بتاريخ ١١/ ٢ /١٤٤٢هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط )

الملخص


من أنوار النبوة 10

هذه السلسلة من أنوار النبوة هي مجموعة من الأحاديث النبوية المتنوعة في عدد من المجالات

والهدف من هذا النوع من الدروس هو أن نتعلم سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

الأحاديث من كتاب (السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير) 


الحديث الأول: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (اجتَمعوا على طعامِكُم، واذكُروا اسمَ اللَّهِ علَيهِ، يبارَكْ لَكُم فيهِ) (أخرجه ابن حبان، وقال الألباني: حسن لغيره).

ويقول أيضًا: (أحبُّ الطعامِ إلى اللهِ ما كثرت عليهِ الأيدي) (أخرجه البيهقي في الشعب، وحسنه الألباني)

هذان الحديثان فيهما تشجيع على الأكل جماعة، وليس أن يأخذ كل فرد في العائلة صحنه ويأكل بمفرده،

ولا أن يُطهى لكل واحد طعامه الخاص فهذا يحب كذا والآخر يحب طعامًا غيره،

بل كلما اجتمع عدد أكبر من الأفراد على الطعام كان أكثر بركة سواء في الصحة، في الكثرة،في الإشباع، وأكثر حباً لله.


الحديث الثاني: يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(ادْنُ بُنَيَّ، فسَمِّ اللهَ، وكُلْ بيَمينِكَ، وكُلْ مِمَّا يَليكَ)(أخرجه أبو داود، وصححه الألباني)

هذا الحديث من الأحاديث التي حفظناها منذ الصغر ويعلمنا آداب الأكل من التسمية والأكل باليمين والأكل مما يلي الإنسان.

لذلك علينا أن نربي أطفالنا على ذلك فلا نسلمهم للمربيات يطعمونهم أو يعلمونهم، فقد يطعمونهم باليسار أو مع أغنية،

أو تطعمه و الأجهزة أمامه. فهناك آداب للأكل من الضروري أن يتربى عليها الطفل.


الحديث الثالث: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلاَجَهُ) (أخرجه البخاري)

الإرشاد النبوي أن الخادم إذا جاء بالطعام فالأصل أن تطعمه معك، إمّا أن تُجلسه معك ويأكل معك،

و إذا لم تستطع ذلك فعلى الأقل أن تقسم له من الأكل وهو لا يزال حارًا، وليس بعدما تنتهي ويبرد الأكل حتى لا يشعر أنه يأخذ فضلة الطعام.


الحديث الرابع: يقول النبي عليه الصلاة والسلام:  (أما أنَّهُ لو كانَ قالَ بسمِ اللَّهِ لَكَفاكم، فإذا أَكَلَ أحدُكُم طعامًا، فليقل بِسمِ اللَّهِ،

فإن نسيَ أن يقولَ: بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ، فليقل بسمِ اللَّهِ في أوَّلِهِ وآخرِهِ) (أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني)

فأي طعام  تذكر عليه اسم الله عز وجل يتبارك ويتكاثر. هذا الحديث الذي من المفترض أن الكل يعرفه،

ولكننا نرى ابتعاد الناس الآن عن مفهوم التسمية وعن تعليم الطفل أن يسمي قبل أن يأكل،

وكأن الأكل شيء ضمنّاه طوال الحياة فننسى أن نحمد الله عز وجل أو أن نذكر اسم الله عز وجل عليه.


الحديث الخامس: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (فإذا سقطت من أحدكم اللقمة، فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان) (أخرجه مسلم)

فلو سقط شيء من أكلك في الأرض لا ترمه! بل خذه واقطع منه ما اتسخ أو أزل ما أصابه والباقي اعتد أن تأكله،

وتذكر من يتمنون  هذه النعمة من الفقراء والمحتاجين. حتى الأطفال لابد أن يعتادوا على ذلك. 


الحديث السادس: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) (أخرجه مسلم)

عندما تمسك الأكل أو تقطعه بيدك فتتسخ يدك ببقايا الطعام لا تمسحها وترمها في القمامة،

بل خذها بطرف فمك وحاول أن تمسح بلسانك الشيء الذي بقي في أصابعك. لاحظ حرص النبي عليه الصلاة والسلام أن بقايا الطعام لا تُرمى.


الحديث السابع: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ليأكُلْ أحدُكُم بيمينِهِ، وليشرَب بيمينِهِ، وليأخذ بيمينِهِ، وليُعطِ بيمينِهِ،

فإنَّ الشَّيطانَ يأكلُ بشمالِهِ، ويَشربُ بشمالِهِ، ويُعطي بشِمالِهِ، ويأخذُ بشِمالِهِ) (أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني)

فأنت أي الفريقين تودّ أن تكون معه؟ من أهل اليمين أم من أهل الشمال؟ 

فالخيار  لك إما أن تأكل بيمينك أو  بشمالك، وإذا أكلت بشمالك فتذكّر أن هذه أكلة الشيطان ومن تشبه بقومٍ فهو منهم.


الحديث الثامن: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (وليسلِتْ أحدُكم الصَّفحةَ، فإنكم لا تدرون في أيِّ طعامِكم تكون البركةُ) (أخرجه مسلم)

يسلت: كأنه يمسح الصحن في بعد الانتهاء من الأكل حتى لا يبقى فيه شيء من الأكل وهذا من تقدير النعمة.


الحديث  التاسع: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا وُضِعَ الطَّعامُ، فخُذوا من حافتِهِ، وذَروا وسطَهُ، فإنَّ البرَكَةَ، تنزلُ في وَسطِهِ)( أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني) 

بركة الطعام تنزل في وسطه، لذلك الأصل أن  تأكل من الأطراف حتى لا تنزع البركة من الطعام،

وهذا من أبسط الآداب التي نتعلمها ونعلمها أطفالنا.


الحديث العاشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( أما أنا فلا آكُلُ متَّكئًا) (أخرجه الترمذي، وصححه)

ليس من سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن تأكل وأنت متكئ على ظهرك أو يدك لما فيها من البطر بالنعمة، بل كل وأنت متجهز للطعام.


الحديث الحادي عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ» (أخرجه البخاري)

لذلك عندما يكون لديك وليمة لا تعد الطعام على عدد المدعوين، بل أعد الطعام لنصف العدد وسيكفي الجميع ويزيد.


الحديث الثاني عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (الحلال بيّن والحرام بيّن، فدع مايريبك إلى ما لا يُريبك) (أخرجه النسائي، وصححه الألباني)

هذا الحديث هو قاعدة للحياة. فالحلال بيّن ولا يشك فيه اثنان، والحرام بيّن وأيضًا لا يشك أحدٌ فيه.

حتى وإن أصبح هذا الحرام موضة بين الناس فإنه يبقى حراماً. فإذا شككت في حكم أمر ما ولم تعرف إذا كان حرامًا أم حلالًا،

فالرسول -صلّى الله عليه وسلم- يوجهنا (دع مايريبك إلى ما لا يريبك) فالدنيا واسعة والدنيا فيها فُسحة، فلا تجعل سعادتك في شيء واحد.


الحديث الثالث عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (خيارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطعامَ، وردَّ السلامَ) (أخرجه أحمد، وحسنه الألباني)

مفهوم الخيرية للرسول عليه الصلاة والسلام الذي يربي الأمة على مكارم الأخلاق، وهذان الأمران سببٌ في خيرية الإنسان. 


الحديث الرابع عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(من أكل طعاماً ثم قال: الحمدلله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه

من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه) (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني)

الجملة البسيطة التي تقولها بعد الأكل أجرها أن يغفر لك ما تقدّم من ذنبك،

فكل ذنوبك السالفات قبل هذه الوجبة التي حمدت الله عليها تُمحى بعد الأكلة بإذن الله.


الحديث الخامس عشر: ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من لبس ثوبًا فقال: الحمدلله الذي كساني هذا [ الثوب ]

ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه) (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني)

حتى هذا الشيء البسيط يُغفر بسببه للإنسان ماتقدم من ذنبه وما تأخر، فالقضية كلها هنا هي ”تقدير النعمة“.


الحديث السادس عشر: (نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الجلوس على مائدةٍ يُشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطحٌ على بطنهِ) (أخرجه أبو داود، وضعفه)

لما في ذلك من البطر في التعامل مع النعمة، فالطعام نعمة لابد من أن يؤدي الإنسان شكرها. 


الحديث السابع عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الذي يَجُرُّ ثِيابَةُ مِنَ الخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إلَيْهِ يَومَ القِيامَةِ) (أخرجه مسلم)

نضع هذا الحديث مع حديث آخر معروف (إنّ الله جميلٌ يحب الجمال)  (أخرجه مسلم)

لا منافاة أن الإنسان يلبس الجميل من الثياب، ولكن المشكلة عندما ندخل في دائرة البطر والخيلاء والتكبر على الناس.

فالقضية ليست في الذيل وهو المعنى الظاهري للحديث فقط، بل هو أي لباس يلبسه الإنسان ويدخل فيه التكبر على الناس. 

قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف: (ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة، ولا يزكيهم

ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) (أخرجه النسائي، وصححه الألباني)  

الله -عز وجل- لا ينظر لمسبل إزاره، فتخيل موقفك يوم القيامة وأنت تحتاج أن ينظر الله -عز وجل- إليك

بنظر الرحمة ولكنك مارست شيئًا في دنياك يمنعك من هذه النظرة. 


الحديث الثامن عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجمالَ ويُحِبُّ معالِيَ الأمور، ويَكْرَهُ سفْسافَها) (أخرجه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني)

فالله يُحب منك معالي الأخلاق، و ليس أن تعبد الله بأدنى الأخلاق و تُعامل الناس بالمثل! 

قدّم النية الأفضل، حسِّن الظنّ بالناس، لا ترد السيئة بالسيئة، وحاول دائمًا أن ترفع نفسك،

وهذا ليس بضعف منك، بل لأنك تتاجر مع الله عز وجل، والله يُحب ذلك ويُحب أن ينظر إليك فيه.


الحديث التاسع عشر: يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(منْ لَبِسَ ثوبَ شهرةٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ يومَ القيامةِ ثوبًا مثلَهُ) (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني)

ثوب الشهرة هو ثوب يلبسه الإنسان ليُشار إليه بالأصابع، سواء كان ثوبًا غاليًا أو من مصمّم مشهور أو مرصّع بالجواهر والألماس.

وعقابه أن يُلبس مثله في الآخرة ويُلهب فيه في النار. فكيف بما هو أكثر من ذلك؟

أن تحيا حياة كاملة حتى يشير الناس إليك بالأصابع. فكيف أصبحت فكرة الشهرة الآن شيء حسن،

وصرنا نرى عوائل وأمهات يتاجرون بأطفالهم الصغار لمجرد كسب مُتابعين أو غيره.


الحديث العشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (خذ عليك ثوبك ولاتمشوا عراة) (أخرجه أبو داود، وصححه الألباني)

وقال النبي (الفخذ عورة) (أخرجه البخاري)

وفي حديث اخر (أنَّ النَّبيَّ ﷺ مرَّ برجل وَهوَ كاشِفٌ عَن فخِذِهِ فقالَ النَّبيُّ ﷺ غطِّ فخذَكَ فإنَّها منَ العورةِ) (أخرجه الترمذي، وحسنه)

وحديث النبي (نهيت أن أمشي عرياناً) (أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وصححه الألباني)

  لو جمعت هذه الأحاديث تستطيع أن تعرف صورة الإسلام للبسنا وكيف من المفترض أن يكون،

وعن نوعية العفة والاحتشام التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها.


الحديث الحادي والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة

ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد)  (أخرجه مسلم)  

 فلا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد أي لا يلتحفون بلحاف واحد.

ولا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة. كل هذه الضوابط لو التزمنا بها لما وجدنا العلاقات الغير طبيعية

بين الفتيات بعضهم ببعض والشباب بينهم وبين بعض، هذا لأننا تساهلنا في أمور كثيرة منها النظر للعورة.


الحديث الثاني والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك) (أخرجه مسلم)

مجرّد كفّ شرك عن الناس هذه صدقة منك على نفسك. كأن تعرف نفسك عندما تتكلم تنفعل،

إو إذا دخلت في أي نقاش لا تثمّن كلماتك، وقد تجرح من معك، إذًا من الممكن  ألاّ تدخل في نقاش حتى لا تنفعل وتكفّ شرك عن الناس.


الحديث الثالث والعشرون: يقول النبي: ( لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس) (أخرجه مسلم)  

يتقلب في نعيم الجنة لمجرد أنه كف الشر والأذى عن الناس في الطريق. هذا فقط لأنه قطع شجرة !

فكيف سيكون أجر من يكف شرور الدين عن الناس ومن ينظف الطريق لعقيدة صافية وصحيحة؟


الحديث الرابع والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من أخرج من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم

كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة) (أخرجه الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني)

وفي حديثٍ آخر يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من رفع حجراً من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة) (أخرجه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني)            

 الشاهد من هذه الأحاديث أن أحدهم فقط أماط الأذى، وآخر رفع حجرًا عن طريق الناس حتى لا يتعثرون ويصطدمون به،

هذه الأعمال البسيطة كان لها هذا الميزان عند الله، فتخيل الناس التي جعلت حساباتها

منابر لنشر العلم كم يؤجرون؟ كم يحملون من الأحجار عن طريق المسلمين؟


الحديث الخامس والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( الجرس مزامير الشيطان) (أخرجه مسلم)

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تدخل الملائكة بيتًا فيه جرس) (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني)        

الجرس ليس آلة موسيقية بل أداة تنبيه، وكان النصارى يستخدمونها حتى يعلنوا بها صلاة الأحد وغيره،

وكانوا يعلقونها على الدواب حتى لا تضيع، ومع ذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام ينهى عن ذلك.

فلمّا ينهى عليه الصلاة والسلام عن الجرس فما بالك بالمزامير والمعازف الموسيقية الأخرى.


الحديث السادس والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام:  (صوتان ملعونان في الدنيا والاخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة) (أخرجه البزار، وحسنه الألباني)  

 دائمًا الإسلام ينهى عن التطرف في الحالتين، فعند النعمة يبطر الإنسان ويجازيها بأن يأخذ عندها هذه المزامير بالبطر

ومعصية الله عز وجل. وفي المقابل عندما يصاب بأي مصيبة يقابلها برنة وهي ضرب الوجوه

أو شق الجيوب أو صياح بصوت عالٍ وهذه من النياحة المنهي عنها.


الحديث السابع والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن قردة وخنازير) (أخرجه الطبراني في الكبير، وحسنه الألباني)      

 لم يأتِ على هذه الأمة مسخ، ولكن سيكون فيهم ذلك في آخر الزمان على هذه المجموعات التي تجتمع على اللهو والطرب.

فالموضوع خطير، أين ستكون أنت؟ و من أي فئة؟ وهل ترضى أن تكون من هؤلاء؟


الحديث الثامن والعشرون: يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين

فإن لم تكونوا باكين فلاتدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم ) (أخرجه البخاري)  

  كان هذا الحديث عند مرور النبي-صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك على مدائن صالح والحجر.

فأي أقوام نزل عليهم عذاب الله فلا تدخل ديارهم وأنت تتفرج وتأخذ الصور ووتستمع للموسيقى !

بل أرشدك النبي -عليه الصلاة والسلام- أن تدخل بشعور الخوف وبشعور قرب عذاب الله على من فعل فعلهم حتى لا يصيبك ما أصابهم.


الحديث التاسع والعشرون: يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ( إذا أتى الرجل القوم فقالوا له مرحبا فمرحبًا به يوم القيامة يوم يلقى ربه

وإذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطا فقحطًا له يوم القيامة) (أخرجه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني) 

ويقول -عليه الصلاة والسلام-: ( من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن اثنيتم عليه شراً وجبت له النار ) (أخرجه مسلم)  

وفي حديث آخر يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس خيرًا

وهو يسمع وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرًّا وهو يسمع) (أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني)  

        فكيف حالك مع الناس هل ترحب بك؟ أم تقول لك أهلًا مجاملة؟ أم يخافون منك أن تسيء الفهم وتعقد الأمور؟

فلابد أن تعرف ماذا يقال عنك، وما ردود أفعال الناس تجاهك؟ ولماذا ذلك؟

هذه فقط طائفة صغيرة من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- .

نسأل الله أن يجعلنا من أهله وألا يحرمنا من صحبته، والشرب من حوضه الشريف ودخول الجنة.


تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.