بتاريخ ٢٤ / ٨ / ١٤٤٠ هـ


لسماع المحاضرة صوتًا

( كرمًا المحاضرة الصوتية للنساء فقط)


الملخص:

نحمدُ الله حمد الشاكرين المؤمنين الممتنين لجلالِ فضله ونعمته ، في مثل هذه الأيام جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى أصحابهِ مُتهللاً مُستبشرًا وجههُ وهو يقول : ( أتاكم رمضان شهرٌ مُبارك )

([أخرجه النسائي، قال الألباني: صحيح])

هذا الوجه المستبشر للنبي عليه الصلاة والسلام وهو يُبشر الصحابة بهذا الفاضل ليس من عبث، بل لأنهُ شهر ليس كسائر الشهور .

قرأنا كثيرًا وسمعنا في فضائلهِ، لكن الحقيقة في كُل سنة ننتظر رمضان على أحر من الجمر، وننتظره انتظار الإنسان المُشفق المحتاج لأن يروي قلبه هناك، ثمة غذاء لا يُمكن أن ترتوي منه الروح إلا في رمضان فقط، فنمضي إحدى عشر شهرًا ونحنُ في سباق مع هذه الدنيا واستهلاكاتها، ليأتي رمضان مثل المحطة التي نتزود فيها لبقية عُمرنا وحياتنا.

قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة.)

([أخرجه الترمذي، قال الألباني: حسن])


في هذا الشهر تأتي الملائكة فتسحب  كل هؤلاء الشياطين صغيرهم وكبيرهم ومردتهم الكبار فيُربطون ويُصفدون، والتصفيد هي السلاسل المربوطة، فلا يبقى شيطانٌ طريد، ولا يبقى شيطان ضائع ولا مُكفل بإنسان أبدًا، كل الأحاديث التي كُنا نأخذها مثل “إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بًالله. قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟”

([أخرجه أبو داود، قال الألباني: صحيح.])

 كل الأحاديث التي كنا نقول “يأتي الشيطان” في هذا الشهر لا يأتون، فلا يبقى من هؤلاء الشياطين أحد.

ولذلك كيف ندخل رَمضان ؟

وهذا سؤال مهم جدًا، تدخل رمضان وأنت بين ثلاث حالات  :


١- حالة الفرح بأن الله بلغك،

لأننا نحن بما فعلناه بـأحد عشر شهرًا بحياتنا اليومية هل نستحق بلوغه!
فادخل بمشاعر الفرح أن الله بلّغك هذا الشهر، وافرح فيه { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } افرح بهذا الشهر وفرحك فيه أنك فقط بلغته ، فنحن بأي فضل عند الله أمدنا في العمر حتى نعيش وندخل في رمضان .
” مَن صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ وجهَهُ من جَهَنَّمَ، سبعينَ عامًا “.

([أخرجه النسائي، قال الألباني: صحيح])


۲- الشعور الثاني هو شعور الحياء من الله .

سعيدون وخجلون لأننا ما استعدينا حَقّ الاستعداد ، ومن فينا حقًا استعّد لمثل هذا الشهر،  كانوا السلف يسبقون ستةَ أشهر يسألون الله عز وجل أن يُبلغهم رمضان ليس في رجب ولا شعبان بل نصف سنة أي ما يعادل ستة أشهر وهم يدعون الله أن يُبلغهم رمضان ؛ لأنهم يعرفون الفضائل التي تحصل فيه، من مضاعفة الأجور ويكفي في فضله ليلة القدر.


٣- الشعور الثالث وهو شعور الحب.

أنك تصوم رمضان حُبًا، ليس في هذا الشهر فقط ولا للرحمات والجوائز التي تنزل فيه، وإنما حُباً فيمن شرعه، فياربّ أنت تُحب رمضان، وتُحب أننا نصومه، يا ربّ سأصومه لك، سأمتنع عن الأكل والشرب لك فقط وحدك، ولذلك هي العبادة الوحيدة التي لا يدخل فيها رياء لأن هذا شيء بينك وبين الله عز وجل.

فإذًا ندخل بهذهِ الثلاث بشائر، وندخل أيضاً بـ { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } فمن حين ما يقال لك دخل رمضان وأنت تدخل في سباق إلى الله عز وجل.

نصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، فأما إيمانًا بفرضية هذا الشهر، واحتسابًا للأجرِ كما فرضهُ الله عز وجل، لماذا إيمانًا واحتسابًا؟ لأن كل أجور رمضان عُلقت في هاتين الكلمتين بالذات ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)

([ أخرجه البخاري.])

( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)

([ أخرجه البخاري.]).

إيمانًا واحتسابًا، ليس معناها أن الناس صامت وصمنا معهم، و كل الناس يصلون التراويح فقمنا معهم, لا!، هذا الشعور ليس هو الشعور الطبيعي، بل الشعور الذي يؤجر الإنسان عليه حينما يكون إيمانًا واحتسابًا.


ماذا نحتسب حينما ندخل في هذا الشهر؟


أول احتساب أننا نأتمر بأمر الله عز وجل هو فرضه علينا، و سُنة النبي عليه الصلاة والسلام شرعنا، فهو ركن من أركان الإسلام الخمسة.

هل هذا كل ما في الأمر ؟ لا، وإنما هناك نيات أخرى لماذا نعددها الآن؟


لأن أجرك على قدر نيتك

وكلما عظّمت النيات في العمل الواحد كلما تعاظمت الأجور، نحنُ أمّة مُحمد صلى الله عليه وسلم، أمّة بالمقارنة مع الأمم الأخرى أقصرهم عُمرًا، ولذلك الأمم من قبلنا يعيشون قرونًا، ونحن نعيش سبعين سنة، فلا توجد مقارنة بين سبعين سنة وألف سنة.
قال تعالى{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .” لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” معناها التقوى هي السبب، الله الذي فُرض من أجله الصيام, فما فُرض هذا الصيام إلا من أجل التقوى، أي لا بد أن يكون هذا الشهر هو شهر التقوى

ما هي التقوى ؟

أن تجعل بينك وبين غضبِ الله وعذابهِ حاجزًا ووقاية. لما سأل عمر بن خطاب أبيّ بن كعب : ما هي التقوى؟ قال : أما مررت أرضًا ذات شوك ؟ قال: نعم ، قال: فما عملت؟ قال: مشيتُ وتحرصت، قال: فكذلك التقوى .
هناك عشرة نوايا احرص على أن تحققها في رمضان :
النية الأولى  : اتقي الله عز وجل فمن يتقي الله يُكفر عنه من سيئاتهِ ويعظمَ لهُ أجرا،

فإذًا كونك تدخل في زُمرة المتقين ليس شيئًا سهلًا، الله يبارك لك في عُمرك وفي حياتك ويجعل لك من أمرك مخرجًا ويجعل لك من أمرك يُسرًا ويكفر عنك سيئاتك.

النية الثانية : أن تنوي بصيامك في رمضان أن تتخلص من ذنوبٍ في ماضيك وأن لا تعود لها في مُستقبلك،

عندك أمور لم تستطع تركها، جاء رجب وشعبان وحاولت، الآن اقترب رمضان ولديك قرار مؤجل من أربع أو خمس أو١٠ سنوات، وأنت تريد لقلبك أن يتوب اجعل رمضان فرصة لك, فتدخل رمضان وأنت تسأل الله عز وجل أن ينزع المعصية منك، ينزعها بحُبها بثقلها بإدمانها بكل تفاصيلها منك ومن قلبك.

النية الثالثة : أن يكون الصيام هو سبب بلوغك أعلى الدرجات عند الله.

لماذا؟ (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)

([ أخرجه البخاري.])

حديث قُدسي يقولهُ اللهُ عز وجل، إذًا في كل يوم أنت تصوم وقد تشعر في العصر أنك جائع. افرح بهذهِ المشاعر واعرف أنك بعبادة وهذهِ العبادة بالذات يُحبها الله عز وجل منك بل هو من يقول ” إلا الصوم فإنّهُ لي وأنا أجزي به”

النية الرابعة : أن يكون الصيام هو علاج لكلِّ ما يُمرضُ قلبك حسيًا أو معنويًا.
 أننا نمرض أحيانًا مرض جسدي وأحيانًا مرض معنوي ” الصيام يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ”  والوحر: هو تلك الحرارة التي يجدها الإنسان في صدرهِ ، غير الحقد والحسد والتوتر هناك شيء مُزعج داخل صدرك. الصيام يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ويُذهب الوساوس.

النية الخامسة: أن تنوي أن يحفظك الله عز وجل في أيام رمضان من الفتن ،

يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( فتنةُ الرجلِ في أهلهِ وجارهِ  تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدَقَةُ)

([ أخرجه مسلم.])

النية السادسة : انوِ في صيامك أن يسد الله عنك أبواب الشر.

لأنه أحيانًا قد تكون طيباً وصالحاً لكن باب الشر ينفتح أمامك فلا تستطيع المقاومة، معناه أننا نحن بحاجة إلى مدد من الله أن لا نرى أبواب الشر أساسًا؛ لأننا لو رأيناه قد لا نتمالك أنفسنا.

النية السابعة: انوِ أيضًا في صيامك أن يكون سببًا لنجاتك يوم الحساب،

انظر لهذا الحديث: ( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسِعت )

([أخرجه الحاكم وقال الألباني: صحيح])


ما علاقة الصيام بهذا الكلام؟ 

يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ، الحَسَنةُ عَشَرةُ أمثالِها، إلى سَبعِ مِئةِ ضِعفٍ، إلى ما شاءَ اللهُ، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إلّا الصَّومَ؛ فإنَّهُ لي، وأنا أجزي به)

أخرجه البخاري

فلما يوضع في الكفة وترجح السيئات الله يُضاعف الصيام فُيضاعفه إلى أن يرجح بصاحبه ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )

النية الثامنة : أن يكون هذا الصيام هو سبب لدخولك الجنة.

هُناك باب في الجنّة اسمه باب الريان لا يُنادى منهُ إلا الصائمون فما يُنادى من هذا الباب إلا الناس التي أتمت فرضها وأتمت صيامها وعُرفت بهذا الصيام، فهؤلاء يدخلون ويُنادون من هذا الباب يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنَّ في الجَنَّةِ بابًا يُقالُ له الرَّيّانُ، يَدْخُلُ منه الصّائِمُونَ يَومَ القِيامَةِ)

أخرجه البخاري

تخيل معي لو كنت أنت آخر من دخل هذا الباب، وأريدك أن تشعر بهذا الشعور وأنت ترى الباب يُغلق خلفك، وترى اسمك من ضمن قائمة الذين يدخلون باب الريان، لا تسأل عن فرحتك عندما تشعر أنك نجوت، وخلفك ملايين من الذكور والإناث ما دخلوا!

النية التاسعة : أن يكون لك شفيع.

الصيام والقُرآن يأتون يوم القيامة لك ولهم لسان ينطق يُحاجان ويشفعانِ لصاحبهما، يقول القرآن: يا رب منعته النوم بالليل، ويقول الصيام: يا رب شفعني فيه منعتهُ طعامه وشرابه، فلما ندخل على هذا الشهر كل يوم يمر هو شفيع لك، وكلما تُكثر من الصيام كنافلة فأنت تستكثر من شفاعتهم ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ)

([ أخرجه أحمد، قال الألباني: صحيح.])


النية العاشرة :  أن تنوي في صيامك تلك الدعوة المستجابة،

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ)

( أخرجه البيهقي )

إذًا أنت طوال صيامك وأنت في موطن استجابة، أرأيتم كيف حالنا في ساعة العصر الأخيرة من يوم الجمعة، وكيف نرفع أيدينا وكيف نتحين هذه الساعة بالذات، لأجل الدعاء لأنها موطن استجابة، في رمضان طوال صيامك فأنت في موطن استجابة؛ لأن للصائم دعوة مستجابة

فهذا في الصيام. فأما القيام، فتحتسب ما يلي: من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة، فقيام ليلة كاملة، ولذلك الله عز وجل يُثني على هؤلاء الذين يقومون لله عز وجل ويصومون في رمضان بالذات، فهم يجاهدون على نوعين:

الأول: أن يجاهد بالنهار وجهاده بالنهار هو جهاد الصيام.

الثاني: أن يجاهد بالليل وجهاده هو القيام والتراويح.

ماذا نفعل خلال هذا الشهر؟ ماذا نفعل في يومنا خلال رمضان ؟ 


١- أكثر من الاستغفار والتوبة،

هذا أول شيء، ضروري جدًا أن تكثر منه؛ لأنه ليس بطبيعي أن تدخل وأنت لا زالت عندك ذنوب وسيئات، تدخل وأنت لم تطهر قلبك، فأكثر فيه من الاستغفار والتوبة حتى تنزل عليك الرحمة.
وهذا الشهر إذا كان هو شهر التقوى فإنك تجعل بينك وبين غضب الله وعذابه حاجز ووقاية، معناها من المهم أن الله لا يراك وأنت تعصيه طرفة عين .



2- أن يكون بينك وبين القرآن صحبة،

هذا القرآن هو القرين بشهر رمضان { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } .

فلا ترضى أن يمضي يوم بأقل من جزء أو ثلاث أو خمسة أو عشر، تذكر المئة مليون من المسلمين الذين يسابقون معك في هذا الشهر، هؤلاء يتسابقون إلى الله عز وجل يتلمسون مراضيه، فأنت لن تكون أقل، ليس عندك أي صعوبات في القراءة، فمعناها أنك تستطيع قراءة القرآن والله يسره لك(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).


 
3- كل يوم من رمضان لابد أن يكون لك نوع من الرباط أو الاعتكاف الجزئي،

ماذا نقصد بالرباط؟ هي جلستك، إما جلسة الإشراق بعد أن تصلي الفجر تجلس في مصلاك، أو حتى بين العصر والمغرب، أو بين الظهر والعصر، لكن دع لك وقت تستطيع الخلوة فيه بعبادتك لله عز وجل.



4- اجتهد في الدعاء

لأن الصفحة التي جاء فيها ذكر الصيام في القرآن, جاءت هذه الآية في منتصف آيات الصيام “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان” فكان العلماء يقولون إنما كانت هذه الآية بين آيات الصيام لشديد العلاقة بين الصيام وبين الدعاء؛ فبدعواتك أنت تلتمس رضا الله, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال بذلك، فيقول الله لجبريل: إن فلانا عبدي يلتمس أن يرضيني ألا وإن رحمتي عليه)

[أخرجه أحمد، قال الأرناؤوط: حسن. ]

إذًا أنت فقط بدأت تلتمس الطريق والله عز وجل يباهي بك الملائكة وينادي جبريل إن عبدي فلان يلتمس مرضاتي ألا إن رحمتي عليه. الله عزوجل ينظر لك من فوق سبع سماوات وينادي جبريل وكلاهم ينظرون إليك -وأنت في الأرض تحاول وتجاهد- فتكون الرحمات من عنده.



5- أن تنتبه جدا للسانك

يقول النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ولا يستقيمُ قلبه حتى يستقيمَ لسانه)

[أخرجه أحمد، قال الألباني: حسن.]

 فاستقامة اللسان جزء من استقامة القلب واستقامة القلب جزء من استقامة الإيمان.



6- نوّع أعمال الطاعات على نفسك.

وعندما نقول نوّع أعمال الطاعات، يعني اذهب وابحث ما الذي من الممكن أن تفعله كإضافة، لأن الصيام المفترض أنك تحفظه أن لا يخدش بأي خادش، يقول أبو هريرة رضي الله عنه :(الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يُرقعه، فمن استطاع أن يلقى الله بصيام مرقع فليفعل).

حاول يكون لك أبواب أجور تشغل نفسك بها وتفعلها وأنت تحتسبها، فلا تلقى الله عز وجل فقط بعمل واحد لماذا؟ لأنه ليس عندنا ضمانات أن عملك الواحد هذا متقبل، ولا عندنا ضمانات بأن هذا العمل كافي ويصمد أمام الأمور التي نفعلها في حياتنا.



7-ما استطعت أن تثابر على شيء فثابر.  

يقول النبي عليه الصلاة والسلام:( ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ، أو: إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ)

أخرجه مسلم

سننك، صلاتك، صلاة الضحى، الإشراق، السنن الرواتب، هذه من الأشياء التي لا يمكن أن تفرط فيها، بالعكس، تبحث عن زيادة.



8- من المهم أن تبحث لك عن رفقة إيمانية،

هذا الشهر تحتاج لرفقة، تحتاج لمن يسير معك ويشد من أزرك، ابحث لك عن رفيق صالح يساعدك، وإن لم تجد هذه الرفقة لا تؤخر نفسك، وإذا من معك لا يشجعون فلا تبطئ، يقول الله عز وجل : (وإن منكم لمن ليبطئن)، هناك أناس تبطئ الخطوات فإذا لم تجد فلا تكبّل نفسك مع أناس يبطؤونك ويأخرونك.

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن يصومون رمضان ويقومونه إيمانًا واحتسابا

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


* تنويه: مادة المحاضرة جمعت من مصادر عدة وجميع المحاضرات في المدونة ليست كتابة حرفية لما ورد في المحاضرة؛ إنما تمت إعادة صياغتها لتُناسب القرّاء وبما لا يُخلُّ بروح المحاضرة ومعانيها.