وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ).

وتبدأ صلاة الضحى من طلوع الشمس بعد صلاة الفجر قدر رمح، والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-في البداية كان يقول عشر دقائق

ثم قال إن زدت فهو أفضل، فالأفضل أن تنتظر إلى ربع ساعة ثم تصلي الضحى .

وذكر أن أفضل وقت لصلاة الضحى: حين تشتد شمس الضحى، قال النبي ﷺ: “صلاة الأوابين التي هي صلاة الضحى_ حين ترمض الفصال”_ إلى قبل صلاة الظهر بعشر دقائق.

عدد ركعات صلاة الضحى :

أقلها ركعتان وليس لأكثرها حد، تقول أم هانئ فصلى النبي ﷺ في بيتي ثمان ركعات، ورويت عنه اثنا عشرة ركعة .

فضل صلاة الضحى :

إذا تكاثرت الروايات على شيء محدد بأجره فالزمه فإن أجره عظيم.

يقول الشيخ بن باز -رحمه الله-: وأغلب علماؤنا يقولون: هي سنة مؤكدة كل يوم،

لماذا؟ لأن هناك مجموعة أحاديث واردة فيها. 

أولا: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ:

صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).

 ثانيا: عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ،

وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ،

وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).

ثالثاً: عن زيد ابن أرقم -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى أَهْلِ قُبَاءَ

وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَقالَ:  (صَلَاةُ الأوَّابِينَ إذَا رَمِضَت الفِصَالُ).

رابعاً: قولُ اللَّهُ -عز وجل- يا ابنَ آدمَ لاَ تعجزني من أربعِ رَكعاتٍ في أوَّلِ نَهارِكَ أَكفِكَ آخرَهُ).

اختلف العلماء في تحديدها، ومنهم من قال: هي ركعات الضحى. 


سنة صلاة الظهر :

كان النبي ﷺ يصلي أربعا بعد نزول الشمس وقبل صلاة الظهر، 

وهي سنة الظهر القبلية الراتبة، قال ﷺ: ” من صلَّى قبل الظهر أربعًا، وبعدها أربعًا ‌حرمه ‌اللَّه ‌على ‌النار “،

وعندما سئل النبي ﷺ عن كونها الراتبة الوحيدة التي تصلى أربعاً قال: «إِنَّهَا سَاعَةٌ ‌تُفْتَحُ فِيهَا ‌أَبْوَابُ ‌السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ».

فضل صلاة الظهر :

 في أي وقت فاضل ينزل فيه الله -عز وجل- أو تستجاب فيها الدعوات إلا كان النبي ﷺ يتحين فيها عمل صالح،

جاء أيضًا في حديث: أن (أربعة قبل الظهر وأربع بعدها) هذه جاء فيها الأجر الوارد فقط في صلاة الظهر أن يحرم الله -عز وجل- وجهه على النار.


 صلاة العصر : 

صلاة العصر عظيمة، جاءت فيها أحاديث عظيمة قال النبي ﷺ: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،

البردين هما: الفجر والعصر، وزاد التأكيد عليهما لشدتهما على الناس

فصلاة الفجر تأتي في لذة النوم وعمقه،والعصر وقت قيلولة يشق على الناس فيه القيام.

 فالذي تفوته صلاة العصر؟ فكأنما وُتر ماله وأهله، هذا التشبيه من النبي ﷺ ليس للمبالغة،

قال ﷺ: ( الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ)، أي كالذي يصاب بأهله وماله إصابة يطلب بها ثأراً.

بعد صلاة العصر :

بعد صلاة العصر لا ننشغل بالتنفل، بل ننشغل بالذكر.

ولذلك قال الله -عز وجل-: (وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ)،

وقال الله -عز وجل-: (وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَة)أي: وقت الفجر، (وَأَصِیلًا) أي: قبل مغرب الشمس،

فهذا وقت الجلوس للأذكار والتسبيح حتى تغيب الشمس ويدخل وقت المغرب.


صلاة المغرب: 

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ ‌جُنْحُ ‌اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ،

فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا».

وقال صلى الله عليه وسلم: “…فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ ‌إِذَا ‌غَابَتِ ‌الشَّمْسُ …”.

والواجب أن تقول الذكر وأنت موقن بفضله، متيقن بأن هناك شياطين تصرع من ذكر الإنسي، حتى تتم لك الحماية وتكمل.

ومن الأمور المشروعة وقت صلاة المغرب، ما جاء عن النبي ﷺ أنه قال:

(صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ، صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ، صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ مَن شاءَ).

ومما يخص صلاة المغرب أنه يكره النوم بعدها وقبل العشاء وهذه نومة أليمة

سنة صلاة المغرب: 

قال النبي ﷺ (‌بَيْنَ ‌كُلِّ ‌أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ…)، أي ركعتي سنة بين الأذان والإقامة وقبل الفريضة،

وتكون آكد في افرائض التي ليس لها سنن قبلية مثل العصر والمغرب والعشاء، أما هل هي مختصة بالرجال في المساجد؟

قال الشيخ بن باز -رحمه الله-: ” ذلك فضل واسع للرجل والمرأة حتى في بيتها”.


وقت العشاء وفضائله :

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: أَعْتَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ،

وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَوَقْتُهَا ‌لَوْلَا ‌أَنْ ‌أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي» ،

هي الصلاة الوحيدة التي يسن فيها التأخير؛ لأنه يكره الحديث بعدها.


 سنن وقت النوم :

اولًا / أن تغلق الأبواب قبل النوم.

ثانيًا / إطفاء النار.

قال رسول الله ﷺ: ( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ … وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ،

وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، … وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )

عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ ‌فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ».

ثالثًا/ الوضوء.

قال النبي ﷺ: ” إِذَا أَتَيْتَ ‌مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ …”، فالشياطين تتلاعب بالإنسان،

والوضوء يمنع هذا التلاعب، وأيضا قال النبي ﷺ: «طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبد يبيت طاهرا إلا بات معه ملك

في شعاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك ‌فإنه ‌بات ‌طاهرا» ،

يدعو لك الملك لأنك بِتّ طاهرًا ، أولى عتبات تزكية النفس وسد منافذ الشيطان ابتداءً: قراءة أذكار النوم،

فخطتك الصباحية تبدأ من ليلك. 

رابعًا /الأذكار المشروعة عند النوم:

– آية الكرسي: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (وكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ ﷺ بحِفْظِ زَكاةِ رَمَضانَ، فأتانِي آتٍ،

فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ ، فَقَصَّ الحَدِيثَ،

فقالَ: إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ،

وقالَ النبيُّ ﷺ: (صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، ذاكَ شيطانٌ). 

– التسبيح والتحميد والتكبير: عَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه-: أَنَّ ‌فَاطِمَةَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- شَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى،

فَأَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ أَقُومُ،

فَقَالَ: «مَكَانَكِ» فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ ‌خَادِمٍ؟

إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا، أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ ‌خَادِمٍ»

قال شيخ الإسلام أبن تيمية-رحمه الله-: “بلغَنا أن من حافظ على هذه الكلمات، لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره”،

ويقول أبن القيم-رحمه الله-: “ولا عجب في أن الذكر يعطي الذاكر قوةً حتى أنه لـَيفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه”.

-سورة الكافرون: قَالَ ﷺ لِنَوْفَلٍ: «‌اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا ‌الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ ..”

– عَنْ حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: «‌بِاسْمِكَ ‌اللَّهُمَّ ‌أَمُوتُ ‌وَأَحْيَا»

وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

– عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ” إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ،

ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ،

ثُمَّ لِيَقُلْ: رَبِّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، ‌فَإِنْ ‌أَمْسَكْتَ ‌نَفْسِي ‌فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ “.

– عَنْ حَفْصَةَ -رضي الله عنها-، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ

وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: «‌اللَّهُمَّ ‌قِنِي ‌عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ، عِبَادَكَ “.

– عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، ‌وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ».

– قَالَ ﷺ للبراء ابن عازب -رضي الله عنه-: ( إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ،

ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ،

اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مِن لَيْلَتِكَ، فأنْتَ علَى الفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَتَكَلَّمُ بهِ).

قالَ -البراء-: فَرَدَّدْتُهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، قُلتُ: ورَسولِكَ، قالَ: (لَا، ونَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ).

فيجب علينا الانتباه إلى ألفاظ الأذكار، لأنها تعبدّية.

– قَالَ ﷺ: ” ‌مَنْ ‌تَعَارَّ ‌مِنَ ‌اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ “.

خامساً: الوتر

قال ﷺ: (مَن خافَ منكم ألَّا يقومَ بالليلِ، فلْيُوتِرْ، ثُم ينامُ…).


يوم الجمعة هو يوم التفرغ للعبادة واستدراك الأشياء :

آخر ساعة من عصر يوم الجمعة يقول عنها النبي ﷺ : (فِي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ)

يوم الجمعة تفرغ لعبادتك، كانوا يقولون: دعوات الجمعة تأتي كفلق الصبح توا زي دعاء عرفة.

يقول أهل العلم إن الله إذا أحب عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة لفواضل الأعمال، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيء الأعمال.

2 / من الأمور التي يشملها هذا اليوم هو قراءة القرآن الكريم، قال ﷺ: (من قرأ حرفًا من كتاب اللهِ فله حسنةٌ).

القرآن يغير طريقة تفكيرك ويغير قراراتك، لذلك لا يبخل الإنسان على نفسه من القرآن.

عبادة ثانية يجب ألا يغفل عنها الإنسان: عبادة الذكر، وهي من أعظم ما أمرنا الله -عز وجل- بها، 

قال تعالى :” وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ”.

قال رسول الله ﷺ: أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم ، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم ، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم ، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ ،

وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتَضْرِبوا أعناقَهُم ، ويَضْرِبوا أعْناقكُم ؟ ! ، قالوا : بَلَى ، قال : ذِكْرُ اللهِ).

أيضا من العبادات التي لا يخلو منها الأسبوع: الصوم، وهو مما وصى به الرسول ﷺ خليله -رضي الله عنه-:

حين قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي ﷺ بثَلَاثٍ منها: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ).

وعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مرني بعملٍ، قالَ عليكَ بالصَّومِ فإنَّهُ لا عدلَ لَه). 

والسنة صيام يومَيّ الاثنين والخميس، قال النبي ﷺ:( مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).


الاستغفار:

دائماً ما ينفرد عن قضية الذكر؛ لأنه مهم يجب أن لا يخلو منه يومك، فإذا كنت تشعر بقسوة في قلبك، وإذا كنت تجد أن الطاعة ثقيلة عليك،

أي أنك تحتاج إلى الاستغفار لأن ذلك إنما وقع بذنب. ولذلك النبي ﷺ يقول: ( إنَّه لَيُغَانُ علَى قَلْبِي، وإنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في اليَومِ مِائَةَ مَرَّةٍ).

يقول ابن تيمية -رحمه الله- : فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه فعليه بالاستغفار والتوحيد

أحيانا نستغفر بلا ذنب، قال تعالى :” فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ”، يسن الاستغفار والذكر بعد العمل لجبر نقصه.

نختم بعمل مهم، وهو أن يكون لك نصيب من الصدقة يوميًا : قال النبي ﷺ: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ،

فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).

وقال الرسول ﷺ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ:… ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ).

وعن معاذ ابن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (ألا أدلُّكَ على أبواب الخير؟) قلتُ : بلَى يا رسولَ اللهِ !

قال : (الصَّومُ جُنَّةٌ ، و الصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ).

ختامًا قال الشيخ بن عثيمين -رحمه الله-: الله تعالى قد ينزل البركة للإنسان في وقته، بحيث يفعل في الوقت القصير مالا يفعل في الوقت الكثير،

ومن أعظم مايعينك على هذا: أن تستعين بالله -عز وجل-  في جميع أفعالك .

تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.